نيوز - كشفت دراسة اجتماعية أعدتها وزارة التنمية الاجتماعية - عام 2009 - عن ارتفاع معدلات العنوسة والعزوبة في الأردن مشيرة إلى ارتفاع عتبة سن الزواج وانخفاض عقود الزواج من عشرة لكل ألف مواطن عام 1997 الى 8 لكل ألف عام 2006وبينت الدراسة انه وبنفس المقياس ارتفعت نسبة العزاب من% 38 من الذكور عام 1997 إلى 49 % في العام الماضي، فيما ارتفع معدل النساء خارج مؤسسة الزواج من 25 % إلى %40 خلال الفترة نفسها.وأكدت الدراسة أن عدد اللواتي تزيد أعمارهن عن ثلاثين عاما من غير المتزوجات في الأردن وصل الى 87 ألف فتاة، وكان عدد من الجمعيات الخيرية قد أطلق خلال السنوات الماضية حملات إنسانية واجتماعية للحد من ارتفاع نسب العنوسة والعزوف عن الزواج بين الشباب وتساند هذه الجمعيات مؤسسات أهلية بتمويل حفلات الزواج الجماعي.
رأي الشباب والشابات بارتفاع سن الزواج
تقول خولة إسماعيل” أرى أن هنالك فرقا واضحا بين سن الزواج قبل (15) سنة تقريبا وسن الزواج في الوقت الحالي وهذا يعزى إلى عدة أسباب أهمها الظروف الاقتصادية وارتفاع تكلفة المعيشة بالإضافة إلى انتشار التعليم سواء التعليم الجامعي أو الدراسات العليا وهذا بالطبع يؤثر على النسبة المقبلة على الزواج، وهذا لا يعني أن المجتمع فيه مشكلة فإذا عرف السبب بطل العجب وعلى كل فتاة وشاب النظر إلى الزواج بأنه مؤسسة اجتماعية تقوم على أسس سليمة بما يرضاه الشرع ” .
يقول فراس المومني “لا بد من النظر إلى العوامل المؤدية إلى ارتفاع سن الزواج للقيام بحلها قبل تفاقم المشكلة و ارتفاع نسبة العنوسة في الأردن فأنا أرى أن هنالك عددا قليلا جدا من الفتيات في الشركة التي أعمل فيها متزوجات مقارنة بعددهنّ حيث يبلغ عدد زميلاتي في الشركة(23) فتاة المتزوجات منهنّ أربع فتيات” .
تقول سارة غالب ” بصراحة أعتبر هذا الموضوع مشكلة حساسة عند البعض حيث أنها تؤرّق الكثير من الفتيات فهن يحلمن بفارس الأحلام وكأنهن في قصص خيالية وحين يمشي بهنّ العمر يتنازلن عن العديد من الأمور في سبيل أن تكون زوجة بغض النظر عن مواصفات زوجها هربا من كلمة أكرهها جدا و هي كلمة( عانس) “.
يقول رمضان محاميد” بالرغم من تقدم عمري حيث أبلغ (36) عاما إلا أنني غير متشجع للإقدام على هذه الخطوة لأن الظروف ليست معنا ولا أريد أن أظلم شريكة حياتي معي، فهنالك العديد من الفتيات يقمن بالمقارنة بين حياة الزوج وحياة أهلهنّ مما يثير غضب الرجل ويسبب الخلافات بين الزوجين “.
وتقول منى الحسيني ” بالنسبة لي فإن ارتفاع سن الزواج أصبحت مشكلة تؤرق الأمهات لخوفهنّ على بناتهنّ وأحيانا تسعى الفتاة لإرضاء أهلها بالرغم من عدم رضاها بمن يتقدم لخطبتها ساعية لإيجاد الراحة النفسية لها ولعائلتها التي ربما تلحّ عليها بالارتباط السريع متجاهلين ان هنالك أسسا يجب مراعاتها عند الزواج ولا يقتصر الزواج على موافقة كلا الطرفين بل التوافق والتكافؤ والتفاهم “.
وتقول سوزان علي”أجد أن الزواج قسمة ونصيب وهو أمر مقدر من عند الله سبحانه وتعالى فلكل منا كتابه في اللوح المحفوظ والزواج رزقة ويجب الإيمان بأن الله قدر لنا من نتزوج وفي أي سن وكم سننجب وغيرها من الأمور ومن يؤمن بالقدر فإنه لا يخاف من المستقبل فالله سبحانه وتعالى يقدر الأمور ولكننا ننسى هذا الشيء “.
