احباب الاردن التعليمي

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 25

الموضوع: رجالات وطن الموضوع متجدد بأذن الله

  1. #11
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jan 2008
    الدولة
    مقبرة الاحزان وبوح المشاعر وصمت الشفاه
    العمر
    40
    المشاركات
    14,651
    معدل تقييم المستوى
    31
    ونتحدث عن


    دولة المرحوم بهجت التلهوني

    الحديث عن بهجت التلهوني حديث عن شخصية مرموقة من الرعيل الأول ساهمت بدور متألق وحضور قوي في مسيرة الحياة السياسية مدة لا تقل عن ثلاثين عاماً. شخصيتنا لهذا اليوم دولة المرحوم بهجت التلهوني.

    يعد بهجت التلهوني من الشخصيات الاردنية التي كان لها دور بارز في مجمل الأحداث الهامة في تاريخ الاردن المعاصر أو تلك التي تركت بصمات واضحة في تشى ميادين العمل السياسي الاردني ولقد عرف بمواقفه الوطنية والقومية الثابتة.

    وُلد بهجت التلهوني في معان سنة 1913 ، ونشأ فيها ثم انتقل إلى سوريا مع والده ووالدته وأخيه وأخواته ، وذلك أثناء الحرب العالمية الأولى ، وفي الطريق قُتل والده ووالدته وإخوانه وكان في حالة ضياع ومن هناك أخذه الناس إلى خالاته في دمشق حيث آووه ورعوه لفترة معينة ثم تولى عمه خليل التلهوني رعايته وأتم الدراسة الابتدائية في عمان وقتها وكانت الكتاتيب والمدارس صغيرة.

    كان عنده طموح لمتابعة الدراسة فأصر أن يذهب إلى مدرسة السلط ولكن عمه أصر عليه أن يدخل في التجارة حتى يساعده ولم يكن مقتنعاً بأن الدراسة مجدية قدر التجارة لكنه أصر وطلب وجهاء وشخصيات معان فذهبوا إلى عمه وترجوه وطلبوا منه أن يسمح له أن يذهب ويدرس في السلط ، حيث أنهى الدراسة الثانوية ، ثم غادر إلى دمشق حيث أنهى الحقوق وبعد ذلك عمل في مكتب محاماة في عمان ثم أصبح رئيس محكمة البداية في الكرك ، وأخيراً في اربد قبل عودته إلى عمان وفي عمان اشتغل رئيس محكمة البداية والاستئناف ، ثم صارت حكومة فوزي الملقي وصار بها وزيراً للداخلية ثم أصبح وزيراً للعدلية ومن ثم في زمن المرحوم جلالة الملك حسين صار أول رئيس ديوان في زمنه عام 1953 ، وبقي رئيساً للديوان الملكي حتى سنة ,1960

    وقد تحدث دولة السيد أحمد اللوزي عن اللقاء الأول الذي جمع بينه وبين المرحوم بهجت التلهوني قائلاً: في عام 1953 كنت مساعداً لرئيس التشريفات الملكية وكنا نلتقي في مكتب المرحوم منيب الماضي في عمارة المرحوم عبد الرحمن بشار الماضي ، وكان يلتقي مع دولة المرحوم أبو عدنان وهو كان رئيس محكمة.

    والحقيقة الأساسية عندما أصبحت مساعداً لرئيس التشريفات الملكية ودولة المرحوم بهجت التلهوني بعد استقالة المرحوم فوزي الملقي ، أصبح رئيسا للديوان الملكي عام 1954 ، وفي عام 1954 بدأت العلاقة أنا كنت موظفا في الديوان مساعد رئيس التشريفات وهو رئيس الديوان الملكي والحقيقة لم يكن في ذلك الوقت موظفون في الديوان إلا بعدد أصابع اليدين رئيس الديوان وله مساعد ، رئيس التشريفات وله مساعد عبارة عن موظفين عاديين منهم أنور مصطفى ، غازي خير عبده فرج ، الدكتور شوكت الطبيب الخاص والشريف ناصر جاء ناظراً للخاصة الملكية ، وتسارعت الأحداث والحقيقة أن دولة المرحوم بهجت التلهوني امتاز بمواقف متعددة في القضاء فكان له مواقف وأحكام هامة فهو الذي حاكم رئيس الحزب الشيوعي "فؤاد نصار" وكانت له أحكام حتى في اربد لأشخاص مرموقين.

    يشهد لأبي عدنان بالأمانة والاستقامة والجرأة بالحق ثم عندما بدأت الأمور تتفاعل وتسلم جلالة الملك الحسين في 2 ـ 5 مسؤولياته الدستورية عام 1953 حصلت عدة أمور كان دولة أبوعدنان رئيس الديوان الملكي: أولها: تعريب قيادة الجيش العربي ، وكان هو ومعالي المرحوم فلاح المدادحة اللذين ذهبا إلى بيت كلوب باشا واصطحباه إلى عندما اتخذ مجلس الوزراء القرار بتنفيذ رغبة جلالة الملك بتعريب القيادة وإنهاء خدمات كلوب وإنهاء خدمات القادة البريطانيين جميعاً ، والحقيقة هذا حاجز قام له العالم وقامت له الدنيا ، وقامت له المنطقة العربية بالإعجاب والإشادة بجلالة الملك لأن النفوذ البريطاني كان متمثلاً بالفريق كلوب باشا قائد الجيش العربي ثم كان له خدمات في العراق وفي المنطقة وحضور بين العشائر فاعتبر هذا القرار أنه إنهاء للهيمنة البريطانية.

