يوصف ارتفاع ضغط الدم بالقاتل الصامت و برفيق السوء اذا كان مصاحبا لمرض السكري. فارتفاع ضغط الدم من الأمراض الشائعة جدا بين الناس .
ان كثيرا من الأفراد المصابين بارتفاع ضغط الدم غير مدركين لمضاعفات هذا المرض، فضغط الدم الطبيعي عادة يكون أقل من 120 ملم زئبقي للضغط الانقباضي و أقل من80 ملم للضغط الانبساطي(أقل من 120/80 ).
ويصنف ضغط الدم المرتفع في درجتين: - الاصابة بضغط الدم من الدرجة الأولى (140-159) للضغط الانقباضي على (90-99) للضغط الانبساطي.
- الاصابة من الدرجة الثانية أكثر من 160 للضغط الانقباضي على أكثر من 100 للضغط الانبساطي (أكثر من160/100).
أحيانا يكون ضغط الدم 220/120 أو أكثر وهذا الارتفاع خطير جدا قد يؤدي الى الوفاة بسبب نزيف بالدماغ أو جلطة قلبية و في هذه الحالات يحتاج المريض لعلاج فوري داخل المستشفى كحالة طارئة وقد يؤدي أيضا الى نزيف في العين أو الأنف.
أسبابه:
95% من حالات ارتفاع الضغط غير معروفة السبب بوضوح و لكن توجد عدة أسباب متشابكة ومتكاملة مع بعضها البعض ومنها:
* العامل الوراثي
* الاجهاد النفسي والعصبي
* الاكثار من تناول الملح
* زيادة الوزن والعمل المكتبي وقلة الحركة
* التدخين وتناول الكحول
* زيادة لزوجة الدم
* كثرة تناول المنبهات (مادة الكافيين)
5% من حالات ارتفاع الضغط يكون معروف السبب ومنها:
1. زيادة افراز الغدة الكظرية.
2. زيادة افراز الغدة الدرقية
3. زيادة افراز هرمون النمو.
4. أمراض الكلى المزمنة.
5. استعمال علاج الكورتيزون لفترة طويلة.
6. تضيق في الشريان المغذي للكلية.
7. استعمال أدوية علاج المفاصل بكثرة لمدة طويلة.
ويجب البحث عن السبب دائما وخاصة اذا حصلت الاصابة في سن مبكر.
أعراض ارتفاع ضغط الدم:
في كثير من الأحيان لا يشكو الانسان المصاب به من أي عارض وذلك لفترة طويلة مما يؤدي لحدوث مضاعفات قبل اكتشافه وعلاجه.
وفي بعض الأحيان يكتشف الضغط بالصدفة حيث يشكو الانسان من شيء آخر وعند قياس ضغطه يتبين أنه مرتفع.
فالانسان المحظوظ تظهر عنده أعراض مبكرة مثل:
* صداع خاصة في مؤخرة الرأس.
* طنين بالأذن.
* دوخة.
* ضيق بالتنفس.
* نزيف من الأنف (صمام الأمان) كل هذه الأعراض أو بعضها تجعل المريض يراجع الطبيب بما يؤدي إلى اكتشاف ارتفاع الضغط وعلاجه مبكرا، فكلما عولج الضغط مبكرا قلت نسبة حدوث مضاعفاته، فالإنسان العادي فوق 40 سنة ينصح بأن يقيس ضغطه مرة كل سنة على الأقل عند الطبيب..
و للأسف فإن الأجهزة الالكترونية أو الكهربائية التي تباع في الصيدليات لا تعطي قراءة دقيقة في معظم الأحيان.
مضاعفات ارتفاع ضغظ الدم:
- يعتبر ارتفاع ضغظ الدم أكبر عدو للدماغ فمن الممكن أن يؤدي إلى جلطة دماغية أو نزيف دماغي مما يؤدي إلى الشلل بحيث يصبح الإنسان مقعدا ويحتاج لمساعدة الآخرين.
- قد يؤدي إلى جلطة في القلب أو هبوط بعضلة القلب، واضطرابات في ضربات القلب.
- قد يؤدي إلى فشل كلوي و هذا يؤدي بدوره لارتفاع أكثر بالضغط و هكذا.
