احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: قدر "ندمه" عن تطاوله على الدين الإسلامي الحنيف

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973

    Lightbulb قدر "ندمه" عن تطاوله على الدين الإسلامي الحنيف

    البابا "يطنش" إساءته للإسلام ورسوله الكريم ويدخل مسجد الملك الحسين بـ "نعليه"
    قدر "ندمه" عن تطاوله على الدين الإسلامي الحنيف.. الأمير غازي يطالب البابا بضمان حقوق الأقليات المسلمة في العالم ويقول: أحوال المسيحيين في الأردن بازدهار وهم ممثلون في مؤسسات الدولة والمجتمع المدني بحصص تفوق أعدادهم الفعلية




    الحقيقة الدولية- عمان- خاص



    بعث سمو الأمير غازي بن محمد الممثل الشخصي والمستشار الخاص لجلالة الملك عبد الله الثاني برسائل بالغة الأهمية مدعمة بحقائق دامغة حول حقيقة الدين الإسلامي الحنيف، مقدرا "الندم"، والذي لم يرتقي لدرجة الاعتذار، والذي أبداه البابا جراء ما بدر منه من إساءات اتجاه الدين الإسلامي الحنيف ورسوله الكريم، مطالبا البابا بأهمية ضمان حقوق الأقليات الإسلامية في العالم لما يعانوه في الدول ذات الأغلبية المسيحية، مؤكدا أن أحوال المسيحيين في الأردن بازدهار وهم ممثلون في مؤسسات الدولة والمجتمع المدني بحصص تفوق أعدادهم الفعلية.







    جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الأمير غازي صباح اليوم (السبت) أثناء زيارة بابا الفاتيكان إلى مسجد الملك الحسين بن طلال ولقاءه رجال الدين المسيحي وشخصيات إسلامية جلها من القطاع الرسمي ورجالات الدولة، مؤكدا أن "المسلمين يعرفون أنه ليس هناك من قول أو فعل في هذا العالم يمكن أن يسبب أيّ أذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم".

    البابا من جانبه الذي دخل مع مرافقيه بـ "نعليه" إلى داخل المسجد، لم يتطرق من قريب أو بعيد عن إساءاته البليغة للإسلام ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، واكتفى برفضه مقولة "وجود توترات وانشقاقات بين أتباع الديانات المختلفة" مشيرا إلى أن "التلاعب الايدولوجي في الدين هو غالبا لأهداف سياسية تشكل حافزا للتوترات والانشقاقات"، وقال "أن المسلمين والمسيحيين بدافع تاريخهم المشترك الذي تميز في غالب الأحيان بعدم تفاهم مدعون اليوم إلى السجود لله ليكونوا أمناء للصلاة وراغبين في التصرف والعيش حسب توجيه الله المتعالي تغذيهم الرحمة والرغبة لأداء شهادة لكل ما هو حق ومستحب".

    وفيما يلي النص الكامل لكلمة سموه:

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على النبي العربي الهاشمي الأمين خاتم الأنبياء والمرسلين، السلام عليكم ، بمناسبة هذه الزيارة التاريخية إلى مسجد الملك الحسين بن طلال هنا في عمّان، أرحب بقداستكم، البابا بندكت السادس عشر بأربع طرق.

    اولاً، أرحب بكم كمسلم، لأننا ندرك بأن القصد من هذه الزيارة أن تكون بادرة حسن نية واحترام متبادل من الزعيم الروحي الأعلى والحَبر الأعظم لأكبر طائفة من أتباع أكبر دين عددا في العالم إلى ثاني أكبر دين عددا في العالم.

    وفي الواقع، فإن المسيحيين والمسلمين معاً يشكلون ما يزيد على 55 بالمئة من سكان العالم، وتكمن أهمية هذه الزيارة في أنّها المرة الثالثة فقط في التاريخ التي يقوم بها بابا جالس على السدّة البابوية بزيارة مسجدٍ؛ فقد كانت الزيارة الأولى التي قام بها سلف قداستكم البابا المحبوب يوحنا بولس الثاني إلى المسجد الأموي التاريخي في دمشق (الذي يضم الرأس الشريف لسيدنا يحيى،عليه السلام)، عام 2001، وكانت الثانية الزيارة التي قمتم قداستكم بها عام 2006 الى المسجد الأزرق الرائع الذي بناه السلطان أحمد في اسطنبول.

