أول الغيث جامعة... البابا يضع حجر الأساس لنواة التبشير في الأردن
أول الغيث جامعة... البابا يضع حجر الأساس لنواة التبشير في الأردن ويدشن كبرى الجامعات اللاهوتية في مادبا... والفلاحات يشن انتقاداً لاذعا
الحقيقة الدولية - خاص
أول غيث بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر في زيارته للأردن ، جامعة رسمية تمارس التبشير بالدين المسيحي بين ظهراني المسلمين في المملكة .
[grade="FFA500 FF0000 32CD32 DEB887 2E8B57"]فقد وضع البابا في يومه الثاني من زيارة الحج التي يقوم بها للأراضي المقدسة في الأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة ، حجر الأساس لبناء جامعة دينية مسيحية لاهوتية في محافظة مأدبا لتكون أول جامعة في الأردن .
هذه الخطوة ورغم الترحيب والحفاوة التي استقبل بها البابا في الأردن قيادة وحكومة وشعبا إلا أنها لقيت إدانة واستنكار شديدين من قبل شخصيات إسلامية وسياسية ونقابية أردنية معتبرين تأسيس الجامعة مرحلة أولى لعملية تبشير واسعة بين أبناء المنطقة ، وينطوي على أبعاد خطيرة لا تعزز حوار الأديان والتعايش الديني.
وطالبوا في تصريحات لبرنامج "مكاشفات " عبر أثير إذاعة "الحقيقة الدولية" بعدم ترخيص أية جامعة تعمل تحت سلطة الكنيسة باعتبار أن نسبة المسيحيين في المملكة لا تشكل 2% من مجموع سكان المملكة المسلمين .
وأشاروا إلى انه في الوقت الذي تم إقصاء أساتذة من التيار الإسلامي من جامعة الزرقاء الأهلية بحجة مخاوف من سيطرة الإسلاميين على الجامعة وافقت في المقابل الحكومة على ترخيص جامعة مسيحية "لاهوتية" مخصصة حصريا للمسيحيين .
الفلاحات: الجامعة تطعن في العمق الثقافي والحضاري للنسيج الاجتماعي
وانتقد المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين السابق سالم الفلاحات إقامة جامعة كاثوليكية تتضمن مناهجها لدراسة الأديان المقارنة ،موضحا ان الترحيب بضيف الاردن رغم اساءته الى مليار ونصف من اهل الاسلام لا يمنحه الصلاحية في إقامة جامعة لاهوتية في مادبا.
وأكد ان الأردنيين لا يحتاجون إلى جامعات لتدريسهم كيفية التعايش المشترك والاحترام وقيم التسامح لأنه واقع حياة لكافة أبناء الشعب الأردني مسلمون ومسيحيون اللذين لا يفرقون في دياناتهم .
وشدد على ضرورة ان يتقدم البابا باعتذار واضح وصريح حول إساءته للدين الإسلامي والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بدلا من إقامة تلك الجامعة التي زعم أنها ستدرس حقوق الإنسان .
وأكد أن السماح باقامة جامعة مسيحية سيدفع بطوائف اخرى للدعوة لإقامة جامعات دينية خاصة بهم وبحسب طوائفهم ، مبينا ان التعديدية والديمقراطية لا تعني اقامة جامعة للكاثوليك واللاهوت في حين ترفض الحكومة الموافقة على تعيين الإسلامي المعتدل الدكتور اسحق الفرحان رئيسا لجامعة الزرقاء الأهلية.
وشدد على عدم السماح بتأسيس جامعة كاثوليكية تمويل من الكنيسة الأمر الذي يؤثر سلبا على النسيج الاجتماعي والهوية الأردنية خاصة ان ظهرت جامعات أخرى مشابهة لها.
وأكد ان الأردن يشكل قدوة وأنموذجا في التعايش الديني والاحترام ،لافتا الى ان التبشير "لا يؤرقنا" خاصة وان جوهر ديننا "لا أكراه في ديننا ".
وأكد الفلاحات أن تصريحات البابا حول حرية الأديان والعبادة يثير الكثير من المخاوف حول السماح للطلبة اليهود بالدراسة في تلك الجامعة بكافة تقاليدهم وأعرافهم الدينية التي سيبثونها داخل الجامعة.
