احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: إيران والصفقة والعقوبات

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669

    إيران والصفقة والعقوبات

    أضواء على الساحة الامريكية



    إيران والصفقة والعقوبات






    إعداد: د. حسن البراري - إختراق كبير حققته الدبلوماسية التركية والبرازيلية في التعامل مع الملف النووي الإيراني، واستطاعا تحقيق ما عجز عنه المجتمع الدولي بأسره بعد أن ثبت للقاصي والداني أن القيادة الإيرانية ليست من النوع الذي يقدم تنازلا استراتيجيا حتى في أحلك الظروف، كما وثبت أيضا أن اتباع سياسات حافة الهاوية التي توظفها أميركا لفظيا أو توظيف البعبع الإسرائيلي لا تبدو أنها قادرة على إخافة القيادة الإيرانية التي تقيم حساباتها بشكل دقيق.
    الإتفاق الذي فاجأ المراقبين والمحللين وربما توقيته دفع الكثير من الدول التشكيك في جدواه، كما دفع القضية الإيرانية لواجهة النقاش العام في واشنطن مجددا. وهذا هو تشارلز كروثامر من الواشنطن بوست يكتب مقالا في الحادي والعشرين من الشهر الجاري يعبر فيه عن اتجاه في واشنطن يشكك في القرار الإيراني في التوصل لإتفاق مع البرازيل وتركيا ويصفه بأنه خدعة جديدة. والنقطة التي يستند عليها من يقول بإن إيران مازالت تخادع هو توقيت الاتفاقية لأن إيران استمرت في التخصيب لمدة سبعة أشهر (بعد فشل التوصل إلى إتفاق في جنيف في أكتوبر الماضي) والآن تقترح نقل بعض من اليورانيوم المخصب لتركيا، لكن القضية الأهم هي أن إيران حتى بعد نقل الكمية المتفق عليها مع تركيا والبرازيل فإنه مازالت في حوزتها ما يكفي لتصنيع قنبلة ذرية. ويستشهد تشارلز كروثامر بالموقف الفرنسي عندما أعلن وزير خارجية فرنسا مباشرة بأن نقل اليورانيوم لتركيا لن يوقف إيران من مواصلة مشروعها لامتلاك السلاح النووي.