    أما عن علاقة رئيس الوزراء الاسبق عبد الرؤوف الروابدة ببهجت التلهوني فيقول فيها الروابدة ان فارق السن بيني وبين المرحوم كان كبيراً كان رئيس وزراء قبل أن أتخرج من الجامعة تخرجت عام 1962 واستقال من الحكومة الأولى كانت لديه اهتمامات سياسية ونيابية ومنذ تلك الأيام منذ أن دخلت الوظيفة ولذلك كانت لي زيارات متكررة لنادي الملك الحسين وفي هذا النادي كان أبو عدنان رحمه الله هو المحور الذي يجتمع حوله العديد من السياسيين الاردنيين أما ما جذبني له وما جذبه لي فأنه معجب بالشباب أولاً ومعجب بالجرأة لأنها صفاته يعني أنا ما جذبني إليه رغم الاختلاف السياسي أحياناً مع جرأته في رأيه وجرأته في إيقاف الآخرين عند حدودهم وأحترامه لذاته أنه يحترم ذاته ولا يقبل من أحد أن يتجاوز حدود التعامل معه ، واحترامه للمنصب ، أنا أذكره وهو رئيس للوزراء لم يكن يقبل أن يتم التجاوز على صلاحياته ، أو على صلاحيات الحكومة بملمتر واحد من أي طرف كان.

    وتحدثت السيدة زهرة المرادي عن طبيعة العلاقة التي كانت تجمع بينها وبين المرحوم أبو عدنان قائلةً: الحمد لله عشنا حياة هادئة مستقرة متفاهمين مع الاحترام المتبادل بيني وبينه ، وحياتنا كانت من أروع ما يكون والحمد لله وأنجبت ثلاثة أطفال منى وعدنان وغسان وبالنسبة للسياسة أنا لم أتدخل بالسياسة لأن أهلي ليسوا سياسيين. نحن يقولون عنا "مزارعون ملاكون" كنت مبسوطة معه ومرتاحة لأني أعرف أنه يسلك في الطريق المستقيم وأكثر شىء أفتخر به عندما وضع القانون المدني الذي تبنته كل البلاد العربية.

    أما عن التدرج الوظيفي في حياة بهجت التلهوني فقد تحدث الدكتور سعد أبو ديه قائلاً: عمل أبو عدنان في مكتب عادل العظمة وأعجب في الوظيفة وكان يشتغل معه في القضايا ، وعندما عُين عادل العظمة في دمشق فترك له المكتب والقضايا فهو مبسوط في هذه الوظيفة عندما يتم التعيين في الحكومة يشترط أن يُعين خريج الحقوق إما رئيس كتاب أو مأمور إجراء وقال هو أنه يريد أن يتعين قاضيا وهذه أول وظيفة في الاردن ظل في القضاء ستة عشر عاماً ، أنا لاحظت أنه يحب القضاء لدرجة أنه عندما تعين رئيس وزراء في عام (1964) اختار معه رئيس وزراء وزير العدلية ، ما اختار وزارة خارجية أو وزارة دفاع وظل يحب القضاء. والمحطة الثانية في حياته عندما استلم وزيراً للداخلية وعُين في مكان آخر قاضيا للقضاة ووزير عدلية هناك وجد نفسه. ثم المحطة الثالثة عام (1956) التعريب إلى جانب جلالة الملك الحسين يرحمه الله.

    أبو عدنان شكل الوزارة ثلاث مرات المرة الأولى والثانية كانتا ترميم بعد حادثة اغتيال هزاع المجالي وعندما طلب منه جلالة الملك أن يشكل وزارة في الديوان وتكون الرئاسة في الديوان.

    وحول عمله رئيساً لمجلس الأعيان فقد أضاف الروابدة قائلاً: في دراسته للتشريعيات ، واستفادته من خلفيته القانونية ، خلفيته القضائية وكانت سيطرته على إدارة الجلسة وليست سيطرته على المجلس والفارق بينهما كبير ، سيطرته على إدارة الجلسة وهذه من صفات القادة الإدرايين الحنكة يوجد هنالك أناس يسيطرون على مرؤوسيهم بأساليب مختلفة ، اما أن تسيطر بأسلوب إداري ، أنا أعتقد أنه كان ينجز إنجازا جيدا ، مجلس الأعيان في موضوع التشريعات في العهد الذي تولى فيه أبو عدنان.

    وقال اللوزي: ان إنجاز ابوعدنان التاريخي كان القانون المدني عام 1977 بالنسبة للأردن فدولة أبو عدنان بصماته ومواقفه وخدمته للوطن برأيي من القضاء إلى الوزارة إلى الديوان الملكي لرئاسة الأعيان كانت خدمة مرموقة وكان جسرا وهمزة وصل حتى مع الدول التي نختلف معها في الرأي ، وعندما طرح جلالة سيدنا مشروع الممكلة العربية المتحدة بين الاردن وفلسطين كان هو الرسول مع وفد من الأعيان والحكومة في ذلك الوقت.