ويرى ان الجامعة ليست إضافة نوعية بل تطعن في العمق الثقافي والحضاري مطالبا الحكومة بمراجعة حقيقية تحول دون تنفيذ قرارات تخالف الدستور والتشريع وتؤثر سلبا على هوية وثقافة الأمة خاصة وأننا لا نعلم من أساتذتها وفلسفتها ومدى التزامهم بهوية الأردن ومناهجها وأخلاقها.
الغرايبة: الحكومة تسمح بإنشاء جامعة مسيحية وتضيق على جامعة الزرقاء الأهلية
من جانبه أكد مساعد أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي الدكتور رحيل الغرايبة انه في الوقت الذي قامت فيه الحكومة بعزل عدد كبير من الأساتذة الإسلاميين من جامعة الزرقاء الأهلية تم السماح للحبر الأعظم بابا الفاتيكان بوضع حجر الأساس لجامعة مادبا والتي ستكون تحت رعاية الكنيسة الكاثوليكية .
و قال الغرابية في تصريحات خاصة لإذاعة "الحقيقة الدولية" ان وجود جامعة دينية مسيحية لا يخدم التعايش الديني وحوار الأديان ، منتقدا في ذات الوقت تباين مواقف الحكومة حول رفضها صبغ التعليم بالطابع الديني والذي تمثل بحججها الخشية من سيطرة التيار الإسلامي على جامعة الزرقاء الأهلية ومباركتها جامعة مأدبا الدينية .
وأكد ان تأسيس جامعة يرعاها البابا والكهنوت لا يحقق المصلحة العامة ويثير الشكوك والمخاوف والتساؤلات عن أغراض إنشاءها "اللاهوتي" متسائلا في ذات الوقت عن معنى إنشاء جامعة في العالم لدين تقل نسبة أتباعه عن 2% من حجم أتباع الأديان الأخرى وفي وقت يمنع سيطرة تيار أخر على إحدى الجامعات .
وأضاف لسنا بحاجة إلى جامعات ترعاها كنائس الغرب لأننا لا نحتاج لتعلم المبادئ مؤكدا أن الجامعة ستعمل باتجاه التبشير والتنصير لشباب المسلمين برعايتهم علميا الأمر الذي سينعكس سلبا على المجتمع الإسلامي عموما ".
وأكد ان تأسيس الجامعة ينطوي على أبعاد خطيرة وبالأخص في ظل إساءة البابا للإسلام والرسول عليه الصلاة و السلام ".
وشدد على أهمية عدم السماح بإنشاء جامعة تحت سلطة الكنيسة خاصة وان إساءة البابا جاءت رغم علمه باعتراف الإسلام بكل الأديان وتحريمه الإساءة لها.
العرموطي: ترخيص جامعة كاثوليكية مخالف للدستور الأردني
و قال نقيب المحامين السابق صالح العرموطي في تصريح خاص لإذاعة "الحقيقة الدولية" أن تسمية الجامعة بجامعة مادبا الكاثوليكية دليل على حصرها بطائفة دون أخرى حتى في الدين المسيحي ذاته ، مؤكدا في ذات الوقت بان ترخيص جامعة أكاديمية بهذه الصورة مخالف للدستور الأردني كونها تعزز الطائفية الدينية في المجتمع الأردني .
وبين العرموطي أن تكريس هذه الجامعة من قبل البابا ومباركته لها نوع من التبشير في المنطقة وما كان يتوجب ان تكون من ضمن بروتوكول الزيارة وان لا تقام وان لا يوافق على ترخيصها خاصة وأنها كانت ستقام منذ عشر سنوات من قبل مجموعة من المسيحيين والمسلمين في المحافظة إلا انه بعد موافقة وزارة التعليم العالي عليها سحبت وتم إقامة جامعة مادبا الكاثوليكية بدلا منها .
واعتبر العرموطي أن إقامة الجامعة ليس لها أي بعد قانوني مستغربا في الوقت نفسه من موافقة وقبول وزارة التعليم العالي هذه التسمية لأنها تنصرف إلى فئة وطائفة محددة.
