رئيس "الكنيست" الصهيوني السابق في محاضرة اثارت الغضب: "اسرائيل" شيطان أكبر ودولة قائمة على العنصرية
شبه رئيس الكنيست الأسبق أبراهام بورغ إسرائيل بالشيطان بسبب ما قال انه ممارساتها العنصرية والفاشية، وذلك في محاضرة نظمتها جمعية "سيكوي" الإسرائيلية (وهي جمعية مدنية اسرائيلية أقيمت العام 1991 بهدف تحقيق المساواة الكاملة بين فلسطينيي 48 واليهود في إسرائيل) امس السبت بعنوان "المخاوف والمواقف وأثرها على الصراع في المنطقة"، وانتقد فيها الممارسات والايديولوجية الاسرائيلية العنصرية، الامر الذي اثار غضب بعض الحضور الذين عبروا عن ذلك بالانسحاب من القاعة.
وأشار بورغ ضمن محاضرته في بلدة مسغاف في الجليل أن إسرائيل قامت من أجل حل القضية اليهودية لكنها لا تزال عالقة بالماضي وتؤسس علاقاتها مع الآخر على خوف الإسرائيليين من بيئتهم وكأنهم في أوروبا في القرن التاسع عشر.
وأوضح بورغ - الذي تقلد مناصب مرموقة منها وزير الداخلية ورئيس الكنيست - أن إسرائيل تعيش على الرؤية إياها القائلة بأن "اليهود شعب بلا أرض يريد أرضا بلا شعب"، وهي لا ترى الآخر وتحاول تجاوزه بمناورات مختلفة بخلاف الواقع على الأرض.
وذكر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شخّص في نهاية المطاف كسابقيه أرييل شارون وإيهود أولمرت وإسحق رابين الخطأ في الإستراتيجية المذكورة. وأضاف: "اعتقدت الصهيونية أن فلسطين هي خيار فهاجر معظم اليهود من أوروبا إلى الولايات المتحدة ولاحقا تبين أن البلاد صارت ملجأ لليهود يعبرون فيه عن مخاوفهم ويحتمون به، ما غيّر واقعها وجوهرها".
وشدد على أن السياسات الإسرائيلية تشتق من المخاوف التاريخية والآنية، وأن إسرائيل تقود "مسابقة صدمات" الكارثة اليهودية مقابل النكبة الفلسطينية. واستذكر تصريح رئيس الحكومة الأسبق مناحيم بيغن حينما سئل عن قصفه بيروت بفظاظة فقال "أشعر وكأنني أقصف خندق هتلر".
وقال بورغ إن اتفاقات أوسلو فشلت رغم تأييد غالبية الشعبين لها في البداية جراء عدة أسباب منها النظرة الى المفاوضات وكأنها صفقة عقارات رغم أن الصراع ليس عقاريا. وأضاف "حينما تستأنف جولة قادمة من المفاوضات عنوة أو طواعية فلا بد من بدئها باعتراف كل طرف بالآخر وبصدماته ومخاوفه وأوجاعه المبررة".
ونبه الى وجود مواجع فلسطينية حقيقية تتحمل الصهيونية مسؤولية بعضها وينبغي عدم التنكر لها. وتابع: "لست معنيا أن أعيش في دولة تستغل فيها الصدمة اليهودية من أجل حاجات سياسية، وسياسات إسرائيل اليوم هي خيانة للذاكرة الجماعية اليهودية ولوعدهم أنفسهم بالتعامل مع الآخر بما يختلف عن المعاملات التي لاقوها".
وأشار إلى أن إسرائيل ينبغي أن تكون دولة كل مواطنيها ومن غير المعقول أن تهزم صبغتها اليهودية صفتها الديمقراطية. وتابع: "تهيمن العنصرية والفاشية والقومية المتطرفة على إسرائيل وتنفي عنها صفة الديمقراطية ولذا ينبغي منع احتكار الصدمة، وعبرتي من الكارثة أن نعمل على عدم تكرارها لا على اليهود فحسب، بل على الآخرين إن كان في إسرائيل أو دارفور". وحمل بورغ على من يتهمه بشيطنة إسرائيل وقال إن شيطانا فيها يعمل على التمييز العنصري والفاشية وتابع "لا بأس من كشف غسيلنا الوسخ" فبدون ذلك لن يتم الغسيل ونتعرض لحالة نتانة ورائحة كريهة".
وأوضح أنه في ظل شيوع أيديولوجية "اجلس ولا تفعل شيئا" تزدهر صناعة الكذب الإسرائيلية. وقال إن المزاعم بأن كل شيء جميل ومزدهر لا تحجب رؤية الحقيقة وهي أن 30 في المئة من تجار السلاح في العالم هم يهود و10 في المئة منهم إسرائيليون. وتابع: "هذا جزء من عمل الشيطان المذكور، إذ إن هناك أشياء جميلة وأخرى بشعة".
واعتبر قيام طيارين إسرائيليين بالتحليق بطائرات "ف 16" فوق بقايا معسكر التركيز النازي أوشفيتز قبل سنوات تعبيرا عن العجرفة والغطرسة الإسرائيلية التي قادتنا لمحاولتنا الفاشلة في إخضاع لبنان وغزة، إذ ليس هناك طائرة مقاتلة تستطيع الانتصار على الثقة والاحترام والاعتراف بالآخر".
وقال بورغ الذي يتعرض لانتقادات إسرائيلية واسعة منذ صدور كتابه "أن ننتصر على هتلر عام 2007" إن العجيبة التي شهدتها الكارثة لا تكمن في نجاة جزء من اليهود بل بوجود أوساط إنسانية في الطرف الآخر ساهمت في إنقاذهم وإنقاذ الكرامة الإنسانية. وتساءل: "هل لدينا مثل هذه الأوساط في تعاملنا مع الفلسطينيين في نابلس أو سخنين؟".
المصدر : الحقيقة الدولية – القدس المقدسية- 21.6.2009
المفضلات