جلس الرجل البسيط أمام صورة حسن شحاته وهو يتأمل ويتذكر ماصنعه الرجل للكرة المصرية , يتذكر كيف نجح هذا المدرب المصرى البسيط من إنجازات رغم حقد من حوله وتربص من بجانبه !!
نظر الى الصورة وتخيل نفسه كاتباً يريد أن يعبر عن وضع المنتخب المصرى . وجاء بورقة وقلم .. وراح " يدعبث " فى أم أفكاره ويفتش فى أم رأسه .. فهداه تفكيره الى هذا المقال ووصل فى النهاية الى هذه النتيجة .
يقولون فى الأمثال الصعيدية القديمة " الكلام يأتى عند أصحابه ويتوقف " والمعنى أن الناس يعلمون جيداً أنك مخطأ ويتحدثون علناً وسراً عن هذه الأخطاء .. وعندما يرون طلعتك البهية ووجهك الجميل يتلونون ويغيرون الحديث ولا يزكرون امامك إلا مايرضى معاليك !!
... وهكذا فعل المصريون مع الكابتن حسن شحاته .. فليس هناك من يتحمل مسئولية أخطاؤه .. وليس هناك من لديه الإستعداد لكى يرفع عنه الحرج أو يحافظ له على إنجازاته !!
فكل شباب وشيوخ ونساء وبنات المحروسة يبكون " الخلخلة " المفاجأة فى شخصية " المعلم " . ينعون بمزيد من الحزن والأسى الهزة النفسية الداخلية التى ألمت لمدربهم الكبير .. وملهمهم الوحيد .. وباعث الفرحة فى قلوبهم على مدار أربع سنوات هلى الأحلى فى تاريخهم الكروى منذ فرحة الصعود للمونديال مع الجوهرى علم 1990 م لقد ضاع منا حسن شحاته فى زحمة المصالح الشخصية وحب الذات والحرب من أجل أوهام المنافسات المحلية . ضاع منا حسن شحاته عندما خضع سمير زاهر ورفاقه لأهواء الأندية وراح " يقسم " تركة منتخب مصر التى لايمتلكها على محسوبيه واصدقائه .. حتى مزق دمنا بين القبائل وأصبح منتخبنا بلا أب وصارت أماله نحو المجهول وتحولت أحلامه الى كوابيس " وبقدرة قادر " خسرنا خمس نقاط هم بمثابة الخسارة العقابية من جراء المجاملات الجبلاوية .. بزنس السادة الأفاضل حراس الكرة المصرية !!
لقد ضاع منا حسن شحاته عندما عرف أعدائه وأثر السكوت عليهم ظناً منه أن ذلك ذكاءاًً أو حتى مداهنةً من أجل لم شمل الأسرة الكروية . ومن يعطيه ربه نعمة البصيرة حتى يرى من معه ومن ضده ويترك هذه النعمة تذهب ادراج الرياح لايلومن الا نفسه ولايغضب عندما يأتى عليه الليل وحيداً .. بعد أن كان يطوف حوله الملايين ليحروسوه من بطش الفاشلين !!
لقد تأمروا عليه ومنحه الله سلاح المقاومة .. ولكنه فشل هذه المرة فى إستخدامه .. وتخلى برغبته عن سلاحه فآذاقه الله مرار هزيمة الجزائر لتكون إنزاراً أخيراً قبل فوات الأوان وضياع كل ماحققه من تاريخ لايمحوه أو ينكره الا جاحد !!
إن " فضيحة " الجزائر واردة فى عالم كرة القدم ولكن صدمتنا فى حسن شحاته غير وارده لدى البسطاء والفقراء وعشاق هذا الوطن . كلنا نتحدث ونتسائل لماذا وكيف تحول المصرى الجرئ حسن شحاته إلى أداة فى يد من يتربصون به من أجل القضاء عليه كيف يطل علينا كالفاتح المغوار ليتوارى من أمامنا مثل الهارب أو المهزوم أو المغلوب على أمره .
.. من أسكتك ياحسن .. من جعلك هكذا .. لماذا قررت أن تمشى خلفهم وعلى أى أساس تنحى عنك القدر . قل لى بالله عليك هل وافقت برضاك على الذهاب إلى عمان ؟ ولماذا رضيت لنفسك وللاعبيك أن تكونوا بلاهوية ؟ وأنتم الأبطال المتوجون بالألقاب فى سماء الكرة الإفريقية !!