    لكن يرى تشارلز كروثامر أن الإتفاق التركي البرازيلي مع إيران من شأنه أن يصعّب من قرار فرض عقوبات جديدة ذات معنى على إيران. وبالفعل فمسودة القرار التي قدمتها الإدارة الأميركية لمجلس الأمن هي ضعيفة إذ لم تنطو على وضع البنك المركزي الإيراني على القائمة السوداء ولم تفرض عقوبات على صناعة النفط والغاز الإيرانية ولا تفتيش السفن الإيرانية في أعالي البحار. ومما زاد من الطين بلة هي أن تركيا والبرازيل- كأعضاء في مجلس الأمن- لن يوافقا حتى على مجرد نقاش المشروع في حين أن الصين ستجد الذريعة لاضعاف القرار أكثر وأكثر.
    ما يزعج تشارلز كروثامر وغيره من دعاة التشكيك في الاتفاق هو الصورة التي التقطت للرئيس البرازيلي- الذي يعد أهم حليف لأميركا في أميركا الجنوبية- ورئيس وزراء تركيا- الذي تعد بلده عضوا مهما لحلف الناتو. فالصورة لهؤلاء القادة الذين هم محط إحترام العالم التقطت مع الرئيس الإيراني الذي يكن عداء شديدا للولايات المتحدة. ويرى كاتب المقال أن الصورة تعبر عن حكم على سياسة الرئيس أوباما الخارجية وتبرهن على أن القوى الصاعدة على المستوى الكوني استبطنت بأنه لا يوجد كلفة تذكر في الاصطفاف مع أعداء الولايات المتحدة وأنه لا يوجد مكافأة في الاصطفاف مع الولايات المتجدة بسبب سياسة الاعتذار والاسترضاء. فهؤلاء رأوا كيف أن محاولات أوباما لاستراضاء إيران تنتهي بالفشل والاهانة، فكلما تبدي إيران رفضا لمقترح ما تقوم الولايات المتحدة باقتراح جديد لإجراء مفاوضات. وقد وصل الاذعان الأميركي لديناميكية العلاقة بالشكل المشار إليه عندما أظهر الرئيس أوباما ترددا في التعبير عن دعم المتظاهرين الإيرانيين من أجل الديمقراطية والذين عانوا الأمرين من القمع الإيراني، فدعواتهم الاصلاحية تنسجم مع أحد أهم أهداف الولايات المتحدة على مدى ثلاثين عاما لأنها تمتلك امكانية تغيير النظام الإيراني.
    ويرى تشارلز كروثامر أن قادة تركيا والبرازيل وإيران أيضا كانوا قد شاهدوا الاذعان الأميركي لروسيا في مسائل متعلقة بأوروبا الشرقية وبخاصة حول أوكرانيا حيث تمكنت روسيا من اكراه أوكرانيا لتمديد استئجار البحر الأسود كقاعدة بحرية لفترة خمس وعشرين سنة أخرى، ولا ننسى جورجيا والضم الروسي القائم للأبخاز وكل هذه القضايا لم تعد على طاولة الحوار بين روسيا وأميركا. وحقيقة فقد قدمت الرئيس أوباما تنازلين لروسيا ليضمن تعاونها معه في مجلس الأمن: رفع الحظر الأميركي عن القاعدة التصنيعية العسكرية الروسية وموافقة الرئيس أوباما بأن لا يمانع من اتمام صفقة الصواريخ بين روسيا وإيران وهو صواريخ تمتلك اماكنية اسقاط طائرات أميركية أو إسرائيلية في حال حدوث حرب.
    ويستمر تشارلز كروثامر ببناء حالة لاقناعنا بأن سياسة أوباما الخارجية قائمة على الإذعان إذ يشير إلى سوريا كتابع لإيران، إذا سترسل واشنطن سفيرها إلى دمشق حتى في وقت تتدخل فيه سوريا في لبنان وتحكم بقبضتها على مجمل الأمور هناك. فسوريا تقوم بتزويد حزب الله بصواريخ وهي تقوّي من التحالف مع حزب الله وحماس. وماذا يخسر هؤلاء وماذا يكسبون؟ هنا يجيب الكاتب بأن الولايات المتحدة تقدم المزيد من سياسة الاشتباك. ويضيف كيف أن أميركا تم التعامل معها بنوع من الاهانة من قبل إسرائيل. بمعنى أن حلفاء أميركا لا يرون سوى سلبية الأخيرة وعدم المبادرة من قبل أميركا. وعلى حد تعبير الكاتب فإن هذا لا يعبر عن أميركا في تراجع في قوتها وإنما في أميركا في حالة انسحاب وهو ما يدعو القوى الصاعدة لمليء الفراغ.
