عندما أجلس وحدي أو أشاهد التلفاز أو أتحدث مع الناس وفي كلِّ موقف أحسّ بل أيقن أن خللا ما موجود. فأمراض كثيرة تداهمنا تكاد تكون بأسماء الحيوانات والطيور كلّها وانقطاع لأواصر التواصل بيننا ومشاجرات جماعية يشترك فيها العشرات دون معرفة الأسباب حتى أصبح باسنا بيننا شديدا وانقلبت الصورة الحقيقية فنحن أعزة على المؤمنين أذلة على الكافرين
زواج مبني على أساس خاطئ يتبعه طلاق أصبحت نسبته مرتفعة جدا وجيل غير قادر على تحمل المسؤولية وهمّه أن يأخذ دون أن يقدم شيئا وتخلى عن المثابرة والاصرارمن اجل تحقيق الهدف بل صار يضحي بكل شي حتى بالكرامة التي لم يعد لها معنى في حياته
تغيرات عجيبة , كأننا نعيش في غابة تجمع وحوشا ليس في قلوبهم _ إن كان لهم قلوب _ إلا حبّ المال وجمعه ولا مجال للرحمة أو الشفقة أو الإنسانية وكان جزاء ذلك أزمة اقتصادية عالمية وانعدام للسعادة والفرح فتلمح الحزن في عيون الناس في وقت فرحهم
والسؤال الذي يطرح نفسه ما الأسباب وراء ذلك كلّه ؟؟؟
الجواب واضح ولا يحتاج إلى تحليل هو وجود خلل ما في حياتنا وكلنا نعترف به بل نؤكّد وجوده ولكننا في الوقت نفسه ننكر أن يكون الخلل من عندنا ونتهم الآخرين به وكأنّ أحدنا ملك يمشي على الأرض والباقي بشر وتناسينا أو نسينا ـ فهذا لا يهمّ ـ أنّه لو أصلح كلّ فرد منّا نفسه لصلح المجتمع بشكل عام ، فصلاح المجتمع يبدأ بصلاح الفرد وعندها تتغير الأحوال إلى الأحسن والله- سبحانه وتعالى- لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
الطالب : محمد قاسم السلايطه\ ماجستير لغة عربية
ملحوظة : نشرت في جامعة مؤتة باسمي العدد 117
المفضلات