من نحن الطلبة؟
لا شك أننا أصبحنا في وقت انقرض به مفهوم الأمي وذلك تبعا للمستوى العلمي و التفكيري الذي وصلنا إليه إذ أصبح في هذا الوقت من البديهي دخول الأطفال المدارس وارتفاع نسبة الملتحقين بالجامعات بشكل ملحوظ فالتعليم أصبح شيء لابد منه وذلك لما له من أثار ملموسة على كل من المستوى الاجتماعي والفكري والمادي فالشهادة الجامعية هي بطاقة رابحة يصلح استخدامها في أي وقت من اجل ان تجعل حياتنا أكثر سلاسة.
إذا العلم هو هدف سامي يطمح الوصول إليه ولكن ماذا عن العلامة؟ انحن طلبة علم أم طلبة علامات؟ من الرائع أن نكون الاثنتين معا نكسب العلم والمعرفة ونقدر بعلامة جيده على تعبنا بالحصول عليهما،ولكن ماذا لو كنا طلبة علم فقط أو طلبة علامات فقط؟ أي من كلا الفريقين على صواب ولو بشكل نسبي؟.
لا شك انه لو كنا طلبة علم فأن الغاية المرجوة من دخول المدارس والجامعات قد تحققت لان الإنسان الذي يعلم هو صاحب الفرصة الآن وهو الإنسان الذي لديه القدرة على تسخير جميع الظروف المحيطة حتى تصب لمصلحته من خلال المعرفة التي يملكها.
إن أرباب العمل عند إعلانهم عن وظيفة ما فأن المعنيين بها هم أصحاب المعرفة بغض النظر عن ما يحملونه من تقدير جامعي على الأغلب فهم يريدون أشخاصا لديهم طاقة علمية تعود عليهم بالمنفعة.
اما طلبة العلامات فلقد قاموا بجهد جهيد لتحقيق هذا الإنجاز العظيم الذي لا يستطيع احد أن ينكره عليهم نعم حصلوا على العلامة المرتفعة ولكن السؤال هنا هل تحققت المعرفة ؟ لا اضن ذلك ودليل هذا أن اؤلائك الطلبة هم الذين لا يستطيعون تجاوز معظم الاختبارات قبل البدء بأي وظيفة.
حتى وان هذا النوع من الطلاب تجده بعد انتهائه من دراسة مادة ما والتقدم بجميع اختباراتها يكون قد فرغ كل معرفته على ورق الاختبارات وبعد ذلك ما هو الا طالب لا يملك سوى معرفة بسيطة قابله للفقدان عند البدء بدراسة مادة أخرى .
اعتقد أن الغاية المرجوة من التعليم أسمى من كل هذه الكتابات بكثير فالأهداف كثيرة و مردودها الايجابي على حياتنا كبير أيضا لذا لنعيد ترتيب اولوياتنا من جديد وتحديد خطوط رئسية تتناسب مع مسار حياتنا الذي نسمو إليه.
ولا شك أن علما يعود علينا بالخير أفضل من علامته ، التي هي ليست إلا أرقام لا توحي إلى شيء من المعرفة.
رد مع اقتباس
المفضلات