الجنابي: جاهزون لإدارة البلاد بعد الإنسحاب الأمريكي من العراق وسنقاتل ضد أي إحتلال آخر
"الحقيقة الدولية" تنفرد بنشر أول حوار مع الناطق الرسمي باسم المجلس السياسي للمقاومة العراقية
الجنابي: جاهزون لإدارة البلاد بعد الإنسحاب الأمريكي من العراق وسنقاتل ضد أي إحتلال آخر
■ الانتخابات العراقية لم تأتي بجديد لأنها مرهونة بالإرادة السياسية لكل من الولايات المتحدة وإيران
■ انتخاب الجعفري من قبل التيار الصدري هو نوع من المساومة مع الكتل السياسية الأخرى
الحقيقة الدولية – القاهرة – مصطفى عمارة
حالة من الفوضى السياسية التي يشهدها الواقع السياسي العراقي اليوم بعد فوز القائمة العراقية بفارق ضئيل في الانتخابات البرلمانية التي جرت في السابع من آذار الماضي، ورفض ائتلاف دولة القانون الاعتراف بنتائج تلك الانتخابات مما ترتب عليه فشل أي من الكتلتين بتشكيل الحكومة الجديدة.
وقد صاحب الفراغ السياسي فراغ أمني أدى إلى تنامي العمليات التفجيرية التي حصدت أرواح مئات العراقيين الأبرياء.
ويرى الناطق الرسمي باسم المجلس السياسي للمقاومة العراقية عبد الرحمن الجنابي، أنه لا يمكن قراءة نتائج الانتخابات العراقية من خلال ما صاحبها من انقسامات منذ أول يوم بدأ الحديث فيه عن الانتخابات، فلو نظرنا إلى التفجيرات التي راح ضحيتها الأبرياء من أبناء شعبنا وأصابت بناه التحتية نجدها مرتبطة بالصراعات السياسية الانتخابية للجهات المتنفذة في الحكومة الحالية وأجنداتها الإقليمية.
وبين الجنابي في حوار خاص لـ "الحقيقة الدولية"، أن القرائن على هذا الترابط كثيرة، منها أن العملية السياسية سعت منذ البداية إلى إيقاع انقسام داخلي كبير بين أبناء الشعب على الأسس العرقية والطائفية. وإنها ما زالت تمثل قطبي الصراع والنفوذ في العراق، وهما الأمريكي والإيراني وأجنداتهما في العملية السياسية العراقية، والذي يتابع الحراك المكوكي الخارجي لقادة الكيانات السياسية قبيل وبعد الانتخابات يدرك حقيقة ذلك.
وأضاف أن من القرائن الأخرى على هذا الترابط أن الناظر إلى برنامج الكتل الانتخابية يجدها برامج المصالح الشخصية والحزبية على حساب مصلحة العراق، والخلاف بينها لم يأتي على أساس البرنامج الانتخابي، فجميع تلك القوى ترفع شعار الوطنية ودولة المؤسسات، فلماذا هذا التصارع الذي بات يهدد مستقبل العراق إذا كانوا متفقون على البرنامج.
وأشار الجنابي إلى أن الإنتخابات العراقية الأخيرة لم تأت بجديد لأنها جاءت بنفس الواجهات التي أوصلت العراق إلى هذه المرحلة المتقدمة من الانقسام والفساد، ولكونها مرهونة الإرادة السياسية، والسؤال هو: ما فائدة القرارات السياسية التي تصنع في إيران وأمريكا، على حاضر العراق ومستقبله؟
وأكد أن من سيشكل الحكومة الجديدة في العراق سيكون الخط السياسي المرتبط بالأجندات الإيرانية والذي يستطيع أن يطمئن الطرف الأمريكي في رعاية مصالحه في العراق، ومن الممكن أن يتمثل ذلك في التحالف بين ما يسمى قائمة القانون والائتلاف الوطني والأكراد.
وتابع أن ما قام به التيار الصدري من استفتاء لاختيار اسم رئيس الوزراء الجديد، هو نوع من الدعاية الإعلامية للتيار الصدري، وليس لنتائج هذا الاستفتاء أي تأثير على الواقع السياسي العراقي، فإبراهيم الجعفري شخص أفل نجمه السياسي، وقد جاء الإستفتاء لرفع رصيد التيار الصدري وتعزيز مكاسبهم السياسية ليكونوا حصان طروادة الذي تراهن عليه الكتل الأخرى في الفوز وليحصلوا على أفضل مساومة وأفضل ثمن.
وقال أن المجلس السياسي للمقاومة العراقية ينظر إلى المحتل الأمريكي على أنه الخطر الأول على بلدنا وإخراجه هو الخطوة الأولى لمعالجة الملفات الأخرى على الساحة العراقية، فالمحتل الأمريكي هو المسؤول عن وصول العراق إلى مثل هذه الحالة المتردية من الانقسام السياسي وهو من سعى أن يكون هناك انقساما اجتماعيا كبيرا يهدد ترابط أبناء شعبنا ووحدة بلدنا ليصل إلى حالة من الصراع الداخلي تجنبه ضربات المقاومة ويشوه سمعتها ويشغلها في معركة داخلية عراقية عراقية.
وتابع أن الاحتلال الأمريكي هو من غض الطرف عن نمو النفوذ المخابراتي الإيراني الذي بلغ حدا خطيرا، كما غض الطرف عن نمو المليشيات الطائفية وفرق الموت، وجاء بشخصيات طائفية إلى العملية السياسية في العراق.
وشدد على أن النسيج الاجتماعي للشعب العراقي لم يزل بحالة جيدة رغم كل محاولات التمزيق والتفتيت التي مورست ضده، وإذا ما ترك العراق لأهله الحقيقيين بعيدا عن قوات الاحتلال والنفوذ الإيراني وأقطاب العملية السياسية الطائفية واسند بوقفه حقيقية من المجتمع الإقليمي والدولي، فلن تكون هناك حرب داخلية في العراق.
انقلاب على مجالس الصحوات
وحول الإنقلاب على مجالس الصحوات، قال الجنابي أن الانقلاب جاء من طرفين. الطرف الأول هو الحكومة التي تريد أن تبقي هيمنتها الطائفية على الأجهزة الأمنية، ولذلك سعت كثيرا إلى تشتيتها وعدم إدخالها في الأجهزة الأمنية لان النسبة الأكثر من أفراد الصحوات هم من الطائفة السنية، وكذلك ما مارسته الحكومة من اعتقالات واغتيالات عن طريق مليشياتها هو جزء من ذلك. والطرف الثاني هو المحتل الأمريكي الذي بعد أن استخدمهم وأنهى المهمة الأكبر بهم في إيجاد حالة انقسام في صفوف الناس وكذلك في مواجهة القاعدة وحتى أي جهد مقاوم يستهدف المحتل، تركهم بيد الحكومة الحالية لتبطش بهم.
وأكد أن للمقاومة العراقية إستراتيجية واضحة نسعى من خلالها لتحقيق أهداف المقاومة وفي بلد مثل العراق الذي يعاني من تحولات سريعة ومختلفة فإن الخطوط العامة لعمل المقاومة تقوم على الإستمرار في العمل العسكري وتطوير قدرات المقاومة على المستوى المادي والبشري. والعمل على صياغة برنامج ومشروع المقاومة وقيادتها وتطوير التنسيق والعمل المشترك بين جبهاتها وفصائلها والقوى المناهضة للاحتلال، والسعي للتمثيل المقاومة في كافة المحافل العربية والدولية بالنسبة للدول والمنظمات على المستوى الشعبي والرسمي وإيصال رسالة المقاومة وهموم شعبنا والدفاع عنه، ولدينا سلسلة زيارات رسمية عربية ودولية نباشر بها قريبا، كما أن هناك سعي من بعض القوى المناهضة لرفع شكاوى في المحاكم الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب ضد العراق بالتعاون مع منظمات حقوقية دولية.
وأضاف أن المقاومة تهتم بالإعلام كثيرا، خاصة أن العمل الإعلامي يفضح ديمقراطية الاحتلال ومشاريعه السياسية وما جلبه للشعب العراقي من قتل ودمار وانتهاكات لكل معايير الشرعية الدولية وقيم حقوق الإنسان، كما يعمل الجهد الإعلامي للمقاومة العراقية على تسويق جهد المقاومة وفعلها الميداني وفكرها السياسي ونرى أن أمامنا مهمة كبيرة لكسر حصار التعتيم والتشويه المضروب حول المقاومة العراقية وبإرادة دولية، وندعو وسائل الإعلام والإعلاميين أن يكون لهم موقف تاريخي في دعم مقاومة الشعب العراقي ومساندة قضيته.
ولفت إلى أن المقاومة العراقية أعدت كافة الترتيبات اللازمة لمرحلة ما بعد الإنسحاب الأمريكي من العراق، والمتمثلة بإزالة الآثار التي خلفها المحتل أولا ثم نعمل على استقلالية القرار السياسي العراقي من أي هيمنه خارجية، وننطلق بجميع مكونات الشعب العراقي لبناء بلدنا بانجازنا مصالحة وطنية حقيقية وما تستوجبه من إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين وتعويض المتضررين، وتشكيل حكومة مؤقتة تعمل على التهيئة لانتخابات عراقية نزيهة بعيدة عن الطائفية والعنصرية التي باتت سمة بارزة في وجه العملية السياسية القائمة اليوم، ثم نعمل مع أبناء شعبنا على كتابة دستور الدولة العراقية الذي يضمن وحدة العراق وحقوق أبنائه، وننطلق ببلدنا إلى سياسة انفتاح واسعة تجاه المحيط العربي والإقليمي المبني على مبادئ حسن الجوار البعيد عن النفوذ والهيمنة.
وقال أن المقاومة العراقية ما رفعت السلاح وضحت بالغالي والنفيس إلا للدفاع عن أبناء شعبنا العراقي، وإيجاد دولة عراقية ذات سيادة وإرادة كاملة ومستقلة، والبنادق التي وجهت إلى صدر المحتل لن توجه إلى صدر أبناء شعبنا أبدا.
وأضاف نحن مستمرون بالمقاومة المسلحة ونمتلك زمام المبادرة والمتتبع اليوم لفعل المقاومة فإنها شهريا تنفذ أكثر من (150) عملية عسكرية تستهدف جنود وقواعد الاحتلال الأمريكي، والكثير منها مصور ومبثوث على مواقعها الالكترونية وباستمرار، ولن نتوقف حتى يتحقق لنا الانجاز الكامل في إخراج المحتل من بلدنا، وسنواجه أي احتلال آخر بكافة أشكاله من أي طرف كان، وإذا ما تحقق لنا الانسحاب الأمريكي الكامل والحقيقي فسيكون لنا دور كبير في مشاركة أبناء شعبنا في بناء العراق.
المصدر : الحقيقة الدولية – القاهرة – مصطفى عمارة 9.6.2010
رد مع اقتباس
المفضلات