أوباما يدعو الصين إلى “العمل معاً” من أجل الضغط على إيران
طهران تنتزع “مرونة” صينية من “براثن” الضغط الأمريكي آخر تحديث:السبت ,03/04/2010
طهران، عواصم - “الخليج”، وكالات:
بكين دعم الصين لها في مواجهة فرض عقوبات عليها، وذلك بعيد الدعوة التي وجهها الرئيس الأمريكي باراك اوباما لنظيره الصيني هو جنتاو، في اتصال هاتفي، للعمل معا لحل مشكلة البرنامج النووي الإيراني، فيما قال لشبكة “سي بي اس” “إننا لا نستبعد أي احتمال، وسنواصل ممارسة الضغوط (على الإيرانيين) وتقييم سلوكهم” .
وكان وزير الخارجية الصيني استقبل جليلي، الخميس، وقال لمخاطبه، “نحن نحث الأطراف المعنية على زيادة جهودها الدبلوماسية والتحلي بالمرونة بهدف توفير الظروف لحل مشكلة الملف النووي الإيراني عبر الحوار والتفاوض” .
وجدت الصين نفسها في قلب النزاع بين طهران والغرب حول الملف النووي الإيراني، حيث أجرى مسؤول إيراني رفيع المستوى محادثات في بكين ثم أكد أن الجانبين اتفقا على أن العقوبات “فقدت فاعليتها”، فيما اتصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنظيره الصيني هو جينتاو ليدعوه إلى “العمل معاً” بشأن إيران، ثم ليؤكد لاحقاً أن واشنطن ستستمر في مواصلة الضغوط على إيران .
وكان مسؤولون أمريكيون قد أعلنوا بنهاية الأسبوع الماضي أن الصين وافقت على الدخول في “محادثات جدية” مع بقية الدول الكبرى المعنية بالملف النووي الإيراني حول فرض عقوبات إضافية على إيران .
ولم تؤكد الصين ذلك رسمياً كما لم تنفه، فيما امتنع المفاوض الإيراني في الملف النووي سعيد جليلي عن الرد على أسئلة الصحافيين في بكين بشأن تغير الموقف الصيني .
ولكن مراسل “الخليج” في طهران أفاد أن مسؤولين وباحثين إيرانيين قالوا إن زيارة جليلي إلى بكين أكدت أن الصين لم تعد ترفع “اللاءات” بوجه المساعي الأمريكية والغربية لفرض عقوبات دولية إضافية على إيران .
كما أكد هؤلاء المسؤولون والباحثون أن جليلي لم يحمل إلى بكين أي مشروع تنازل أو تراجع من جانب إيران بشأن برنامجها النووي .
وفي الواقع، أكد جليلي في بكين أن إيران مصممة على المضي قدماً في برنامجها النووي، ودعا إلى مفاوضات من دون تهديد بفرض عقوبات على بلاده .
وجليلي يتولى منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، وهو كبير مفاوضي إيران في الملف النووي .
وقد أجرى جليلي في اليومين الماضيين محادثات مع مسؤولين صينيين كبار، بمن فيهم وزير الخارجية يانغ جيشي .
ولم يؤكد الوزير جيشي التصريحات الأمريكية بشأن التحول في موقف الصين باتجاه مناقشة فرض عقوبات إضافية على إيران، واكتفى بتكرار الموقف الصيني الداعي إلى حل دبلوماسي لأزمة الملف الإيراني، قائلاً “نحن نحث الأطراف المعنية على زيادة جودها الدبلوماسية والتحلي بالمرونة بهدف توفير الظروف لحل مشكلة الملف النووي الإيراني عبر الحوار والتفاوض” .
من جهته، قال جليلي عندما سأله الصحافيون عما إذا كانت الصين ستدعم فرض عقوبات على بلاده “الأمر يعود إلى الصين للرد على هذا السؤال” .
ولكن جليلي أكد أن إيران والصين اتفقتا خلال محادثاته في بكين على أن العقوبات الدولية “فقدت فاعليتها” .
ودعا المسؤول الإيراني الدول الغربية إلى تغيير “وسائلها الخاطئة” و”التوقف عن تهديد إيران” .
وأكد جليلي “أن الصين باعتبارها بلداً كبيراً، يمكنها القيام بدور مهم لتغيير هذه الوسائل الخاطئة” .