    وينتقد الكاتب بالقول أن التراجع والانسحاب ليس بسبب تغير في الموازين بقدر ما هو نتاج تخطيط وهو بالضبط منسجم مع رؤية أوباما التي يراها تشارلز كروثامر بأنها منسجمة مع رؤية العالم الثالث حول اعمال أميركا السيئة وسؤ تصرفها وعدم احترامها للعالم وهيمنتها عليه. وهي القضايا التي يرى أوباما بأنه جاء ليخلص الولايات المتحدة منها. وبسبب كل ما ذكر يرى تشارلز كروثامر بأن تركيا والبرازيل تصرفا بعقلانية شديدة، فلا يوجد هناك ما يخسره الواحد من الخوف من أميركا.
    وعودة على بدء، نقول تمكنت تركيا والبرازيل من التوصل إلى صفقة مع النظام الإيراني قد تمهد الطريق لمزيد من التسويات السياسية التي يفضلها الجميع على حرب لا يعرف أحد إن بدأت كيف ستنتهي. ففي خضم الإستعدادات الأميركية لأخذ الملف النووي الإيراني لمجلس الأمن وفرض عقوبات قاسية بحق إيران بسبب موقف الأخيرة من مجمل الملف النووي، توصلت البرازيل وتركيا لإتفاقية بشأن الملف النووي يمكن لها- إن وظفت بشكل صحيح من قبل طهران- أن تجنب إيران عقوبات حتمية وبخاصة بعد أن إنضمت روسيا رسميا للمساعي الأميركية لبناء حالة الحصار والعقوبات ضد طهران. لكن المسألة ليست بهذه البساطة، فما زالت السياسة الأميركية في المنطقة تمتاز بالانتهازية والإزدواجية، وهي تقوم بتصوير إيران بعبعا وكأن إيران هي وحدها من يهدد استقرار الإقليم متناسية التهديد الحقيقي المتأتي من السياسات الإسرائيلية التوسعية التي تشعل الإقليم منذ سنوات وهي تتهرب من استحقاقات السلام.
    وهناك تيار في الولايات المتحدة تسانده إسرائيل يرفض أن يرى أي تحول في موقف إيران لأن الأخيرة- حسب منطق هذا التيار- تستخدم استراتيجيات شراء الوقت كلما ضاقت الحلقة حول عنقها، وبهذا المعنى فإن إيران بتوصلها إلى إتفاق مع تركيا والبرازيل إنما تريد أن تستبق محاولات فرض الحصار والعقوبات ولكنها لا تنوي التوقف عن مشروعها النووي الذي يقلق مضاجع القادة الإسرائيليين. وبهذا المعنى فهي ترى أن الصفقة التي عقدت في طهران مع البرازيل وتركيا إنما هي خدعة إيرانية جديدة تهدف لتحقيق هدف واحد: تقويض الخطة الأميركية بخصوص العقوبات. وترتفع بعض الأصوات في واشنطن التي تطالب بأن يقوم الرئيس باراك أوباما بتقديم مسودة قرار لمجلس الأمن لفرض عقوبات إضافية ضد إيران، وإذا ما أخفق الرئيس في فهم هذا المنطق والتصرف حسب مقتضتياته فإن إستراتيجيته القائمة على منع إيران من صنع السلاح النووي ستؤول إلى الفشل. ويصر هذا الفريق بأن طهران لم تخرج بعد من لعبة تقديم تنازل تكتيكي كلما تمكنت واشنطن من حشد التأييد الدولي بخصوص شكل الإجراء الواجب اتخاذه لردع أو تقويض مساعي إيران الحصول على المقدرة النووية.
    وينضم إلى جوقة المحرضين ضد إيران تل أبيب التي تفيد التسريبات أن نتنياهو منزعج جدا من قيام دول من المرتبة الثانية في محاولة التوصل لإتفاق مع طهران وفرض شروط الإتفاق على الدول العظمى أو الدول التي ترى في إيران مصدرا رئيسيا يهدد استقرارها وربما وجودها. وفي هذا السياق لا بد من الإشارة إلى أن كل من تركيا والبرازيل دول أعضاء في مجلس الأمن، ومن هنا يمكن لهما التأثير على مجريات الأمور في مجلس الأمن، وهما بهذا المعنى سيقومان بما يلزم من أجل الدفاع عن الإتفاقية في مجلس الأمن. صحيح أن روسيا إنضمت إلى مساعي الولايات المتحدة وصحيح أن الصين بصدد الموافقة على صيغة عقوبات مخففة، لكن الصحيح أن الإتفاق الجديد ربما يقدم لكل من روسيا والصين الذريعة للتحرك بشكل ربما لا يرضي واشنطن. ولا يمكن أن يفوت المراقب لديناميكية الصراع حول الملف النووي الإيراني من أن إيران هي أقدر من خصومها في التعامل مع الملف لغاية الآن، فهي تلعب لعبة الأعصاب مع الولايات المتحدة وتقوم بتقديم مفاجآت كلما ساعدها ذلك على تعقيد مساعي أميركا في أخذ المجتمع الدولي تجاه فرض العقوبات.