وقال العرموطي ان جامعة مادبا كانت ستلقى ترحيبا كبيرا في حال لم تقترن بتسمية طائفية لان الأردنيين حريصين على العلاقة الطيبة بين المسلمين والمسيحيين في الأردن وهذا ما عبر عنه الأمير غازي في كلمته التي ألقاها في مسجد الملك الحسين بن طلال.
العماوي: خروج الجامعة عن مناهج التعليم يوجب عدم ترخيصها
النائب السابق الدكتور مصطفى العماوي بين من جهته أن القوانين الأردنية لا تسمح بترخيص جامعات طائفية ، معتبرا خروج الجامعة عن القوانين ومناهج التعليم يوجب عدم ترخيصها .معتبرا وجود جامعة دينية سيؤثر سلبا على النسيج الاجتماعي الأردني
كلمة البابا
الأخوة الموقرون في الأسقفية،
الأصدقاء الأعزاء،
إنه لفرح كبير لي أن أبارك حجر الأساس لجامعة مادبا. أشكر غبطة البطريرك فؤاد الطوال، بطريرك القدس للاتين، على كلماته اللطيفة. وأود أن أوجه تحية تقدير خاصة للبطريرك ميشيل صباح على مبادرته وجهوده إلى جانب الأسقف سليم الصايغ في هذا الاتجاه. أحيي أيضا السلطات المدنية والأساقفة والكهنة والرهبان والمؤمنين وجميع الذين يرافقوننا في هذا الاحتفال الهام.
لقد أولت المملكة الأردنية أولوية لهدف توسيع وتحسين التربية. أعرف أن لجلالة الملكة رانيا دورا ناشطا في هذه المهمة النبيلة فكان التزامها دافع وحي لكثيرين. وإني إذ أصفق لجهود الأشخاص ذوي الإرادة الطيبة الملتزمين في مجال التربية أشير بارتياح إلى المشاركة المؤهلة ثقافيا للمؤسسات المسيحية وخصوصا منها الكاثوليكية والأرثوذكسية في إطار هذا الجهد الشامل. وهذا ما حمل الكنيسة الكاثوليكية بدعم السلطات الأردنية على بذل جهودها لإنماء التربية الجامعية في هذا البلد وفي أماكن أخرى. وتتجاوب هذه المبادرة أيضا مع مطالب أسر كثيرة، ارتاحت للتهيئة المقدمة في المدارس التي تشرف عليها السلطات الدينية، بشأن اتخاذ بادرة مماثلة على مستوى الجامعة.
أصفق لرواد هذه المؤسسة الجديدة على ثقتهم الشجاعة في أداء تربية حسنة كخطوة أولى لنمو الشخص والسلام والرقي في المنطقة. إن جامعة مادبا، في هذا الإطار، ستأخذ بعين الاعتبار ثلاثة أهداف هامة: إنماء المواهب والميول النبيلة للأجيال اللاحقة من الطلبة وتهيئتهم لخدمة جماعة أكبر وتحسين مستوى حياتها؛ نقل المعرفة وغرس محبة الحقيقة في قلوب الطلبة ما ينمي تمسكهم بالقيم السليمة وبحريتهم الشخصية؛ وأخيرا فإن هذه التهيئة الفكرية ستصقل مواهبهم وتزيل الجهل والأحكام المسبقة وتعاونهم على كسر قيود الإيديولوجيات القديمة والجديدة. حصيلة هذه العملية ستكون جامعة ليست فقط منصة لترسيخ التماسك بالحقيقة وبقيم ثقافة معينة إنما أيضا مساحة للحوار والتفاهم. إن شباب الأردن وطلاب البلدان المجاورة، إذ يكتسبون هذا الإرث الثقافي، سيكون بوسعهم توسيع فضاء معرفة المكاسب الثقافية للبشرية وسيغتنون بوجهات نظر أخرى تسمح لهم بالإطلالة على التفاهم والمسامحة والسلام.
