تخدير العجول قبل ذبحها في مسلخ إربد يطرح تساؤلات حول شرعية تناول لحومها
تخدير العجول قبل ذبحها في مسلخ إربد يطرح تساؤلات حول شرعية تناول لحومها
أثار اعتماد مسلخ بلدية إربد آلية جديدة للذبح تعتمد على تخدير الذبيحة قبل ذبحها، جدلا واسعا بين أوساط القصابين والمواطنين حول شرعيتها دينيا ومدى انسجامها مع الشروط الصحية.
يأتي هذا في الوقت الذي لم تحسم فيه مديرية افتاء المحافظة هذا الجدل مكتفية بالقول، إن الذبيحة إذا تركت من دون ذبح واستطاعت الحياة بعد انتهاء مفعول المخدر فإن العملية جائزة شرعا.
وقال القصابون الذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم خوفا من تعرضهم للمساءلة، أنهم باتوا يلمسون الفرق في نوعية اللحوم التي يتم ذبحها من خلال اتباع آلية التخدير، من حيث بقاء كميات من الدم في اللحوم.
وأوضحوا أن آلية التخدير التي تتم من خلال إطلاق طلقة مخدرة على رأس الذبيحة تتسبب بتخديرها وعدم قدرتها على الحراك وبالتالي عدم نزف كميات الدم بالشكل المطلوب، وهو الأمر الذي ينعكس سلبا على جودة اللحوم.
وأكدوا أن طلقة التخدير تتسبب بإحداث ثقب في الرأس لإدخال كمية من المخدر داخله، متسائلين عن ماهية المادة ومدى صلاحية لحوم الذبيحة وانسجامها مع الشروط الصحية، في ظل احتوائها على كميات زائدة من الدم ووجود مادة مخدرة فيها.
وأكدوا ضرورة التراجع عن هذه الآلية حفاظا على صحة المواطنين، وتجنبا لأي شكوك حول جواز هذه الطريقة من الناحية الشرعية.
وتساءلوا عن أسباب ما أسموه "الخروج عن المألوف" في عملية الذبح المتعارف عليها.
وأكدوا أن استمرار هذه الآلية قد يدفع ببعضهم إلى الذبح خارج المسلخ مع علمهم بأن ذلك يعرضهم للمساءلة القانونية.
إلى ذلك تثير آلية تخدير الذبيحة تساؤلات حول جوازها شرعا وسط رؤية البعض أن العملية فيها إراحة للحيوان وعدم قبول البعض الآخر للفكرة أساسا.
ويرى محمود العبدالله أنه لا مانع من اتباع وسيلة تجعل من عملية الذبح أسهل وتخفف من آلام الحيوان شريطة ان تكون الآلية "حلالا".
وأضاف أننا نسمع عن عمليات ذبح تتم في بلدان مختلفة لا تتوافق والشريعة الإسلامية في عملية الذبح، مؤكدا على ضرورة أن تكون أي آلية مجازة شرعا.
ويوافقه الرأي سليم خريس الذي يؤكد أن عمليات ذبح العجول وحسب مشاهدته لها أكثر من مرة فيها جانب من التعذيب، خصوصا لبعض الأنواع التي وحسب وصفه "تهيج أثناء الذبح"، الأمر الذي يستدعي استحداث آلية تضمن تخدير العجل كي يسهل ذبحه على أن تكون الآلية مجازة شرعا.
بيد أن ربة المنزل أم أحمد لا تكتم تخوفها حول ما إذا كان تخدير الذبيحة قبل ذبحها جائزا شرعا، مفضلة أن يتم الاستمرار بطريقة الذبح التقليدية والمتعارف عليها منعا للشبهات.
وهو الأمر ذاته الذي طالب به محمد بطاينة والذي يرى بأن الفكرة غير مقبولة ويجب اتباع الطريقة التقليدية، حتى وإن كانت عملية التخدير جائزة شرعا.