    ومع ذلك هناك أصوات يسارية نوعا ما تطالب بأن ترحب أميركا بالاتفاقية لأن الطريقة الوحيدة لحل النزاع مع إيران هي الدبلوماسية، أما الخيار العسكري فهو لن يحسم الأمر لأسباب وجيهة هي: قد تؤخر الحرب المشروع النووي لكنها لا تنهيه، ثم أنه ليست من مصلحة أميركا أن تشن حربا جديدة في الشرق الأوسط، وأخيرا يمكن القول أن أي هجوم عسكري ضد إيران سيعمل على تقوية النظام السياسي في إيران ويمكن له أن يفجر حربا شرق أوسطية جديدة تطال أطراف عديدة في المنطقة ويخلط الأوراق الإقليمية مرة أخرى ربما بشكل لا يخدم إستراتيجية أميركا على المديين المتوسط والبعيد. من المبكر الحكم على نوايا النظام الإيراني، لكن إيران تلعب لعبة كلما اشتدت عليها الضغوطات ويتبين بعد ذلك أنها مجرد سحابة دخان ولا ينتج عنها شيء، وهذا الفيلم شاهدناه من قبل، على حد تعبير ستيفن والت في مقالة له نشرت على موقع السياسة الخارجية في الثامن عشر من الشهر الجاري.
    ويوصي ستيفن والت الولايات المتحدة بأن تقبل بالصفقة بشكل مبدئي على أن توضح واشنطن بأنها ستراقب تنفيذ الصفقة بشكل حذر وعلى أن تؤكد واشنطن بأن هذه الإتفاقية على وجه التحديد ليس بوسعها أن تحل المشكلة الإيرانية الأعرض والمتعلقة بطموح طهران في الحصول على السلاح النووي. وبهذا المعنى فإن رفض الإتفاقية لن يخدم مصالح الولايات المتحدة ولن يساعدها على تحقيق مصالحها في الإطار الأوسع وسينظر له كصفعة لكل من تركيا والبرازيل وربما لا تحتاج أميركا لأن تقوم بذلك مع لاعبين في غاية الاهمية على المستوى الإستراتيجي. ويضيف ستيفن والت بأنه في حال قبول أميركا للإتفاقية ثم انهارت الاتفاقية فإنه لن يكون بوسع طهران توجيه نقد لواشنطن في حين سيرى المجتمع الدولي بأن الولايات المتحدة تصرفت بشكل مسؤول وهو الأمر الذي تخفق إيران في فهمه أو العمل بمقتضاه. كما أن قبول أميركا للصفقة وتراجع إيران كما كانت تعمل في السابق سيقوض من موقع إيران لدى تركيا والبرازيل وسيزيد من قوة الموقف الأميركي.
    وفي عددها الصادر في الثامن عشر من الشهر الجاري، سلطت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الضوء على الصفقة التي توصلت إليها إيران مع تركيا والبرازيل. وتقول الصحيفة أن إدارة الرئيس باراك أوباما تلتزم بالدبلوماسية المتعددة الأطراف، ومن هنا يمكن النظر لكل من البرازيل وتركيا كشريك لأنهما عضوان في مجلس الأمن، وهما بالفعل دولتان ليس من مصلحتيهما أن تصبح إيران قوة نووية، ولهذا السبب يجب أن ينظر إليهما كوسيط أمين. لكن تحذر الصحيفة من أن إيران برعت في اللعبة المطوّلة، وأنها تقوم وبشكل متكرر بتقديم واتخاذ خطوات تكتيكية حتى تنجو من عقوبات اقتصادية لشراء الوقت والتقدم بمشروعها النووي. وما من شك أن الإتفاق الأخير يضعف المقولة التي تريد اقناع العالم بضرورة فرض مزيد من العقوبات على النظام الإيراني.