    ووصف الروابدة بهجت التلهوني قائلاً: كان شخصية سياسية قيادية أردنية مرت في تاريخ هذا البلد كان لها دور بارز وفي مفاصل أو في مواقف مفصلية في هذا البلد ، نحترم ونقدر الدور الذي قام به نحترم اختلافه معنا واختلافنا معه ، لأنه هذا الاختلاف لم يكن قائماً على قواعد شخصانية ، بتاتاً وإنما اختلاف من أجل المصحلة العامة ، ولذلك تمتع بالاحترام.

    أما اللوزي فيقول: أنا أترحم عليه الرحمات من رب العالمين ، ولكني أستشعر أنه للحقيقة والحق كان رجل مواقف ورجلا يتوخى العدل ما استطاع إليه سبيلا ويحب الناس ويقترب منهم ويوادهم ويختلف ويرضى ويغضب لكن للحق وللعدل وليس لشىء شخصي.

  2. #12
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jan 2008
    الدولة
    مقبرة الاحزان وبوح المشاعر وصمت الشفاه
    العمر
    40
    المشاركات
    14,651
    معدل تقييم المستوى
    31
    كان لدولة المرحوم بهجت التلهوني دور مؤثر في الاردن وفي صنع القرار الاردني.

    وتمثل ذلك من خلال مساهمته إلى جانب العديد من رجالات الاردن في بناء دعائمه وتوطيد أركانه.

    وتحدث الاستاذ حسن إبراهيم عن بداية معرفته بدولة الرئيس بهجت التلهوني قائلاً: "بهجت التلهوني"الصديق العزيز ، حقيقة بدأت معرفتي بدولته سماعياً لأن هنالك شخصية قضائية مرموقة ، القاضي بهجت التلهوني وكنت دائماً أتطلع للتعرف على هذا القاضي النزيه الحكيم الذي يتوخى العدالة وبالفعل اصبحت موظفاً في الحكومة الاردنية ومن خلال العمل واللقاءات الرسمية المختلفة بدأت المعرفة الشكلية التي لم تأخذ دور العلاقة المباشرة حتى جاءت مناسبة اجتماعية وتعرفت على دولته في عشاء عند صديق لدولته وجرى التعارف وبدأ بيننا حوار ودي في تلك الجلسة واستمرت تتطور حتى أصبحنا على علاقة تسمى صداقة أخوية متينة تحمل كثيرا من تقديري ومحبتي واعتزازي بتلك العلاقة. طبعا بعد هذا التعارف ، جرى أنه أنا نقلت من وزارة الخارجية في عمان إلى السفارة الاردنية في القاهرة.

    وكذلك تحدث الاستاذ أحمد العقايلة عن بداية المعرفة مع بهجت التلهوني قائلاً: بداية تعارفي مع المرحوم ، كانت 48( أو )49 كنت طالباً في المرحلة الثانوية وكنت أسكن بالقرب من مسجد التلهوني ، وكان المرحوم خليل التلهوني وهو شيخ عشيرة التلهوني ، قائدهم وكبيرهم ، كان يحنو علي وكان صديقا للمرحوم الوالد وزاره دولة المرحوم في بيته وأخذني الحج خليل وقدمني له في (1948م أو 1949م) وشعرت منه بالود والحنان وعطف وإنسانية غمرني بها كلياً وأخذ يسألني عن حياتي "ماذا تريد أن تدرس أي إنهاء الجامعة في الخارج" فأخذ يوجهني وبدأت أراسله من ذلك الحين وهو رئيس محكمة بداية اربد ، فبدأت أبعث له رسائل وهو يوجهني وأرد عليه ويرد علي كنت أحبه وكذلك هو يحبني وبقيت هذه العلاقة قوية متينة حتى عندما كنت أعود من مصر كنت أذهب إلى اربد لزيارته ، أو في أي مكان آخر واستمرت هذه العلاقة متينة وقوية.

    وحول طبيعة العلاقة الأسرية التي كانت تجمع بهجت التلهوني بأسرته فقد كان أبو عدنان عاطفيا جدا بالنسبة لأولاده ، وتولعه فيهم كان كبيرا وكان حنونا ومحبا وعطوفا حتى مع بقية الناس الذين يراهم.

    لا يوجد لديه وقت يكون لقاؤه فيهم قليلا فيعطيهم كل الحنان في الأوقات التي يكون موجودا فيها ، وأي وقت كان عنده إجازة أو وقت فراع كان يمضيه معهم.

