عبد الهادي الراجح يكتب لـ"الحقيقة الدولية"..
عبد الهادي الراجح يكتب لـ"الحقيقة الدولية".. ما هكذا تورد الإبل يا وزير الداخلية؟؟!!
الحقيقة الدولية - خاص
كتب عبد الهادي الراجح الناطق الإعلامي باسم العمال في مؤسسة الموانئ، ابان اعتصمام العمال في العقبة قبل حوالي اسبوعين لـ"الحقيقة الدولية"، حول ملابسات تعليق الاعتصام والطريقة التي تعاملت بها وزارة الداخلية مع هذه القضية.
يقول الراجح في مقاله أن الأمور عادت بعد تعليق الاعتصام الى المربع الاول، وان "مطالب هؤلاء الكادحين لم تكن سياسية كما ادعى البعض وإنما عمالية بحتة".
وطالب الراج رئيس الوزراء "بوضع الأمور في نصابها الصحيح، وجعل العاملين يختلوا من يمثلهم بعيدا عن إملاءات فلا وعلان، وكما نطالب بتشكيل لجان تحقيق ومحاسبة مسؤولي العقبة بان ما حدث منذ بداية لاعتصام وحتى قيام قوات الدرك بتلك الأعمال التي أعادتنا إلى شريعة الغاب".
وفيما يلي نص مقال عبد الهادي الراجح
يشعر العاملون في مؤسسة الموانئ والمعتصمون بشكل خاص الذين هم 99% من العاملين في المؤسسة، بغصة حزن وأسى عميق على ما آلت إليه الأوضاع.
وهنا لن أتحدث عن الشللية التي قامت بها الجهات المسئولة في مفوضية العقبة، باستقطابها لخمسة من العاملين من لجنة الاعتصام، أعلنوا أمام زملائهم أنهم سيكونوا مع الاعتصام، ولكن طلبوا طلبوا الخروج من لجنة الاعتصام كونهم أعضاء بها، وصدقهم زملائهم وأعلنوا ذلك عبر المايك بأن هؤلاء الزملاء خرجوا من اللجنة ولكنهم مع المعتصمين ومع زملائهم في مطالبهم العمالية العادلة وتقبل المعتصمون ذلك، ليفاجئوا بعد اقل من ساعتين بوجود هؤلاء في الدائرة العامة لمؤسسة الموانئ وإبرامهم اتفاقا بفض الاعتصام بدون الرجوع للجنة أو المعتصمين الذين قدموا كل الدعم للجنة وتحملوا أشعة الشمس الحارقة، وتحدوا كل التهديدات التي وصلت لحد إعلان قطع الأرزاق، ولكنهم صمدوا، وكانوا بحق الرجال الرجال الذين يعتمد عليهم، كما تحملوا أي المعتصمين بطش وإرهاب قوات الدرك التي تجاوزت كل الأنظمة والقوانين، وطاردت العمال المعتصمين حتى في المنازل والمساجد والفنادق، وبالمناسبة كان بعض الأجانب يصوروا ذلك، ووصل الأمر لمحاولتهم دخول مستشفى هيا والبطش بالعاملين لولا تصدي مدير مستشفى الأميرة هيا لتلك البلطجة والخروج عن القانون، والذي سيسجله بأحرف من نور لهذا الرجل الذي لا نعرفه بكل أسف، وقد حمى اسم الأردن ومنع حدوث كارثة قد يتحدث عنها العالم.
ولن أتحدث هنا عن رمي العامل الزميل عاهد العلاونة من السيارة وعدم إسعافه إلا من زملائه، كما لن أتحدث عن أعمال الدرك الأخرى الخارجة على القانون حتى وصل الأمر أن ينادي بعضهم لضرب العمال على مناطق حساسة جداً، وقد روى لنا ذلك أحد أعضاء اللجنة الذي تعرض للضرب المبرح، والذي يبدو من هذا السياق أن القتل أو الإيذاء الجسدي كان هو المطلوب، وقد تحدث احد العاملين في ذلك، رغم أن له ابن مع قوات الدرك وهذه من المفاجآت المحزنة.