ارتفاع سن الزواج بمنظور أولياء الأمور
تقول أم أشرف الخيطان” بصراحة لدي فتاة عمرها 34 عاما وأرى أنها تعدت سن الزواج وهذا الموضوع يؤرقني ففي النهاية لن أدوم أنا ووالدها لها فقد كان يتقدم لخطبتها العديد من الأشخاص ولكنهم لا يعودون لعدم الانسجام الفكري بالرغم من أنها فتاة جامعية ولكن كل شيء قسمة ونصيب “.
وتقول أم عدنان الخلايلة”لقد تزوجت وعمري 18 سنة قبل 27 عاما وأرى أن في هذا الوقت ليس غريبا أن يكون هنالك ارتفاع في سن الزواج للشاب والفتاة نتيجة للظروف الاقتصادية غير المساعدة في أن يفكر الشاب بالزواج إلا أنه في نهاية المطاف يجب أن يتزوج بغض النظر عن الظروف السائدة فإلى متى سنقف مكتوفي الأيدي ننتظر أن تتحسن الظروف المحيطة بل يجب علينا ان نحل تلك الأمور من خلال وقفة الأهالي مع الشاب وتحسين ظروفه المادية خوفا من وقوعه بالانحراف واللجوء إلى طرق غير مشروعة”.
وتقول أم نضال جرادين” كثيرا ما أفكر بهذا الموضوع فأنا لدي 3 بنات في عمر الزواج ولكن أوكل أمري لله سبحانه وتعالى فهو العالم بالغيبب ولكنني أدعو الله في كل صلاة أن يستر الله عليهن ويرزقهن بأزواج يخافون الله “.
ويقول أبو ماجد صوالحة ” لدي ابن عمره 35 عاما ويرفض فكرة الزواج لأن وظيفته لا تكفيه ومصاريفه الشخصية فكيف سيتدبر شؤونه العائلية مستقبلا في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة”.
سرحان: 96 ألف فتاة تجاوزن سن الـ 30 ولم يتزوجن
يقول مدير جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان ” لقد ارتفع سن الزواج في المجتمع الأردني فأصبح متوسط الزواج عند الشباب 29.5 سنة وعند الشابات أصبح متوسط الزواج 28.5 سنة وهذا يعني ارتفاع سن الزواج عند الذكور والإناث ومن الجدير ذكره ان هنالك زهاء 96 ألف فتاة تجاوزن سن 30 ولم يتزوجن،ولو تمت مقارنة متوسط سن الزواج في الستينيات عما عليه الآن فقد كانت الفتاة تتزوج في ذلك الوقت وهي ابنة 16 سنة والشاب كان يتزوج وهو ابن 18 عاما وهذا الاختلاف كبير”.
مضيفا أن هنالك العديد من الأمور التي تعزى إليها ارتفاع سن الزواج ومنها الظروف الاقتصادية السيئة السائدة حيث أن مستوى الدخل يعتبر قليلا مقارنة بالغلاء المعيشي بالإضافة إلى غلاء المهور وارتفاع أجرة المساكن وأسعار الذهب بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف تأثيث المنزل وشراء الملابس وكذلك ارتفاع تكاليف الحفلات من حيث الولائم والصالات أو الفنادق.
وأردف قائلا” هنالك العديد من الدراسات التي أجرتها جمعية العفاف بالنسبة لهذا الموضوع حيث أن انتشار التعليم العالي أثر بشكل كبير على نظرة الشاب أو الشابة للزواج وأصبحت هنالك أمور ينظر إليها بعين الاعتبار كالأمور المادية والشكلية وهذا بالطبع له تأثير سلبي على نسبة الإقبال على الزواج،فهنالك العديد من الشباب بشكل عام سواء أكانوا ذكورا أو إناثا ينظرون إلى الأمور المادية فالفتاة تنظر إلى دخل الشاب الشهري وهل يستطيع أن يلبي طلباتها مستقبلا وهل يملك سيارة أو منزلا مثلا،كما أن الشاب يطمح بفتاة وكأنها “مصممة بقالب حلمه ” متغاضيا في بعض الأحيان عن عدة أمور مهمة كالعلم والأخلاق والدين وهذا يؤثر على نسبة الزواج في الأردن”.