    إن هذا المسجد الجميل الذي يحمل اسم الملك الحسين هنا في عمّان، هو مسجد الدولة الرسمي، وقد بُني بإشراف شخصي مباشر من صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني، ليكون عنوان محبة لذكرى المغفور له بإذن الله، والده الملك الحسين المعظم، رحمه الله وطيّب ثراه.

    ولذلك، فهذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يزور فيها البابا مسجداً جديداً.

    ومن هنا، فإننا نرى في هذه الزيارة رسالةً واضحةً عن ضرورة الوئام والانسجام ما بين الأديان والاحترام المتبادل في العالم المعاصر، وبرهاناً ملموساً على استعداد قداستكم للقيام بدور قيادي في هذا.

    وتبدو هذه البادرة أكثر روعةً حين نأخذ بعين الاعتبار أن زيارة قداستكم هذه إلى الأردن هي في المكان الأول حج روحي إلى الأراضي المسيحية المقدسة (وبصورة خاصة لموقع عماد السيد المسيح، عليه السلام، في بيت عنيا شرق الأردن) (سِفر يوحنا 1:28 وسِفر يوحنا 3:26)، ومع ذلك خصصتم الوقت في برنامج زيارتكم المكثّف المُضني – وهو مضنٍ لأي فرد مهما كان عمره – لزيارة مسجد الملك الحسين تكريماً للمسلمين.

    وعليّ أيضاً أن أعرب عن الشكر لقداستكم على "الندم" الذي عبّرتم عنه بعد المحاضرة التي ألقيتموها في ريجنسبيرغ في 13 أيلول 2006 م، على الإيذاء الذي سببته هذه المحاضرة لمشاعر المسلمين.

    وبالطبع، فإن المسلمين يعرفون أنه ليس هناك من قول أو فعل في هذا العالم يمكن أن يسبب أيّ أذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو مع،ــ كما تشير كلماته الأخيرة لنا، الرفيق الأعلى – الله سبحانه وتعالى – في الجنة.

    ولكن مشاعر المسلمين تأذّت بسبب حبّهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو، كما قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، "النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِم"ْ .

    (سورة الأحزاب، 33:6) ومن هنا، فإن المسلمين قدّروا بصورة خاصة التوضيح الذي صدر عن الفاتيكان بأن ما قيل في المحاضرة التي ألقيت في ريجنسبيرغ لا يعكس رأي قداستكم الشخصي، وأنّه كان مجرّد اقتباس من محاضرة أكاديمية.

    إضافة إلى ذلك من الواضح تماماً بأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يحبّه المسلمون ويقتدون بسنّته، ويعرفونه كحقيقة حيّة ووجود روحي، مختلف تماماً وكاملاً عن الصورة التي تُرسَم له تاريخياً في الغرب منذ أيام القدّيس يوحنا الدمشقي.

    فهذه التصويرات المشوَهة من قِبَل أولئك الذين يجهلون اللغة العربية أو القرآن الكريم والحديث الشريف، أو لا يفقهون السياق التاريخي والثقافي لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم – ومن ثمّ يسيئون فهم النية والمقاصد الروحية وراء أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفعاله الشريفة – وهي المسؤولة، لسوء الحظ، عن الكثير من التوتر التاريخي والثقافي بين المسيحيين والمسلمين.

    ولذلك إنّه من واجب المسلمين أن يتصدّوا لتوضيح قدوة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل كلّ شيء من خلال أفعال فاضلة ومُحسِنة وتقية وخيّرة مستذكرين بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان " لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ" (سورة القلم، 68:4).

