العوامل النفسية والبدانة
اذا استبعدنا العوامل الهرمونية ، نجد ان معظم اسباب البدانة اسباب نفسية ، اجتماعية تبدأ بتعويض الابوين عن فشلهما وخيبة املهما بالالتصاق والحماية الزائدة لاطفالهم وعادة تكون الام هي الشخصية السائدة التي تحمي اولادها بطريقة قهرية قلقة مع تطلعات وآمال عريضة لكي يحقق طفلها ما فشل الابوان في تحقيقه ، مما يعرقل النزعة الاستقلالية والنضوج الذاتي في الطفل ، وقد يبدو الفرد البدين كأنه وديع ، خاضع وسلبي ولكن ذلك يختلف عن الحقيقة ، فعندما يتعرض هذا الفرد لاي احباط اجتماعي مع اثارة دوافعه العدائية ، سيجد اشابعه و رضاه في الانغماس في اكل المزيد من الطعام ، وهو بذلك يعبر عن عدوانية بطريقة رمزية كأنما يوحي الاكل له انه على انه المحبوب الاوحد . وتلعب صورة الجسم في الشخص البدين دورا قويا في معناها الانفعالي ورغبته في القوة والسيطرة ، ويصبح معنى فقد الوزن ليس فقط تحمل الجوع بل الفقد الرمزي للحب ، وما يشبعه الطعام من انتقام للميول العدوانية واخير الخوف من فقد القوة التي تعطيها له صورته الجسدية ، وتصبح السمنة تدريجيا هي التبرير والدفاع عن اي فشل يواجهه الفرد البدين ، وبالرغم ان النضوج الجنسي تعرقله السمنة ، وكذلك بالرغم من عدم الاهتمام سواء في الرجل او المرأة بالجنس كهدف ، الا انه من النادر ان نلاحظ في البدين او البدينة الجنسية المثالية ، ولكن عادة ما تنجح السيدات البدينات مع الرجال ويحققن زواجا سعيدا ، وتلاحظ البدانة في المسجونين او المعتقلين لمدة طويلة ، والمحرومين من الحب والسعادة واثبات الذات ، وهنا يصبح الافراط في الطعام اشابعا وحماية ووقاية لاحتمال حدوث او اثارة ذهان كامن ، وعندما يحاول البدين خفض وزنه يحتمل اصابته بالذهان ، ولذا وجب قبل النصيحة بخفض الوزن دراسة العوامل النفسية والاجتماعية في الشخص البدين التي تختلف من حالة الى اخرى والتعمق في معرفة المعنى الشخصي للسمنة حتى يتسنى كشف الدوافع الحقيقية فلا يتعرض الشخص لأي تفسخ في ذاته .
رد مع اقتباس
المفضلات