معركة كسر عظم في صفوف اخوان الاردن
فجرها ترشيح بني ارشيد لرئاسة الجبهة
معركة كسر عظم في صفوف اخوان الاردن
الحقيقة الدولية ـ عمان – عمر العبادي
أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي الدكتور اسحق الفرحان
المراقب العام السابق للاخوان المسلمين سالم الفلاحات
الرئيس السابق لمجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامي عبد اللطيف عربيات
القيادي في حزب جبهة العمل الإسلامي المهندس علي أبو السكر
عضو المكتب التنفيذي في حزب جبهة العمل الإسلامي الدكتور ارحيل الغرايبة
لم تعد الخلافات العميقة التي عصفت بجماعة الإخوان المسلمين على مدار السنوات الثلاث الأخيرة مخفية أو سرا على احد بعدما تكشفت خطوطها خلال الاجتماع الذي عقده مجلس شورى حزب "الجبهة"، وهو الذراع السياسي لجماعة الأخوان المسلمين، مطلع الأسبوع الجاري، لمناقشة اختيار هوية الأمين العام المقبل للحزب.
الخلافات التي طفت على السطح ولم يتمكن التيار المتشدد من ضبطها فجرها التيار المعتدل في المكتب التنفيذي للحزب والذي يشكل النسبة الأقل بين 120 عضوا يشكلون المكتب، وذلك برفضه عودة زكي بني ارشيد لتولي زمام الحزب خصوصا بعد أن تم إقصاؤه عن هذا المنصب لتسببه بخسارة الحزب في الانتخابات النيابية الماضية، وفق التيار.
عدد من أعضاء التيار المعتدل يرى أن عودة بني ارشيد لتولي الحزب سوف يضع جماعة الإخوان المسلمين في مواجهة مع الحكومة، فضلا عن الخسارة التي ستلحق بالجماعة في الانتخابات النيابية المقبلة، ما سيؤدي إلى فقدانها شعبيتها ودورها في هذه المرحلة بالغة الصعوبة.
القيادي في حزب جبهة العمل الإسلامي الدكتور ارحيل الغرايبة شخّص ما جرى خلال الاجتماع الذي عقده مجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامي مطلع الأسبوع الجاري، معتبرا أن ترشيح المهندس علي أبو السكر رئيسا لمجلس الشورى يعد باطلا كونه لم يتم وفق الأسس الديمقراطية المعمول بها في الحزب.
الغرايبة قال في تصريحات خاصة لـ "الحقيقة الدولية" انه لم يعد هناك مجال للسكوت، فالجلسة التي عقدت تخللتها مشادات كلامية بحيث طفت حدة الخلافات على السطح ولم يعد الأمر مسكوتا عليه.
الانتخابات شرعية
وعلى النقيض من تصريحات الغرايبة أكد المهندس علي أبو السكر أنه تم انتخابه بشكل شرعي رئيسا لمجلس شورى الحزب، كما تم تسمية احمد الزرقان نائبا له، وتسمية جعفر الحوراني مساعدا أول واحمد فريحات مساعدا ثانيا له.
وأوضح أبو السكر لـ "الحقيقة الدولية" أن حزب جبهة العمل الإسلامي حزب أردني يمارس دوره على الساحة الأردنية وانه تم عقد جلسة لمجلس الشورى كاستحقاق دوري للحزب لانتخاب قياداته بصورة شرعية حيث تم عقد دورة المجلس بنصابها القانوني وكان هناك تباين في اجتهادات الأخوة حول ترشيح الأمين العام للحزب.
وأضاف بان الجلسة استمرت بصورة جزئية وتم خلالها انتخاب أعضاء مكتب مجلس الشورى المؤلف من رئيس مجلس الشورى ونائبه ومساعديه، ثم تقرر رفع الجلسة للتواصل مع الإخوة الذي غادروا الاجتماع لتطييب خواطرهم وإعطائهم فرصة للمشاركة في انتخاب باقي المواقع القيادية.
