داخلية حكومة حماس ترفض إقامة فعاليات لإحياء ذكرى رحيل عرفات في غزة
داخلية حكومة حماس ترفض إقامة فعاليات لإحياء ذكرى رحيل عرفات في غزة
الحقيقة الدولية - غزة - علي البطة
يرفض قطاع واسع من عناصر حركة فتح قرار وزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة التابعة لحركة حماس في قطاع غزة منع إقامة فعاليات شعبية وتنظيمية لإحياء الذكرى الخامسة لوفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات مؤسس فتح الأول.
ويصر كثيرون على تحدي قرار المنع، ويعقدوا العزم على إحياء الذكرى التي تصادف يوم غد الأربعاء (11/11/2009) بفعاليات مختلفة تبدأ منذ منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء في عدة مناطق من القطاع.
ويتمنى الفتحاويون لو تتاح لهم الفرصة لإحياء ذكرى الزعيم الفلسطيني، الذي ظل لسنوات طويلة "مالئ الدنيا وشاغل الناس"، ووجدوا في غيابه سبباً أساسيا لانزلاق الساحة الفلسطينية إلى انقسام يعاني منه ليس الفتحاويون فحسب بل القضية برمتها بات يتهددها الخطر .
وتقول وزارة الداخلية في غزة: إن حركة فتح لم تتقدم لهم بأي طلب لإقامة فعاليات لإحياء ذكرى وفاة عرفات، وشددت على أن أي طلب يقدم للداخلية ينظر فيه، وتعطى الموافقة من عدمها بناءً على تقدير المصلحة العامة.
ويخشى عدد كبير من نشطاء فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلفاً للراحل من تعرضهم لملاحقة الأجهزة الأمنية ، إن أصروا على إحياء الذكرى في نطاقات ضيقة بدلاً من إقامة مهرجانات مركزية وفق بعض الاقتراحات .
ويجد قادة فتح خصوصا في غزة في الذكرى مناسبة لتجديد الدعوة إلى "وحدة الفلسطينيين" لإنقاذ الأرض والقضية والشعب من المخططات الإسرائيلية التي تستهدف الفلسطينيين في الآونة الأخيرة "أرضاَ وشعباً وتاريخاً".
ويقول الناشط الفتحاوي عادل كريم، ويستخدم اسماً وهمياً :"الكل يعلم أن حماس وأجهزة أمنها وزنزاناتها في غزة تقف عائقا أمام أي تحرك نحو إحياء الذكرى الخامسة".
وعلى الرغم من إدراك كريم لخطورة إحياء الذكرى ، إلا أنه يقترح على نشطاء فتح " قبول التحدي الصعب بالخروج لإحياء ذكرى عرفات " ، مشيراً إلى إمكانية تسيير مسيرات جماهيرية عفوية لكسر حاجز الخوف من القمع الأمني .
ويسخط "أبو خالد" العضو القيادي في وسط قطاع غزة من منع حكومة حماس إحياء ذكرى " الأب الروحي للفلسطينيين " ومفجر ثورتهم، وقائد مسيرتهم، ومنقذ قضيتهم من طي النسيان، ويتساءل بغضب " كيف لهم يردون الجميل لرجل هذه مواصفاته بمنع تذكره في يوم رحيله.
ويقول أبو خالد : انه يود لو يدعوا الفلسطينيين في غزة لتحدي قرارات الأجهزة الأمنية ، لكن موقع المسؤولية يحتم عليه تجنيب المواطنين الذي المادي والمعنوي.
ويقو نشطاء آخرون من مخيمات المحافظة الوسطى في القطاع للحقيقة الدولية : إن الآلاف من عناصر فتح وأنصارها سيخرجون في لحظة واحدة لإيقاد شعلة وسط عدد من المخيمات لإحياء الذكرى ، رغماً عن قرار الداخلية ، دون أن يفصحوا عن آلية التنسيق للخروج الموحد.
وتشير مصادر مقربة من الأجهزة الأمنية في غزة إلى إعلان الأجهزة الاستنفار في صفوف عناصرها منذ طوال الساعات المقبلة تحسباً لأي خروج عن القانون في شوارع غزة وفق المصادر .
ويرفض عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح فيصل أبو شهلا تبرير داخلية حماس ، ويؤكد أن طلباً شفوياً قدم لها عبر وسطاء لإقامة فعاليات لإحياء ذكرى عرفات ، ويشدد على رفض الداخلية بشكل نهائي السماح لفتح إقامة مهرجان جماهيري لإحياء الذكرى.
ويوضح أبوشهلا أن قرار المنع تجاوز المهرجان الجماهيري إلى منع الحركة من إقامة أية فعالية أو نشاط حتى في الغرف المغلقة أوالصالات الداخلية .
لكن أبو شهلا يرفض سياسة المنع، ويؤكد عزمهم إحياء الذكرى بطرق مختلفة" لا أحد يستطيع أن يمنعنا من إحياء الذكرى الخامسة لوفاة الرئيس عرفات"؛ فالراحل في قلوبنا، وأبناء فتح منتشرون في جميع منازل القطاع وسيحيي كل فتحاوي الذكرى بطريقة خاصة .
وتحدى العضو الأخر عن فتح في المجلس التشريعي أشرف جمعة قرار منع إحياء الذكرى ، وقرر إقامة احتفال في مكتبه بمحافظة رفح أقصى جنوب قطاع غزة صباح غد الأربعاء.
ودعا جمعة الفلسطينيين علناً إلى المشاركة في الفعاليات التي سيقيمها في مكتبه برفح من العاشرة من يوم الذكرى وحتى مساء اليوم ذاته، رافضاً الاستجابة لقرار الداخلية، مبرراً تحديه، بامتلاكه حصانة برلمانية، وفوق ذلك " أنه يحي ذكرى أهم رموز الشعب الفلسطيني" .
وقررت هيئة العمل الوطني التي شكلت من قوى منظمة التحرير الفلسطينية عقب سيطرة حماس على قطاع غزة قبل سنتين ونصف القيام بسلسلة فعاليات تأخذ الطابع الفردي لتعذر الطابع الجماعي لإحياء الذكرى.
وقال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وعضو هيئة العمل الوطني: إن هيئة العمل الوطني عقدت خلال الأسبوع المنصرم سلسلة من الاجتماعات كرستها للبحث في سبل إحياء الذكرى الخامسة لاستشهاد عرفات، وخلصت إلى سلسلة فعاليات.
ويقف إيقاد الشموع على أسطح المنازل والشرفات وداخل المنازل من الساعة السادسة وحتى الثامنة مساء يوم الثلاثاء على رأس فعاليات الهيئة لإحياء الذكرى ، إضافة إلى رفع الإعلام الفلسطينية في الساحات العامة وأسطح المنازل صباح غد الأربعاء ، ورفع صور عرفات في شوارع المدن والقرى والمخيمات ، وارتداء الكوفية الفلسطينية التي ارتداها عرفات ردحا من الزمن.
المصدر : الحقيقة الدولية - غزة - علي البطة 10-11-2009
رد مع اقتباس
المفضلات