    وتحدث عدنان التلهوني عن الخبرة التي اكتسبها من الوالد في مجال العمل الدبلوماسي قائلاً: الوالد كان مدرسة ، ففي مجالسه السياسية كنا نجلس معه أنا أو غسان منذ طفولتنا وعندما يذهب في رحلة في يوم الجمعة ، كنا نرافقه بها ، كان يحثنا على المجالس أو مكان جلسته في الديوان ، في منزله يدعونا لكي نجلس ونرى النقاشات بينه وبين الذين يختلفون معه في الرأي والذين يتفقون معه في الرأي وفي أحاديثه كان عبارة عن استاذ للجميع ، طبعا نحن أبناءه استفدنا من هذه المدرسة التي رُبينا فيها وعليها ، فالوالد كان حنوناً جدا وعاطفته كانت لأولاده ولجميع الناس بشكل عام وطبعا في أيام الديوان الملكي في الخمسينات والستينات كرئيس وزراء كان وقته ممتلئا يعني أنا أتذكر كطفل لم أكن أراه يخرج في الصباح ويعود متأخراً فقط أتذكر أن كل ليلة كان يأتي ويحضر لنا الشوكلاته أو الحلويات ويضعها تحت الوسادة حتى في صباح اليوم التالي نأخذها "أي أنه كان يعوض وقته في الشيء المقدور عليه".

    وأضاف غسان التلهوني قائلاً: أولاً كان أهم صفاته التواضع فكان يتعامل مع الناس كوحدة واحدة ، وبعد ذلك معرفته بأهل البلد ، لا تنسى أن الوالد خدم في اربد ، في الكرك ، في عجلون وهذا التواضع فهو علمنا كيف نتعامل مع العالم ، هذه مدرسة ، عندما يرى أحد في الشارع ويسأله عن اسمه إذا لم يعرف اسمه يعرف أباه أو أمه أو اخواله أو أعمامه وأقاربه ، وأيضا باب البيت لم يغلق بوجه إنسان حتى عندما كان رئيس ديوان.

    الكل يستذكر أنه عندما كان جلالة سيدنا الحسين الله يرحمه يريد أن يستقبل المراجعين يكونون باب الديوان فوراً يدخلون عند بهجت التلهوني فهذه صفة مهمة.

    فيما تحدث الاستاذ حسن إبراهيم عن دور بهجت التلهوني في تحسين العلاقة مع الإتحاد السوفييتي قائلاً: أنا آخذ لمحات من هذا السجل الطويل وأذكر أيضا لما كنت سفيرا في الإتحاد السوفيتي وأصر دولته كرئيس أو نائب رئيس في مجلس الأعيان في ذلك الحين قام بزيارة للإتحاد السوفيتي في عام (1969) وكانت انطباعاتي أن تعامله مع القادة السوفيتيين كان ملتزماً وأذكر أنه عندما لاحظ الإنضباط الموجود عند السوفيتيين واهتمامهم في الصغائر والكبائر طلب من جميع النواب أن نكون ملتزمين وان كان هناك نائب لا يتلزم بالوقت لا ننتظره أبدا لأنه كما قال الباب يفتح الساعة العاشرة فيدخل الضيف فلا يوجد مجال للتأخير وهذا يدل على التزامه وانضباطه وفي أحاديثه مع السوفييت يحب الحديث العفوي ويحب الحرارة ، في الحديث ويبنون أشياء على العلاقات الشخصية يعتبرون أن لها أهمية فكان هو بحكمته العقلية التي عنده قد بدأ بكل كلماته يعطيهم درساً جميلاً في توضيح الأمور وذكرهم بالشكل الصحيح والسليم فهذا انعكس فيما بعد على زيارات متكررة وعلاقاته هنا مع السفير السوفييتي الذي يزور الاردن علاقة متصلة ودعمها عندما تولي رئاسة جمعية الصداقة الاردنية السوفيتية هذه الجمعية على المستوى الشعبي عززت الروابط الاردنية السوفييتية وانعكست على علاقات البلدين وعلى صداقة القيادات وكانت لها شأن كبير في المرحلة الأخيرة.

    وفي الحقيقة نظرتي له أنه كان قاضيا وسياسيا وصديقا وبديهيا وواضحاً وملتزماً ووفياً هذا ما أستطيع أن اختصره لشخص دولته وهذا كله كان منعكسا على خدمة الوطن وجلالة الملك المعظم رحمه الله.

    وقد أضاف الاستاذ أحمد العقايلة قائلاً: رحم الله أبا عدنان فقد كان جريئاً ، واضحاً ، مواجهاً ، بعيد النظر ، عميق التفكير ، سديد الرأي ، ناصحاً وموجهاً ، واسع التجارب ، وفياً لأصدقائه ، خبيراً في قضايا أمته ، إنسانا بكل معنى الكلمة ، كان يتمنى أن تكون الأمة أمة موحدة في قضاياها ، وفكرها ، طروحاتها ، لا تتفرق ودائماً يدعو إلى أمة موحدة في الكلمة والرأي.

    وتحدث الاستاذ عدنان التلهوني قائلاً: الأب المربي الذي حظي بمحبة عائلتنا ، العائلة الصغيرة والعائلة الكبيرة في الاردن والإيمان والولاء للوطن والملك.

    وأكد أيضاً غسان التلهوني قائلاً: رحمه الله هو شجرة زرعت في البلد ، وجذورها ثابتة ولا نزال نتفيأ ظل هذه الشجرة. تغمد الله بهجت التلهوني بواسع رحمته ورضوانه وأدخله فسيح جناته.

