جلطة القلب في الشباب حدث نادر أم الحذر واجب
د. ايمن حمودة - .. لكن عمره 36 عاما فقط يا دكتور'' كان هذا جواب والد عصام عندما احضره للطوارئ وكشف عليه الطبيب وتبين انه يشكو من جلطة قلبية حادة. عصام مدخن منذ عشر سنوات وكان يتمتع بصحة جيدة الى ان شعر فجأة بألم صدري حاد قبل ساعتين من وصوله الى المستشفى.
جلطة القلب في مرضى بعمر الشباب ليس حدث نادر في الاردن، ففي دراسة لمجموع اطباء القلب الاردنية للابحاث. (J.C.c.Group) اشتملت على حوالي الف مصاب بالجلطة القلبية الحادة وتم نشرها في المجلة الدولية لتصلب الشاريين والمجلة الدولية لامراض القلب بين ان واحدا من بين كل 4-5 مرضى مصابين بالجلطة الحادة (23%) لم يبلغ الاربعين من العمر، وان اربعة من بين كل عشرة مرضى (40%) لم يبلغوا الخمسين من العمر!
وهذه النسب في الفئات العمرية الصغيرة نسبيا اكبر من تلك الموجودة في الغرب حيث يبلغ معدل عمر الرجل المصاب بالجلطة القلبية 65-68 عاما مقارنة مع 55 عاما في الاردن.
كما اشارت ذات الدراسة MINTOR ان النساء الصغيرات نسبيا في العمر هن ايضا عرضة لاصابات القلب وخاصة المدخنات والمصابات بالسكري والمصابات بالامراض الوراثية وخاصة ارتفاع الكولسترول الوراثي.
ومع ان العلاج السريع لمرضى الجلطة الحادة متوافر في عمان وبشكل فعال وخاصة القسطرة العلاجية الطارئة وفتح الشريان التاجي المغلق بالبلون والشبكة في وقت قياسي، الا ان هذا يجب الا يبعث على الاطمئنان المطلق، حيث ان بعض المصابين قد لا يصلوا الى قسم الطوارئ على وجه السرعة او قد يعزوا المريض منهم آلامه الى شكوى بالمعدة او القفص الصدري مما يؤدي الى تأخير التشخيص والعلاج وحدوث مضاعفات خطيرة قد تصل للوفاة المفاجئة وبلغت نسبة الوفاة خلال الادخال 3% فقط من الحالات الالف وهي اقل بكثير من مثيلاتها في الغرب.
اسباب الجلطة القلبية لدى الشباب اذا كان واحد من كل 4-5 مرضى مصابين بالجلطة في عمان هم ممن لم يبلغو الاربعين من العمر، فان المسبب الاول الذي وجدته الدراسات اكثر انتشارا بين المصابين هو التدخين.
و تصل نسبة المدخنين في هذه الفئة العمرية الى 70% او اكثر وتنتشر باقي العوامل بنسب اقل كارتفاع الضغط والسكري والكولسترول ويظل التركيز على السيطرة على التدخين ركنا اساسيا للوقاية من الاصابة بالجلطة الحادة او اعادة تكرار الاصابة بالجلطة حيث ان غالبية المدخنين (88%) لا يتوقفون عن التدخين حتى بعد خضوعهم للقسطرة او عمليات الشرايين التداخلية او حتى عمليات القلب المفتوح! ومع ان التدخين يعتبر ادمانا يجب علاجه، ومع ان نسبة لا بأس بها من المدخنين يعترفون بخطر التدخين وانهم بحاجة للمساعدة على تركه، الا ان نسبة لا يستهان بها من المدخنين لديهم قناعات -لا تستند لدليل علمي- على ان التدخين.. غير ضار وان نوع السيجارة وشكلها ومحتواها تختلف من سيجارة لاخرى في شدة الاثر السلبي على الشرايين! اثر الجلطة القلبية مع ان الاثر الاهم والمباشر والاكثر خطرا هو الوفاة، الا ان هذا ?كما ذكرنا- يتعرض له 3% فقط من المرضى.
ومع انها نسبة منخفضة لكن وقعها على عائلة المصاب وقع كبير وخاصة لدى الضحايا الشباب. اما المضاعفات التي يتعرض لها المرض بعد علاجه وخروجه من المستشفى فتشمل احتمالية التعرض للجلطة مرة ثانية اذا اهمل المرض الادوية والمتابعة الطبية ولم يقلع عن التدخين ولم يغير نمطه غير الصحي في الحياة اليومية. كما ان هبوط عضلة القلب قد يشكل عائقا لعودة الشباب او المصاب الى حياته الطبيعية لعدم قدرة عضلة القلب على ضخ الدم الكافي للجسم نتيجة للجلطة الحادة، كما ان هبوط عضلة القلب -ان لم يتحسن خلال الاشهر الاولى- قد يلازم المرض الشاب بقية عمره ويعرضه للادخال المتكرر للمستشفى وقد يستلزم اجراء عمليات معقدة مستقبلية لتقوية عضلة القلب بالاجهزة والمنظمات الكهربائية.
الوقاية خير ان انظمة وقوانين منع التدخين في الاماكن العامة.. عند الالتزام بها بالطبع وليس مجرد كتابتها على جدران المؤسسات -كفيلة بحمل المدخن على التفكير بالاخطار المحدقة بالمدخن. كما ان قياس السكر والكولسترول والضغط دوريا والالتزام بممارسة الرياضة والمحافظة على الوزن وتناول الغذاء الصحي، كلها على المدى البعيد ستؤتي اكلها وتقلل من اصابة الشباب (وباقي الاعمار) من الجلطة القلبية.
رد مع اقتباس
المفضلات