ملحق الشباب
عمل المرأة.. ضرورة لا تخلو من إجحاف !
لا تخفي غادة، ابنة العقد الثالث والمتزوجة حالياً، قيمة عمل الفتاة في المساهمة بالارتباط بشريك حياتها.
وتصف غادة كيف أن عائلتها لم تسمح لها بالعمل بعد تخرجها من الجامعة ما أثار قلقهم لتأخر مجيء من يخطبها؛ ما اضطرهم إلى كسر القيود والسماح لها بالعمل.
وتؤكد أن العمل بات شرطاً مهماً لزيادة فرص الفتاة في الزواج.
فهل صار عمل المرأة شرطاً للارتباط والزواج في مجتمع يبدي شروطاً صارمة أحياناً على خروج الفتاة للعمل؟
تعتبر دينة (...) أن العمل أصبح مطلباً إجبارياً مع انه حلم سعت المرأة طويلا لكسب حق العمل، لكنه أصبح في كثير من الاحيان استغلالاً لحرية المرأة وراحتها.
وتقول إن كثيراً من الشباب يشترطون عمل الفتاة كواحد من أبرز مواصفات العروس واحيانا يتم اختيار الفتاة حسب مؤهلها العلمي فبعض التخصصات «تدر المال»!
غير ان لبنى القرعان تؤكد أن كثيراً من النساء يعملن لانهن يحببن العمل وليس لهدف مادي، أو لمطمح الظفر بعريس في وقت زادت فيه العنوسة إلى مستويات غير مسبوقة.
وفي غضون ذلك يرفض الموظف في أمانة عمان علي الطيب أن تعمل زوجته «لأن عملها قد يكون على حساب البيت والأولاد».
ولا يعتقد الطيب أن عمل المرأة يكون -دائماً- استغلالاً لها لكنه موجود، وزارد بالقول «كثير من قريباتي لم يخطبن إلا بعد ان عملن، حتى أن بعض الرجال يأخذون رواتب زوجاتهم بالكامل وهذا يكون استغلالا وأحيانا يكون بموجب اتفاق بين الطرفين».
فيما يرى رائد رتيمة (موظف في أمانة عمان) أن عمل المرأة بمثابة التشارك بين الطرفين في ظل ظروف الحياة الصعبة، لكنه يقول إن واجب المرأة الاهتمام بزوجها وأولادها وعملها في منزلها، وبرأيه أن ذلك أسمى من العمل في الخارج فهي تخرِّج أجيالاً.
غير انه لا ينفي ان عمل المرأة لدى بعض الرجال شرط من شروط الزواج بها.
«عمل المرأة.. استغلال»
وتصف أم رامي مرارة تجربتها مع العمل وكيف انها كانت «تستغل» فالعمل كان يدر عليها المال الكثير ما جعلها تحظى باحترام زوجها حتى تركت العمل ثم «بدأت حياتها تنقلب جحيما»-حسب وصفها - ما جعل زوجها يفتعل المشاكل معها ويجبرها على العودة للعمل.
وتؤكد أم رامي أنها لم ترضخ لرغبته لكن عندما ساءت الحال اضطرت للانفصال عنه.
لكن.. يظل العمل ضرورياً!
ورغم جانب الاستغلال في اشتراط عمل المرأة والارتباط بشريك الحياة رغم الأعباء الملقاة عليها كأم مستقبلاً، يبقى عمل المرأة ذا جوانب ايجابية متعددة.
وتعتقد هديل (...) أن عمل المرأة «سلاح توجه به المرأة ظروف الحياة» فهي لا تعلم ما يخفي لها القدر، فمن الممكن أن يكون زوجها رجلاً بخيلاً أو يسيء معاملتها وفي هذه الحالة يكون لها مصدر رزق لتستطيع مجابهة مصاعب الحياة.
وتوافقها الرأي سماح (...) التي تشدد على ضرورة عمل المرأة لتثبت كيانها وان يكون لها نفع لها وللمجتمع، وأنها بعملها تحقق أحلامها «فلا تظل تحت رحمة الزوج أو الأهل».
شروط لتحقق حالة الاستغلال
«حد رفيع يفصل بين الاستغلال من عدمه في عمل المرأة»، بحسب الناشطة في مجال حقوق المرأة اعتماد شاهين التي لا تعتبره استغلالا إذا كان بإرادتها وعن طيب خاطر.
لكن في حال كان الأمر «عنوة وينتهي بمصادرة راتبها رغماً عنها فانه إجحاف في حق المرأة وليس استغلالاً».
وتضيف شاهين انه يجب على المرأة أن تكون قوية في حقها وألا تضع نفسها في موقع استغلال.
وتؤكد أن على الزوج في المقابل في حال أصر على عمل الزوجة ومن باب العدالة ان يساعد زوجته في الأعباء المنزلية.
وتقول «كثير من الرجال لا يزالون غير مقتنعين بفكرة مساعدة زوجاتهم وهذه عادات وطبيعة الرجل ولكن يجب على المرأة أن تعمل على تغيير هذه الأفكار التقليدية وتعويد الرجل على مساعدتها واحترام رأيها ودورها الكبير الذي تقوم به من خلال مشاركته في اعباء الحياه».
غير ان الناشطة في مجال حقوق المرأة بشرى الزعبي تبدي موقفا متشددا حيال شرط العمل للزواج وتعتبره «استغلالا» بمعنى الكلمة ولا تعتبره مساعدة لما له من آثار سلبية على كيان المرأة وكرامتها.
لكنها تصر على المرأة أن تعمل فهي تشكل نصف المجتمع ويجب ان تساعد في تحسين اقتصاد البلد ولا يجوز لها أن تبقى داخل البيت وعليها ان تخرج للعمل من أجل أن تثبت ذاتها واستقلاليتها.
وفي موازاة ذلك ترى رئيسة جمعية النساء العربيات رندة القسوس أن عمل المرأة بمثابة ضمانة لها كي تستطيع أن تؤمن حياتها.
وتؤكد أن على المرأة العمل فهو حق من حقوقها لتثبت كيانها ولمساعدة زوجها أيضاً في أعباء الحياة فعمل المرأة مهم جداً كي تستطيع الوصول إلى أماكن صنع القرار والمناصب العليا, وحفظ حقوقها فهي الأقدر على ذلك.
وفي خضم الشد والجذب حول تفسير طبيعة عمل المرأة، يتفق المتحدثون على أن امتناع المرأة عن العمل يجعلها الخاسرة الوحيدة كون عملها ضمانة لها من متقلبات الزمن.
هبة العضايلة
رد مع اقتباس
المفضلات