    :

  3. #13
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jan 2008
    الدولة
    مقبرة الاحزان وبوح المشاعر وصمت الشفاه
    العمر
    40
    المشاركات
    14,651
    معدل تقييم المستوى
    31
    اليوم نتحدث عن


    عوده القسوس / رجل القضاء والانتماء

    في أواسط القرن التاسع عشر و ما تلاه، كانت الكرك المدينة الأبرز في جنوب الشام، وتعد مركزاً إدارياً كبيراً، ومنطقة إشعاع تعليمي، بالإضافة إلى نفوذها العشائري القوي المنسجم مع الطابع الاجتماعي في تلك الفترة ، وقد أسهم موقعها الجغرافي الحصين ووجود القلعة بحجمها الذي شمل المدينة كلها آنذاك، بالإضافة إلى قربها من خط سير الحجاج ، كل هذه العوامل جعلت من الكرك ذات مكانة فاعلة في إدارة المنطقة ، وذات تأثير واضح في حالتي السلم والحرب ، وقد زاد الواقع الديمغرافي في غنى المنطقة، من خلال الدور الفاعل الذي لعبته العشائر المسيحية مع العشائر المسلمة في تمازج مثالي عز نظيره.

    ففي العام 1877م ولد عودة القسوس من عشيرة الهلسا ، وكان والده سلمان القسوس رجلاً قروياً بسيطاً عمل في الزراعة وتربية الماشية ، وكان أمياً في عصر أعتبر التعليم فيه غير ميسر، ولا يتماشى مع طبيعة الحياة وصعوبات العيش ، لكن عوده القسوس عرف بالذكاء والفطنة من نعومة أظفاره ، فألحقه والده بمدرسة الروم الارثذوكس في الكرك ، فدرس فيها ، وقد تعلم اللغة التركية إلى جانب اللغة العربية وكان متفوقاً في دراسته ، ولم يكن في تلك الأيام معاهد عليا قريبة ، وليس في مقدور الجميع السفر إلى الشام أو اسطنبول طلباً للعلم والشهادات الجامعية ، لذا عندما أنهى عودة دراسته في مدرسة الروم الارثذوكس انخرط في سلك الوظيفة الحكومية.

    تم تعيين عودة القسوس حينها في محكمة بداية الكرك ، وهي وظيفة ليست بالسهلة وتعد منصباً محترماً لا يتوفر إلا للقلة المتعلمة ، وكان هذا التعيين عام 1900م.

    واستطاع من خلال وظيفته وانفتاحه على الناس توثيق صلاته مع أبناء مجتمعه ، وقد استمر في هذه الوظيفة حتى العام 1906م ، حيث شكل هذا العام في حياته فاصلة تحول كبير دفعت به إلى الحياة العامة ، وإلى آفاق سياسية نضالية كبيرة ، فلقد انتخب عودة القسوس عضواً في المجلس العمومي لولاية سوريا، التي ضمت جل المنطقة العربية بين الحجاز والأناضول، وكانت هذه الخطوة فاعلة في وضع هذا الرجل في بؤرة التواصل الوطني القومي، في خضم تحولات متلاحقة مع دخول الحكومة العثمانية مرحلة التتريك والتمييز العرقي ، أو على أقل تقدير إهمال رعايا الدولة من غير الأتراك، وإثقال كاهلهم بالضرائب والتنكيل بأحرارهم ، وكان من إفرازات هذا الوعي، أن أسهم القسوس في الأحداث القومية والوطنية في أوائل القرن العشرين وتأسيس الإمارة.

    بعد ذلك أصبح عودة القسوس مأموراً لإجراء الكرك، منذ العام 1908 م وحتى العام 1916 م ، ثم أصبح لفترة من الوقت مفتشاً للأعشار ، ودلت هذه المناصب على جدارته في الإدارة وتميزه في العمل، بالإضافة إلى مكانته الاجتماعية والعشائرية ، وقد توضحت معاناة العرب تحت حكم جماعة الاتحاد والترقي، وذراعهم في المنطقة والي الشام جمال باشا السفاح لشدة ما فتك بأحرار العرب، وعلقهم على أعواد المشانق في الساحات العامة ، وهو واقع مهد الطريق أمام قيام الثورة العربية الكبرى، وخلال امتداد جيش الثورة العربية جنوب وشرق الأردن بعد تحرير العقبة ، كان كبار رجال الكرك يتواصلون مع جيش الثورة وقادته الهاشميين، ومساهمين في التعبئة والإمداد العسكري ، وهو أمر وصل لأسماع جمال باشا، فألقى القبض على بعض هؤلاء الأعيان، و قام بنفيهم إلى الأناضول في وسط تركيا ، وكان من بينهم عودة القسوس ، وقد طال نفيهم هذا إلى ما يزيد عن العام ، أي حتى نهاية الحرب العالمية الأولى.

