هجرة الأفارقة للكيان الصهيوني أغراءات المال ومخططات السياسة
13 ألف مهاجر إفريقي غير شرعي والحكومة المصرية تعتبرها ظاهرة مقلقة
هجرة الأفارقة للكيان الصهيوني أغراءات المال ومخططات السياسة
افارقة بعد ان القت السلطات المصرية القبض عليهم في سيناء
الحقيقة الدولية – سيناء – محمد الحر
الإعلام الزائف المضلل والأوهام التي تصور كيان العدو الصهيوني على إنه الجنة المنشودة، جعل منها الهدف الذي يسعى عدد كبير جدا من الأفارقة يتبعون لدول السودان وأريتريا وتشاد ونيجيريا، للوصول إليها من خلال تسلل الحدود المصرية الشرقية في سيناء بواسطة عصابات تهريب البشر التي تحصل منهم مقابل مادي بالدولار، حيث تقوم هذه العصابات باستلام هؤلاء الأفارقة من منطقة شرق قناة السويس واصطحابهم بواسطة سيارات الدفع الرباعي التي تسير في عمق الصحراء بعيد عن رقابة الحواجز الأمنية ولكنها ما أن تصل بهم إلى منطقة الحدود المصرية مع "إسرائيل" فان هذه العصابات تتركهم ليواجهوا مصيرهم بأنفسهم ومنهم من ينجح بتسلل الجدار الحدودي الشائك ويدخل بالفعل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومنهم من تقوم السلطات المصرية بإلقاء القبض عليه في حال امتثل لنداء العودة، وفي حال عدم الرضوخ بالتوقف أو العودة عن التسلل فتقوم السلطات المصرية بإطلاق النيران صوبه لترديه قتيلا على الفور.
جنود مصريون يحرسون الحدود في سيناء
الجدار الحدودي الشائك على حدود مصر مع اسرائيل
اللواء محمد شوشه محافظ شمال سيناء
عملية تهريب الأفارقة وتسللهم للحدود المصرية باتجاه كيان العدو الصهيوني أصبحت اليوم ظاهرة تؤرق السلطات الأمنية في منطقة سيناء التي تعد البوابة الشرقية لمصر وصمام أمنها وأمانها، ولا يمر يوم دون أن يتم القبض على عدد من هؤلاء الأفارقة الذين يواجهون الموت قتلا بالرصاص على الحدود المصرية، مثلما يواجهون الموت جوعا أيضا داخل العمق الإسرائيلي بعد أن ضاقت بهم "إسرائيل" لتزايد إعدادهم بصورة ملفتة، حيث تشير التقارير لوجود نحو 13 ألف مهاجر إفريقي وصلوا إلى كيان العدو من خلال تسلل الحدود المصرية.
ظاهرة مقلقة
بدأت هجرة الأفارقة باتجاه "إسرائيل" منتصف عام 2007 بحثا عن فرص العمل، خاصة بعد أن سمحت لهم "إسرائيل" بالتسلل إلى حدودها وقامت باستقبالهم وأنشأت لهم مخيمات ومعسكرات إيواء، ووفرت لهم فرص العمل المغرية كما منحتهم رواتب مجزية لم تكن يوما في مخيلتهم، وهذا دعاهم للاتصال بأصدقائهم وأقاربهم ليصوروا لهم بأنهم يعيشون في الجنة التي حلموا، ومن هنا بدأت موجات التسلل باتجاه "إسرائيل" بالتزايد وشكلت ظاهرة ملفتة سببت الكثير من القلق لدى السلطات الأمنية المصرية التي بدأت في ملاحقة هؤلاء المهاجرين للحد من تسللهم للحدود المصرية، خاصة مع شكوى "إسرائيل" واتهامها لمصر بأنها لا تضبط حدودها وتسمح للأفارقة بتسلل الحدود، رغم انها ترحب بهم وتستقبلهم وتقدم الرعاية المتكاملة لهم.
رحلة نحو المجهول
تبدأ رحلة الأفارقة نحو المجهول من القاهرة وتحديدا من موقف سيارات منطقة المرج الجديدة حيث يتجمعون في القاهرة وعن طريق احد السماسرة يتم الاتصال بعصابات تهريب البشر لإخبارهم عن أسماء المجموعة التي ستتجه لمنطقة القناة بهدف التسلل إلى "إسرائيل" ومن ثم ينطلقون باتجاه منطقة شرق قناة السويس حيث يكون بانتظارهم عصابات تهريب الأفارقة ويصطحبونهم في السيارات ذات الدفع الرباعي ليخترقوا من خلالها عمق صحراء سيناء ليبتعدوا عن الطريق الدولي القنطرة شرق – العريش تفاديا للحواجز الأمنية التي يقوم عناصر الشرطة المتواجدين بها باعتراض مرور الأفارقة وتوقيفهم ومن ثم ترحيلهم إلى القاهرة حيث يتم من هناك إبعادهم إلى بلادهم مرة أخرى.
وتقوم سيارات الدفع الرباعي التي تنقل المهاجرين الأفارقة باختراق عمق الصحراء وصولا إلى حدود مدينة العريش، ومن ثم يتم إنزالهم ليمشوا سيرا على الأقدام لمسافة طويلة حتى يصلوا إلى المنطقة القريبة من الفتحات المتهرئة من جدار السلك الشائك بالحدود المصرية مع إسرائيل ومن هنا تتركهم عصابات التهرب ليواجهوا مصيرهم المنتظر، ومنهم ما تخدمه الظروف ويتمكن من اختراق الحدود المصرية بسرعة ليكون بالجانب الأخر من الحدود الإسرائيلية، ومنهم من تتمكن السلطات الأمنية المتواجدة على الحدود من رده.
العشرات من الأفارقة الذين تمكنت سلطات الأمن المصرية من أعتقالهم وهم يحاولون التسلل عبر الحدود المصرية بأتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، يتواجدون حاليا بسجن العريش تمهيدا لترحيلهم إلى القاهرة ومن ثم إبعادهم إلى بلادهم مرة أخرى، بحسب تصريحات مصدر أمني في مديرية امن شمال سيناء لـ"الحقيقة الدولية".
وأضاف المصدر أن إعداد المهاجرين الأفارقة كانت في حالة تصاعد ملحوظ قبل اندلاع الحرب الصهيونية على غزة حيث توقفت عملية التسلل تماما ومن ثم نشطت بعد توقف الحرب ووصلت إلى ذروتها من جديد، مما اضطر الأجهزة الأمنية لاتخاذ إجراءات رادعة لعدم تكرار مثل هذه الحوادث، حيث تقوم القوات المصرية المتواجدة على الحدود المصرية عند اكتشاف احد الأفارقة يحاول تسلل الجدار الشائك بتوجيه إنذارات تحثهم على التوقف وتسليم نفسه بهدوء، وغالبيتهم يقومون بتسليم أنفسهم إلا أن البعض منهم يحاول الفرار مما يضطر عناصر الشرطة إلى أطلاق نيران أسلحتهم باتجاههم فتتم إصابة البعض وقتل البعض الأخر.
وأشار المصدر الأمني إلى أن الأفارقة الذين يتم القبض عليهم يتم تجميعهم في سجن العريش ومن ثم ينقلون في شكل مجموعات تحت الحراسة الأمنية المشددة إلى مديرية أمن القاهرة، حيث يتم إخطار سفاراتهم لتتولى إبعادهم عن البلاد بمعاونة السلطات المصرية.
ويبين المصدر الأمني المصري أن الأفارقة الذين يلقون حتفهم وتوجد برفقتهم جوازات سفر يتم إخطار سفاراتهم لتتولى نقل جثامينهم إلى بلادهم، فيما يتم تحويل مجهولي الهوية لمشرحة مستشفى العريش العام وإرسال صورهم لكافة السفارات الأفريقية للتعرف عليهم من خلال نشر صورهم بالصحف، وفي حال مرور نحو 20 يوما دون التعرف على هؤلاء يتم دفن جثامينهم في مقابر العريش.
أرقام وإحصاءات
وتقول الإحصائيات الرسمية المصرية ان نحو 13 ألف مهاجر إفريقي غير شرعي دخلوا إسرائيل عن طريق سيناء خلال الخمس سنوات الماضية، وأن أعلى نسبة من هؤلاء تأتي من دارفور الذين وصفتهم السلطات الإسرائيلية بأنهم لاجئين سياسيين وأعطتهم تصاريح أمنية ومعونات، فيما يأتي الأريتيريون في المرتبة الثانية وما يلقاه الدارفوريين من معاملة يلقاه الأريتيريين، ويرجع الإسرائيليون مشكلة التسلل لعدم وجود سياجات أمنية بطول الحدود في سيناء بينهم وبين مصر، مما يجعل التسلل أمراً هينا، وان كان شريط فيلادلفيا الحدودي يحظي بنصيب الأسد من عمليات التسلل، فإن السلطات المصرية تحاول مواجهة المشكلة، وفي بعض الأحيان يكون إطلاق الرصاص هو الحل نتيجة الأعداد الكبيرة التي يصعب السيطرة عليها، فيما يقولون أن منطقة النقب هي المكان المرشح على الدوام لاستقرار هؤلاء المتسللين، لكن بعضهم وصل إلى مكاتب الأمم المتحدة في تل أبيب.
يقول محافظ شمال سيناء وقائد سلاح حرس الحدود السابق اللواء محمد شوشه، في تصريحات خاصة لـ"الحقيقة الدولية" أن " هذا الموضوع مهم جدا وفي نفس الوقت مزعج ويقلقنا كثيرا".
وأشار اللواء شوشه إلى أن "طرد معظم الفلسطينيين من أعمالهم في "إسرائيل" خلق نوعا من ندرة العمالة شجعت العمال الأفارقة للهرب إلى "إسرائيل" عن طريق الحدود المصرية، مشيرا إلى أن مصر قامت بعمل عدة حواجز لمراقبة عمليات تسلل الأفارقة إلى منطقة رفح الحدودية للحد من هذه الظاهرة، وتم فرض إجراءات مشددة على دخول الأفارقة شبه جزيرة سيناء، لافتا إلى أنه ليس هناك دولة في العالم تستطيع تأمين حدودها بنسبة مائة بالمائة.
المصدر : الحقيقة الدولية – سيناء – محمد الحر- 30.6.2009
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاسطورة
المفضلات