وأكد أن مجرد معرفة بأن الذبيحة تم تخديرها قبل ذبحها فإن ذلك يبعث في نفسه وحسب تعبيره "شكوكا" حول جواز أكلها، إضافة إلى مدى صحة اللحوم، سيما وأن جسم الحيوان فيه مادة مخدرة. وأمام تساؤلات مواطنين حول جواز عملية تخدير الذبيحة قبل ذبحها يرى مفتي محافظة إربد الدكتور إبراهيم عجو أنه "إذا كان التخدير يؤدي إلى موت الذبيحة فهو غير جائز، أما إذا كان التخدير يؤدي إلى إراحة الذبيحة ولو تركت دون ذبح لا تموت فهو جائز".
وأشار الى أن عملية التخدير مهما كان نوعها يجب أن لا تؤدي حال تركت الذبيحة دون ذبح إلى الموت، وهو ما يمكن التأكد منه من خلال استخدام آلية التخدير وترك الذبيحة دون ذبح ومعرفة ما إذا كان المخدر يؤدي إلى الموت أم لا".
وكانت بلدية إربد قد اعتمدت أخيرا آلية التخدير قبل الذبح تماشيا مع الطرق الحديثة المتبعة في كافة المسالخ، بحسب رئيس البلدية المحامي عبدالرؤوف التل، الذي أوضح أن آلية التخدير متبعة في العديد من المسالخ ومنها مسلخ الأمانة في عمان.
وقال التل إنه من غير المقبول أن يتم اعتماد آلية التخدير دون التأكد التام من صلاحيتها صحيا وجوازها شرعا، لافتا إلى أنه تم سابقا تشكيل لجان لفحص الآلية من الناحية الصحية، وتبين أن كمية الدم النازفة في الذبيحة في حالات الذبح مع التخدير تساوي تماما كميات الدم في الذبح من دون التخدير.
وبين أن الآلية هي عبارة عن إعطاء الذبيحة طلقة مخدرة لا تتجاوز مدة فعاليتها أكثر من دقيقة وحال عدم ذبح الذبيحة يذهب مفعول المخدر ولا تؤدي إلى الموت أو حتى لأي ضرر.
وأوضح التل أنه وبناء على تقارير اللجان فإن الآلية صحية تماما وأنها لا تتعدى مجرد تخدير الذبيحة لمدة لا تزيد على دقيقة ولا تتسبب بأي تشنجات، وفيها رفق بالحيوان، سيما وأن عمليات الذبح السابقة كانت تتم بشكل يتعرض الحيوان فيها إلى التعذيب في كثير من الأحيان، خصوصا عند إصابته بما يعرف بـ "الهيجان" أثناء الذبح.
وأضاف أن الآلية الجديدة تتبع فقط لذبح الأبقار وتحديدا العجول والتي يصعب السيطرة عليها أثناء عملية الذبح، ويتعرض بعضها إلى عمليات تعذيب أثناء ذبحها وأن آلية التخدير تمنع حدوث ذلك.
وقال إن شكاوى أصحاب محال بيع اللحوم بأن جودة اللحوم اختلفت ليست في محلها، مجددا تأكيده بأن جميع الفحوصات أثبتت سلامة الآلية.
وفيما يتعلق بجواز الآلية شرعا أوضح التل أن اتباع الآلية في مسلخ أمانة عمان سبقه الكشف العيني من قبل دار الإفتاء في المملكة والتي أجازت الآلية.
إلى ذلك أوضح التل وعلى خلفية شكاوى من قصابين وعاملين في المسلخ من تكرار تعطل الآلات في المسلخ أن بعض العاملين في المسلخ يقومون بتعطيلها لتفضيلهم اتباع الطرق التقليدية في عملية الذبح والسلخ.
وقال إن العديد من العاملين في المسلخ يعمدون الى اتباع آلية سلخ الذبيحة على الأرض مع إبقاء الماء مسكوبا أثناء عملية السلخ وهو الأمر الذي يتسبب بزيادة وزن الذبيحة جراء امتصاص الماء، إضافة إلى إمكانية تعرضها للتلوث.
وأكد أن إدارة المسلخ حريصة على توفير كافة الخدمات في المسلخ مع ضمان عدم اللجوء إلى الذبح بطرق قد تعرض الذبيحة إلى التلوث.
المصدر : الحقيقة الدولية – الغد - منتصر غرايبة 23.5.2010
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور ال حامد
المفضلات