مجلس الشورى لم يدرس ترشيح بني ارشيد
الغرايبة اعتبر ما قام به بعض أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بطرح اسم زكي بني ارشيد مرشحا كأمين عام لحزب الجبهة من خلال وسائل الإعلام ومحاولة تكوين رأي عام مؤيد لذلك يعد أمرا غير مقبول إذ لم تتم دراسة الترشيح من قبل أعضاء مجلس الشورى.
ويرى الغرايبة أن اختيار شخصية خلافية تسبب في خسارة الحزب في الانتخابات النيابية الماضية وخلق حالة من الصدام مع الحكومة وهو أمر لا يصب في مصلحة الجماعة بل على العكس ستكون هناك نتائج سلبية.
طبيعة الخلاف بين تياري جماعة الإخوان المسلمين والذي لم يعد إخفاؤه أمرا ممكنا أشار إليه "الصقوري" أبو السكر في سياق حديثه وهو أن زكي بني رشيد مرشح جماعة الإخوان المسلمين لان يكون أمينا عاما لحزب جبهة العمل الإسلامي، موضحا انه لم يتم استكمال انتخاب بني ارشيد أمينا عاما للحزب بسبب الخلافات التي وقعت حول اختياره والتي حالت دون انتخابه واختيار أعضاء المكتب التنفيذي كذلك، إذ تم رفع الجلسة لوقت لاحق حيث سيتم استكمال باقي المراكز القيادية على رأسها الأمين العام والمكتب التنفيذي والمحاكم الحزبية.
بيد أن الغرايبة رأى في سياق حديثه أن عودة بعض الأشخاص إلى اجتماع مجلس الشورى الذي تم فضه من قبل رئيس اللجنة حسني جرار وهو اكبر الأعضاء سنا وانتخاب أبو السكر باطل وغير قانوني معتبرا كل القرارات التي صدرت عنه باطلة أيضا.
تباين في وجهات النظر
عضو جبهة العمل الإسلامي ناصر لافي قال في تصريحات خاصة لـ "الحقيقة الدولية": لا شك انه يوجد تباينات في آراء أعضاء جبهة العمل ودليل ذلك ما حصل في الجلسة التي كان يفترض أن يتم خلالها انتخاب أمين عام الحزب وأعضاء المكتب التنفيذي والمحاكم التنظيمية، بيد أنها فشلت في مهمتها بسبب التباين في وجهات النظر.
وبين لافي أن الخلاف الذي حدث سببه أن هناك توصية من جماعة الإخوان المسلمين باعتماد زكي بني رشيد أمينا عاما لحزب جبهة العمل الإسلامي وهذا كان محور الخلاف.
وأوضح بان هناك من يرى أن من حق الإخوان تقديم توصية باسم محدد لأن معظم الأعضاء هم أعضاء في حركة الإخوان المسلمين، ومن جهة ثانية يرى فريق آخر أن الحزب بلغ رشده ويحق له انتخاب قادته بمن فيهم الأمين العام وهذا سبب الانسحاب لأنهم لم يوافقوا على توصية جماعة الإخوان المسلمين بخصوص اسم الأمين العام.
ويرى أن المسألة لم تعد هوة، لكنها تنافس، وان كان تنافسا شديدا اقترب من محطة الحسم، والقراءات الرقمية التي ظهرت مهمة جدا، لان المجلس أكمل جلسته رغم انسحاب بعض الأعضاء وأتم عملية الانتخاب لرئيس مجلس الشورى ومساعديه ونائبه وأجل الجلسة لتطييب الخواطر.
وبين أنه إذا تم النجاح في تطييب خواطر المنسحبين وتم عقد جلسة لانتخاب الأمين العام وباقي المناصب عندها يكون المجلس قد تخطى مرحلة التباينات.
