تعتبر السكتة الدماغية من أهم وأخطر أمراض الأعصاب, وذلك لأنها من أكثر المشاكل الطبية شيوعًا وخصوصًا بين كبار السن, ولما قد تسببه من عجز حركي بمختلف الدرجات, مما يؤدي إلى آثار سلبية على المريض وذويه سواء من النواحي النفسية أو الاجتماعية, وأيضًا تسبب ضغطًا اقتصاديًا كبيرًا على مقدمي الخدمة الصحية نظرًا لارتفاع تكاليف رعاية هذا النوع من المرضى.
السكتة الدماغية عبارة عن فقدان مفاجئ لوظائف الدماغ، وتحدث نتيجة انسداد مفاجئ لأحد شرايين الدماغ أو نتيجة تمزق بعض الأوعية الدموية في الدماغ يتسبب بنزيف داخلي، ويؤدي إلى موت الخلايا الدماغية في المنطقة المصابة. وتعتمد مدى الإصابة بالسكتة الدماغية وأعراضها على موقع الإصابة في الدماغ، وعلى مدى شدة وضرر الإصابة.
يوجد حاليًا أكثر من خمسين مليون إنسان مصاب بالسكتة الدماغية في جميع أنحاء العالم، ومعدل حدوث السكتة الدماغية عالميًا هو 20 مليون حالة سنويًا، يموت منها خمسة ملايين، كما تعتبر السكتة الدماغية أهم سبب للإعاقة، وبعد مشيئة الله، تعتبر السكتة الدماغية أهم ثاني سبب للوفاة في العالم بعد أمراض القلب!
ولأن السكتة تحدث بسرعة فإن أعراضها تظهر مباشرة، وهذه الأعراض قد تستمر لأقل من 24 ساعة ثم تختفي وتسمى بـ«السكتة بالعابرة» أو تستمر الأعراض لأكثر من 24 ساعة وتسمى بـ«السكتة الكاملة» وفي كلتا الحالتين فإن الإسراع بتقديم العلاج عند ظهور هذه الأعراض خلال الساعات الأولى من حدوثها مهم للغاية وذلك لأن تأخير العلاج يجعله غير مجد وله مخاطر كبيرة.
فرص الإصابة
ما يعادل 80% من حالات السكتة الدماغية تحدث نتيجة نقص أو خلل في جريان الدم إلى الدماغ، بسبب وجود جلطة دموية تتكون على جدار الأوعية الدموية، وتسبب انسدادها فتحدث ما يسمى بـ«بفقر الدم الموضعي» وغالبًا ما يكون هناك تصلب في الشرايين، وقد يكون السبب وجود جلطة غير دموية تجري مع الدم ولكنها تقلل من جريان الدم في الأوعية الدموية، كما أن ما يقرب من 20% من حالات السكتة الدماغية تحدث نتيجة النزيف الداخلي في الدماغ، بسبب تمزق الأوعية الدموية الذي يكون غير مسيطر عليها.
ويمكن أن تحدث السكتة الدماغية في أي سن ولكن غالبًا ما تنتشر بين كبار السن (10-20% من كبار السن وخصوصًا فوق سن الستين) وتزيد فرص الإصابة في الحالات التالية:
- أمراض ومشكلات القلب: الاختلال في انتظام دقات القلب أو الاعتلال في الصمامات أو ضعف عضلة القلب أو جلطة قلبية حادة.
- تصلب الشرايين: 10% من الذين يعانون ضيقا شديدا بالشريان السباتي الداخلي معرضون للإصابة بالسكتة الدماغية.
- ارتفاع الكولسترول في الدم.
- السمنة المفرطة.
- مرضى السكري: معرضون للإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة تفوق غير المرضى بالسكري بثلاثة أضعاف.
- مرضى ارتفاع ضغط الدم: معرضون للإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة تفوق غير المرضى بأربعة أضعاف.
وتتضاعف فرص الإصابة بالسكتة الدماغية في الحالات التالية:
- التدخين: المدخنون معرضون للإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة تفوق غير المدخنين بثلاثة أضعاف.
- الكحول والمسكرات: فهناك علاقة مباشرة بين حصول السكتة الدماغية وتناول الكحول والمخدرات.
- الإصابة بسكتة دماغية سابقة : 15% من الذين أصيبوا بسكتة دماغية عابرة لديهم خطورة حصول سكتة كاملة، كما أن 40% من الذين أصيبوا بسكتة دماغية سابقة لديهم خطورة معاودة السكتة.
أعراض السكتة الدماغية:
ــ الضعف المفاجئ والشعور بتخدير أو بوخز في الوجه أو اليدين أو الرجلين.
- صعوبة النطق أو فقدان مفاجئ ولحظي في النطق أو صعوبة في فهم الكلام.
- مشكلات في الإبصار تتمثل في فقدان مفاجئ للرؤية سواء في عين واحدة أو الاثنين معًا، أو رؤية صورتين بدلاً من واحدة.
- صداع حاد مفاجئ.
- دوار وفقدان مفاجئ لاتزان الجسم.
وللسكتة الدماغية مضاعفات عدة، خصوصا عند تكرارها منها:
- الوفاة: أكثر ما تكون خلال الشهر الأول من حدوث السكتة وخصوصا خلال الأسبوع الأول من حدوثها.
- العجز الحركي.
- العجز الذهني.
- التشنجات.
- فقدان أو ضعف الذاكرة.
- الاكتئاب.