وعن تأثير الإعلام فقد أوضح سرحان أن للإعلام تأثير سلبي على فئة الشباب حيث الفضائيات التي تظهر مساوئ بناء الأسرة في هذا الوقت وتبدأ بنشر بذور الخوف بين الشباب من خلال ذكر سلبيات الزواج متناسية (الفضائيات) إيجابيات بناء الأسرة لدى الشباب وكأنهم بذلك يسعون إلى قتل حوافز الشباب المتشجعين للزواج،منوها إلى ضرورة تفعيل البرامج الفضائية التي من شأنها تشجيع الزواج من خلال ذكر إيجابياته واعتبار الأسرة اللبنة الأساسية لبناء المجتمع.
وبين أن هنالك مواضيع حسّاسة تتطرق إليها بعض الفضائيات كالجنس دون وجود مضامين ذات قيمة حقيقية أدى بعضها إلى إضعاف الحاجة إلى الزواج وأصبح الشاب في بعض الأحيان يمارس أمورا خارجة عن إطار الدين والأخلاق في سبيل إشباع حاجته الجنسية.
وأشار سرحان إلى أن هنالك العديد من الأسر تصرّ على ابنها أو ابنتها من الزواج من داخل العشيرة وإذا لم تتوفر الفرصة المناسبة للشاب أو الشابة فإن ذلك من أحد الأمور التي تؤدي إلى ارتفاع سن الزواج .
وشدد مفيد سرحان على أن الأردن كغيره من الدول العربية أصبح يهتم بالآثار المترتبة على الزواج ونظرة المجتمع إلى من يتقدم بهم العمر دون أن يسبق لهم الزواج.
وقال” إن المجتمع ينظر إلى الفتاة التي تجاوزت سنّ الثلاثين دون أن تتزوج بانه سن متقدم وتضعف فرصة زواجهن في حين أن المجتمع يعطي فرصة أكبر للشاب بغض النظر عن عمره وعلينا أن ندرس بهذا الخصوص المشكلات النفسية والاجتماعية للفتاة والأسرة خاصة وأن المنظومة الاجتماعية تمنع الفتاة من السكن المستقل وفي حال لم تتزوج الفتاة فإن ظروفها ستكون صعبة إلى حد كبير بعد وفاة الوالدين وستضطر إلى السكن مع أحد أخوتها وما إلى ذلك من مشكلات وآثار قد تنتج من عدم الاتفاق بين الفتاة وزوجة الأخ إضافة إلى الآثار النفسية على الفتاة “.
وأوضح أن الطريق الوحيد لبناء الأسرة والتي هي الطريقة الشرعية للإنجاب وبناء أسرة هو “الزواج” بما يرضاه الله -عزّ وجل- والذي من خلاله يتم عمارة الأرض واستمرارية الحياة ،منوها في ذات الوقت أن عدم الإقبال على الزواج يؤدي إلى حدوث مشاكل والغرق في اللاأخلاقيات وهذا يعتبر كارثة يجب الخروج منها مما يؤدي إلى العديد من الأمراض والمشاكل الاجتماعية والتفكك الأسري والعنف.
وعن فرص المرأة في الإنجاب وهي في سن متقدم فقد أكد ان هنالك علاقة عكسية بين سن المرأة وفرصة الإنجاب لديها أي كلما زاد عمر الفتاة قلت قرص الإنجاب لديها وهذا بالطبع يشكل تخوّفا لدى الفتاة المتقدمة بالسن ولم يسبق لها الزواج.
وعن التنازلات التي يمكن أن تقدمها الفتاة بعد أن تشعر بأن فرص الزواج قد قلت فقد قال سرحان” من خلال ملاحظاتي ومشاهداتي اليومية فإن هنالك العديد من الفتيات اللواتي يملكن شهادة جامعية ويقدمن تنازلات بهذا الشأن فقد ترضى بشاب يكبرها سنا ولا يملك شهادة جامعية من مبدأ أن ذلك “العريس” يملك العديد من المواصفات التي تؤهله للارتباط بها فقد يكون التفاهم والحوار والتوافق النفسي والاجتماعي بعيدا عن الشهادة الجامعية أمورا إيجابية تقبل بها الفتاة وحينئذ تبدأ المعايير لتلك الفتاة المتقدمة بالسن تختلف عن معايير الفتاة التي لم تتجاوز الثلاثين”.