    بعد الانتصارات التي حققتها الثورة العربية، وخروج القوات التركية من شرق الأردن ، قام الأمير فيصل من خلال أخيه الأمير زيد بن الحسين، بتشكيل إدارة عربية جديدة في الكرك ، وعين عوده القسوس عضواً في محكمة البداية ومدعياً عاماً ، وقد قام بمهام هذا المنصب حتى تأسيس إمارة شرق الأردن، على يد الأمير عبد الله بن الحسين ، حيث عين عضواً في محكمة الاستئناف بعمان في العام 1921م ، وفي أعقاب أحداث عام 1923م في منطقة البلقاء اتهم بالمشاركة في حركة العدوان ،وحيث تم عزله ونفيه إلى مدينة جدة لستة أشهر ، وقد كان عوده القسوس منتمياً إلى الحزب الوطني الذي ظهر في تلك الفترة .


    لكن العفو صدر سريعاً فعاد القسوس وعمل في المحاماة ، وفي أول انتخابات تشريعية انتخب نائباً عن الكرك في العام 1929م ، ومن ثم عضواً في المجلس التنفيذي ، وشغل منصب النائب العام حتى العام 1938م، حيث أحيل على التقاعد ، وكانت حياته العملية والسياسية حافلة بالأحداث والمنجزات، التي أهلته للتكريم على كافة الصعد وأعلى المستويات ، فقد حاز على عدد من الألقاب والأوسمة منها : النيشان الرابع المجيدي ، والنيشان الخامس المجيدي وكذلك ميدالية الحرب الفضية ولقب بك.

    أما الحكومة الفيصلية في دمشق فقد منحته رتبة قائد ، وخلال خدمته ضمن الحكومة الأردنية حصل على رتبة زعيم فخري، ووسام النهضة من الدرجة الثالثة، ووسام الاستقلال من الدرجة الثانية ، بعد ذلك حاز على لقب باشا من بطريركية الروم الارثذوكس ووسام القبر المقدس من رتبة فارس سنة 1914، ووسام القبر المقدس من رتبة قائد أعظم.

    وكان من حبه للثقافة والعلوم والتراث، أن قام بتأليف كتاب القضاء البدوي وطبع سنة 1936.
    وفي الثاني من أيلول عام 1943 م توفي عودة القسوس في عمّان وعاد جثمانه إلى مسقط رأسه الكرك ، رافعاً بذلك راية الفخر والانتماء في سجل ذاكرتنا الوطنية الذهبي.

  4. #14
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jan 2008
    الدولة
    مقبرة الاحزان وبوح المشاعر وصمت الشفاه
    العمر
    40
    المشاركات
    14,651
    معدل تقييم المستوى
    31
    ونتحدث عن
    بسم الله الرحمن الرحيم



    اسمه: الشيخ مثقال بن سطام بن فندي بن عواد بن ذياب الموح الفايــز

    استلم مشيخة بني صخر بعد وفاة اخيه الشيخ فايز السطام في النصف الاول من القرن العشرين
    وكانت عزوته ونخوته : راعي البلها

    منح لقب " بـاشــا " من الدوله التركيه كما منح نفس اللقب بعد الثوره العربيه الكبرى من الهاشميين مع قيام الاماره الهاشمية في شرق الاردن

    وهو من الاجواد المشهورين والشجعان المذكورين كما كان يتولى القضاء في قبيله بني صخر ويحل مشاكلهم ومشاكل بعض القبائل المجاورة
    قاد جموع بني صخر في العديد من الصدامات والغزوات
    كما انه شارك بني صخر في عهد الشيخ امير الامراء طلال باشا الفايز في معركة (( يوم لقفه )) ضد السرديه ومما قيل في شجاعته في ذلك اليوم :
    اللي توشع الخيل هايل وذوقان ...... ومثقال شوق امجليات الثنايا

    كما تزعم جموع بني صخر لصد هجوم " الاخــوان " الاول وهو مايعرف ((بالكون الاول))
    وقد ذكر الاستاذ الشاعر عبد المحسن الكاظمي من مصر في بيتين ارسلهما الى الامير
    عبد الله بن الحسين الهاشمي يمدح بها فعل بني صخر والشيخ مثقال باشا:
    وليحيا اقوام مثقال فقد وزنوا ...... من الرجال بمثقال قناطيرا

    كما كانت له دعوة الشيخ مثقال الفايز- يرحمه الله- والتي جرى فيها جمع السلاح والمال وتجنيد المتطوعين للقتال إلى جانب الثوار في فلسطين"
    ومن المواقف له المشهورة موقفه مع فردريك بيك الذي كان له مواقف سيئة من بني صخر، الذي كان حانقاً على بني صخر بعد أن سجنه الشيخ مثقال الفايز لمدة يوم أو يومين في غرفة التبن. ولكن الفضل ما شهدت به الأعداء.

    وقد اشتهر الشيخ مثقال بمواقفه الوطنيه ضد الاستعمار ورفضه المعاهده البريطانيه
    الاردنيه عام 1928 م وطالب بإلغائها وفي عام 1931 م طالب بدعم الثوره السورية
    ضد الانتداب الفرنسي .