خفض المخاطر
يكون علاج السكتة الدماغية الفوري ضروريًا جدًا، حيث تزيد فعاليته ويقوى تأثيره إذا تم إعطاؤه خلال الساعات الأولى من حدوث السكتة. فعلى سبيل المثال أثبتت الدراسات مؤخرًا أن هناك دواء لإذابة الجلطة يعطى فقط في الثلاث ساعات الأولى من حدوث الجلطة. وبعد أن يكمل الطبيب الفحوصات يتم تحديد نوع العلاج اللازم للسكتة الدماغية، والهدف من العلاج هو منع حدوث ضرر أكثر للدماغ.
وفي دراسة نشرتها مجلة «جورنال أوف ذي أمريكان ميديكال أسوسييشن» اتضح أن نظامًا غذائيًا يوميًا قائمًا على الفاكهة والخضار يمكن أن يسمح بخفض مخاطر الإصابة بسكتة دماغية بنسبة أكثر من 30%، وقال معد الدراسة «كومودي دوسبيبورا» من كلية الصحة العامة في جامعة هارفرد في بوسطن: «إن الأشخاص الذين يستهلكون الخضار والفاكهة بكثرة (5-6 مرات يوميًا) يقللون بمعدل 31% من مخاطر إصابتهم بسكتة دماغية ناجمة عن احتباس الدماء في شرايين المخ». وأضافت الدراسة «أن بين الفاكهة والخضار الأكثر فاعلية في هذا المجال الحمضيات والخضراوات الخضراء وكل أنواع الملفوف».
وكشفت أيضًا دراسة طبية أجراها أطباء فنلنديون عن فوائد جديدة لعصير البرتقال وخاصة لدى تناوله في فترات الصباح والأوقات المبكرة من اليوم. فقد أثبتت الدراسة أنه فضلاً عن دور عصير البرتقال في المحافظة على صحة وسلامة القلب وتقليل ضغط الدم وكونه مصدرًا رائعًا لعنصر «الكالسيوم» و«الفوليت» و«البوتاسيوم»، فإن شرب نصف كوب منه يوميًا يساعد في الوقاية من السكتات الدماغية. وأوضح العلماء في معهد بحوث الصحة العامة بفنلندا أن السبب في مثل هذه الآثار الوقائية لعصير البرتقال يرجع إلى غناه بفيتامين «سي» الذي يعتبر أقوى مضادات الأكسدة التي تخلص الجسم من السموم والجزيئات الضارة المؤذية للخلايا والأنسجة. ووجد العلماء أن خطر السكتة زاد بحوالي مرتين ونصف عند الرجال الذين يملكون أقل مستوى من فيتامين «سي» في دمائهم, مقارنة بمن يملكون أعلى المستويات. وقد ارتفع هذا الخطر كثيرًا عند وجود عوامل مرضية كضغط الدم العالي والوزن المفرط.
وكانت الدراسات السابقة قد أظهرت أن تناول كأس واحدة من عصير البرتقال يوميًا يساعد في زيادة مستويات الكولسترول عالي الكثافة «الكولسترول الجيد», وأن ثمار البرتقال الغنية بالمركبات المضادة للأكسدة والكيماويات النباتية المعروفة باسم «بيوفلافونويد» تساعد الجسم على مقاومة الأمراض والمحافظة على صحته وسلامته.
كما وجد الباحثون الأمريكيون في كلية هارفارد للصحة العامة، أن تناول السمك المطهي بطريقة الشواء أو التحمير على نحو منتظم (1-3مرات في الشهر) ساعد في تقليل فرص الإصابة بالسكتة الدماغية بحوالي 14%، في حين أن السمك المقلي يزيد هذا الخطر بشكل كبير. ولاحظ الباحثون أن تناول السمك المشوي مرة إلى أربع مرات أسبوعيًا قلل خطر الإصابة بالسكتات الإسكيمية الناتجة عن انسداد الأوعية الدموية المغذية للدماغ، بنسبة 28 %، في حين أن تناوله لخمس مرات أو أكثر أسبوعيا قلل هذا الخطر بحوالي 32 %.
واكتشف الخبراء أن تناول السمك المقلي زاد خطر الإصابة بجميع أنواع السكتات الدماغية بنسبة 37 %، والسكتة الإسكيمية بوجه خاص، بحوالي 44%، مشيرين إلى أن كل حصة من السمك المقلي زادت خطر السكتات العامة بنحو 10% والسكتة الإسكيمية بحوالي 13%. وأشار الخبراء إلى أن تأثير الغذاء على خطر السكتة قد يبدأ في مرحلة الشباب ومنتصف العمر، كما أن لطريقة تحضير الطعام تأثيرًا أساسيًا على هذا الخطر. ومن المعروف أن للأسماك الزيتية كالسردين والتونا فوائد وقائية مهمة ضد أمراض القلب والسكتات الدماغية، لذا ينصح بتناول حصتين من هذه الأسماك أسبوعيًا على الأقل مع ضرورة طهيها بصورة صحيحة لأن القلي يزيد الدسم ويهدد القلب.
للأسماك الزيتية كالسردين والتونا فوائد وقائية مهمة ضد أمراض القلب والسكتات الدماغية، لذا ينصح بتناول حصتين من هذه الأسماك أسبوعيًا على الأقل مع ضرورة طهيها بصورة صحيحة لأن القلي يزيد الدسم ويهدد القلب
رد مع اقتباس
المفضلات