ابواب
القاتل الصامت يعالج بالتشخيص المبكر
فسخ شاب عقد قرانه مع خطيبته عند معرفته باصابتها بالتهاب الكبد الوبائي ( ب ) , علما بانه يمكن علاج هذا المرض واعطاء المطعوم المناسب للشريك غير المصاب به او حامل للفيروس بحسب اختصاصية الامراض الباطنية والجهاز الهضمي والكبد في مستشفى الامير حمزة الدكتورة ميسم عكروش .
واستغنى العديد من اصحاب العمل عن عمال مصابين اما بفيروس التهاب الكبد ( ب) او (ج) علما بان هذين الفيروسين لا ينتقلان الا من خلال اختلاط افرازات الشخص مع اخر مصاب بهما وفقا لقول عكروش .
وبحسب اختصاصيين بالجهاز الهضمي والكبد فان فيروس (أ) ينتقل عن طريق تناول الطعام والماء الملوثين به وان المرض يتبدد بشكل طبيعي خلال فترة زمنية قصيرة مع العناية اللازمة دون التحول الى مزمن . وتعتبر المملكة من الدول السباقة في المنطقة التي عملت على تأمين مطعوم الكبد الوبائي (ب) لجميع الاطفال حيث يعطى لهم مجانا منذ عام 1995 ما ادى الى انخفاض ملموس في عدد المصابين بالمرض مع مرور الوقت .
الدكتورة عكروش قالت ان جميع فروع بنوك الدم في المملكة تجري الفحوص الروتينية على الدم المتبرع به قبل نقله للتأكد من خلوه من فيروس الكبد الوبائي ( ب) و ( ج ) وفيروس نقص المناعة المكتسبة ( الايدز ) مبينة ان نقل الدم في الاردن يعتبر آمنا لدرجة كبيرة جدا وانه منذ عام 1993 فان احتمالية انتقال العدوى عبر الدم المتبرع به ضئيلة.
اختصاصي الجهاز الهضمي والكبد الدكتور طارق القطب قال ان التهاب الكبد الوبائي ( ب ) موجود بنسب عالية في الاردن مقارنة مع الدول المتقدمة مشيرا الى انه يمكن ان يصاب الشخص جراء العدوى من الام الحامل مؤكدا على الامهات الحوامل ضرورة اجراء فحوصات للكشف عن اي اصابة بالمرض لمنع انتقال العدوى الى الجنين ,حيث ان امكانية العلاج تكون اسهل . وبين انه اذا لم يتم اكتشاف المرض عند الام الحامل فان امكانية انتقاله الى الجنين تصبح عالية. واشار الى ان معظم الاطفال المصابين لا تظهر عليهم اعراض المرض ويستمر الفيروس بوجوده في الجسم وتكاثره مدة قد تصل الى عشرين عاما . واستعرض اعراض مرض التهاب الكبد (ب) بالارهاق العام وحدوث الصفار في العيون والجلد ( اليرقان ) وانتفاخ وتجمع سوائل في الجوف البطني اضافة الى نزيف حاد في المريء والمعدة و( حكّة) مستمرة في الجسم وطفح جلدي من الممكن ان تؤدي الى التهابات مناعية في اعضاء اخرى من الجسم ناهيك عن فقدان الشهية ونقص الوزن . يعتبر فيروس التهاب الكبد الوبائي , القاتل الصامت لخلايا الكبد عبر السنين بحسب الدكتور القطب حتى انه يؤدي في بعض الاحيان الى تشمع الكبد والمشكلات المترتبة عليه او الى سرطانات الكبد مشددا على ضرورة التشخيص المبكر باشراف طبيب متخصص . اختصاصي امراض الجهاز الهضمي والكبد الدكتور وسيم حمودة استعرض وسائل العلاج لمختلف انواع الفيروس ( أ ب ج ) والمتمثل باهمية تقييم حالة المريض من الطبيب المختص بحيث تتم المعالجة بشكل يعتمد على نوعية الفيروس وتعامل الجسم معه , فمثلا يعطى المريض المصاب بالفيروس ( ب) حبوبا تؤخذ بشكل دوري ومن الممكن ان تعطى مدى الحياة . واشار الى ان احتمالية التخلص من المرض نهائيا قليلة الا ان العلاج بحقن ( الانترفيرون ) من الممكن ان تؤدي الى تغيرات في مناعة الجسم لتصبح مقاومة للفيروس وبالتالي امكانية التخلص منه وطرده نهائيا عند حوالي ثلث المصابين . اما التهاب الكبد الوبائي ( ج ) فليست له اعراض واضحة على المصاب ويتم الكشف عنه عادة بالصدفة وفقا للدكتور حمودة او عند استفحال المرض ووصوله الى مرحلة التشمع .
واكد ان الكحول ليست السبب الوحيد للاصابة بتليف او تشمع الكبد مشيرا الى وجود عدة اسباب تؤدي الى تشمع الكبد مثل الاصابة بالتهاب الكبد الفيروسي ( ب ) و (ج ) وامراض وراثية وامراض مناعية في الكبد اضافة الى السمنة ومضاعفات مرض السكري . وقال ان الفترة الفاصلة بين الاصابة بفيروس الكبد الوبائي وبين الاصابة بتشمع الكبد تتراوح بين 20 و 25 سنة , علما بان هذه الفترة غالبا ما تكون محسوسة بالنسبة للمريض مبينا انه اذا تعالج المريض في المراحل المبكرة من المرض فان نسبة الشفاء قد تصل الى ما بين 50 الى 60 بالمئة .
وبين ان علاج التهاب الكبد ( ب ) متوفر وتكلف المريض اربعين دينارا شهريا وتؤخذ مدى الحياة , واذا لم يستجب المريض او تعرض لطفرة جينية في الفيروس فان تكلفة العلاج ترتفع وقد تتراوح بين 400 و 600 دينار شهريا . وقد اعتبرت جمعية اصدقاء مرضى الكبد شهر ايار الحالي توعويا بشكل عام بطرق الاصابة بالمرض والعدوى به من خلال اقامة عدة انشطة لتحقيق هذا الهدف كتنظيم مسيرة بعنوان ( يدا بيد نحو اردن خال من التهاب الكبد الوبائي ) لجمع التبرعات لتقديم العلاج لمصابين وعقد ورش عمل تثقيفية في المناطق الاقل حظا من المملكة.
يشار الى ان الجمعية التي تاسست عام 1984 تهدف الى تقديم الرعاية الطبية اللازمة لمرضى الكبد غير المقتدرين بتغطية نفقات علاجهم ,وتسهم في دعم الابحاث المتعلقة بدراسة امراض الكبد وطرق العدوى بها ,وبرامج التثقيف الصحي في المناطق الفقيرة والتي تعتبر الاكثر عرضة للاصابة بالتهاب الكبد الوبائي .
( بترا )
.
وفاء مطالقة -
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمز الوفاء
المفضلات