"رجع بخفي حُنين"
القصة التي تذكرها المصادر اليهودية، وتحتفظ بها الذاكرة العربية، عن الإسكافي اليهودي (حُنين) الذي كان يبيع أحذية في أحد الأسواق المنتشرة في الجزيرة العربية، وقد باع ما لديه من بضاعة ولم يبق معه إلا زوج من الأحذية.
تصادف ـ كما تقول القصة ـ وجود أعرابي يسوق جمله في السوق، تجادل الأعرابي مع الإسكافي حول ثمن الخف، وحصلت مماحكة بين البائع والشاري، البضاعة والصنعة جيدتان أما السعر فمرتفع والثمن غالٍ.. وأخيراً ذهب كل واحدٍ في طريقه وأخفقت صفقة البيع والشراء.
لم يَرُق الأمر لليهودي فقرر سلب الأعرابي، فكمن بطريق عودة الرجل بعد أن وضع فردة الحذاء أول الطريق، ووضع الأخرى على مسافة من الأولى وكَمَنَ بينهما. وعندما مرّ الأعرابي رأى الفردة الأولى، فقال في نفسه ما أشبه هذا الخف، بخف حُنين، لكنه ظل على ظهر بعيره، ففردة واحدة من الخف لا تفيد، واستمر في طريقه إلى أن رأى الفردة الأخرى.. فنزل عن بعيره وأناخه ورجع ماشياً إلى الخف الأول، فقام حُنين من مكمنه وركب البعير وغاب في الصحراء.. وعندما وصل الأعرابي إلى قومه قالوا: ((رجع بخفي حُنين)) بدل الجمل وأصبح مثلاً يعرفه كل العرب.
المفضلات