    وقول الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" (سورة الأحزاب، 33:21)

    وأخيراً، يتوجب عليّ أيضاً أن أشكر قداستكم على العديد من البوادر الودية والأعمال الكريمة الأخرى تجاه المسلمين منذ اعتلائكم سدّة البابوية عام 2005 – بما في ذلك استقبالكم بكل الإجلال صاحبَي الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية في عام 2005، والملك عبد الله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية، خادم الحرمين الشريفين، في عام 2008.

    وبصورة خاصة أشكر قداستكم على استقبالكم الحار للرسالة التاريخية المفتوحة "كلمة سَواء بيننا وبينكم"، والتي وجهها 138 من العلماء المسلمين المرموقين عالمياً (والذين تستمر أعدادهم في الازدياد حتى يومنا هذا) إلى قادة المسيحيين في العالم في 13 تشرين الأول 2007 م.

    وانطلاقاً من هذه المبادرة – والتي أقرّت، بناء على القرآن الكريم والتوراة والإنجيل، أنّ من أعظم قيمتين في الدين الإسلامي والدين المسيحي حبّ الله وحبّ الجار – قام الفاتيكان وبتوجيهكم الشخصي، بعقد أول ندوة للمنتدى الإسلامي - الكاثوليكي العالمي بين 4-6 تشرين الثاني 2008 م.

    وسنعمل قريباً، بمشيئة الله، مع نيافة الكاردينال توران القدير على متابعة العمل الذي انطلق في هذا الاجتماع، ولكن سأكتفي الآن بأن أقتبس وأردد كلماتك التي وردت في الخطاب الذي ألقيتموه قداستكم بمناسبة انتهاء الندوة، فقد قلتم: "إن الموضوع الذي اخترتموه لاجتماعكم – وهو حبّ الله وحبّ الجار: كرامة الإنسان والاحترام المتبادل – مهم بصورة خاصة.

    وقد أخِذ من الرسالة المفتوحة، التي تعتبر حبّ الله وحبّ الجار قلب كلّ من الإسلام والمسيحية.

    وهذا الموضوع يسلّط الضوء بدرجة أكبر من الوضوح على الأسس اللاهوتية والروحية للتعاليم الأساسية لدينَينا .

    وأنا واعٍ تماماً بأنّ لكلّ من المسلمين والمسيحيين نهجاً مختلفاً في الأمور المتعلقة بالله تعالى.

    ومع ذلك فيمكننا أن نعبد، وعلينا أن نعبد، الله الواحد الذي خلقنا والذي يعبأ بكل واحد منّا في جميع أركان العالم .

    إنّ هناك ميداناً عظيماً واسعاً يمكننا أن نعمل فيه معاً في الدفاع عن القيم الأخلاقية التي تشكّل جزءاً من تراثنا المشترك، وفي الترويج لهذه القيم .

    والآن تَرِد على قلبي آيات الله سبحانه و تعالى: "لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ" (سورة آل عمران، 3: 113 - 115).

    وكذلك قوله تعالى: .

    " وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ" .

    (سورة المائدة، 5: 82) ثانياً، كهاشميّ، من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أرحب بقداستكم في هذا المسجد في الأردن مستذكراً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رحّب بجيرانه مسيحيي نجران في المدينة ودعاهم للصلاة في مسجده، الأمر الذي فعلوه في وئام من دون أن يساوم أحد الطرفين على عقائده.

    وهذه أيضاً عبرة ثمينة يحتاج العالم إلى أن يتذكرها.

    ثالثاً، كعربي – ومن أحفاد إسماعيل عليه السلام والذي تقول التوراة عنه إن الله سوف يجعل منه أمّة عظيمة (سِفر التكوين، 21:18) وكان الله معــه (سِفر التكوين 21:20) – أرحب بقداستكم.

    فمن أبرز فضائل العرب – والذين تعايشوا مع مناخ يعتبر من أقسى ما في العالم وأشدّها حرارة – يعرفون بانهم مِضيافون.

