الفلسطينيون ينتظرون تحول خطاب الرئيس الأمريكي إلى نتائج ملموسة تغير حياتهم
الحقيقة الدولية - غزة-علي البطة
ينتظر الفلسطينيون في قطاع غزة أن يترجم خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الى أفعال ، يلمسوا من خلالها نتائج ملموسة على الأرض الفلسطينية التي دعوه الى زيارتها للاطلاع على العدوان الإسرائيلي المتواصل ضدهم لتغيير شكل الدولة التي يسعى الفلسطينيون لإقامتها.
وقد وجهت الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة دعوتها الرسمية للرئيس الأمريكي باراك أوباما الى زيارة القطاع للاطلاع على النكبة التي حلت به جراء الحرب الاسرائيلية الأخيرة التي شنتها عليها في السابع والعشرين من ديسمبر الماضي.
وقال يوسف رزقة المستشار السياسي رئيس الوزراء المقال في مؤتمر صحفي عقدته اللجنة العليا لفك الحصار : " إن أوباما مطالب بزيارة قطاع غزة الآن ودون أي وقت أخر، للإطلاع على معاناة أكثر من مليون ونصف مليون مواطن يعانون ويلات حصار ظالم لم يعرفه التاريخ من قبل".
وأضاف " يجب عليك أن تسمح أهات الأطفال والنساء والشيوخ المحاصرين والمحرمين من أدني مقومات الحياة في العيش بكرامة كباقي نظرائهم في العالم"، مطالباً أوباما بالضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أجل فتح المعابر ورفح الحصار، لإعادة ما دمره الاحتلال خلال الحرب الأخيرة، وإنقاذ ألاف الأسر من التشرد والمبيت في العراء دون مأوى بعدما هدمت بيوتها.
وحملت الحكومة أوباما مسؤولية ما يحدث من تدهور إنساني خطير ينذر بكارثة إنسانية إذا ما استمر الحصار، باعتباره رئيس للولايات المتحدة الأمريكية، التي لها سلطة على سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مشددةً على ضرورة الابتعاد عن لغة القول فقط بالتمسك بالديمقراطية ونصرة المستضعفين في العالم وأن تترجم الأقوال عملياً على أرض الواقع.
ويتطلع الفلسطينيون الى ترجمة أوباما خطابها الذي ألقاه الى الأمة الإسلامية من جامعة القاهرة ظهر الخميس ، ويقول الفلسطينيون " نأمل أن يثمر خطاب أوباما وزيارته للمنطقة عن نتائج ملموسة، وتحدث تغيراً على أرض الواقع، وأن تغير من سياستها المنحازة لإسرائيل ضد الشعب الفلسطيني".
وتمنى فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس أن يحمل الرئيس الأمريكي ماهو جديد للشعب الفلسطيني في فك الحصار عنه ولجم العدوان الإسرائيلي المتواصل وإنهاء الاستيطان.
وقال برهوم:" نحن نسمع تمنيات من الرئيس أوباما ولكنها غير كافية في ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل على أبناء شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبالتالي نحن نريد مواقف أكثر تطوراً باتجاه الضغط على إسرائيل لإنهاء معاناة شعبنا".
واعتبر برهوم زيارة أوباما الأولى للدول العربية بالاختبار الجديد والمحك الفعلي، حيث سيتم الحكم على هذه الزيارة من خلال نتائج هذه الزيارة ورؤية أشياء ملموسة على أرض الواقع.
وقال نافذ عزام القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين : إن الرئيس الأمريكي حاول في خطابه تجميل صورة أمريكا في العالم خاصةً العالم الإسلامي من قلب عاصمة لها ثقلها التاريخي، وحاول مجاملة المسلمين والتأكيد على أن أمريكا ستغير من سياساتها تجاه العالم الإسلامي.
وشدد عزام على أن هذا الخطاب سيظل بلا أي معنى طالما أن ما على أرض الواقع لا يتغير شيئاً، حيث أن الشعب الفلسطيني لم يلمس حدوث أي تغير، خاصةً أن أمريكا متورطة في أفغانستان والعراق كما تقوم بدور سلبي في الصومال.
وأوضح أن أمريكا تقف مع إسرائيل بقوة وبشكل أعمى ضد الفلسطينيين وبالتالي يجب على أمريكا أن تتبع كلامها بخطوات عملية فعلية حتى يشعر المسلمون بجدية خطابه للعالم.
وقال عزام:"لا نعول كثيراً على خطاب أوباما" خاصةً أن أوباما لم يطرح أي مبادرة حقيقية وجدية لإنصاف الشعب الفلسطيني، وإن الحديث كان عن مبادرات وتصورات قديمة مثل خارطة الطريق، واصفاً إياها بالعقيمة حيث لم يحوًل أوباما مطالبته لإسرائيل بوقف الاستيطان لخطوات عملية.
وعلى الأرض نظمت اللجنة الوطنية العليا لإحياء فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية اعتصاماً للأطفال ظهر الخميس تحت عنوان "رسالة أطفال فلسطين لأوباما" بالقرب من بوابة معبر رفح الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وجمهورية مصر العربية.
وقال عز الدين المصري مدير المكتب التنفيذي للجنة القدس عاصمة الثقافة العربية" إن الاعتصام يتزامن مع الكلمة التي من المزمع أن يلقيها الرئيس اوباما في القاهرة لنوصل رسالة للنظام العالمي الجديد بأن أطفال فلسطين مازالوا تحت الحصار والقتل والعدوان الإسرائيلي المستمر".
ودعا المصري إلى إعطاء المزيد من الاهتمام إلى قضية فلسطين والى فك الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة ليتمتع بحياة كريمة خاصةً وان الحصار مستمر في حصد أرواح المرضي بسبب نقص الأدوية والعلاج، مطالبا بفتح المعابر بلا استثناء وبدء عملية الأعمار فوراً لإنهاء معاناة المشردين.
ورفع الأطفال لافتات باللغتين العربية والإنجليزية تدعو اوباما إلى رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، ورفع الظلم عن الأطفال الفلسطينيين الذين يكابدون الحصار المستمر علي قطاع غزة، مؤكدين على حق الطفل الفلسطيني في حياة كريمة حرة.
المصدر : الحقيقة الدولية - غزة-علي البطة- 4.6.2009
المفضلات