لماذا تركتهم يبيعون الحلم باليورو والدولار من خلال مباريات وهمية ومعسكرات هولامية وأفعال شيطانية بحجة المساندة والوقوف خلفك حتى تصل الى جنوب إفريقيا !
ولقد ضاع منك الحلم " يأبو على " عندما علموك الجلوس معهم فى الغرف المغلقة وراحوا يجتمعون بك مع كل أزمة لكى يقنعوك بأشياء أنت لاتؤمن بها أبداً . فنحن نعرف أنك لاتؤمن بالمتاجرة وهم تجار بدرجة أمتياز مع مرتبة الشرف . وأنك لاتعرف من قاموس الكرة سوى الجد والأخلاص والوفاء من أجل إسعاد الشعب المصرى الذى خلدك فى القلوب والعقول . أما هم فلا يعرفون سوى الهرجلة والعشوائية والضرب من تحت الحزام والبزنسة " عمال على بطال " ولا يتحدون الا على المصالح فى اى وقت وفى اى زمان !!
.. أنت المسئول " يامعلم " عن الهزيمة من الجزائر
.. وأنت المسئول عن مباراة البرازيل
.. وأنت المسئول عن مباراة إيطاليا
.. وأنت المسئول عن مباراة أمريكا فى كأس العالم للقارات فنحن لانعرف فى الجهاز الفنى سوى قائد واحد . ونحن لانصدق سوى رجل واحد .. ونحن لانثق إلا فى حسن شحاته واحد .
إننا كرهنا تصريحات شوقى غريب .. واصبحنا نتشائم من أقواله ومؤتمراته قبل وبعد كل مباراة !!ومللنا كلام احمد سليمان وحديثه عن الحضرى وتدريبه لعبد الواحد ومنصف والمحصلة فى النهاية " كيف تحافظ على مرماك بأقل عدد من الأهداف " !!
" ذهقنا " من حوارات سمير زاهر المشرف على المنتخب القومى والذى لولاه لأكلنا الذئاب " وقطع " فينا الى هنا والى هناك !!
إن الأوضاع داخل منتخبنا القومى تحتاج الى حسن شحاته الذى نعرفه . إننا نناديك أيها المعلم الكبير أن تعود إلينا من الباب الكبير وأن تنصفنا من سراقى الفرح والمنتفعين. عد إلينا يا أبو كريم فإننا نحبك . عد إلينا ولا تيأس فالأمل مازال فى الملعب والمشوار لايزال طويل . عد إلينا لأننا سندك الوحيد بعد الله . ولاترحم من إستكتروا عليك إسعاد هؤلاء الملايين . لاتسكت أمامهم وكن الأسد الذى يحمى غابته بقوة مهما كان المهاجمين !!
عد ولن نتخلى عنك
ستجدنا اليوم كالطوفان .. نشجعك امام البرازيل حتى لو هزمنا بالستة . وتجدنا هكذا يوم إيطاليا واثناء مباراة امريكا لكى نلتقى بك بعد العودة من جنوب إفريقيا ونلتقى حولك امام رواندا " ونثأر " لك فى مباراة زامبيا ونرد إعتبارنا معك امام الجزائر . ونفرح سوياً للمرة الثالثة ونحن نحتفل بالوصول الى كأس العالم بعد غياب عشرين عاماً !!
تعالى ياحسن وحشتنا جداً فنحن نعلم أنك غبت بالإكراه عن مباراة زامبيا واستغلوا غيابك وكانت المباراة عبثية .. ومرتعاً للتجارب الشوقية الغريبية التى صنعت الطبخة وجعلت التكتيك ملوخية !!
" إرجع ياأخى " ولاتتركنا نسافر بدونك مرة ً أخرى . فلوكنت معنا ياعم حسن فى الجزائر مافعل فينا هؤلاء اللاعبين ماصنعوه . فهم ياحسن يحبونك " ويتفانون " من أجل مصر عندما يشاهدونك . إننا فى إنتظارك يامعلم المعلمين .. لتعيد إلينا ماسلبه هؤلاء الفاشلون !!
وترجعنا للفرحة والإبتسامة من جديد . لأننا بدونك كالأيتام .. بلاأب وبلا مدرب وبلا كرة وبلا للاعبين !!
أنا مستنيك ياحسن النهاردة .. وكلى ثقة بأننى سأراك فى أول الصفوف امام البرازيل وستكون مباراة الليلة عود حميد لإبن مصر الطيب الحنون " اللى " ربنا دايماً بينصره رغم انف الظالمين . وأنتظرونى الأسبوع القادم .
رد مع اقتباس
المفضلات