- قد يؤدي إلى نزيف في العين أو نزيف متكرر في الأنف.
- تصلب في الشرايين و ما يتبعه من مضاعفات في معظم شرايين الجسم (أطراف سفلى، قلب، دماغ، كلى، أمعاء... إلخ.)
علاجه:
في كثير من الأحيان يكون ارتفاع الضغط مصاحبا لمرض السكري و ارتفاع في دهنيات الدم بالإضافة إلى التدخين، و هذه الأمراض يجب أن تعالج بحزم و مثابرة و انتظام حتى يتجنب الإنسان مضاعفاتها، فعند اجتماع هذه الأمراض معا تكون نسبة حدوث المضاعفات أعلى بكثير من وجودها على انفراد (خاصة على القلب و الدماغ).
بعض علاجات الضغط العالي لها مضاعفات سلبية على نسبة السكر و الدهنيات في الدم والحمض البولي (النقرس)، فيجب أن توصف بحذر للمرضى.
يجب علينا كأطباء أن نشرح للمريض سبل العلاج و توعية المريض بعدم إهماله لتجنب المضاعفات، كذلك يجب على المريض أن يتبع نصائح الطبيب و يأخذ العلاج بانتظام و يراجع طبيبه بانتظام للوصول إلى الهدف المنشود (130/80).
على الطبيب و المريض التأكد من أن العلاج الموصوف قد أعطى نتيجة مرضية و هذا مهم جدا.
حسب الإحصائيات العالمية، فإن 50% من الأفراد المصابين بارتفاع ضغط الدم لا يعلمون بذلك، و 50% من الأفراد المدركين لإصابتهم به فقط يعالجونه، و 50% من الأفراد الذين يعالجونه يصل ضغطهم إلى أقل من 140/ 90ومن الأفضل أن يصل إلى أقل من 130/80، أي أن 25-30% من الأفراد الذين يعالجونه تصل القراءة عندهم إلى الضغط المطلوب.
وفي كثير من الأحيان فان دواء واحدا لايكفي، فقد يحتاج المريض لأكثر من دواء حتى يستجيب للعلاج، فكلما زاد ارتفاع الضغط احتاج المريض لأكثر من دواء.
علاج ضغط الدم يكون لكل مريض على حدة، فالدواء المناسب لمريض قد يكون غير مناسب لآخر بسبب وجود عوامل أخرى (مثل السكري، دهنيات، نقرس، ذبحة قلبية، هبوط بعضلة القلب) بالإضافة إلى العامل المادي.
أدوية الضغط كثيرة حيث يعطى الدواء المناسب للمريض بعد الاطلاع على النتائج المخبرية و تقييم حالته.
من أهم الفحوصات اللازمة لمريض ضغط الدم فحص وظائف الكلى، نسبة السكر و الدهنيات في الدم، الحمض البولي، فحص كريات الدم (CBC)، تخطيط قلب، فحص البول.
وكما ذكرت في المقدمة، فارتفاع ضغط الدم لا يعطي أعراضا مرضية دائما و ممكن أن يكتشف بعد حدوث مضاعفات خطرة مثل الشلل، و لهذا سمي بالقاتل الصامت. و بإمكاننا أن نقتله قبل أن يقتلنا بالكشف المبكر، التشخيص المبكر، و العلاج المبكر و الفعال. فرفقة السوء بين الضغط و السكري تؤدي إلى مضاعفات أكثر و أخطر.
وهنالك عدة نصائح يمكن أن تساعد على تخفيض الضغط:
1- تجنب الملح الزائد.
2- التوقف عن التدخين.
3- المشي أو الرياضة اليومية (نصف ساعة على الأقل يوميا).
4- تجنب الدهنيات من أصل حيواني (زبدة، قشطة، لحم مدهن).
5- التقليل من المنبهات (فنجانان من الشاي أو القهوة يوميا يكفي).
6- تجنب التوتر النفسي و العصبي قدر الإمكان.
7- تجنب علاجات التهابات المفاصل قدر الإمكان.
ويجب التأكد دائما بأن العلاج الموصوف قد أعطى نتيجة خلال أسبوعين من بداية العلاج.
رد مع اقتباس
المفضلات