يعيش أبو صابر في منزله المتواضع وكان هدفه الوحيد هو أن يربي بناته وابنائه وينشأهم أحسن نشأة
حتى يفخر مثل البقيه بهذه الذرية التي يقول عنها الناس " الصالحه " يدعون له بعد الممات ويجازونه
بالخير في الحياة
ولكن القدر شاء أن يتعذب الوالد بسبب ابنه المدلل " الاوسط " " س " الذي لطالما حرص على تعليمه الى خارج المنطقة للحصول على درجات الماجستير التي يطمح الاب ان يصل اليها ابنه الاكبر كذلك..
كباقي البنات ..
ولكن الابن الاكبر فضل العمل بشهادته المتواضعه وعدم اكمال دراسته .
.وكان يحلم بالزواج والارتباط كباقي الشباب فقط !!
وفعلا قام الاب بتزويج الابن الاكبر كما رغب بذلك وقد غمرته الفرحه برؤية اول حفيد من ابنه البكر
ودعا الله ان يزوج البقيه وان يكمل ابنه المدلل " س " تعليمه على اكمل وجه ، فقام بشراء افخم سيارة لاجل
ان لايتعب في المواصلات ..وقام بدفع رسوم الدراسة كي يساعده في الترغيب وان لايشعر بالحرج
امام زملائة ... وهيأ له المسكن والملبس وكل مايحتاجه في غربته ..وحرص على الاهتمام به كثيرا
والسؤال عنه ..ولايكف عن الاتصال به حتى لايشعر بأن هناك شيء ينقصه او يحتاجه ليلبيه له بسرعه
كبقية الاباء ...ومع هذا بلغ سن الزواج ورغب بالتزويج وربما بسبب الغيرة حيث رأى اخواته واخوه
الاكبر تزوج وهو لاء ..ففرح الاب كثيراً لرغبة الابن وكان يطمح ان يكمل مسيرته التعليميه أولاً
ومن ثم يبدأ بمشروع الزواج ..ليس تقصيرا ً منه او بخلاً ..ولكن اراد ان لايشغله شيء
حيث ان مسؤولية الزواج وتحمل العائله تتطلب الكثير من الجهد ..ولكن الابنه الكبرى ساعدت اخيها
واخبرت اباها بأن الامر سهل ولا يحتاج اي تعقيد وهناك الكثير من يدرس ويكون عائله وهو سعيد
قد يحقق اخي رغبته ...
اخيراً ..زف الابن المدلل " س" كعريس بزفاف لم يقم أحد بمثله بتاتا ً !! ..
وأقيمت الولائم حيث لم تشهد القبيله مثل هكذا في اي مناسبه من قبل ..
ليس لان الاب قادراً مادياً ولكن اراد ان لايشعر بأن تزويجه كان صعباً
واراد ان يحقق ويلبي كل طلباته ..حتى يشعر بالاستقرار والسعاده ..ويفخرالابن به كأب !
ولكن مع مرور سنتين من زواجه ..تحول الابن الى " وحش كاسر " ..اصبح مهمل في الدراسه
لم يشأ اكمال تعليمه ولكن زوجته أصرت على ذلك بمساعده اخته الكبرى وأمه .. ولكن مع هذا
بقي في مدرجات التعليم كشخص بلا روح فاقد الاحساس ..لذلك ارغم على حمل المواد اكثر من
مرة ..وبدلا من ان يتخرج خلال ايام بسيطة ..استغرق الامر سنوات ..
واهله استغربت تحوله الفضيع وشكله الشنيع " حيث قام بتطويل شعره وربطه ولبس الحلق ..
وقام بلبس ملابس فاضحه ..وقام باستخدام مساحيق والمكياج وكل شيء يتعلق بزوجته !!
غضبت اخته الكبرى كثيرا ً
واستنكر والده هذا الفعل وهذه السلوكيات العجيبه والغريبه الصادرة منه ...فقامو بالتحدث الى زوجته
واخبرتهم بأنها ليست لها علاقه بالامر ..وانها تجهل سبب حدوث ذلك ...لم يكتفي بذلك بل
اصبح كثير السهر لدرجة انه لايأتي بالليلتين الى منزله وكانت زوجته الحمقاء تغطي عن تصرفاته
ولكن لم تتحمل غيابه بسبب وجود الابناء واحتياجاتها فاخبرت اخته الكبرى لعلها تلقى مخرجاً
ووسيله لذلك ..لم تتوانى اخته الكبرى عن نصحه سواء بالهاتف او مقابلته شخصياً
حتى انها شكت في تصرفاته وصارت تخبر اهلها بأنهه انسان لاتعرفه ولا علاقه له بهم
انه ليس اخيها ربما بسبب رفقة السوء او بسبب تلك المنطقة المفتوحه والمهيأه للسهرات !!
هناك من قام بغسل دماغه وتخريبه ومحاولة اغراءه بشتى المجالات !!
فقام الاب بنصح ابنه كوالد ولكن الابن جفا اباه وقام بالصراخ في وجهه ولم يحترمه كأب
ونسي مافعله لاجله ونسي تلك المبالغ التي دفعت لاجل تعليمه وراحته وتزويجه ايضاً
بل تجاهل كل شيء وضعه ابيه بين يديه ..قال لابيه : لاتتدخل في شؤوني ولا في اصحابي
وسأفعل مايمليه قلبي ..ولا شأن لك بحياتي ... ولن احترمك كوالد لي ..اعتبرني ميتا !
صعق الوالد من كلامه
واصيب بسكته دماغيه ولولا رحمة الله لكان قد رحل عن عيون هذه الدنيا الحقيرة
لانه لم يصدق مانطق به ابنه ولم يتصور بأن ابنه سيعض يده او يخونه..ولماذا ؟؟
ولا زال هذا السؤال في خاطره ..يبكي من قلبه على ابنه ام يبكي عليه !!
اما والدته اصبحت كالثكلى التي فقدت ابنها وهو لازال على قيد الحياة
صارت تبكيه ليل نهار ..تدعو الله وتتوسل ان يهدي ابنها الى طريق الصواب
وان يقوم بزيارتهم لدقائق والتحدث اليهم برفق وحنان كما عهداه سابقاً
اما بالنسبه لاخيه الاكبر قام بدوره كأخ وحاول التقرب اليه والدخول الى منزله
الذي أستأجره والده له كي يشعر بالامن والطمأنينه ...ولكن الاخ العاق " س" لوالديه
رفض استقبال اخيه واغلق الباب في وجهه قائلا : انا لااعرفك بتاتا ً !
استغرب الاخ الاكبر وفي قلبه غصه ..ماهي سر الحكاية ؟؟!
هل اصبح مدمناً للمخدرات والافلام الاباحيه ..ام سكير ..ام مسحورا ..
لااحد يعلم ؟؟
اقترحت زوجته بالذهاب معه الى طبيب نفساني موجوداً خارج المنطقه
حتى لايشعر بالحرج او يعرف احداً بموضوعه ..لكي تبحث عن دواء لداءه !!
ولكنه رفض وقام بالصراخ في وجهها وربما صفعها على وجهها ولم تخبر اهله !!
واستنقذت باخته الكبرى وجاءت اليه " كالجنديه النمره " الواثقه والمؤمنه بالله
واستقبلتها زوجة اخيها بكل رحب واشارت الى غرفته بيدها لتذهب اليه ،،
دخلت عليه بعد السلام وحاولت التحدث والابتسام لكي يشعر بالامن
والامان وقالت له : اخي اتذكر تلك الايام التي كنا نجتمع ونضحك ونتسامر
ونأكل ونلعب وانت معنا ...
اتذكر تلك الايام التي كنت تعانق والدي ووالدتي بكل حب ولهفه
اتذكر تلك الايام التي كانت شقيقاتك تفتخر بأن لها أخ مثلك
كنت تدافع عن الحق ولا ترضى بالتبرج والسفور
وكنت تغضب حينما تسمع احداً يتعرض لأمرأه فتثور
كالعاصفه ..وتهب للخناق والتعارك معه ..
حتى ان نساء القبيله اغرمو بك ..بسبب شهامتك ورجولتك
بل بسبب قلبك المعطاء ورومانسيتك الهادئه
وحبك لعائلتك واحترامك لأهلك وتربيتك الصالحه
وتقبيل تراب منزلك ...وابتسامتك التي تعطر الوادي !!
اخبرني ماالذي جرى؟؟
هل هناك أمر يضايقك؟؟
هل انت في ضائقه ماليه ؟
هل يوجد احد قام او يقوم بابتزازك او تشويه سمعتك ؟؟
هل تعمل عملاً نجهله نحن وتخشى ان يطلع عليه احد ؟؟
من اين لك المال الذي تحصل عليه ؟؟
اني اعلم ان والدي يعطي زوجتك ويعطيك ..لكن زوجتك اخبرتني
بأنها باعت نصف صواغها لاجلك " اي ذهبها "
اخبرني لماذا ؟؟
هل انت محتاج ؟؟
هل انت متورط في جماعه ارهابيه؟؟
هل انت لم تعد ترغب بأن تكون مسلماً ؟؟ ..حتى انك سمحت لزوجتك بنزع الحجاب !!
لايعقل بأن تكتب رقم هاتفك وان تضع ايميلك واسمك الكامل خلف زجاج سيارتك
بخطاً واضحاً ..بدون سبب ؟؟
هل تبحث عن فتيات وتحاول اغوائهن كما تشعر زوجتك ؟؟
ام هناك شركة تعمل بها ؟؟!!
ام اصبحت هوايتك هي الانحراف فقط ؟؟!!
لماذا تفعل هذا الفعل ؟؟ صارحني اليوم ..لعلك لن تلقى احداً يسمع لك
ان زوجتك اصبحت مريضه لم تعد تتحمل تصرفاتك تلك
ولا احد يتحمل هذا الشاب المريض الذي اعتبره البعض " مختل عقليا بل سكير " !!
اجابها قائلاً :
ليس لكِ شأن في حياتي ولا تتدخلي لا انتي ولا عائلتك واخرجي من داري
ولا تعودي هنا والا اخرجتكِ وانت جثة هامدة !!
قالت له : نعم اخرجني جثة هامدة لانني لااستطيع رؤيتك ولا امي ولا اخواتي
ولا ابي رؤيتك هكذا ..لعلي استريح ..لقد ضايقني الامر كثيراً ولم اتوقع بأن الحب سيفرقنا !!
حتى ان زوجي أصبح يعيرني بك ..فقد اصبحت اضحوكة العصر !!!!!!!
غضب الابن المدلل "س " وقام بامساك يد اخته وتعجبت من تصرفه الخشن ..قالت له :
اقسم بأنك لست اخي " مرهف الاحساس " ..وانا لست بأختك التي لطالما احبتك !!
وان متُ فلا تقرب كفني ولا تزر قبري ..ولاتضع وروداً وتنحني لتقبلني كأخ !!
لاني لااتحمل حتى خطى رجلاك في ترابي ...
انك نكرة وستبقى نكره لانك اعتبرت اهلك نكرة وليس لهم وجود !!
لهذا ستبقى مجهولاً وستموت مجهولاً ..كأنسان ضائع ..وطائر لايعرف الى اين
الملفى واللجوء ؟؟
اما زوجتك فهي فقد أصبحت ارمله قبل الاوان ..لأنك لست برجل ..فالرجل لايقم بتطويل شعره
تشبهاً بالنساء ..ولا يفعل ماتفعله ..فالاسلام بريء منك ورسول الله واهلي
وتستحق الرجم والشنق وكل انواع التنكيل والتعذيب حتى تشعر بالالم الذي
سببته لوالدي ولكل قريب منك ...بسبب فضائحك قتلت سمعة عائلتك واصبحت وصمة عار !!
وسيسرها خبر موتك عاجلاً غير آجل !!
وصدقني ان زوجتك ستكون بخير وكذلك اولادك ..انظر لهم !!
انهم يتامى ..قبل ان ترحل !!
هل تتحمل رؤيتهم يبكون !!
انظر سأخنق احداهن ان كنت تقوى على ذلك فشاهدني !!
بل سأسحق راس احدهم ..ربما مشاعرك واحاسيسك تتحرك لو قليلاً !!
قامت زوجة اخيها بالصراخ والبكاء ظناً منها بأنها ستفعل ذلك حقيقه
سحبت الاخت الكبرى احدى ابنائه ورمته بالارض وطلبت من زوجته
الذهاب معها وعدم تحمل ألمه وظلمه ..فالعيش مع المجنون رحمه
ولكن مع المتوحش نقمة ومصيبه !!
اصبح الطفل يبكي بقوة حتى ان شقيقه الاخر قام بالبكاء ايضاً من هول الموقف
لم تتحمل والدتهم الخروج وهي تسمع بكاء ابناءها ..
لكن الاخت ارغمت زوجته بالوقوف امام منزلها بضع دقائق
حتى يقوم والدهم بتهدئتهم كما توقعت أن كان لديه قلب !!
لم يتحمل بكاء اطفاله ،، فقام بالصراخ في وجههم وحاول رفع يده على احداهم
ولكن اخته لحقت قبل ان يفعل ذلك وأمسكت يده قائله : الحمدلله انك لم تكن عقيماً ..
ان الله اراد ان يعلمك
بأن هؤلاء الابناء سيقومون بما قمت به ..وسيكبر هذا الابن وسيقوم بصفعك
لانك ذات يوم قمت وصفعت والدي وكأن الامر لايهمك ..
حسناً الان انا مرتاحه
هناك من سينتقم منك ..لكن هذه المره ليست زوجتك ولا ابيك ولا اخواتك واخيك
بل ابنك ابنك ابنك ..نعم هل تسمعني ؟؟!!
انك بلا رحمه ..انك عديم الانسانية ..بل اشك بأن جسدك يحمل قطرة دماء
او عيناك تحمل دموعاً ..وهذا الابن سيفعل مافعلته وسيحرق قلبك !!
وبينما هي تحاول الرحيل والمغادرة من منزله ....
انهار بين احضان زوجته كالطفل الرضيع وصار يصرخ كالمجنون !!
فحاولت زوجته تقبيله وتهدئته ولكنه صار يصرخ قائلاً : لااحد يحبني
لقد ظلمتهم كثيراً ...لأادري لماذا اصبحت هكذا ..عديم الاحساس
ولا ارغب بالحياة ..لكم اتمنى الموت والرحيل ..لأنني لم اعد اتحمل تلك الالام
وقفت اخته صامته تراقبه وتسمع مايتلفظ فمه ،، ومن ثم قالت :
الكلب يبقى كلباً حتى لو اكثر العويل ...اقسم انك ستبقى حيواناً أن لم تكف
عن تصرفاتك وترجع الى الله ..ولاتظن بأن تلك الدموع وتلك الصرخات
قد تؤثر بقلبي وتجلب لي شفقة عليك ..لأنك لاتستحق الشفقه !!
لقد أدميت عيون والدتي من كثرة البكاء ..وكانت تحاول التحدث اليك وتهاتفك
لكنك تقوم بأقفاله وعدم الرد ..وأن زارتك للأطمئنان عليك لاتسمح لها حتى بالدخول الى منزلك !!!
الان تحمل الالم لوحدك ..لأنه لااحد يريد ان يشعر بألمك ..لم تعد لك اهميه في حياتنا !!
وزوجتك تلك انها مؤمنه صالحه قد ابتلاها الله بك ..حتى تدخل الجنه
اما اولادك وكل ماسيحصل لهم ..نتيجه اخطاءك وظلمك وعدوانك
وتغيير حياتك للأسوأ ..ارجع الى الله ..قم بقراءة القرأن والاغتسال
والتوبه فأن الله يقبل التوابين ..حينها سأفتح ذراعي من جديد
وكذلك والدي واخواني ..
نعم لم تتقبلهم وظلمتهم فلن يتقبلوك
الا اذا اصبحت اخينا الذي نعرفه والذي يؤدي حقوق الله
والاخرين ..وقم بزيارة اهلك ولاتقطع وصلهم
فأن الله لن يوفقك لا في الدنيا ولا في الاخره
وزوجتك أن لم تتحملك فلن يلومها احد ..
واعلم لولا عائلتها وحياتهم البائسه لكانت قد رجعت اليهم وذلك أهون من العيش مع انسان ميت !
لكن حظها التعس اجبرها ان تصبر عليك مدى الحياة
واحمد الله كثيراً بأن الله رزقك مثلها !!
رد مع اقتباس
المفضلات