    حسن الضيافة وليدة الكرم وتدرك حاجات الجار وتعتبر البعيدين أو الذين أتوا من بعيد جيراناً أيضاً، وأكّد الله سبحانه وتعالى هذه الفضيلة في القرآن الكريم: "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا " (سورة النساء، 4: 36).

    إنّ حسن الضيافة العربية لا تعني حبّ المساعدة والعطاء فحسب بل وكرَم النفس أيضاً بأن يتحلى المرء بالكرم في روحه وبالتالي يتسم بروح التقدير.

    خلال زيارة قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني إلى الأردن في عام 2000، كنت أعمل مع العشائر الأردنية وكان قد قال بعضهم إنهم يعزّون البابا الراحل وحين سُئلوا لِمَ يعزّونه وهو مسيحي وهم مسلمون، أجابوا: "لأنه زارنا".

    وكما هو الحال مع قداستكم كان من السهل على البابا الراحل يوحنا بولس الثاني أن يذهب إلى إسرائيل وفلسطين فقط ولكنه اختار أن يبدأ حجه بزيارة إلى الأردن، وهو أمر نقدّره.

    رابعاً وآخراً، أقدم لقداستكم الترحيب كأردني.

    في الأردن الجميع متساوون أمام القانون بصرف النظر عن الديانة أو العِرق أو الأصل أو الجنس، والذين يعملون في الحكومة عليهم خدمة كل مَن في البلاد بشكل عادل ورؤوف.

    كان هذا الحذو الشخصي والرسالة الخاصة للملك الراحل الحسين مدى حكمه الذي دام سبعة وأربعين عاماً حيث أحبّ كل مَن في البلاد كحبه لأبنائه.

    كما أنها رسالة نجله، جلالة الملك عبد الله الثاني.

    فهدف حياة جلالة الملك عبد الله الثاني وهدف حكمه هو أن يجعل حياة كل أردني – حياة كل إنسان – حياة كريمة وطيّبة وسعيدة قدر المستطاع مع شحّ موارد الأردن.

    اليوم، خُصص للمسيحيين بموجب القانون، 8% من مقاعد البرلمان كما خصصت لهم حصص مشابهة في كل مستويات الحكومة والمجتمع – مع أنّ أعدادهم أقلّ من ذلك في الواقع – هذا بالإضافة إلى قوانين الأحوال الشخصية الخاصة بهم والمحاكم الكنَسية.

    والدولة تقوم بحماية ورعاية الأماكن المقدسة لدى المسيحيين ومؤسساتهم التعليمية التي تعمل ضمن إطار القانون واحتياجاتهم الأخرى – وقداستكم قد رأيتم هذا شخصياً في جامعة مادبا الكاثوليكية الجديدة وهو ما سترونه إن شاء الله في الكاتدرائية الكاثوليكية الجديدة وكنيسة الروم الكاثوليك الجديدة في موقع المغطس .

    وهكذا فإن أحوال المسيحيين تزدهر اليوم في الأردن كما كان حالهم على مدى الألفَي سنة الأخيرة ويعيشون في سلام ووئام، وعلاقاتهم مع جيرانهم المسلمين علاقات أخوية حقيقية تتسم بالنوايا الطيبة.

    وبالطبع يعود هذا جزئياً إلى أن المسيحيين كانوا يُشكّلون نسبة أكبر عدداً في الأردن ولكن تراجُع معدلات الولادة لدى المسيحيين وارتفاع مستويات التعليم والرخاء الاقتصادي (الأمرين اللذين يجعلانهم مطلوبين للعمل في الغرب) أدى إلى تراجع أعدادهم.

    وتزدهر أحوال المسيحيين في الأردن اليوم أيضاً لأن الأردن يذكر بالتقدير أن المسيحيين كانوا موجودين على أرض الأردن قبل المسلمين بستمائة عام.

    ولعل المسيحيين الأردنيين أقدم مجتمع مسيحي في العالم – ولطالما كانت الأغلبية من الأرثوذكس الذين يتبعون البطريركية الأرثوذكسية في القدس في الأراضي المقدسة – وكما تعرف قداستكم أنّها كنيسة القدّيس يعقوب والتي تأسست أثناء حياة المسيح عليه السلام .

