"شويحات"..عندما يقيء الكلام..!...بقلم: د. صلاح عودة الله
"شويحات"..عندما يقيء الكلام..!...بقلم: د. صلاح عودة الله
د. صلاح عودة الله- القدس المحتلة
الأستاذ الدكتور زكريا الشيخ رئيس مجموعة"الحقيقة الدولية"..عملا بحرية النشر والتعبير عن الرأي والتعقيب الملتزم, أرجو نشر ردي هذا على تصريحات الأب جهاد شويحات مع الشكر الجزيل سلفا.
"جزاني جزاه الله شر جزائه.. جزاء سنمار وما كان ذا ذنب".
قبل التطرق للأقوال المخزية والمجرحة التي صدرت عن الأب جهاد شويحات, أرى أنه لزاما علي أن أعود إلى الوراء قليلا إلى زيارة قداسة البابا بندكتوس السادس عشر إلى الأردن ومن ثم إلى الكيان الصهيوني الغاصب.
لقد طالبنا بابا الفاتيكان بعدم زيارة الكيان الصهيوني وشرحنا الأسباب التي دعتنا لنطالب بما طالبنا به..وللاضافة نقول ان العناصر الصهيونية العنصرية المتطرفة وصفت هذا البابا الذي يقف على رأس أكبر مرجعية دينية مسيحية بأنه"الشيطان السادس عشر", وقد قال بعضهم أنه لولا تعرض وبطش المسيحيين لوصل عدد اليهود إلى نصف المليار اليوم. باختصار لن تكون زيارة البابا للدولة العبرية سهلة, فالمتطرفون الصهاينة وهم كثر يعدون العدة لجعل زيارته غير موفقة وبدأوا بإعداد المظاهرات والندوات الاحتجاجية الصاخبة.
ورغم كل ذلك فان البابا سيتوجه غدا للأراضي الفلسطينية المحتلة والتي كانت في يوم من الأيام أراضي فلسطينية مستقلة, ولكن وقبل واحد وستين عاما نجح الصهاينة في إقامة كيانهم على أنقاض أراضينا التاريخية.
انه لمن المعروف أن هذه المرجعية المسيحية الكبرى"الفاتيكان" تم اختراقها من قبل اللوبي الصهيوني وبالتالي لا استقلالية لقراراتها, ومن هنا جاءت تصريحات البابا وقبل أشهر قلائل بأن" من ينكر المحرقة اليهودية(الهولوكوست) ينكر الله..!, وأيضا تمت تبرئة اليهود من دم المسيح..باختصار شديد, أن هذه المرجعية"ضبعت" من قبل هذا اللوبي الصهيوني.
وأما بالنسبة لزيارة البابا للأردن, فقد قلنا ورغم تطاوله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الا أننا قلنا انه مرحب به, تمشيا مع قول من قال:يا ضيفنا ان زرتنا في بيتنا**لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل..ان ديننا الحنيف وتعاليمه السمحة وكذلك عاداتنا وتقاليدنا العربية الأصيلة توجب علينا إكرام الضيف, وهذا الأمر لا وجود له في المجتمعات الغربية التي تدعي الحضارة والديمقراطية.
وفي الأردن ورغم الترحيب الحار والحفاوة الرحبة التي حظي بها قداسته الا أنه:
- لم يعتذر للمسلمين عما تفوه به بحق نبيهم محمد(ص).
- دخل إلى المسجد الذي التقى فيه بشخصيات مسلمة ومسيحية دوم أن يخلع نعليه.
- ذكر في كلمته في يوم وصوله بأن لليهود أماكن دينية في الأردن, وهذا أمر غاية في الخطورة, وقد يشجع اليهود على تصديق أكذوبته بأنه وعدوا من الرب باقامة كيانهم من النيل الى الفرات.
وهناك الكثير من الأمور الخاطئة التي ارتكبها وسأتطرق لها في مقال تحليلي خاص. وبالعودة إلى ما تفوه به الأب جهاد شويحات:يقول شويحات"انزعي عنك يا عمان ثوب المذلة وارتدي ثوب العزة"..هذا ما صرح به شويحات لحظات قبل دخول بابا الفاتيكان إلى ستاد عمان الدولي لإلقاء خطابه وموعظته أما حشد يزيد عدده عن خميسن الفا من الحضور..انه تصريح ناري ان دل على شيء فإنما يدل على رخاصة مطلقه..عن أي ثوب مذلة تتحدث يا شويحات وما هو موقعك من الإعراب؟, وبدلا من أن تقوم بشكر الأردن ملكا وحكومة وشعبا على الحفاوة التي أستقبل بها سيدك بابا الفاتيكان, قمت بالتطاول على الأردن وسيادته.
اننا وكما عهدنا الأردن"بلدنا الثاني" ورغم بعض المشاكل التي محاها التاريخ, الا أنه كان من السباقين في نصرة قضايا الأمة العربية وخاصة شعبنا الفلسطيني, وعمان العروبة لطالما احتضنت العديد من المؤتمرات العربية واجتماعات المصالحة بين الأشقاء العرب.
ولشويحات أقول ان سيدك البابا سيتوجه غدا إلى الكيان الصهيوني, وعليك أن تعلم وتعرف تمام المعرفة أنه لن يلق عشر حجم الحفاوة التي حظي بها بالأردن, وسأرى ما بوسعكم أن تفعلوا عندما تشاهدون المتظاهرين اليهود وهم يرفعون الشعارات المناهضة لزيارته والمكتوب عليها"لا وجود للشيطان السادس عشر بيننا"..!.
سيغادر بابا الفاتيكان دون أن يعتذر للمسلمين رغم مطالبته بذلك..اننا لا نطلب منك الاعتذار لتطاولك على السيادة الأردنية, وبتطاولك هذا فقد نلت من ملك الأردن الذي كان على رأس من قاموا باستقبال سيدك, ونلت من حكومة الأردن وشعب الأردن الأبي, هذا الشعب الذي ضحى بالغالي والنفيس من أجل الدفاع عن فلسطين وعروبتها ابتداءً من الفترة التي سبقت النكبة الفلسطينية وحتى المجازر الصهيونية الأخيرة بحق أبناء شعبنا في غزة هاشم..وعليه فاننا نطالب الجهات الرسمية الأردنية ببحث هذه التصريحات بموضوعية, وان كان هنالك مجال لتقديمه للقضاء فسأكون أول من سيبارك هذه الخطوة.
والى الإخوة في الأردن الحبيب أقول لا تأبهوا لمثل هذه التصريحات فعمان هي عمان الرفعة والسؤدد والشهامة, واذا أتتك مذمتي من ناقص**فهي الشهادة لي بأني كامل..وأختتم بما قاله شاعرنا العربي:ان أنت أكرمت الكريم ملكته**وان أنت أكرمت اللئيم تمردا..!.
رد مع اقتباس
المفضلات