حظنا من الاسراء والمعراج
لم يعرف العالم ولا التاريخ رحلة مثل رحلة الإسراء والمعراج، التي طوى فيها محمدٌ صلوات الله عليه العوالم من مكة إلى بيت المقدس إلى السّموات العلى إلى سدرة المنتهى، قال تعالى :
(سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنّه هو السميع البصير) .الإسراء1
أمّا حظّنا من الإسراء والمعراج فهو عظيم مثلما قال الشاعر :
بشرى لنا معشر الإسلام إنّ لنا
من العناية ركناً غير منهدم
لمّا دعا الله داعينا لطاعته
بأكرم الرسل كنّا أكرم الأمم
الإسراء والمعراج رحلة تبين تكامل الأنبياء في توجيه الإنسانية نحو القيم العليا، فإبراهيم عليه السلام طلب من سيدنا محمد صلوات الله عليه عندما التقى معه في رحلة المعراج أن يخبر أمة الإسلام أنّ من أراد أن يغرس له غرسٌ في الجنة التي تمتاز بتربتها الطيبة فعليه بذكر الله تعالى، أما موسى عليه السلام عندما فرضت الصلاة في تلك الليلة خمسون صلاةً على أمّة الإسلام، طلب من سيدنا محمد صلوات الله عليه أن يراجع ربه ويسأله التخفيف، فكان ذلك إلى أن استقرت الصلوات على خمس صلوات.
وفي ذلك درسٌ عظيم على أن العلاقة بين الأنبياء علاقة تكاملية لمصلحة البشرية.
وكذلك علينا أن ندرك بركة المسجد الأقصى، وبركة ما حوله من المناطق، وفي مقدّمتها الأردن الذي هيّأ الله فيه أمّة لها تاريخ عريق في الدفاع عن القدس ومسجدها وأسوارها، وكذلك في الأردن قيادةٌ هاشمية تسارع على الدوام للعناية بالقدس والمسجد الأقصى، وتقدم كل ما يلزم للمحافظة على بقاء القدس رمزاً دينياً حضارياً للمسلمين.
وكذلك فإنّ من حظنا في الإسراء والمعراج عندما نقرأ تفاصيل تلك الرحلة الإيمانية العجيبة أن نستشعر عظمة الله وقدرته الباهرة قال الشاعر:
سريت وفي الإسراء ما افتتنت
به العقول وحارت فطنة الفهم
في ليلة هزت الدنيا عجائبها
وألبست حلل الإجلال والعظم
حقاً إنّها ليلة لا تنتهي عجائبها فهي ليلة فرح الأنبياء وتزيّن السماء، لقدوم سيدنا محمدٍ،المخصوص بالإسراء والمعراج.
المفضلات