    كثير منهم ينحدرون من الغساسنة واللخميين وهما قبيلتان عربيتان قديمتان.

    وعلى مرّ التاريخ شارك المسيحيون مصير وصعاب زملائهم المسلمين.

    وفي عام 630 م، أثناء حياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم انضم المسيحيون إلى جيش الرسول صلى الله عليه وسلم ، (بقيادة ابنه بالتبني زيد بن الحارثة رضي الله عنه وابن عمه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه) ضدّ الجيش البيزنطي المكوّن من أخوانهم من المسيحيين الأرثوذكس في معركة مؤتة (وهو بسبب هذه المعركة حظوا باسمهم القَبَلي "العزيزات" ومعناها "التعزيزات") – وبطريرك اللاتين فؤاد الطوال ينحدر من هذه القبائل)؛ وفي 1099 م ذبحوا وهم واقفون مع رفاقهم المسلمين على يدّ الصليبيين الكاثوليك حين سقطت القدس؛ ومن 1916 – 1918 م أثناء الثورة العربية الكبرى وقف المسيحيون مع رفاقهم العرب المسلمين وحاربوا المسلمين الأتراك؛ وبعد ذلك شارك المسيحيون رفاقهم المسلمين فترة الوهن التي دامت عدة عقود تحت الانتداب البروتستنتي الاستعماري؛ وفي الحروب العربية الإسرائيلية في 1948، 1967 و1968 حارب المسيحيون إلى جانب رفاقهم العرب المسلمين ضد خصومهم اليهود.

    لطالما دافع المسيحيون عن الأردن ولطالما ساعدوا في بنائه بروح وطنية وبلا كلل ولعبوا أدواراً قيادية في مجالات التعليم والصحة والتجارة والسياحة والزراعة والعلوم والثقافة والرياضة والكثير غيرها.

    وكل هذا لنقول إنه في الوقت الذي تراهم فيه قداستكم على أنهم أخوانك المسيحيين فإننا نعرفهم على أنهم أخواننا الأردنيين وهم جزء لا يتجزأ من هذا الوطن تماماً مثل الأرض نفسها.

    نأمل أن تكون هذه الروح الأردنية الفريدة للوئام والانسجام بين الدينَين المسلم والمسيحي وحبّ الخير والاحترام المتبادل مثالاً يحتذى للعالم أجمع وأن تأخذها قداستكم إلى أماكن مثل منداناو ومناطق جنوب الصحراء في أفريقيا حيث تعاني الأقليات المسلمة في ظل الأغلبية المسيحية، وإلى أماكن أخرى حيث العكس صحيح.

    ومثلما نرحب بقداستكم بأربع طرق فإننا نستقبلكم بأربع صفات: أولاً، نستقبل قداستكم بصفتكم الزعيم الروحي والحَبر الأعظم وخليفة القدّيس بطرس لـ 1،1 مليار كاثوليكي هم جيران للمسلمين في كل مكان في العالم والذين نحييهم من خلال استقبالنا لكم.

    وثانياً، نستقبل قداستكم بصفتكم البابا بندكت السادس عشر بشكل خاص الذي اتسم عهده بالشجاعة الأخلاقية لفعل وقول ما يمليه عليه ضميره بصرف النظر عمّا هو شائع في العالم، هذا بالإضافة إلى أن قداستكم عالِم لاهوتي مسيحي فذّ أصدر منشورات بابوية تاريخية عن فضيلتين كبريين جميلتين هما الرحمة والرجاء ، وقد سهّلْت قداستك مرة أخرى القدّاس اللاتيني التقليدي لأولئك الذين اختاروه لصلاتهم.

    وفي الوقت نفسه فقد جعلت قداستك الحوار الديني الداخلي والحوار بين الأديان من أولويات حكمكم وذلك من أجل نشر التفاهم والنوايا الحسنة بين الناس في العالم أجمع.