امتدادات خارجية
وحول ما يشاع عن وجود أياد خفية تحدث انشقاقات في الحزب قال لافي: "لا أنكر أن هناك اتهامات بان الجهات المتصارعة في حزب جبهة العمل الإسلامي لها امتدادات خارجية وهناك من يتحدث عن حركة المقاومة الإسلامية حماس، كذلك هناك من يتحدث عن جهات أخرى داخل البلد، ولكن هذه الاتهامات تمثل شكلا من أشكال الصراع بلغ ذروته في الفترة الأخيرة، حيث أخرج كل طرف ما في جعبته من اتهامات للطرف الآخر.
ومن الجدير بالذكر انه وعلى الرغم من عدم موافقة التيار المعتدل على مجريات الأمور التي سادت جلسة مجلس شورى الحزب، وعدم الاعتراف بما تمخض عنها، إلا أن ذلك لم يحل دون قيام مكتب مجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامي الذي انتخب في جلسة يوم السبت 9 أيار الجاري باتخاذ قرار يتضمن دعوة جميع أعضاء مجلس الشورى للاجتماع يوم السبت المقبل لاستكمال بحث جدول الأعمال الذي أقر في تلك الجلسة.
وكان رئيس المكتب المهندس علي أبو السكر قرر تكليف المكتب التنفيذي السابق برئاسة الدكتور اسحق الفرحان بتسيير أعمال المكتب لحين انتخاب المكتب الجديد إضافة إلى اتخاذ قرار بإرسال مذكرة شكر لرئيس وأعضاء المجلس السابقين.
وبين تلك الآراء ومسيرة حزب "الجبهة" فإن المراقبين لمستقبل جماعة الإخوان المسلمين يرون أن الجماعة تمر بمرحلة بالغة الصعوبة على أكثر من صعيد، أبرزها المخاوف من حدوث انشقاقات وانسحابات كالتي وقعت في أوقات سابقة وبخاصة قبل العملية الانتخابية.
ويبين المراقبون أن أية انشقاقات أو انسحابات ستضع المستقبل السياسي للحزب على المحك، خصوصا إذا فشلت جماعة الإخوان في تحقيق فوز مجد في الانتخابات النيابية المقبلة وتبرير فشلها بتزوير الانتخابات.
ولفت المراقبون إلى أن هناك متسعا من الوقت لدراسة ما يجري وإصلاحه قبل فوات الأوان، وانه يتوجب على الحكماء من كلا التيارين تقديم شيء من التنازلات لبعضهما بما يخدم مسيرة الجماعة وحزب الجبهة.
وحذر المراقبون في ذات الوقت من انعكاس اتساع دائرة الخلافات بين تياري الصقور والحمائم في جماعة الإخوان المسلمين على الشارع الأردني وذلك بسبب الامتدادات الخارجية لبعض رموز التيار الصقوري.
حرب بيانات بين الصقور والحمائم.. وعقد جلسة اليوم
وفي تطور جديد على الخلاف القائم داخل جماعة الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي تقدم عدد من أعضاء في حزب "الجبهة" بشكاوى إلى وزارة الداخلية طلبوا فيها "وضع الأمور في نصابها وتصحيح الإجراءات القانونية، بحيث يحترم قانون الأحزاب السياسية والنظام الأساسي للحزب، وإلغاء أي إجراء مخالف للقانون".
وتضمنت الشكاوى شرعية الجلسة التي عقدها شورى حزب جبهة العمل الإسلامي لانتخاب أعضاء المكتب التنفيذي وتقديم اسم مرشح لحزب الجبهة مسبقا ومنتخب من أعضاء مجلس شورى الإخوان بشكل وصفته الشكوى بأنه مخالف للنظام فضلا عن السماح للمراقب العام لجماعة الإخوان بالمشاركة في انتخاب أمين عام الحزب رغم انه ليس عضوا في الحزب.