    وتشير الصحيفة أيضا إلى مشكلة تعتبرها حقيقية تتعلق بمقدار كمية اليورانيوم التي خصبت في طهران. فعندما طرحت الفكرة في العام الماضي جاءت في سياق ايجاد اجراءات بناء الثقة حتى يتم التخلص من مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بحوالي 70% وهي الكمية اللازمة حتى لا تتمكن إيران من بناء قنبلة ذرية. وكان الهدف من ذلك منح إيران والغرب الفرصة والوقت الكافي لمناقشة صفقة أوسع تمكن إيران من الحصول على الطاقة النووية السلمية ولا تقترب من مقدرة تطوير قنبلة نووية. لكن طهران استمرت في التخصيب في الأشهر السبعة الأخيرة، وتقدر وكالة الطاقة الدولية أن إيران يمكن أن تقترح بأن تتخلص من 50% من اليورانيوم المخصب لكن ذلك سيبقي في حوزتها الكمية اللازمة لبناء القنبلة. كما أنه يجدر القول بأن إيران بالفعل بدأت بتخصيب اليورانيوم لمستويات أعلى وتقول بأنها ستستمر في عمل هذا بما يجعلها تخالف قرارات مجلس الأمن السابقة. وفي النهاية توصي الصحيفة بأن تحترم الجهود التركية والبرازيلية لكن على إدارة أوباما أن تبقى متشككة لأن إيران أخفقت في أكثر من مناسبة في الإلتزام بما تتعهد به. فالهدف لا يجب أن يكون اتفاق قصير المدى لتبادل اليورانيوم المخصب بالوقود النووي لكن المطلوب اتفاق بعيد المدى على البرنامج النووي الإيراني، وهنا تشير الصحيفة بأنه لا يوجد في الإتفاق ما يشير إلى إلتزام إيراني بأنها ستقوم بحل القضايا الأكبر.
    ديفيد إغناشيوس من الواشنطن بوست كتب مقالا في العشرين من الشهر الجاري يقول فيه أن إيران كانت قد وافقت على فكرة تخصيب اليورانيوم في مكان غير إيران في شهر أكتوبر الماضي، ثم رفضت، والآن تقول نعم حسب الاتفاق مع تركيا والبرازيل. وهذه اللعبة الإيرانية تفيد استراتيجية إيران فقط لأنها تريد أن تتجنب عقوبات اقتصادية قادمة من خلال التحرك دبلوماسيا وبشكل استباقي والتوصل إلى إتفاق مع البرازيل وتركيا علما بأن هناك مسودات لفرض العقوبات على إيران تقدم في مجلس الأمن أو على الأقل هناك من يقوم بكتابة مسودات لقرار قد يكون قادما بالرغم من الإتفاق الإيراني مع تركيا والبرازيل. ويضيف ديفيد إغناشيوس أن الجهد التركي والبرازيلي يهدف أيضا إلى تحسين موقع كل من البلدين كقادة لحركة عدم الإنحياز الجديدة لكنه يتجاهل حقيقة أن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن كانت قد توصلت إلى اتفاق حول كتابة مسودة قرار إدانة المشروع النووي الإيراني. ويرى إغناشيوس أن قرار الامم المتحدة الجديد لن يوقف إيران من مشروعها النووي أكثر من القرارات الثلاثة السابقة، فمسودة القرار ناقشت العقوبات في مجال الطاقة والحظر على السلاح لكنه لم يحدد اليات التعزيز والتنفيذ. غير أن الولايات المتحدة وبعض من وحلفائها سوف تضع عقوبات اضافية تحتوي على اجراءات أكثر صرامة لكنها لن تكون كافية لإيقاف إيران من الاستمرار في مشروعها النووي. ومع ذلك فهناك أهمية لقرار الأمم المتحدة لأنه سوف يجبر إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات لتجنب عزلة سياسية متنامية من القوى العظمى في هذه المعموره. وصحيح أن إيران يمكن لها أن تزعم بأنها تتمتع بدعم أثنتين من القوى العالمية الصاعدة (تركيا والبرازيل) والتي ستكيل إيران المديح لهما بوصفهما حلفاء ضد الآخرين من شياطين مجلس الأمن، لكن يدرك الإيرانيون جيدا بإنهم بخسارتهم لروسيا والصين فإن بلدهم تقف على أرضية مهزوزة.
    الرئيس باراك أوباما بدوره يقدر عاليا التحرك المشترك، ومن ثم فهو يريد أن تستمر الوحدة بين الدول الخمس دائمة العضوية وهو الأمر الأهم ويسبق الاتفاق على تفاصيل العقوبات. وفي الإسبوع الماضي ثبت أن أوباما على صواب لأن مسودة قرار مجلس الأمن جاءت كعائد لمناقشات الرئيس أوباما الثمانية حول إيران مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف والتوصل على شراكة جديدة مع الصين. ويذهب فريق من المحللين بالقول أن الولايات المتحدة لم تعد الدولة التي تستطيع