    وثالثاً، فإننا نستقبل قداستكم كرئيس دولة هو في الوقت ذاته قائد عالمي رائد في قضايا الأخلاق والقيم والبيئة والسلام والكرامة الإنسانية وتخفيف حدّة الفقر والمعاناة وحتى الأزمة المالية العالمية.

    ورابعاً وأخيراً، فإننا نستقبل قداستكم كحاج بسيط من أجل السلام، يأتي بتواضع ورقّة ليصلّي حيث صلّى السيد المسيح عليه السلام، وعُمّد وبدأ رسالته قبل ألفَي عام.

    فأهلاً بكم في الأردن، قداسة البابا بندكت السادس عشر.

    يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم :" سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180)وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (182) (سورة الصافات، 37: 180-182).



    كلمة البابا

    والقى البابا كلمة أعرب فيها عن شكره للأمير غازي بن محمد على كلمته الترحيبية وقال " ان مبادراتكم العديدة يا صاحب السمو الهادفة إلى تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات تحظى بتقدير مواطني المملكة الأردنية الهاشمية واحترام الأسرة الدولية.

    وقال اعلم ان هذه الجهود تلقى دعم باقي أفراد العائلة المالكة والحكومة وتترك أصداء كبيرة من خلال مبادرات التعاون العديدة بين الأردنيين .

    وأعرب البابا عن إعجابه بمسجد الملك الحسين بن طلال ،مشيرا إلى أن أماكن العبادة شانها شأن مسجد الحسين الذي يحمل اسم الملك الراحل تنتصب كدرر على سطح الأرض ،من البناء القديم إلى الحديث ومن المتواضع إلى الرائع ينسبها الكل الى الاله المتسامي العالي القدير .

    وقال لقد اجتذبت هذه المعابد عبر القرون رجالا ونساء وتوقفوا فيها للصلاة ،وكذلك أيضا الإقرار بكوننا جميعا خلق الله ،ولهذا السبب لا يمكننا الا ان نعبر عن قلقنا امام من يدعي اليوم ان الدين فشل ان يكون بدافع طبيعته باني الوحدة والتجانس وتعبيرا عن الاتحاد بين الخلق والخالق والله .

    واضاف البابا "في الواقع يرى البعض ان الدين بالضرورة دافع انشقاق في عالمنا ولهذا السبب فان التقليل من اهميته يزيد من اهمية الحياة العامة،لا يسعنا رفض وجود توترات وانشقاقات بين اتباع الديانات المختلفة وبالاحرى الا يمكن الاقرار بأن التلاعب الايدولوجي في الدين هو غالبا لاهداف سياسية تشكل حافزا للتوترات والانشقاقات ،وفي بعض الاحيان كالعنف في المجتمع؟ امام هذا الوضع حيث يحاول معارضو الدين اسكات صوته وبالاحرى استبداله بصوتهم تظهر هنا بقوة ضرورة ان يكون المؤمنون أمناء بشكل عميق بمبادئهم ومعتقداتهم .

    وقال ان المسلمين والمسيحيين بدافع تاريخهم المشترك الذي تميز في غالب الاحيان بعدم تفاهم مدعون اليوم الى السجود لله ليكونوا امناء للصلاة وراغبين في التصرف والعيش حسب توجيه الله المتعالي تغذيهم الرحمة والرغبة لاداء شهادة لكل ما هو حق ومستحب مستذكرين دائما بالاصول المشتركة ولكرامة جميع الكائنات البشرية التي تبقى في طليعة تصميم الخالق للعالم والتاريخ.

    واشار الى ان طبيعة الدين الحقيقية تظهر في قطاعات التربية والثقافة والحياة الاجتماعية وقطاعات خيرية اخرى في المجتمع المدني في المثال الذي يقدمه افراد وجماعات وكذلك ايضا في برمجة دورات التهيئة ،لافتا الى انه لاحظ شخصيا هذه الروح من خلال النشاط التربوي والتأهيلي لدى مركز سيدة السلام حيث يعمل مسيحيون ومسلمون على تغيير حياة عائلات برمتها عبر تقديم العناية للمعوقين كي يكون لهم مكانهم في المجتمع .

