أبواب
«سموم» وسحابة سوداء في الهواء
في أحد شوارع عمان ,كادت السيارات التي تسير خلف باص النقل الصغير ,أن تتسبب في اكثر من حادث وبدا على سائقيها وركابها, العصبية والنرفزة.
عدد من الحافلات التي شاءت حظوظها ان تبقى خلف الباص ,أغلق ركابها الشبابيك تجنبا لسحابة سوداء ينفثها عادم الباص ,غير عابيء سائقه بسلامة المواطنين.
ويفرض حلول فصل الشتاء وما يترافق معه من مشاكل تصيب السيارات بسبب عوامل الطقس والبرودة والأمطار إجراء السائقين صيانة فنية لمركباتهم تجنبا لحدوث الأضرار والأعطال بالإضافة أنها تضمن أداء سليما للمركبة يخفف من آثار العوادم.
وقال أخصائي الأمراض الصدرية الدكتور بسام شاكر أن انبعاثات عوادم السيارات بكثافة من أهم المشاكل وأكثرها خطورة لما لها من تأثيرات سلبية على البيئة والسائقين والمارة الذين يتعرضون لاستنشاق الغازات والعوادم السامة بشكل مباشر مما يؤثر على صحتهم وسلامتهم.
وبين الدكتور شاكر أن استنشاق البشر لهذه الغازات السامة قد يصيبهم بنوبات ضيق تنفس وتهيج وبعض أنواع الإمراض المزمنة والمستعصية على المدى البعيد.
وتعتبر الغازات والأدخنة المنبعثة من عوادم السيارات من أكثر المواد سمية التي تسبب تلوث الهواء وبخاصة غاز أول أكسيد الكربون الذي يعد من أكثر ملوثات الجو في المدن ويزداد تركيزه في أوقات الازدحام, إضافة إلى الكبريت وأكسيد الرصاص واكاسيد الكبريت لما لها من أضرار بالجهاز التنفسي.
ولا يقتصر ضرر هذه المواد على الجهاز التنفسي بل يتعدى ذلك إلى الضرر بطريقة غير مباشرة حيث تتحلل هذه الاكاسيد في مياه الأمطار مشكلة أمطارا حمضية تؤثر على الغطاء النباتي سلبا بسبب امتصاص التربة لهذه العناصر السامة ويؤدي كذلك إلى تلوث المياه الجوفية أيضا.
وعلى رغم النداءات المتكررة التي تطلقها وزارة البيئة والإدارة الملكية لحماية البيئة وبخاصة في بداية فصل الشتاء لحض السائقين على صيانة مركباتهم تجنبا لتعطلها، ما تزال أعداد كثيرة منها تصدر غازات سامة وعوادم سيارات بشكل كثيف وتجوب الشوارع وتنفث سموم عوادمها بين الناس.
وتظهر دراسة أعدتها جامعة كامبردج أن استنشاق هواء يحتوي على 200 جزء في المليون من الغازات الناتجة عن عوادم السيارات يؤدي إلى الصداع والغثيان أما استنشاق 600 جزء في المليون لمدة ساعة فيسبب الوفاة.
وتعتبر إصلاح السيارة وعمل صيانة لها أمرا غير مكلف كما أنه يكون أوفر من ترك السيارة حتى تتعطل وعندها تكلف مبلغا كبيرا من المال.
من جهته يقول سامر شحدة صاحب أحد الكراجات أن الباصات أو السيارات التي تعمل على الديزل بشكل عام على الأغلب عندما تصدر مثل هذه الأدخنة الكثيفة فإنها تكون بحاجة لقطعة تسمى (فلتر الديزل) لا يزيد ثمنها عن (25) دينارا وتركيبها عن خمسة دنانير.
وبين أن السيارات التي تعمل على البنزين التي تصدر أدخنة كثيفة أيضا تكون بحاجة إلى عمل (رنج) أو ما يسمى (اوفرهول) للسيارة الذي يتراوح سعره من (100-150) دينار مشيرا أن تصليح السيارة عندما تبدأ بإصدار الأدخنة الكثيفة هو أهون وأقل كلفة بكثير من تركها حتى تتعطل كليا الأمر الذي قد يؤدي إلى تلف المحرك وبالتالي يكلف إصلاحه مبلغ كبير.
وتشير أرقام الأمن العام أن حصيلة الحملة الدائمة لفحص عوادم المركبات التي تنفذها الإدارة الملكية بالتعاون مع إدارة السير بلغت خلال شهر كانون الأول من العام الماضي (854) مخالفة انبعاث دخان.
وتبلغ مخالفة قيادة مركبة تنفث دخانا أو أي مواد ملوثة بنسب أكثر مما هو محدد (40) دينار بالإضافة لكونها مخالفة من الفئة الثالثة.
المفضلات