فلنشد الهمم ..ولنرتقي بالعزيمة .. فزائرنا قد دنى موعده ...
ما هي إلا أيام قليلة ويهل علينا ببركاته ونفحاته الإيمانية .... أيام قلائل تفصلنا عن شهر الرحمة والعتق والغفران ..شهر رمضان....
أقبل علينا وفي أيامه يحمل لنا كل نفحات الخير والإحسان ... أقبل علينا ليمحو من صحائف أعمالنا ذنوب قد راكمتها الأيام في سنة قد مضت ... أقبل علينا ليعلمنا أن الرحمن قد أوردكم فرصة أخرى للتغير ..للتوبة ..للعودة إلى مائدة الرحيم الرحمن...
ها قد أقبل علينا .. أراه بشوق يقبل لينتشلنا من براثن الدنيا وحبها الزائل ..لتنغمس الروح وتصفو بحب خالقها وتتلذذ بعبادته ... نعم فلهذا الشهر خصوصيته التي يتميز بها عن سائر الشهور .. كيف لا ..وفيه تتصفد الشياطين ..وتغلق أبواب النار ..كيف لا ورب العزة يذكره في قران يتلى إلى يوم القيامة ...
كيف أنت مع رمضان ..؟؟
أخي ..أختي... كيف همتك لاستقبال خير الشهور؟؟ ...تذكر هنا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت السنة عندهم كلها رمضان ستة أشهر يقضونها وهم يدعون الله أن يبلغهم هذا الشهر الكريم ..وستة أخرى يدعون الله أن يتقبله منهم ... فكيف حالنا نحن وقد كثرت ذنوبنا ... وعظمت معاصينا .. كيف حالنا .. وقد اشتدت بنا البلايا ونوائب الدهر .... كيف حالنا .. ونحن نعاني ظلم ذوي القربى وظلم أعداء ترصدوا بنا كل مرصد ... فالأجدر بنا أن نحمل همة تعانق السحاب لنخرج من هذا الشهر بعدة إيمانية تؤهلنا لمواجهة كل صعاب ... زادنا هو إيماننا .. ونجاتنا بعلاقتنا مع الله.. فأري الله منك خيرا في هذا الشهر .. وارفع شعارا لك في كل يوم تشحذ فيه همتك .. وقلها واثقا لن يسبقني إلى الله أحد .. وتذكر قوله تعالى " وفي ذلك فليتنافس المتنافسون"..
فليقف كل واحد منا وقفة حازمة مع نفسه ... ولنتأهب لهذا الشهر .. بقراءة للقران وقيام لليل وصدقة وصلة للرحم ... وتذكر هنا ..لا ترضى لنفسك إلا معالي الأمور .. فقلها بصدق كم مرة سأختم القران في هذا الشهر"ختم علم وفهم" ولا اقصد مجرد التعداد فقط ؟؟ وكم ركعة سأصلي التراويح وقيام الليل.. ؟؟؟ وما مدى رضى الله عن صلة رحمي بأقاربي وعلاقتي بمن حولي .. و ابدأ من الآن بإصلاح علاقتك بمن حولك وتذكر "خيركم خيركم لأهله" ورب العزة حينما بلغ نبيك الرسالة كان الأمر الأول لأهله "وأنذر عشيرتك الأقربين" ؟؟ ودعائك لا تبخل به على احد ... لا تدعو لنفسك وتنسى أخاك وأمتك ودعوتك ؟؟ قد كثرت بنا الخطوب فلا ملجأ لنا إلا الله فهذه وصيتي لكم أن ألحوا على الله بالدعاء "فهو سلاحنا الذي عطلناه".. أن يفرج كربنا .. ويكشف الهم والغم عنا ... تذكروا أخوة لكم بأمس الحاجة لدعواتكم خلف قضبان أسر أعدائنا وأبناء جلدتنا ..تذكروا أهلكم هناك في غزة الحبيبة الذين يعانون من حصار حصد العديد من أرواحهم ويلاقون كل يوم أصناف العذاب بسببه.. ولا تنسى دعائك لامتك ..لأهل العراق ....لكل مسلم تحملنا معه رابطة العقيدة ..
مع خالص دعائي لكم أن يتقبل الله منا صيام هذا الشهر وقيامه .. وأن يجعلنا ممن يدخلون الجنة من باب الريان ...
رد مع اقتباس
المفضلات