    واضاف البابا "صباح اليوم باركت حجر الاساس لجامعة مادبا حيث يستفيد شباب مسلمون ومسيحيون من التهيئة العليا ليسهموا بشكل فاعل في النمو الاجتماعي والاقتصادي لامتهم " ولفت الى المبادرات الملكية العديدة للحوار بين الاديان والاتصال في بعض الاحيان مع المجلس البابوي للحوار ما بين الاديان.

    واكد البابا ان هذه المبادرات تشمل ايضا عمل المؤسسات الملكية للدراسات الدينية المشتركة والفكر الاسلامي ،مشيرا الى ان رسالة عمان عام 2004 هي اخر رسالة للكلمة المشتركة التي شكلت صدى لموضوع مشابه لما جاء في اول رسالة عامة له " الرابط العميق بين محبة الله ومحبة القريب، وكذلك ايضا "التضارب الاساسي الكامن في اللجوء الى العنف والتهميش باسم الله ".

    واوضح قداسة البابا ان هذه المبادرات تقود الى تفاهم متبادل اعمق وتنمي الاحترام تجاه ما لدينا من قواسم مشتركة وما نفهمه بطريقة مختلفة ولذا ينبغي ان تحمل المسيحيين والمسلمين على الغوص في مفهوم العلاقة الاساسية بين الخلق والخالق ،وان نعمل سويا كي يسير المجتمع بتناغم مع تدبير الله ،لافتا الى التعاون في الاردن الذي وصفه بالمثال المشجع في المنطقة والعالم بأسره للاسهام الايجابي والخلاق الذي يمكن ويجب ان يقدمه الدين للمجتمع المدني .

    وقال اود الاشارة الى مهمة تحدتث عنها في مناسبات مختلفة وكلي ثقة بأن المسلمين والمسيحيين قادرون على القيام بها وخصوصا من خلال اسهامهم المشترك في حقلي التربية والبحث العلمي وفي القطاع المدني واعني التحدي للعمل من اجل الخير في اطار الايمان والحقيقة على انماء طاقات العقل البشري .

    واضاف في الواقع يصف المسيحيون الله بانه ينظم ويقود العالم ويعطينا القدرة على المشاركة في التصرف وفقا لما هو صالح ، كما يعبد المسلمون الله خالق السماء والارض الله الذي بين للمؤمنين به ان العقل البشري هو بحد ذاته عطية من عنده يسمو الى العلاء عندما يستنير بحقيقة الله ، مشيرا الى ان العقل البشري حينما ينقيه الايمان لا يضعف ابدا بل يزداد قوة في مقاومة الرغبة في تخطي حدوده وبهذه الطريقة ينتعش العقل البشري في التزامه من اجل تحقيق هدفه النبيل في خدمة الانسانية اذ انه يعطي تطلعاتنا المشتركة تعبيرا ليوسع الحوار العام بدل تضييقه وتشويهه .

    وقال ان معانقة صافية للدين تحول دون انكماش العقل وتوسع افق التفاهم بين البشر وهذا ما يحمي المجتمع المدني من الانانية الطائشة التي تميل الى اعطاء النهاية طابع المطلق وتقليص اللانهاية بشكل تمارس فيه الحرية بتناغم مع الحقيقة وتغتني الثقافة بكل ما هو صادق وجميل .

    وقال قداسة البابا على المسلمين والمسيحيين ان يبحثوا معا عما هو عادل ومستقيم وعلينا ان نلتزم بتخطى مصالحنا الخاصة وتشجيع الاخرين وخصوصا المسؤولين المدنيين والقادة على البحث عن المطلق بهدف خدمة الخير المشترك حتى عبر التضحيات ،وبما ان كرامتنا البشرية تشكل اصل الحقوق الانسانية الجامعة فإن هذه الحقوق تصلح لكل رجل وامرأة بدون اي تمييز ديني، اجتماعي، اوعرقي وفي هذا المنظار نلاحظ ان الحق في الحرية الدينية يذهب ابعد من مسألة العبادة ويتضمن حق الجميع - وخصوصا بالنسبة للاقليات - في دخول عالم العمل والحياة المدنية .

