أعلم أنني أكذب ، ربما لأن الحياة تصبح بشعة جداً حين نخدش وجهها بالحقيقة ، وحين نزخرفها بالكذبات تصبح الحياة مخضرة ، مخُّضرةٍ بائسة ..
أعلم أنني أكذب ، وحدها مطارق الذكريات بداخلي لم تكْذبني قط ، تباً لا أستطيع زخرفتها بالكذبات ..
أعلم أنني أكذب ، ربما لأنهم شاؤوا ..
مشكلة الكذب أنه اتجاه إجباري لليسار ، سهمٌ كئييب ، يؤشر عكس اتجاه الحقيقة .
حديثٌ نمزقه على طاولة رديئة ، بالسكين ذات العينين والمخالب ، على تراب مهترئ ، فيه نفاق وزيف وخوف ، وآخر حقيقته خلف نظارته حذر الموت والموت محيط به ..
ربما نكتشف أن الموت تأخر بنا إلى أجل غير مسمى ، فنمد رقابنا ، كما لم نمددها أول مرة إلى ذات العينين والمخالب ، قبل أن نحفظ موعداً آخر سيمزق على طاولة رديئة على تراب مهترئ .. مائدة الكذب نتناول منها وجباتنا الدسمة والسريعة ونمضي...
هناك من يعيش على الكذب
وهناك من يحيى على الأكاذيب
وهناك من يكره الكذب
وهناك من يرى الناس صادقين
وهناك مثلي من وقف في الطريق متخفيا ولكنه يكذب بلا ملل
في أخر المطاف أدركت أن كل من مر على صفحات عمري كان يكذب علي
انظر الى الناس من دون مصداقية
حتى الأطفال أصبحوا يكذبون
لا يتخيلون يكذبون
فهل اكذب و أصبح معهم أم ابقي على براءتي غير ألمدنسه
أم اكذب على عقلي وأصور الحقيقة خيال
فهجرت البشر
فنبذوني بالجنون
فنبذوني بالتوحد
وهم من جعلوني جريح لا استطيع السير على اقدامي الممزقه
اصبحت تائه في صحراء الحياه فترى كفيّ
بان تسقطني حافيا من غير قطره من الماء
الحياه
اصبحت جريحه من زيف أقاويل البشر
من كل شيء
من غدر الحب
من خيانة النفس
من غرور المرء
من تكبر الحقيقة
من غيرة المرايا
من جنون العقل
لاأدري ماذا أقول!!!
فلم يبقى للحيـــــاة وجه واضح
وهل الكذب يصدق ويزيف الحقيقة
يــال الحياة وتناقضها
المهم والأهم أن نصدق مع أنفسنا قبل كل ذلك ونعرف مانريد
كم جميل ان نحافظ على مساحة خالية من الكذب في دواخلنا على الاقل..
دون ان نتبجح فيها ... فتهترئ..
الكذب جبن.. ونحن جبناء اذ نكذب..
الكذب هو مجرّد حدث أو حالة لم يُكتَب لها أن تحصل فعلاً .
الحقائق حدثت على حسابه فقط.
شكرا لاستماعكم لكل هذا الكذب
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمز الوفاء
المفضلات