فارس الأحلام
وعبر عن أسفه حيال “فارس الأحلام ” التي تفكر به بعض الفتيات بعيدا عن واقعهن متناسيات الظروف الاقتصادية التي قد تطيح بأحلامهن ،مستندا إلى دراسات تتناول موضوع الطلاق حيث أكد أن معظم حالات الطلاق تتم قبل الدخول ( قبل مراسم الزواج) نتيجة لسوء الاختيار والتسرع في اختيار شريك الحياة سواء أكان ذلك من قبل الشباب أو الشابات وقال” نتيجة لسوء الاختيار الذي قد يقع فيه الشاب أو الشابة يجب أن يكون هنالك وعي وإدراك من كلا الطرفين بضرورة دراسة كل منهما الآخر ويجب تدريب الشاب والفتاة من خلال دورات تدريبية وورش عمل لتأهيل المقبلين على الزواج لمواجهة الحياة الأسرية دون خلافات تذكر حيث يجب على وزارة التربية والتعليم أن تعطي مساحة في مساقاتها عن أهمية بناء الأسرة والطرق السليمة لبنائها وكيفية حل الخلافات بين الزوجين لمنع تفاقم المشاكل الأسرية والتي تؤثر بشكل سلبي على الأولاد فيما بعد”.
وعن دور الحلول التي من شأنها المساهمة في التخلص من ظاهرة “ارتفاع سن الزواج” فقد أوضح أن جمعية العفاف الخيرية هي جزء من الحل من خلال تقليل كلفة الزواج مطالبا في الوقت ذاته إلى تكاتف وتضافر مؤسسات المجتمع المدني لمساندة الشباب وتعاون المؤسسات الرسمية والإعلامية ودعوة العائلات وأسر الفتاة للتقليل من مهور بناتهم تكيفا مع الظروف السائدة بالإضافة إلى إيجاد صناديق لمساعدة الفتاة والشباب على الزواج داخل العشائر والمؤسسات الكبرى للمساهمة في تقديم المساعدات والقروض للمقبلين على الزواج خاصة المحتاجين منهم فهم الفئة الأولى بالمساعدة،والتوسع في تقديم أموال الزكاة وإقامة شقق سكنية توزع لهم بتكاليف وأقساط ميسرة وهذا يتطلب تعاون الدولة وقال”يد واحدة لا تصفق”.
وعن دور جمعية العفاف الخيرية في تقليص من هذه المشكلة فقد بين أن الجمعية تأسست في عام 1993م حيث أن هدفها الرئيسي هو تيسير سبل الزواج ونشر التوعية والتثقيف بأهمية الأسرة و الزواج من خلال الندوات و المحاضرات و المطبوعات، حيث أصدرت لجمعية (52)مطبوعة متخصصة بقضايا الأسرة والزواج، بالإضافة إلى تقديم المساعدات العينية للمقبلين على الزواج و تقديم القروض الحسنة بدون فوائد بالتعاون مع البنك الإسلامي الأردني لمساعدتهم على الزواج وعدم اللجوء للاقتراض وتحمل أعباء الديون .
مضيفا إلى أن الجمعية تنظم حفلات الزفاف الجماعية حيث نظمت (16) حفلا جماعيا متكفلة بجميع نفقات الحفل إضافة إلى تقديم مجموعة من الهدايا النقدية والعينية للمشاركين فيها و الملابس و الأثاث والأدوات المنزلية والكهربائية وثوب الزفاف وتوابعه و”بدلة “العريس وغيرها من متطلبات مراسم الزواج.
زيتون:الإعلام له تأثير كبير على اختيار شريك الحياة
من جهته أكد الدكتور منذر زيتون أستاذ الشريعة والدراسات الإسلامية أنه وبصرف النظر عن حقيقة ما يعنيه مصطلح العنوسة هل هو التأخر عن الزواج إلى سن معينة يمليها العرف وتختلف باختلاف الأزمان والأماكن أم هو التأخر عن الزواج إلى حد عدم القدرة على الإنجاب، وهل هو خاص بالمرأة أم بالرجل.
مشيرا أن الواقع والأرقام تكشف لنا عن وجود تأخر حقيقي في الزواج للرجال وللنساء على السواء.
وقال “هنالك أسباب كثيرة تجتمع وراء تلك الظاهرة من أهمها: العامل الاقتصادي الذي يؤثر سلباً على قدرة الشباب نحو الوفاء بمتطلبات الزواج، فيتخوف الشاب من الإقدام على تحقيق مراده بالارتباط بزوجة مخافة أن يعجز عن توفير حاجاتهما المشتركة، ويفضل أن يعيش بمفرده على أن يدخل في رهان حياة لا يعلم استقرارها ومن الأسباب المهمة الأخرى برأيي تغير مقاييس اختيار الأزواج إلى حد فقدان القناعة بالآخر، فالإعلام (المصور خاصة) الذي يحتفي كثيراً بالجسد ومظاهره المصطنعة ويعلي من شأن الشكل على حساب الجوهر قدم للشباب نماذج أخرى تكاد تقترب من الخيال بعيداً عن الحقيقة، فأثر على طبيعة اختياراتهم وسلامتها حتى أضحى بعضهم عاجزاً عن الظفر بما يرسم لنفسه من مواصفات في شريك العمر”.