    ومن الاشعار التي قيلت فيه:
    مثقال مثل هداد سيـــد الجويــه ...... اللي على تسعه وتســـعين مطواع
    لااقفــن بين محــانـي اطويــــه ...... وليـا اقبلن جمه يلاطم شفا القـــاع
    بس الطشيش اللي تطشه ادليـــه ...... يروي دياره مع هـــزاهيز الاقطـاع
    بني صخر اللي على الخيل سيه ...... حــمر النواظـــر عكف الانياب بتاع

    وقيل أيضآ:
    ياراكبن أشعل القعدان
    للشيخ مثقال متعني
    سلم اليا جيت أبوسلطان
    تعذرة ديرته مني
    عادتنانرمي الخيال
    لو هو علي الطير متثني

    وقيل لما أعلن مثقال ترشحة للانتخابات النيابية:
    الصوت يااللي تريد الصوت
    الصوت يصلح لمثقال
    حنا الفايز وهيل بخوت
    ماهي تصاويت رعيان



    ومن القصص عنه:
    قصة شيخ مشايخ بني صخر الشيخ / م
    ثقال باشا الفايز مع الملك عبد العزيز:
    وهذه قصة قديمة يتناقلها كبار السن جيل بعد جيل وتدور حول ان الشريف عبدالله بن الحسين طيب الله ثراه هو والشيخ / مثقال باشا الفايز يرحمه الله ذهبوا للحج في احدى السنيين وصدف وقتها ان غزا الاخوان بقيادة ابن نهير بني صخر وهزموا ووصلت الاخبار الى نجد وقد قدم مثقال باشا للسلام على الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه وكان الملك في مجلسه وحوله اعيان وشيوخ البلد فقال الملك موجه كلامه للشيخ مثقال : يابن فايز علام الربع اللي عندكم رجعوا وما طولو فرد الشيخ مثقال قائلا : يا طويل العمر البلاد ما عجبتهم فقال الملك سمعتوا يالربع رد ابن فايز ما قال ذبحناهم شوفوا رد ابن فايز فقال الملك : يا بن فايز لا والله ماهي الديار ماعجبتهم إلا اهلها عيو بها ( اي ان اهلها ردوهم ).

    قصته مع الشركس:
    يتداول رواة الصقر قصة طريفة عن زيارة الشيخ مثقال الفايز الى الشركس على سيل عمان مصطحبا معه أحد عبيده، حيث قرر مثقال الفايز زيارة الشركس الذين أقاموا على رأس العين في وادي عمان، وهم أقوام مسلمة من بلاد القوقاز فروا بأرواحهم وذراريهم ودينهم من ظلم الروس، وانتشروا في بلاد الشام، ومع حلول عام 1890 بدأ إستقرارهم في البلقاء، وكانوا عجم، لا يفقهون من العربية شيئا، سوى بعض الكلمات من القرآن الكريم، وكلمات تساعدهم في تدبر أمورهم وأحوالهم، حتى أنهم كانوا يؤنثون المذكر ويذكرون المؤنث، ولا يفقهون عن عاداة وتقاليد العرب شيئا.

    فلما وصل اليهم، حيوه بتحية الملوك، وهبوا يخدمونه، ولا يصدقون أنفسهم أن مثقال الفايز حل ضيفا عليهم، وبدأوا يتشاورون حول كيفية إكرام هذا الضيف المرموق، إكراما يليق بمقامه، فاحتاروا ماذا يقدمون له من أصناف الزاد، فاستقر أمرهم بعد شد وجذب على أن يذبحوا له أكبر وأعز حيوان يملكونه، وكانت ثروتهم من الكدش والبغال والحمير القبرصية تجر لهم عرباة أحضروها معهم من بلادهم، سمع العبد تهامسهم ، فهمس في أذن عمه قائلا: ودهم يذبحون لك كديش، فقال له مثقال: أمك على أبوك لا تخليهم يسمعونك. وبينما هم كذلك بدؤا بفك أحد الكدش وسحبوا السكاكين، فقال مثقال الفايز للعبد: رح قولهم عمي أوصاه طبيبه الخاص أن لا يأكل الا لحم الخروف الصغيرة، فذهب العبد وأوصل لهم الرسالة، فذبحوا له ما طلب.





    وهنا مقال لحسن البراري في جريدة الغد يتحدث فيه عن دور مثقال الفايز:
    ما يدفعني للكتابة عن أحد أبرز سياسيي الأردن في النصف الأول من القرن الماضي هو بالفعل إحساسي بغياب الكتابات المعرفية الشائعة عن دور ومساهمة هؤلاء في تشكيل الأردن بالصورة التي تطور بها تاريخيا.

    وبما أن الحديث هو عن رموز الأردن "الآباء المؤسسين"، فإن مثقال الفايز هو بلا شك شيخ العشيرة السياسي الأبرز الذي لعب دورا كبيرا في المساهمة بااستقرار إمارة شرق الأردن وفي الدفاع البطولي عن سيادة هذا الكيان أمام غزوات "الخوين" التي كانت تمثل التحدي أو لنقل الخطر الاستراتيجي الأكثر عدائية لإمارة شرق الأردن بعد الخطر الصهيوني. وبالتالي تحمل مثقال الفايز وعشيرته العبء الأكبر، إذ لو سقط هذا الخط أما غزوات الخوين، لربما تغيرت خارطة الإقليم.



