حماس توازن نفسها بثوابتها في سيرها على حبل العلاقة مع الولايات المتحدة والغرب
اعترفت بتبادل رسائل الثقة وواشنطن تشترط الاعتراف باشتراطات الرباعية الدولية
حماس توازن نفسها بثوابتها في سيرها على حبل العلاقة مع الولايات المتحدة والغرب
الحقيقة الدولية – غزة – القاهرة - علي البطة – مصطفى عمارة
يمكن توصيف العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وحكومة حركة حماس المقالة في قطاع غزة، بأنها علاقة تستعد للخروج إلى العلن بطريقة سلسة وتدريجية.
ويبدو واضحا أن تلك العلاقة اريد لها أن تسير حاليا في أطر الرسائل المتبادلة لتعزيز الثقة بينهما، فحكومة حماس اعترفت مؤخرا بأنها أرسلت العديد من الرسائل للرئيس الأمريكي باراك أوباما، عبر الوفود الرسمية وغير الرسمية التي زارت القطاع بعد العدوان الصهيوني على غزة، بعد نفي متواصل من قبل حماس لوجود مثل تلك الرسائل.
حماس عادت الأسبوع الحالي لتقول مرة أخرى في تأكيد جديد على أنها أرسلت رسائل جديدة للإدارة الأمريكية، حيث قالت حماس أنها دعت الإدارة الأمريكية إلى فتح حوار متبادل ومباشر معها لنقل الصورة الحقيقية للشعب الفلسطيني.
جاءت دعوة حكومة غزة في رسائل وجهتها إلى الإدارة الأمريكية مع وفد أمريكي غير رسمي مكون من سبع شخصيات التقى في غزة رئيس الحكومة إسماعيل هنية لبحث تطورات الأوضاع في المنطقة.
المصادر السياسية الفلسطينية أكدت لـ "الحقيقة الدولية"، أن الإدارة الأمريكية تتبنى صياغة رؤية إستراتيجية واقعية جديدة عن الداخل الفلسطيني، وتقدير موقف كافة السياسية الفاعلة في الساحة الفلسطينية تجاه كافة الملفات المفتوحة.
وبينت المصادر أن الإدارة الأمريكية أوفدت وفقا لهذه الرؤية وفداً أمريكيا من مجلس المصلحة الوطنية إلى الأراضي المحتلة للتعرف على الموقف الحالي لتلك القوى من مجمل الملفات الفلسطينية من بينها الإنقسام الداخلي والمقاومة والعلاقات مع المحيط العربي.
واعتبر مصدر مراقب لخط سير الوفد الأمريكي الذي التقى مع قيادات حركتي فتح وحماس أن الإدارة الأمريكية ترى أنها بحاجة إلى التعرف على هذا الواقع من خلال شخوصه وليس نقلا عن أجهزة استخبارات أو تقارير من دول المنطقة التي ترفض وجود علاقة مباشرة بين واشنطن وحركة حماس.
وقال المصدر أن الوفد الامريكي الذي الأحد الماضي في غزة رئيس الوزراء في الحكومة المقالة إسماعيل هنية، جاء بمطلب واضح من الإدارة الأمريكية، لتقديم تسهيلات أمريكية لحماس تبدأ من الحوار المباشر وبدون وسطاء مع الحركة، والسماح لها في الاستمرار في لعب دور سياسي في الساحة الفلسطينية، مقابل اعتراف الحركة بكافة شروط الرباعية الدولية بشكل علني أو ضمني.
مؤشرات متبادلة
وكشف وكيل وزارة الخارجية في الحكومة المقالة في قطاع غزة أحمد يوسف، في حديث خاص لـ "الحقيقة الدولية"، أن الوفد الأمريكي لم يحمل أية مطالبات من الجانب الأمريكي بمطالب الرباعية الدولية، كمطلب عام مشترك على كافة الملفات التي دارت الحوارات حولها، وتحاول النظر إلى الواقع بعينها وليس بعين الآخرين، مشيراً إلى أن الحديث عن المصالحة مع حركة فتح، وتقصى الحقائق عن الوضع بالقطاع في ظل الحصار أستغرق معظم الوقت، على الرغم من تصميم حماس أن يكون الحوار مع واشنطن من دون وساطة من أي طرف، وأن حماس لديها الاستعداد الكامل لبحث أوراق واشنطن على كافة الملفات عبر سياسة الحوار وليس الإلزام.