أن تأخذ ما تريده من المجتمع الدولي، وقد تبين أن الأحادية التي اتبعتها إدارة الرئيس بوش غير حكيمة بل وكارثية على مكانة الولايات المتحدة التي يسعى الرئيس أوباما على استعادتها عن طريق العمل مع الحلفاء وبشكل غير أحادي. في هذا السياق كتب بيتر بيكر في صحيفة نيو يورك تايمز في الثاني والعشرين من الشهر الجاري يقول أن الرئيس أوباما يقوم بمراجعة إستراتيجية الأمن القومي الجديدة والتي تستند على الاشتباك الدبلوماسي واقامة التحالفات الدولية لأنه وكما هو معروف يعد من أشد منتقدي السياسات السابقة التي استندت على القوة الأميركية أحاديا والحق في الشروع بضربات استباقية. وبالفعل أكد الرئيس أوباما في خطاب له قبل أيام قليلة على هذه المباديء التي ستقود سياسة أميركا في التعامل مع العالم المعقد. ويقول رتيشارد هاس من مجلس العلاقات الخارجية بأن العالم تغير كثيرا عما كان عليه قبل عقدين من الزمان. ويضيف أننا نعيش في فترة إنتقالية دولية طالت وهي فترة بدأت قبل أكثر من عقدين مع نهاية الحرب الباردة التي تميزت بالتنافس الإستراتيجي بين الإتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، وهي فترة إنتهت بتفوق الولايات المتحدة التي امتلكت من القوة التي تفوق أي دولة أخرى وتمتعت بدرجة غير مسبوقة من التأثير. طبعا السبب هو ما يسميه ريتشارد هاس ب اللحظة الأميركية التي انتهت لأنه العالم لم يعد أحادي القطبية بل بدون أقطاب فيه تكون القوة منتشرة على عدد من الدول صاحبة التأثير وعلى عدد من اللاعبين الأقل من دولة (القاعدة والجزيرة والأمم المتحدة) لكنهم يمتلكون التأثير. لكنه يضيف أن ما يميز فترة زمنية عن أخرى ليس توزيع القوة بقدر ما هو درجة التنظيم بين الدول. والنظام (order) بهذا المعنى هو نتاج جهد واع من قبل أقوى الكيانات في العالم. ومع أن الولايات المتحدة هي مازالت أقوى دولة في العالم فهي لا يمكن لها الحفاظ على السلم الدولي والازدهار بمفردها. فالولايات المتحدة تفتقد للوسائل أو حتى الاتفاق الداخلي أو الاجماع على كيف يمكن لها تولي المسؤولية الدولية كما أنها تفقتد للوسائل التي تجبر الدول الأخرى على الإمتثال.
    إيران تقرأ المشهد الأميركي جيدا وتدرك أن هناك مجالا للمناورة وبخاصة وقد برزت رغبة إيرانية في تقليل الفجوة مع الشارع بعد الإنتخابات الإيرانية وما أفرزته من حالة استقطاب أخذت طابع العنف. ومن هنا يرى البعض أن إيران بتوقيعها الإتفاق مع تركيا والبرازيل لم تكن فقط مدفوعة بالرغبة في تجنب عقوبات اضافية وإنما أيضا لتوحيد القيادة الإيرانية في التعامل مع الملفات الكبرى. وبهذا الصدد تقول البرفسوره فريده فرحي من جامعة هاواي على موقع مجلس العلاقات الخارجية أن الصفقة التي وقعتها طهران مع تركيا والبرازيل تنال رضا الإيرانيين، وبخاصة وأن النظام الإيراني قلق بشأن شرعيته الداخلية. وتضيف فريده فرحي بالقول أنها تعتقد أن النخب الإيرانية تمت دعوتها للأفصاح عن دعمها لهذه الاتفاقية، وهذا يتباين مع الإنقسامات بين مراكز القوى الإيرانية والتي كانت المسؤولة عن فشل التوصل إلى اتفاق في جنيف في شهر أكتوبر الماضي.
    باختصار، لا يبدو أن الإتفاق الذي توصلت إليه إيران مع تركيا والبرازيل سيخرج إيران من العزلة التي تفرض عليها شيئا فشيئا، ولكنها خطوة ربما تكون في الإتجاه الصحيح. إيران بتوقيعها الاتفاق تكشف عن قدرتها على تقديم التنازل التكتيكي في الوقت المناسب لكن لا نغفل هنا أن الدول الخمس الدائمة العضوية تتوصل إلى اتفاق من نوع آخر على إيران التعامل مع مخرجاته.