واعتبر جليلي أنه إذا عمدت مجموعة الست (الصين والولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) التي تتفاوض مع إيران بشأن ملفها النووي إلى مواصلة “المباحثات والضغوط في الآن نفسه، فإن هذه المفاوضات لا يمكن أن تنجح” .
والصين هي الوحيدة بين دول مجموعة الست، التي تشتبه في سعي إيران لحيازة سلاح نووي، التي مازالت مترددة في تبني عقوبات دولية بحق طهران رغم الضغوط الغربية المتصاعدة عليها في الأسابيع الأخيرة .
وفي وقت متأخر من مساء الخميس (صباح أمس بتوقيت بكين)، اتصل الرئيس الأمريكي أوباما بنظيره الصيني هو جينتاو ليبحث معه المسألة الإيرانية، وكذلك تحسين العلاقات الأمريكية الصينية التي شهدت توترات في الآونة الأخيرة . وأعلن البيت الأبيض في بيان أنه خلال المحادثة الهاتفية بين الرئيسين “أكد الرئيس أوباما أهمية العمل معاً للتأكد من أن إيران تحترم التزاماتها الدولية” .
وأضاف البيت الأبيض أن الرئيسين اتفقا خلال المحادثة على أهمية الاحتفاظ بعلاقات جيدة بين البلدين، مشيراً إلى أن الرئيس جينتاو سيزور واشنطن على رأس وفد بلاده إلى القمة الدولية حول الأمن النووي المقرر عقدها في العاصمة الأمريكية يومي 12 و13 ابريل/ نيسان الجاري .
وفي تصريح جديد أمس لشبكة التلفزة الأمريكية “سي بي اس”، أكد أوباما أن الولايات المتحدة ستواصل ممارسة الضغوط على إيران .
وقال أوباما “لقد قلت في السابق إننا لا نستبعد أي احتمال، وسنواصل ممارسة الضغوط (على الإيرانيين) وتقييم سلوكهم” .
وأضاف “لكننا سنقوم بذلك بالتعاون مع المجتمع الدولي الموحد، الأمر الذي يعطينا موقعاً أقوى” .
من جهة أخرى، يزور ضباط كبار في هيئة الأركان العامة للجيش “الإسرائيلي” الصين بهدف حضها على تأييد فرض عقوبات اقتصادية دولية ضد إيران لحملها على وقف تطوير برنامجها النووي .
وكشفت صحيفة “هآرتس” العبرية أمس أن رئيس الاستخبارات العسكرية “الإسرائيلية” الجنرال عاموس يدلين زار مؤخراً الصين وسلم المسؤولين فيها معلومات حول تقدم البرنامج النووي الإيراني .
كذلك سيتوجه رئيس شعبة التخطيط في الجيش “الإسرائيلي” الجنرال أمير ايشل، المسؤول عن التخطيط الاستراتيجي والعلاقات الخارجية في هيئة الأركان، إلى الصين الأسبوع المقبل وسيلتقي مع مسؤولين أمنيين صينيين ليستعرض أمامهم موقف “إسرائيل” حيال “سعي إيران لحيازة سلاح نووي” .
وفي موازاة ذلك زار المتحدث باسم الجيش الصيني، والذي يحمل رتبة عميد، “إسرائيل” الأسبوع الماضي .
يذكر أن وفداً “إسرائيلياً” رفيع المستوى زار الصين الشهر الماضي وترأسه وزير التهديدات الاستراتيجية موشيه يعلون وشارك في الوفد محافظ البنك المركزي “الإسرائيلي” ستانلي فيشر .
وقالت “هآرتس” إن قيادة الجيش “الإسرائيلي” تولي أهمية للعلاقات مع الجيش الصيني وتعتبر أن من شأن ذلك أن يسهم من تليين معارضة الصين لفرض عقوبات على إيران .
وأضافت الصحيفة أنه خلال محادثات بين مسؤولين “إسرائيليين” وصينيين جرت في الأسابيع الأخيرة أوضح الصينيون أن حكومتهم تعارض على حد سواء نية إيران التسلح بسلاح نووي وشن هجوم عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية وفرض عقوبات على إيران .
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوجد
المفضلات