حالة الشد والجذب بين تياري الإخوان بلغت أشدها عندما اصدر أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي الدكتور اسحق الفرحان "الحمائم" مذكرة إلى رؤساء فروع الحزب وصف فيها الظروف التي يمر بها الحزب هذه الأيام بأنها "قلقة"، مرجئا اجتماع مجلس الشورى إلى اليوم الأربعاء لمناقشة تداعيات جلسة السبت الماضي.
هذا الموقف دفع بالتيار الصقوري إلى الرد على مذكرة الفرحان وذلك عندما أصدر مسؤول الملف الوطني في حزب جبهة العمل الإسلامي محمد الزيود، تصريحا صحافيا اعتبر فيه أن البيانات التي تصدر عن الدكتور إسحق الفرحان، بخصوص عدم شرعية انتخاب رئيس مجلس شورى الحزب "موقفا خاصا وشخصيا ولا يمثل المكتب التنفيذي". مؤكدا شرعية انتخابات مجلس شورى الحزب التي جرت السبت الماضي، فضلا عن شرعية انتخاب أبو السكر رئيسا لمجلس الشورى، مشيرا إلى أن أي التفاف على قرار المجلس بأغلبيته يعد تجاوزا على النظام الأساسي، وعلى شرعية القرار.
ودعا الزيود أعضاء مجلس شورى الحزب لحضور جلسة المجلس السبت المقبل، التي دعا إليها مكتب مجلس شورى الحزب، من أجل استكمال انتخاب المواقع القيادية الأخرى بخلاف ما دعا إليه الفرحان في المذكرة التي وجهها إلى رؤساء الفروع.
تدخل العقلاء وتلطيف الاجواء قد يحول دون قطع شعرة معاوية بين صقور الحزب وحمائمه
"ازمة شرعية" تضرب صفوف حزب جبهة العمل الإسلامي
الحقيقة الدولية ـ عمان ـ محرر الشؤون السياسية
قبل اشهر قليلة من استحقاق هام بالنسبة لحزب جبهة العمل الاسلامي وهو الانتخابات النيابية التي من المتوقع اجراؤها في الربع الاخير من العام الحالي، وتحديدا في تشرين الثاني منه، دخل الحزب في صراعات داخلية تهدد تمثيله النيابي.
فبعد ان تلقى "العمل الاسلامي" صفعة موجعة في الانتخابات الماضية من خلال فوز 6 من مرشحيه الـ22، بعد ان كان قد حصل في انتخابات مجلس النواب الرابع عشر على 17 مقعد، بمعنى ان الاسلاميين خسروا 11 مقعدا دفعة واحدة الامر الذي اعتبره مراقبون ضربة موجعة وقاصمة، تشاء الصدف ان تظهر خلافات الاسلاميين للعلن قبل اشهر من الانتخابات النيابية، اذ ان الحركة الاسلامية سبق لها ان دخلت الانتخابات الماضية مشتتة ومنقسمة على بعضها، وليس هذا فحسب بل ان اعضاء منهم هاجموا مرشحين اخرين للحركة، فيما قاطعت رموز مهرجانات انتخابية لمرشحين اخرين من الحركة.
واليوم تعود الكرة من جديد، وتعود الخلافات لتدب في صفوف الحركة الاسلامية من بوابة انتخاب الامين العام للحزب، بعد ان هدات بعض الشئ في الفترة الماضية، وبدا ان الحركة الاسلامية في طريقها لاستيعاب نزاعاتها الداخلية، والتفرغ لامور اخرى.
سفينة الامنيات جرت عكس التوقعات، وتازمت العلاقة بين اقطاب الحركة، الى حد الاتهامات المتبادلة والتنازع في الشرعية حينا، والاتهام بالتزوير حينا اخر.
فصول ازمة الاسلاميين تعمقت السبت الماضي، بعد جلسة مجلس شورى الحزب، وبدات حياكة فصول الازمة قبل يومين فقط، عندما قرر شورى جماعة الاخوان المسلمين تزكية زكي بني ارشيد لموقع الامين العام للحزب، واستبعاد سالم الفلاحات.
مجلس شورى الاخوان اختار الخميس الماضي زكي بني ارشيد مرشحا للجماعة كامين عام للحزب، بعد ان تنافس مع المراقب العام السابق للاخوان سالم الفلاحات على هذا المنصب، وحصل بني ارشيد على 24 صوتا، في حين حاز منافسه على 22 صوتا من مجمل اعضاء المجلس الـ47، بنى ارشيد محسوب على جناح الصقور في جماعة الاخوان المسلمين، فيما يحسب الفلاحات على جناح الحمائم.
جاء قرار جماعة الاخوان المسلمين وتحديدا مجلس الشورى فيه، مخالفا لكل التوقعات، مع ان البعض كان يتوقع ان يترك شورى الجماعة خيار تسمية الامين العام لمجلس شورى الحزب باعتبار ان الحزب بات راشدا ويستطيع تحديد اولوياته دون وصاية من احد.
قرار شورى الجماعة وجد صدى له في اجتماع شورى الحزب، وادى الى بروز خلافات شديدة في انتخابات مجلس شورى حزب جبهة العمل الاسلامي، وتوترًا بين الاعضاء، ما استدعى عضو المجلس حسني جرار، الذي تراس الجلسة بوصفه الاكبر سنًّا، رفع الجلسة وتاجيل انعقادها، وقال: "رأيت ان المصلحة تقتضي رفع الجلسة، نظرًا لاحتدام الخلافات".
قيام "رئيس السن" برفع الجلسة لم يمنع من استمرارها باغلبية 67 عضوًا، وقيام الاعضاء المتبقين بانتخاب المهندس علي ابو السكر رئيسًا لمجلس الشورى، لترفع الجلسة لموعد مقبل لانتخاب الامين العام والمكتب التنفيذي والمحاكم الحزبية.
امين عام الحزب الدكتور اسحق الفرحان قال "ان جلسة شورى الحزب التي انعقدت السبت انتهت برفع رئيس السن حسني جرار لها"، معتبرا ان ما تلا ذلك من اجراءات "باطل".
ولفت إلى ان رئيس السن رفع الجلسة بعد ان اضطر الى رفعها بسبب حدوث خلافات حادة بين اعضاء المجلس كادت تؤدي الى فتنة حادة بين اعضاء المجلس، ونوه إلى انه بناءً عليه اعتبر ان جلسة الشورى انتهت برفعها، وان اي قرارات حصلت بعد ذلك باطلةً وغير نظامية.
الفرحان اعتبر ان المكتب التنفيذي "يبقى مسؤولا عن الحزب وعن الدعوة لعقد جلسة قادمة لمجلس الشورى لانتخاب قيادة جديدة".
ظلال ما حدث السبت الماضي تواصل اذ ان ابو السكر اصدر بيانا دعا فيه مجلس الشورى للاجتماع يوم السبت المقبل، وجاء قرار ابو السكر باعتباره رئيسا لمجلس الشورى، فيما رفض الامين العام للحزب اسحق الفرحان ذلك معتبرا ان دعوة ابو السكر باطلة، وهذا يعني ان ازمة شرعية بدأت تضرب في صفوف الاخوان والحزب على حد سواء، الامر الذي يعني ان عقلاء الجماعة سيجدون صعوبة كبيرة في ترطيب الاجواء واعادة الامور الى نصابها.
جلسة شورى العمل الاسلامي التي عقدت السبت الماضي، غاب عنها عدد من كبار قيادات الحزب، حيث غاب كل من الامين العام الحالي اسحاق الفرحان والدكتور عبد اللطيف عربيات وحمزة منصور وسالم الفلاحات وعبد الحميد القضاة، ويقال ان رموزا اخرى غابت ايضا.
الذين شاركوا في الجلسة بعد رفعها يرون ان استكمالها قانوني ويتفق مع لوائح الحزب الداخلية معتبرين ان قيامهم بانتخاب علي ابو السكر رئيسًا لمجلس الشورى، شرعي ونظامي.