  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Oct 2008
    العمر
    49
    المشاركات
    18,642
    معدل تقييم المستوى
    30609




    ويعطيك العافيه

    تحياتي

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973
    يعطيكِ العافيه

    مجهود متواصل

    كل الود

  4. #4
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    الف شكر على الجهود القيمه والمتواصله
    يعطيكي الف عافيه
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Feb 2010
    الدولة
    USA
    العمر
    44
    المشاركات
    12,741
    معدل تقييم المستوى
    27
    الف شكر على مجهودك المتميز
    يعطيكي العافيه

  6. #6
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الدراوشه مشاهدة المشاركة
    الف شكر على الجهود القيمه والمتواصله
    يعطيكي الف عافيه

  7. #7
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمز الوفاء مشاهدة المشاركة
    يعطيكِ العافيه

    مجهود متواصل

    كل الود

  8. #8
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملكة الاحزان مشاهدة المشاركة




    ويعطيك العافيه

    تحياتي

  9. #9
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور ال حامد مشاهدة المشاركة
    الف شكر على مجهودك المتميز
    يعطيكي العافيه

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-11-2017, 11:22 PM
  2. تعظيم حرمات المسلمين وبيان حقوقهم والشفقة عليهم ورحمتهم
    بواسطة سمير محمود ابوزيد في المنتدى المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 31-01-2014, 02:32 AM
  3. إيران على شفا حرب
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى جريدة الراي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-02-2012, 09:28 AM
  4. ما لم يتعلمه بن علي من شاه إيران
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى اخبار تونس
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 08-02-2011, 05:55 PM
  5. صراف آلي في إيران
    بواسطة فذ مشاغب المنتدي في المنتدى منتدى , صور , فوتغرافيات
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 23-10-2008, 09:50 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك