ابواب
ربع طلبتنا بدناء ..!
من يقدّرله ان يتوقف ويتأمل جموع الطلاب اثناء انصرافهم من المدرسة، يلحظ اجساما مفرطة في السمنة ، ومعالم طفولة ضاعت وسط كروش متدلية وشحوم متكدسة لم تكن في جيل الآباء والاجداد من قبل.
ايام زمان كان الطلاب بذات الشكل ، وان تفاوتوا في الطول اوالقصر، ونادرا ماكان في المدرسة طالب سمين، كثيرا ماكان يصفه الاهل والاصدقاء عبر دعابه ثقيلة ب»البنص او البطابوف» ، فيما هذه الايام لاتكاد تخلو اسرة او صف في مدرسة من طفل او اكثر يعانون من زيادة في الوزن وفي احيان كثيرة مفرطة .
ايقاع حياة سريع وثقافة طعام مستوردة وجلوس طويل امام شاشات الكمبيوتر ، وقلة النشاط البدني ساهم في زيادة وزن الطلاب من جميع الاعمار، ومنهم من اصبح مهددا بامراض مزمنة ، فقبل عام اظهرنزيف شديد من الانف اصابة «معتز» بالصف العاشر بارتفاع حاد في ضغط الدم اثار ذعر زملائه الطلاب وذهول الطاقم الطبي الذي اسعفه في المستشفى الذي نقل اليه،بخاصة وان الفحوصات اكدت بأنه يعاني من ارتفاع في الكوليسترول والدهنيات والسكري.
ويقول «معتز» وكان يزن «105كغم « بأن ماحدث معه تطلب حمية غذائية ومتابعة طبية دائمة حتى لايضطر لتناول مخفضات الضغط منذ هذه السن المبكرة ، إضافة إلى أنه التحق بناد رياضي بحسب نصيحة الأطباء ، واستطاع خلال ستة اشهر ان ينقص وزنه 30كغم ، مما ادى الى تحسن كبيرفي حالته الصحية .
كما يضيف بأن ماحدث أخافه كثيرا، جعله يقلع عن سلوكه السابق في الغذاء ويتبع اسلوبا آخرصحي ،امتنع عن تناول الوجبات السريعة والاكلات الدسمة والحلويات والعصائر المحلاه ورقائق البطاطا التي كان يشتريها من مقصف المدرسة كل يوم ، و استبدلها بوجبات تكثر فيها الخضروات والفواكه ، الطريق ما يزال امامه طويلا ، فهناك كيلوغرامات كثيرة يجب ان تختفي أيضا ، ليس من اجل ان يكون شكله مقبولا ولكن خوفا من اعتماده على عقاقير الامراض المزمنة .
نموذج اخر لبدانة مفرطة « خالد96كغم « بالصف السادس وتقول أمه : منذ الصف الثالث بدأت تظهر عليه أعراض السمنة إلى أن اصبح كثيرون لايفرقون في الحجم بينه وبين ابيه الذي يبلغ من العمر 43 عاما ..وتستعرض ممارسات خاطئة لابنها يصعب السيطرة عليها كما تقول مثل عدم تناوله طعام الافطارفي البيت وحرصه على شراء رقائق البطاطا والمشروبات الغازية والعصائر من مقصف المدرسة بشكل يومي ، اضافة لتناول كمية كبيرة من الطعام الغني بالكربوهيدرايت مثل الأرز والخبز والحلويات ، وتضيف بأنها عاجزة تماما عن كبح شهيته للطعام ، التي اصبح بسببها يلهث من صعود بضع درجات او السير مسافة قصيرة ، إضافة لجلوسه الطويل امام شاشة الكمبيوتر.
أما وزن « تمارا « بالصف الخامس فيقارب85كغم ، وتؤكد امها بأن السمنة جانب وراثي في العائلة ، لكنه بدأ مع تمارا منذ سن مبكر فوزنها يفوق وزن اخوتها الذين يكبرونها سنا ، بل وهي تقريبا في ذات وزن الام ، فيما تقول « تمارا»بأنها تشعر بالحرج الشديد من نظرات الاخرين لكنها لاتستطيع ان تمنع نفسها من تناول الطعام الذي تحبه بخاصة الشيكولاته والعصائر.
ضحايا الاساليب غير السليمة في التغذية يفوق ضحايا الحروب الطاحنة في العالم ومفتاح الحياة الخالية من الامراض يكون باتباع انظمة صحية سليمة هذا ما تبينه أبحاث مختلفة للمركزالوطني للسكري والغدد الصم والوراثة في الاردن ، والذي خرج مؤخرا بدراسة مقلقة حول بدانة الاطفال تحذر من ان مانسبته 25% من الطلاب بين 7-18 عاما مصابون بسمنة مفرطة ، وهذا من شأنه ان يزيد احتمالات الاصابة بالسكري والامراض المزمنة الأخرى، فيما تعد السمنة مشكلة صحية كبيرة في الأردن بنسبة تصل 73% .
كما وتتطرق الدراسة التي اشرف عليها رئيس المركز البروفيسور»د.كامل العجلوني « إلى أسباب هذه البدانة ،وتضع في قفص الاتهام اساليب التغذية غير الصحية وما يباع في «كانتينات» المدارس من اطعمة تؤدي الى اصابة الطلاب بسمنة مخيفة تتهدد حياتهم ومستقبلهم وتقودهم لامراض خطيرة ومزمنه في مقدمتها السكري والفشل الكلوي وغيرها.
وفي استراليا هناك طفل من بين اربعة مصاب بسمنة مفرطة ، هذا ما بينته الحكومة الاسترالية التي كشفت عن خطة لمنع الاطفال من تناول الوجبات السريعة اضافة الى حثهم على زيادة المجهود البدني ، بعد ان زاد الاطفال البدناء الى ثلاثة اضعاف خلال العشرين عاما الماضية ، فهناك 60% بين 20 مليون استرالي يعانون من البدانة .
كريمان الكيالي -
رد مع اقتباس
المفضلات