وأوضح أن الخطاب الاجتماعي الذي أعتبره تحريضياً يجافي المنطق، إذ يصور العلاقة بين المرأة والرجل على أنها علاقة صراع دائم وليست شراكة وتعاون،علاقة بدأت بتفوق الرجل وأن الأوان قد آن لتناضل المرأة وتعترك معه لتأخذ ما سلبها إياها بما يصلح لها وما لا يصلح تحت عناوين التمكين والحرية والمساواة فيما لا يخدم المرأة حقيقة لأنه يفسد أسرتها ومجتمعها ومن ثم يفسدها هي لأنها لن تستطيع أن تعيش معزولة عن شريكها الرجل وعن مظلتهما الأسرة، وهذا الخطاب بهذا المنحى التحريضي في الحقيقة يؤسس لصراع جديد سيلعب فيه الرجل دور المظلوم ويدفعه إلى معركة جديدة لاسترداد حقوقه المفترضة.
وأردف زيتون قائلا”إن من أخطر الأسباب التي تدفع نحو تأخر سن الزواج ضعف أو غياب العدالة الاجتماعية، على الأقل فيما يشعر الناس ويلمسون من فوارق واضحة بينهم في المجتمع الواحد، ففي ظل ضعف الشعور بالمساواة وتكافؤ الفرص يعيش الناس بطبقات متباينة تؤثر على كل شيء حتى على مستوى الخدمات الأساسية في الصحة والتعليم والتنقل، وفي ظل التباين الكبير في الدخولات المالية يستطيع الغني أن يوفر لنفسه كل أسباب الراحة والرفاه إلى حيث التبطر والترف فيما يعجز صاحب الراتب الضئيل أن يوفر لنفسه ولأبنائه ما يشعره بالكرامة والكفاية”.
منوها إلى أن التأخر في الزواج ليس أمراً محصوراً في آثاره ونتائجه على شخص الشاب أو الفتاة وإنما يمتد ليؤثر على المجتمع ككل،حيث أن الأسرة تتأثر بشكل كبير كونها المكون الرئيس للمجتمع باعتبار أنها المؤلف الأول بين الأفراد بروابط الأبوة والأمومة والبنوة وما تمارسه الأسرة من أدوار كبيرة من التربية والتنشئة والإنفاق والحماية وغير ذلك، وتأخر الزواج أو تعطله إنما يعني تعطل تشكيل تلك الوحدات المجتمعية الرئيسة.
مشددا على ان تأخر الزواج يؤجج مشاكل الانحرافات المسلكية والخلقية بين الشباب ويدفعهم إلى تحصيلها بعيداً عن طريق العفة الحلال وهو ما يؤدي إلى مشاكل مركبة أخرى من فقدان الثقة بين الناس وشيوع الاتهام بينهم بل والاعتداء على بعضهم حماية للسمعة أو للشرف كما يعلن وإلى غير ذلك كثير.
وقال زيتون”الغريب الذي نحتاج إلى أن نفهمه اليوم هو أن ظاهرة تأخر الزواج وتفاقم العنوسة أصبحت أمراً معروفاً تدعمه الأرقام التي تكشف عنها الدراسات لعدد غير المتزوجات من النساء وغير المتزوجين من الرجال والذين قاربوا العمر الذي لا يحتاج أو لا يشعر المرء بحاجة معه إلى الزواج، مع ذلك فإن الدعوات الكثيرة تنطلق في كل مناسبة وفي غير مناسبة لتحض الناس على تخفيض النسل وتصوير أن زيادة النسل هي العائق الكبير أمام التنمية وأمام كفاية المياه والخدمات، وتدعو أيضاً إلى رفع سن الزواج فيما تشكو دول العالم الأولى من نقص سكانها وليس من زيادتهم رغم كثرتهم حتى يكاد عددهم في دولتين فقط يفوق عدد سكان الدول العربية مجتمعة، لا بل إن تلك الدول تسعى لزيادات أخرى في السكان وتقدم المغريات المالية الكثيرة للمرأة التي تنجب حتى وإن كان الإنجاب من غير زواج أصلاً
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور ال حامد
المفضلات