إن هذا النمط الواسع للتربية هو ما ننتظره من المؤسسات التربوية العليا وإطارها الثقافي، أكان علمانيا أم دينيا. في الواقع إن الإيمان بالله لا يلغي البحث عن الحقيقة بل بالعكس يشجع على البحث عنها. القديس بولس حث المسيحيين الأوائل على فتح قلوبهم على كل ما "هو حق وشريف وعادل، وخالص ومستحب وطيب الذكر وما كان فضيلة وأهلا للمدح" (فيليبي 4، 8). من البديهي أن الدين شأن العلم والتكنولوجيا والفلسفة وكل تعبير عن بحثنا عن الحقيقة قد يتعرض للتشويه. يتشوه الدين عندما يوضع في خدمة الجهل والأحكام المسبقة والاحتقار والعنف والإفراط. لا نرى هنا فقط إضلال الدين بل أيضا إفساد حرية الإنسان وانكماش العقل وتشويشه. من الواضح أن نتيجة مماثلة لا مفر منها. عندما نسعى إلى إنماء التربية إنما نعلن ثقتنا بعطية الحرية. قد يتصلب القلب البشري بدافع بيئة ضيقة ومصالح وعواطف لكن كل شخص مدعو أيضا إلى الحكمة والكمال وإلى الاختيار الحاسم والأساسي بين الخير والشر وبين الحقيقة وعدم الإخلاص ولا بد من دعمه في هذا الاتجاه.
الدعوة إلى الكمال الأخلاقي يدركها الشخص المؤمن لأن إله الحقيقة والمحبة والجمال لا يمكن خدمته بطريقة أخرى. الإيمان الناضج بالله يساعد على توجيه الإنجازات والتطبيق العادل للمعرفة فيما يقدم العلم والتكنولوجيا للمجتمع منافع استثنائية إذ حسّنا بشكل ملحوظ نوعية حياة كائنات بشرية كثيرة. هذا هو رجاء من يعمل لإنماء هذه الجامعة وشعارها الحكمة والعلم وفي الوقت نفسه فإن للعلوم حدودها إذ إنها عاجزة عن إعطاء جواب على كل المسائل المتعلقة بالإنسان ووجوده. في الواقع لا يمكن حصر الشخص البشري ومكانته وهدفه في العالم داخل حدود العلم. "إن طبيعة الشخص العاقلة تجد ويجب أن تجد كمالها في الحكمة. وإن هذه لتجذب بعذوبة وقوة عقل الإنسان إلى البحث عن الحق والخير وإلى محبتهما" (دستور رعوي: فرح ورجاء، 15). إن استخدام المعرفة العلمية يحتاج إلى نور الحكمة الأخلاقية التي كانت مصدر وحي قسم أبقراط أو الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948 أو معاهدة جنيف ونصوص دولية أخرى. وبالتالي فإن الحكمة الدينية والأخلاقية تلعب دورا محوريا في التهيئة المهنية ما يعني أن تلك الجامعات حيث البحث عن الحقيقة يسير بشكل مواز مع البحث عما هو مستحب وطيب الذكر تقدم خدمة لا غنى عنها للمجتمع.
بهذه الأفكار أشجع بشكل خاص جميع الطلبة المسيحيين في الأردن وفي المناطق المتاخمة كي يكرسوا طاقاتهم بشكل مسؤول لتهيئة مهنية وأخلاقية سليمة. إنكم مدعوون لتكونوا بناة مجتمع عادل وسلمي يضم أناسا من مختلف الأديان والأعراق. إن هذا الأمر ـ وأريد أن أؤكد عليه مرة ثانية ـ يجب أن يقودنا إلى الاغتناء المتبادل ولا إلى الانشقاق. إن مهمة ودعوة جامعة مادبا هي تحديدا مساعدتكم على المشاركة بشكل كامل في هذه المهمة.
أيها الأصدقاء أود تجديد تهاني لبطريرك القدس اللاتين وتشجيعي لمن أخذ على عاتقه هذا المشروع إلى جانب جميع الملتزمين في الحقل التربوي في هذه الأمة. فليبارككم الرب ويدعمكم. أصلي كي تتحول أحلامكم إلى واقع فتتمكنوا من رؤية أجيال مؤهلة من الرجال والنساء، مسيحيين أو مسلمين أو من أديان أخرى، قادرين على القيام بواجبهم في المجتمع وذوي خبرة مهنية في مجال عملهم يدركون قيم الحكمة والصدق والمسامحة والسلام. بركة الله الكلي القدرة تحل عليكم وعلى طلاب المستقبل والعاملين في هذه الجامعة وعائلاتهم.[/grade]
المصدر : الحقيقة الدولية – خاص
رد مع اقتباس
المفضلات