وقال يوسف، لقد طالبوا التعرف على رؤيتنا للإدارة في كافة الملفات الفلسطينية وموقفنا الحالي منها ورؤيتنا السياسية لها، وما هي الرسالة التي يمكن أن يحملوها معهم إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وإلى أين وصلت المصالحة مع حركة فتح؟ مؤكدا على أن المطلب الرئيسي لحماس تجلى في رفع الفيتو الأمريكي عن المصالحة، حيث تتفهم الحركة أن واشنطن تخشى أن مجرد التوقيع على الورقة المصرية سيكون بداية لسلسلة من الترتيبات على الأرض لا تريد واشنطن تنفيذها في الوقت الراهن، ريثما يتضح الموقف من المفاوضات غير المباشرة الجارية بين السلطة الوطنية الفلسطينية وكيان العدو الصهيوني برعاية أمريكية.
لا مشاركة في المفاوضات
وحول ملف المفاوضات غير المباشرة الجارية حاليا، أكد يوسف أن حماس أكدت في رسالتها للرئيس أوباما أنها ترى أنه لا جدوى من المفاوضات في ظل استمرار السياسية الصهيونية الرامية إلى مسح هوية القدس الشرقية التي يفترض أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية المرتقبة، مشيراً إلى أن حماس سبق وأن فوضت أبو مازن في المفاوضات في السابق لكنه لم يعود بشئ يذكر.
وأكد يوسف أن حركة حماس وحكومتها المقالة لن تشارك السلطة في أية مفاوضات مع كيان العدو الصهيوني سواء كانت بشكل مباشر أو غير مباشر، ونحن أوضحنا أن المفاوضات الغير مباشرة الجارية لن تؤدى إلى إيجاد تسوية، خاصة أن 18 عاما من تلك المفاوضات لم تؤدي إلى الوصول لتلك التسوية فكيف يمكن الوصول اليها في ظل المفاوضات غير المباشرة.
وتابع أن حركة حماس طرحت على الإدارة الأمريكية رؤية مفادها "إعادة النظر في التعاطي مع هذا الملف عن طريق الوقوف على جوهر القضية وهو إنهاء الاحتلال الصهيوني على الأرض وفقا لحدود 67 ووقف الاستيطان في القدس الشرقية بالكامل، وهذا أمر ليس بحاجة إلى التمحك وطول المفاوضات واستنزاف الجهد والطاقة.
وتعتبر محصلة الزيارة كما يقول يوسف هي أن الوفد الذي يمثل مؤسسة مجلس المصلحة الوطنية الأمريكي والمشكل من سفراء وأكاديميين عملوا في الشرق الأوسط والدول العربية تحديداً بإمكانهم لعب دور في المؤسسات الأمريكية، ومن المنتظر أن يقدموا هذه الرؤية في كافة الأروقة الأمريكية بعد أن يتم مناقشة ما دار في تلك الزيارة، مشيراً إلى أن الوفد سيبقى على اتصال مع الحكومة المقالة في غزة لتوضيح ردود الأفعال من الجانب الأمريكي على تلك الرسائل.
وتشهد حركة حماس انفتاحاً دوليا، حيث التقى خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة مع الرئيس الروسي ديمتري مديديف قبل أيام على هامش زيارة الأخير لدمشق، فضلاً عن توالى الوفود التي تستقبلها الحركة في القطاع، وهو ما أعتبره يوسف رؤية سديدة أن ينظر المجتمع الدولي إلى حماس بنظرة سياسية واقعية، فالحركة جاءت عبر صناديق الاقتراع في انتخابات أعتبرها الغرب وأمريكا نزيهة وشفافة.
ويرى سمير غطاس مدير مركز مقدس للدراسات، إن أحمد يوسف يمثل تياراً في حركة حماس تتعارض رؤيته مع رؤية المكتب السياسي في دمشق بما لا يمنع إطلاق يده في لعب دور في إستراتيجية الحركة، مشيراً إلى أن حماس تسعى للترويج على أنها تتبنى علاقات مع واشنطن والأطراف الدولية، لكنها في النهاية سوف تصطدم بشروط الرباعية التي لن تتمكن من التحايل عليها.
المصدر : الحقيقة الدولية – غزة – القاهرة - علي البطة – مصطفى عمارة 24.5.2010
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور ال حامد
المفضلات