حسمت الحكومة الجدل حول رفع رسوم الفحص الطبي الإجباري للعمالة الوافدة بعد أن أعلنت وزارة الصحة أمس تثبيت الرسوم كما كانت عليه سابقا بواقع 20 دينارا.
وكانت الوزارة أعلنت سابقا أنها تدرس رفع تلك الرسوم بواقع 10 دنانير لإضافة فحص التهاب الكبد نوع "سي" الى قائمة الفحوص الطبية، الا أن مدير الأمراض الصدرية وصحة الوافدين في الوزارة الدكتور خالد أبو رمان برر عدم الرفع حتى لا تتحمل فئة الوافدين عبئا ماليا إضافيا في ظل تدني الأوضاع الاقتصادية.
وقال أبو رمان : إنه في حال إعادة التفكير مجددا برفع الرسوم للوافدين فإن وزارة الصحة سترفد المختبرات المركزية ومديرية "الصدرية "بالكوادر الطبية والفنية في ظل النقص الشديد الذي تواجهه هذه المديريات وضغط العمل لإجراء الفحوصات لما يزيد عن 400 ألف وافد بحاجة الى شهادة طبية لغايات الإقامة والعمل.
ورفدت "صحة الوافدين" صندوق التأمين الصحي منذ مطلع العام الحالي حتى نهاية الشهر الماضي بحوالي 3 ملايين دينار أردني تم استيفاؤها من بدل رسوم شهادة خلو أمراض من 150 ألف وافد من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية راجعوا المديرية في العاصمة عمان و12 مركزا تابعا لها موزعين في مختلف انحاء المملكة.
وقال أبو رمان: إن وزارة الصحة تعاونت مع وزارتي الداخلية والعمل، على اقتصار الفحوص المخبرية للعمالة العربية الوافدة لمرة واحدة عند دخولهم للمملكة، في حين سيبقى شرط إجراء الفحوص المخبرية سنويا للعمالة الوافدة من دول آسيا.
يشار الى أن الوزارة أدخلت عام 2006 فحص التهاب الكبد الوبائي إلى قائمة فحوص الأمراض السارية والمعدية، وعلى إثرها رفعت أسعار الفحوص المخبرية من 12- 20 دينارا، علما بأن لائحة مديرية الأمراض الصدرية والتنفسية والمراكز المعتمدة التابعة لها، تقوم بفحوص رصد نقص المناعة المكتسبة (الايدز) والتدرن (السل) والملاريا والتهاب الكبد الفيروسي نوع " أ".
وأضاف أبو رمان أنه "لوحظ في الفترة الأخيرة ازدياد حالات السل بين الوافدين، بخاصة العاملات في المنازل من دول شرق آسيا، وظهور بعض حالات حاملي فيروس الكبد الوبائي".
واعتبر أبو رمان أن التهاب الكبد "سي" مرض فيروسي "خطير" ويهاجم الكبد، مؤديّا الى مضاعفات، منها تليف وسرطان الكبد، وطرق انتقاله من شخص الى آخر "سريعة". لافتا الى أهمية إطلاق حملات توعوية بين صفوف العاملين بطرق انتشاره والوقاية منه بالتعاون مع النقابات العمالية المختلفة.
ومما يزيد خطورة هذا المرض، الذي ينتقل عن طريق الدم والاختلاط الجنسي والأدوات غير المعقمة بصالونات الحلاقة وعيادات طب الأسنان ومن خلال دورات المياه غير النظيفة (...)، أن أعراضه لا تبدأ في الظهور، إلا في مراحل متقدمة من الإصابة، لكن إجراء فحص الدم في مختبرات متخصصة، يحدد ما إذا كان الشخص مصابا بالفيروس أم غير مصاب، وفق أبو رمان.
ويمكن أن يتسبب جرح أحد العاملين المصابين بالمرض بانتشار المرض، سواء في صالونات الحلاقة أو الملاحم أو ما يشبهها عن طريق اللمس أو الأكل، إذ ينتشر المرض في هذه الحالة على نطاق واسع.
إلى ذلك، كان التقرير نصف السنوي الصادر عن مديرية الأمراض الصدرية وصحة الوافدين كشف مؤخرا عن تسجيل 160 إصابة جديدة بمرض السل الرئوي وغير الرئوي بين الوافدين وتم تسفيرهم مباشرة لا سيما أن من بينهم إصابات "غير قابلة للشفاء"، في حين سجل 103 إصابات سل بين أردنيين.
أما بالنسبة لمرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) فقد رصد التقرير 25 إصابة منذ مطلع العام الحالي وحتى نهاية الشهر الماضي في حين سجل 96 إصابة بالتهاب الكبد الفيروسي.
وأجرت "الصحة" فحوصات طبية في العام الماضي لحوالي 232 ألف وافد من مختلف الجنسيات، منهم 73422 وافدا من دول آسيا، بحسب ما أفاد به أبو رمان الذي أشار الى أن نتائج فحوص الوافدين من آسيا أظهرت إصابة 57 وافدا بالتدرن (السل الرئوي وغير الرئوي) و20 إصابة إيدز و302 حالة كبد وبائي.
ورصد التقرير السنوي لمديرية الأمراض الصدرية العام الماضي 79 إصابة سل (الرئوي وغير الرئوي) بين الوافدين، و33 إصابة بالايدز، رحلت جميعها، فيما رصدت 306 إصابات كبد وبائي. كما أن دراسات وطنية أجريت في العقدين الماضيين كشفت أن نسبة الإصابة بفيروس الكبد الوبائي "سي" في الأردن تعد عالية وتصل الى 8%، وأثبتت الدراسات التي أجريت في الجامعة الأردنية أن 9ر9% من المتبرعين بالدم لديهم فيروس التهاب الكبد من النوع "ب".
رد مع اقتباس
المفضلات