قبل جلسة الشورى وزع تيار الحمائم بيانا على اعضاء المجلس انتقد فيه بشدة قرار مجلس شورى جماعة الاخوان المسلمين "تعيين" زكي بني ارشيد امينا عاما للحزب، معتبرا ان قرار الاخوان بمثابة تهميش متعمد لدور مجلس الشورى، وطالب بالسماح لاعضاء الحزب الذين انتخبتهم القواعد باختيار قيادتهم.
واعتبر قيادي محسوب على الحمائم ان هناك تهميشا للحزب ولمؤسساته، معلنا بان تياره لن يشارك باي انتخابات داخلية لعضوية المكتب التنفيذي او مجلس الشورى وغيرها احتجاجا على "تهميش دور الحزب وممارسة الولاية عليه من خارجه".
يعتقد مراقبون وقياديون وسطيون ان ما يحدث داخل جماعة الاخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الاسلامي من شانه ان ينعكس سلبا على حظوظ الحزب في الانتخابات النيابية المقبلة، ويتخوفون من امكانية تكرار تجربة الانتخابات السابقة التي دخلها الحزب منقسما على نفسه.
يُشار الى ان حزب "جبهة العمل الاسلامي" الذراع السياسي لجماعة "الاخوان المسلمين" بالاردن، ومنذ تاسيسه مطلع تسعينيات القرن الماضي يختار مجلس شورى الاخوان المسلمين امينه العام باعتبار سيطرة الاخوان على الغالبية العظمى من اعضائه.
خلافات الاسلاميين بدأت بوادرها قبل اشهر عندما قال عضو مجلس شورى الحزب زكي بني ارشيد ان عمليات تزوير حدثت في انتخابات مجلس الشورى التي انتهت، متهما قيادات حزبية بذلك، واستغرب الامين العام اسحق الفرحان مثل هذه الاتهامات التي وصفها بانها غير مدروسة وباطلة، مؤكدا ان الانتخابات التي افرزت مجلس الشورى سليمة.
واحتج بني ارشيد وقت ذاك على قرار المكتب التنفيذي حرمان 200 عضو جديد من المشاركة في الانتخابات، وفي هذا اوضح الفرحان بانه تم تنسيب 200 عضو خلال شهر كانون الاول الماضي بطريقة غير صحيحة وتم تسديد الاشتراكات عنهم لذلك قرر المكتب التنفيذي منعهم من المشاركة في انتخابات الشورى.
البعض يرى ان الحركة الاسلامية (الجماعة والحزب) دخلت منعطفا خطيرا يمكن ان يهدد مستقبل الحزب، ويمكن ان يصل الى حد التشكيك بالقرارات الناجمة عن الجماعة والتشكيك بقيادة الحزب الجديدة التي سيصار الى انتخابها بكل تاكيد خلال الايام المقبلة.
وكانت قيادات من الحمائم قد سعت على مدار الشهور الماضية لاستقلال القرار الحزبي عن الجماعة، وترك مسالة اختيار الامين العام للحزب الذي يختاره من بين عدة اشخاص، لكن قيادات في الجماعة عارضت هذا التوجه باعتبار الحزب الواجهة السياسية للاخوان، وصوتت اغلبية من اعضاء مجلس شورى الاخوان ضد اقتراح بترك الحزب يختار قيادته بمعزل عن الجماعة.
بالمجمل فان الايام المقبلة هي وحدها التي ستبين اين سترسو خلافات الاسلاميين وان كان للعقلاء دور في تلطيف الاجواء وتهيئة بيئة مناسبة لمرشحي الحزب المرتبين للانتخابات النيابية للتحرك والحصول على مقاعد نيابية.
المصدر : الحقيقة الدولية ـ عمان – عمر العبادي 11-5-2010
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بلال طوالبه
المفضلات