    واضاف "قبل ان اغادركم اريد ان احيي بشكل خاص حضور غبطة البطريرك عمانوئيل الثالث دلي ، بطريرك بغداد ، بيننا والذي احييه بمودة كبيرة ، ان حضوره يذكرنا بمواطني العراق الذين وجد كثيرون منهم ضيافة ودية في الاردن حاثا المجتمع الدولي لبذل جهود لتعزيز السلام والمصالحة الى جانب جهود القادة المحليين لاعطاء ثمارها في حياة العراقيين .

    وقال قداسته اعبر عن تقديري لجميع الذين يدعمون الجهود الرامية لزرع الثقة واعادة تعمير المؤسسات والبنى التحية اللازمة لرفاهية المجتمع العراقي ،مرة اخرى اطلب وبإصرار من الدبلوماسيين ومن المجتمع الدولي والقادة السياسيين والدينيين المحليين بذل كل الجهود الممكنة لضمان حق الشعب العراقي وتلك الارض النبيلة في التعايش السلمي بين جميع المواطنين .

    واعرب قداسة البابا عن امله بأن تترك المشاعر التي عبر عنها اليوم رجاء متجددا بالمستقبل فالمحبة والواجب امام الله لا ينعكسان فقط في العبادة انما ايضا في المحبة والاهتمام بالاطفال والشباب والعائلات وجميع المواطنين في الاردن ، فانتم تعملون من اجلهم وهم بمثابة دافع لكم كي تضعوا خير كل شخص بشري في محور اهتمام المؤسسات والقوانين ووظائف المجتمع ،لا بد لحياة الامة ومؤسساتها ان تتميز بمفعول العقل الذي اضحى نبيلا ومتواضعا بعظمة حقيقة الله ، كي تنمو العائلات ويعيش الجميع بسلام مساهمين في الثقافة التي توحد هذه المملكة العظيمة .



    المصدر : الحقيقة الدولية- عمان- خاص

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sun Oct 2008
    الدولة
    قي قلب حبيبتي
    العمر
    31
    المشاركات
    5,887
    معدل تقييم المستوى
    21
    يعطيك الف عافيه على خبر
    اخوكي فهد

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669
    شكرا لنقل الخبر

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Dec 2008
    المشاركات
    2,080
    معدل تقييم المستوى
    18
    شكرااااااااااااااااااا على الخبر

  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri May 2007
    الدولة
    بالقرب منك..
    العمر
    79
    المشاركات
    11,190
    معدل تقييم المستوى
    28
    لن تغير الكلمات والشعارات شيء من واقع الحال

  6. #6
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة puma مشاهدة المشاركة
    يعطيك الف عافيه على خبر
    اخوكي فهد

  7. #7
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاسطورة مشاهدة المشاركة
    شكرا لنقل الخبر

  8. #8
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سابين مشاهدة المشاركة
    شكرااااااااااااااااااا على الخبر

  9. #9
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رعد2 مشاهدة المشاركة
    لن تغير الكلمات والشعارات شيء من واقع الحال

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 01-04-2013, 03:31 PM
  2. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 15-05-2012, 05:35 PM
  3. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 25-05-2011, 11:28 AM
  4. المتطرف فيلدرز يلجأ لـ "وفاء سلطان" لدعم تطاوله على الإسلام
    بواسطة الاسطورة في المنتدى منتدى الاخبار العربية والمحلية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-10-2010, 12:33 PM
  5. انتشار "ستارباكس" و"كيه أف سي" و "ماكدونالد" يشوه الطابع الإسلامي لمكة المكرمة
    بواسطة رمز الوفاء في المنتدى منتدى الاخبار العربية والمحلية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 22-12-2008, 11:08 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك