الملك: الثقة في عملية السلام آخذة في التراجع لعدم تحقيق التقدم المطلوب
جلالته يلتقي مجلس التحرير في صحيفة "شيكاغو تربيون"
الملك: الثقة في عملية السلام آخذة في التراجع لعدم تحقيق التقدم المطلوب
أكد جلالة الملك عبدالله الثاني التزام الدول العربية بتحقيق السلام الشامل مع "إسرائيل" على أساس انسحابها من جميع الأراضي العربية المحتلة، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، إلا انه لفت إلى أن الثقة في عملية السلام آخذة في التراجع، بسبب عدم تحقيق التقدم المطلوب في عملية السلام.
وقال جلالته في لقاء مع مجلس التحرير في صحيفة "شيكاغو تربيون" نشرته أمس، إن "مبادرة السلام العربية توفر آلية لتحقيق هذا السلام، لكن المبادرة تتعرض لضغوطات"، لافتا إلى أن آخر اجتماعين للقمة العربية أكدا الالتزام بالمبادرة رغم الضغوطات المتزايدة جراء عدم تحقيق تقدم ملموس على ارض الواقع.
وأكد جلالة الملك في رد على سؤال أن المستقبل الذي تطرحه المبادرة، يضمن لـ"إسرائيل" علاقات طبيعية مع الدول العربية، وان البديل لذلك، أن تبقى "إسرائيل" قلعة معزولة، وإبقاء المنطقة رهينة لتفجر الصراعات التي سيدفع الجميع ثمنها.
وسئل جلالة الملك عن كيفية ضمان امن "إسرائيل"، فقال إن "المبادرة العربية تطرح عند تحقيق السلام الشامل المرتكز إلى حل الدولتين، وانسحاب "إسرائيل" من جميع الأراضي العربية المحتلة، وعلاقات سلمية طبيعية بين "إسرائيل" وجميع الدول العربية والإسلامية التي تؤيد المبادرة، إضافة إلى ضمانات أمنية جماعية".
وأكد جلالته على ضرورة إطلاق مفاوضات جادة لتحقيق السلام قائلا "إن ما نأمل به هو انخراط فعال بين الفلسطينيين والأميركيين من جهة، و"الإسرائيليين" والأميركيين من جهة أخرى في أسرع وقت ممكن".
وأشار جلالته إلى إن تحقيق السلام هو كما قال الرئيس الأميركي (باراك) اوباما مصلحة قومية استراتيجية أميركية، لافتا إلى إن الرئيس الأميركي ملتزم على نحو كامل بحل الدولتين وتحقيق السلام وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال جلالة الملك إن "القضية الفلسطينية هي القضية المحورية في المنطقة، وان حلها هو أساس لتحقيق السلام والاستقرار فيها".
وفي رد على سؤال عما إذا كان الجيل المقبل سيتعايش مع الصراع من دون تحقيق السلام، قال جلالته "إن ذلك سيكون امرا كارثيا"، مؤكدا ضرورة تكاتف جميع الجهود من اجل تحقيق السلام.
وقال جلالة الملك ردا على سؤال "اعتقد ان مستقبل "إسرائيل" هو في التكامل مع دول المنطقة، لا ان تبقى تعيش في عقلية القلعة، لأن ذلك يعني سفك الدماء في العقود المقبلة، وأميركا ليست في مأمن من المشكلات التي نواجهها في المنطقة".
وسئل جلالته عن موقف "إسرائيل" من المفاوضات، فأجاب انه حين التقى رئيس الوزراء "الاسرائيلي" بنيامين نتنياهو في عمان العام الماضي سمع كلاما معقولا عن التزام “إسرائيل” في السلام، لكن الافعال لم تؤد الى تحقيق أي تقدم على ارض الواقع، رافضا جلالته أعذار "إسرائيل" حول عدم وجود شريك فلسطيني للسلام.
وأكد جلالة الملك رفض الأردن لأي عمل عسكري ضد ايران، لان انعكاسات ذلك ستكون كارثية على الجميع، مشددا على ضرورة حل القضية عبر الطرق الدبلوماسية.
وبعد زيارته الى شيكاغو انتقل جلالة الملك عبدالله الثاني الى دالاس، إذ التقى الرئيس الاميركي السابق جورج بوش ووزير الخارجية الأميركي الأسبق جيمس بيكر الذي يرأس حاليا مجلس إدارة شركة "بيكر وبوتس".
وبحث جلالته وبيكر والمسؤولين في الشركة، سبل جذب الاستثمارات من ولاية تكساس الى الأردن، وزيادة التعاون في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة والبنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات ومجالات اقتصادية مختلفة.
وكان جلالة الملك عبد الله الثاني التقى في شيكاغو أول من أمس الرئيس التنفيذي لشركة "باكستر" العاملة في مجال الرعاية الصحية والرئيس التنفيذي لشركة "موتورولا" جريج براون.
وجرى خلال اللقاءين بحث مجالات التعاون الاقتصادي وتشجيع الاستثمارات المتبادلة بين القطاع الخاص الاردني والأميركي.
كما التقى جلالته خلال زيارته للولايات المتحدة الأميركية رئيس شركة "بترا سولار" الدكتور شهاب قرعان، ومؤسس مجموعة "كارلايل" الاستثمارية، بيل كونوي.
المصدر : الحقيقة الدولية - بترا - فايق حجازين 17.4.2010
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاسطورة
المفضلات