وقد اجمع العاملون بنسبة أكثر من 95% على رفض الاتفاق الذي ابرمه المنشقون، واستمر الاعتصام بعد ذلك، ولكن لأسباب قررتها اللجنة تعليق الاعتصام وليس إنهائه لنفس الأسباب الوطنية التي دعت العمال للاعتصام، وقد تقبل العاملون ذلك، في الوقت الذي رفضوا ما أقامته المفوضية والمنشقين عن زملائهم، والمأساة أن المسؤولين في العقبة لا زالوا يتجاهلوا 99% من العاملين، وينسقوا مع المنشقين الذين لا يمثلوا إلا أنفسهم، الأمر الذي قد يعيدنا إلى المربع الأول، وقد كان الخلاف مع المسؤولين في العقبة على النقطتين الرئيسيتين وهما:
التعويض الذي لا يجب لا يقل عن خمسة آلاف في أقل تقدير، وإعطاء المياومة رابع عشر تعويضا عن عدم حصولهم على بدل سكن، أما باقي النقاط فلم تكن موضع خلاف حتى مع المسؤولين في العقبة. ومطالب هؤلاء الكادحين لم تكن سياسية كما ادعى البعض وإنما عمالية بحتة، ولكن للأسف الشديد الجهات المعنية أرادت تسييسها، عندما وقفت موقف المتفرج طيلة الثلاث الأيام الأولى من الاعتصام، وعندما أراد الكثير من وسائل الإعلام الاتصال بهؤلاء المسؤولين كانت تلفوناتهم مغلقة أو مصابة بسكتة قلبية، رغم شل أهم مرفق من مرافق الدولة الأردنية، ورئتنا الوحيدة على العالم عبر البحر، وقد أبدى دولة رئيس الوزراء مشكورا تفهمه لقضايا العاملين، وأصدر قراره الحكيم بإطلاق سراح جميع المعتقلين، خلافا لأوامر البعض، ولكن الأطراف الأخرى وزارة الداخلية كانت وبكل أسف متشنجة حيث كان وزير الداخلية يوزع الاتهامات هنا وهناك، فتارة يتهم الأحزاب الوطنية بأنها وراء ذلك الاعتصام، ناسيا أن تلك الأحزاب مرخصة، ولو افترضنا أنها تدخلت وهذا لن يحدث فهي تبدي رأيا بقضية عمالية، ومصلحة آلاف الأسر الأردنية، ولكن الأمر الذي أثبت أن وزير الداخلية لا يزال خارج القرن الواحد والعشرين ويعيش بعقلية الخمسينات، و لا يعلم أن الأحزاب أصبحت مرخصة، وأنها جزء من مؤسسات الدولة الأردنية، ووجود أحزاب يعني تحضر هذا البلد وديمقراطيته، ولكن يبدو أن وزير الداخلية لا يعلم شيء من ذلك، والمأساة الأخرى اتهام العمال البسطاء بأن العدو الصهيوني من يحركهم، ناسيا أن العدو عندما يدخل قطعانه أرض الأردن الطاهرة يكونوا تحت حراسة وزارة الداخلية، وكان لكاتب هذه السطور شرف طرد التلفزيون الإسرائيلي من العقبة عام 1999، عندما صادفه يحاول إجراء مقابلات مع بعض أهالي العقبة الذين لم يكونوا يعرفوه، وتم اعتقالي وتوقيفي بناء على ذلك.
إن ما حدث للعاملين مي مؤسسة الموانئ يتحمل مسؤوليته في الدرجة الأولى محافظ العقبة الذي لا يعرف إلا لغة التهديد والوعيد، والمحافظ السابق مثلا كان محاورا جيدا، وقد عرفناه في الاعتصام الماضي نهاية حزيران، فهو من كان له الفضل كحاكم إداري بالتوصل إلى ذلك الاتفاق، الذي لم يلتزم به للأسف مجلس إدارة الموانئ، وكانت النتيجة الاعتصام الأخير وما تبعه، وما يحز بالنفس أكثر أن مجلس النواب رغم وجود عناصر رائعة جدا به تشكر على كل ما قامت به، إلا أن البعض من النواب بدلاً من محاسبة المسؤولين في العقبة الذين استفزوا العاملين عندما لم يتحرك أيا منه لمحاورة العاملين طيلة الأيام الثلاثة الأولى من الاعتصام، رغم الشلل التام في أهم المرافق للدولة الأردنية، نجد بعض النواب للأسف يستمع إلى شهادات كل مسؤولي العقبة ويطنش أصحاب القضية الأساسيين أي العمال ومن يمثلهم، وما أخشاه أن يطلب هؤلاء النواب من إدارة المؤسسة غدا إرسال مجموعة تمثل المعتصمين، والإدارة هنا لا تعرف إلا الخمسة الذين طعنوا زملائهم وأداروا ظهرهم للمعتصمين وهم اليوم لا يمثلوا إلا أنفسهم، ومن يشك في ذلك فليأتي إلى مؤسسة الموانئ ويرى بعينه، وللأسف الشديد في ظل الفوضى يقوم الاتحاد بوضع البعض منهم على رأس ما أسماه بلجنة النقابة، رغم رفض الجميع لهم.
إننا نطالب دولة رئيس الوزراء الأفخم بوضع الأمور في نصابها الصحيح، وجعل العاملين يختلوا من يمثلهم بعيدا عن إملاءات فلا وعلان، وكما نطالب بتشكيل لجان تحقيق ومحاسبة مسؤولي العقبة بان ما حدث منذ بداية لاعتصام وحتى قيام قوات الدرك بتلك الأعمال التي أعادتنا إلى شريعة الغاب، إننا نطالب بمحاسبة من أعطى الأوامر لها، ومن المسؤول عما حدث، أما اتهامات الآخرين فهي لا تخرج إلى من مسؤولين مأزومين تجاوزهم الزمن وعفا عليهم، إننا نطالب بتحقيق عادل بكل ما حدث لوضع الأمور في نصابها الصحيح وليشعر العامل بأنه في دولة القانون والمؤسسات حقا، والله من وراء القصد.
المصدر : الحقيقة الدولية – خاص- 17.8.2009
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة roboo3alwatan
المفضلات