فيصل الفايز : كذلك فلتكن الرجال بقلم : الدكتور محمود سليم محمد هياجنه
إن غاية ما تطمح إليه هذه المقالة ، هو أن تقدم لدولة فيصل الفايز ، كلمات شكر واحترام وتقدير ، علّها تفيه بعضا مما قدم لهذا الوطن ، وإن هذه المقالة وجدت نفسها مدفوعة من قبل خبر نشر على صفحات وكالات الأنباء الالكترنية الشامخة {سبيل المعرفة ، والصوت الحر والرسالة النبيلة و الفضاء الرحب وعنوان الحرية } ،إذ عثرت على خبر مفاده ، الفايز : كل من يتعرض للوحدة الوطنية ،فهو خائن لبلده ودينه وأهله .
دولة فيصل الفايز حفظه الله ورعاه: فإنه لمن عظيم الشرف ورفعة القدر أن أتشرف بتسطير هذه الأحرف ، وأنتم ممن لا لا يطول باع كل أحد لبلوغ رتبته ، أو تسنم ذروته ،فصفتكم ألصق في سبيل المروءة والكرم ، وأشد مناسبة للسجاحة والشيم ، فأنتم الثقة إذا لم يوثق بناصح ، كيف لا وأنتم ممن يشهد له القاصي والداني بفعله التي تعبر عن نفس فاعلها ، وأقواله التي توجب الفضل لصاحبها ، وتطبعه بميسم يظهر عليه أثره ، ويكفيكم فخرا ، أنكم ممن تربى في مدرسة الهاشميين البررة ،، ولاء وانتماء ،وحبا لهذا البلد العظيم . إن ثقتنا بكم وبأفعالكم وبميسمكم الذي يظهر أثره من خلال غيرتكم على هذا البلد الطيب ،ألزمنا شكركم وثناءكم وأوجب علينا احترامكم وحبكم .
إن الأمة التي تتمسك بحضارتها وتاريخها وثقافتها ، تبقى على الدوام ، مناط الاعتصام ، وتصد الهجمات التي تحاول أن تزيل أو تحرف هذه الحضارة ، ولذا وجب التكاتف والتعاضد كما أسلفتم في حديثكم الطيب ، ووجب الحذر كل الحذر من ألسنة العابثين وأيديهم الخبيثة ، فمما لا مراء فيه أن الأساس الذي قام عليه مجدنا وسؤددنا وبنيت عليه سعادتنا إنما هو التمسك بروح وحدتنا ، بجامعة الأخلاق الوطنية التي رضعناها من ثدي أمهاتنا وسمعتها آذاننا من وحيي آبائنا ، وبفضل ذلك توصل أسلافنا لبلوغ أقصى الغايات ونيل أرفع درجات المجد الموطد والسؤدد المؤبد والعلى في العالم أجمع ، ومن هنا فإن وحدتنا الوطنية مبدأ وغاية وهدف ، وقول وفعل وعمل ، فهي الطريقة الواقعية التي تضمن لنا النجاح .
لا غرو أن من ضروريات المجتمعات البشرية ، التناقضات أو ما يسميه العلماء الثنائيات الضدية ، فلا تثريب أن يوجد الضال والمهتدي ، والعالم والجاهل ، ولكن ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) وهل يستوي الضال والمهتدي ، لذا وجب على المهتدي رد الضال إلى جادة الصواب ، ووجب على العالم تبصير الجاهل ، لأن توارث الجهل يهوي بأهله إلى دركات الشقاء ، وشرك الرذائل ، ومستنقع الفتن ، واعوجاج القناة ، وانكشاف البيضة .
دولة الشيخ فيصل الفايز : إن لنا بطيب قراءة ما جاء برسالتكم ما لنا ، وأنتم في باب العلم أرسخ أصلا ، وبين الرجال علما ، والأكرم نتاجا والأنور سراجا ، ففضلكم لا يخفى على أحد ، كيف لا وماء البحر لا تمنعها الأكف ، وضوء الشمس لا تحجبه الغرابيل ، بمثلكم قالت العرب : ثلاثة لا تكون إلا في ثلاثة ، الغنى في النفس ، والشرف في الأب والجد ، والكرامة في الحديث والمعشر ،
نعم وأيم الحق هذه حال من تربى في مدرسة الهاشميين البررة وهذا حال من تربى في مدرسة الوفاء والولاء والانتماء والعطاء ، وهذا عهد النشامى الأردنيين أينما حلّوا وأينما ارتحلوا ، ألم ينهلوا من معين الهاشميين ، ورسالة الثورة العربية الكبرى ، أنبل معاني الصدق والوفاء والعطاء ،بذلاً وتضحية .
دولة الفايز حفظه الله ،إن فيكم شموخا لا يضاهيه شموخ ، وإباء لا يدانيه إباء وعطاء لا يوازيه عطاء ،فبوركت أياديكم البيضاء ، وبورك جهدكم الموصول ، الذي يرقى إلى كتفي الشمس كل يوم لتنهض من سباتها ويوقضها من نومها ، كي تشرق فرحا وابتهاجا ، بما عزمتم عليه من الوفاء والصدق والولاء للحق والانتماء للأرض ، والعطاء للخلق ، وهذا جزء من شمائلكم التي عرفتم بها ، فالعزم والمضاء من صفاتكم فلنتعلم منكم آيات الصدق ولنستمد منكم نبض الوفاء ، فهنيئا لكم إذ حزتم الثقة الملكية السامية ، وكنتم أهلا لها وما زلتم ، فلقد كنتم الأنموذج الذي به يهتدى ، وكنتم رمز الدور الذي أنيط إليكم ، وكنتم عنوان الثقة ومنارة الإشعاع والعطاء .

سائل العلياء عنا والزمانا ................... هل خفرنا ذمة مذ عرفانا
الدكتور محمود سليم محمد هياجنه
hayaj64@gmail.com