    قرأت مؤخرا كتابا صادرا في لندن للمؤلف يوآف ألون، الذي يحمل درجة الدكتوراه من جامعة أكسفورد، ويعتبر من أهم المختصين والباحثين في العلاقة بين القبيلة والدولة في الحالة الأردنية. بعد الاضطلاع على الوثائق البريطانية والإسرائيلية والمراسلات بين زعماء تلك المرحلة، أظهر الكتاب مثقال الفايز بأنه السياسي الأبرز في شرق الأردن في الفترة المشار إليها. وسبق لهذا الباحث أن خصص أطروحة متكاملة عن دور مثقال الفايز في تلك الحقبة التاريخية المهمة.



    لا أحد يستطيع التنكر لمقدرة وحنكة مثقال الفايز في أدواره المتعددة (شيخ عشائر بني صخر وسياسي أردني بارز) ولتركته السياسية في الموازنة بين الولاء للعرش والاستقلالية بشكل يطرح نموذج سياسي غير ريعي. فقد أبدع في اللعب على التوازنات الداخلية والإقليمية وساهم في بناء وتطور الكيان الأردني بهذا الشكل.

    مساهمات مثقال الفايز السياسية لم تقتصر على بناء الوطن أو الدفاع عن الوطن عندما تعرض لأشرس الهجمات، لكنه أيضا كان له موقف قومي في فلسطين. وقد حاول جاهدا أن يطرح فكرة التدخل في فلسطين عندما اندلعت الثورة الفلسطينية (1936-39). وكان السبّاق في الدعوة لعقد مؤتمر لشيوخ العشائر في أم العمد (عاصمة بني صخر)، للتفكير في وضع إستراتيجية تدخل في فلسطين لمناصرة الفلسطينيين في نضالهم المزدوج ضد بريطانيا والحركة الصهيونية.

    وكانت بريطانيا تنظر إلى الفايز كأكثر شيخ عشيرة نشاطا في الشأن الفلسطيني وهو أمر مقلق بالنسبة للانجليز. ويؤكد غلوب باشا في تقاريره التي كان يبعث بها الى عاصمة الضباب أن مؤتمر أم العمد كان مصدر قلق كبير له وللمشروع البريطاني في المنطقة.

    وهنا تجدر الإشارة الى أن موضوع الثورة الفلسطينية والحركة الصهيونية والمشروع البريطاني في فلسطين هو أكبر مما يمكن للعشائر مجتمعة أن تقوم به. لكن هذا الحراك ساهم في تعزيز المشاعر القومية للأردنيين التي تفجرت لاحقا إذ أصبح هذا الشعور مصدر الهام للعديد من السياسيين الذين جاءوا في مرحلة الاستقلال وكان لهذه المشاعر دور في زيادة منسوب بسالة الجيش الأردني في القدس واللطرون وباب الواد وغوش عتصيون.

    ولا يكفي أن يشار الى هؤلاء الزعماء أمثال مثقال الفايز وحسين الطراونة وصايل الشهوان العجارمة وسلطان العدوان ورفيفان المجالي وحمد بن جازي وغيرهم في بعض كتابات المؤرخين الأردنيين. هؤلاء الزعماء وإن اختلقوا وتخاصموا فيما بينهم وإن اختلفوا مع الحكم المركزي في بعض الأحيان، فقد كان لحراكهم الأثر الكبير في تشكيل الأردن. ويستحقون منا أن تفرد لهم الكتب والأطروحات العلمية.

    الأردن ليس صنيعة العامل الخارجي، كما يصر المستشرقون وبعض الأكاديميين العرب الذين بلعوا رواية المستشرقين. في قصة قيام الأردن هناك عامل داخلي له علاقة بالحراك الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الذي من رموزه البارزين مثقال الفايز.

    هذا العامل الداخلي تم تجاهله لأسباب عديدة، لكن حان الوقت ليتصدى الباحثون الأردنيون لمهمة إعادة الاعتبار لرموزه المؤسسين.




    وفاته:
    توفي في أواخر الستينيات من هذا القرن ودفن في ام العمـــد فتغمده الله بواسع رحمته

    وعقب عدد من الابناء ومن اشهرهم :
    الشيخ سلطان وهو اكبرهم
    الشيخ عاكف باشا
    الشيخ سامي مثقال الفايز وهو شيخ مشايخ بني صخر الحالي
    الشيخ طايل
    الشيخ طلال



    في النهاية ارجوا ان اكون قد وُفقت في جمع كل المعلومات عن حياة الشيخ مثقال باشا الفايز

  5. #15
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jan 2008
    الدولة
    مقبرة الاحزان وبوح المشاعر وصمت الشفاه
    العمر
    40
    المشاركات
    14,651
    معدل تقييم المستوى
    31
    نتحدث اليوم عن

    مشهور حديثة الجازي ... قائد معركة الكرامة و مستشار جلالة الملك الحسين الخاص

    أرض الأردن سجل بطولة لا ينتهي، و منبت ابطال أفذاذ، خطوا على هام الكرامة أسماءهم المتوجة بالغار والعز، فالارض رباط للخيل المتأهبة لساحات الوغى، والرجال العرب الأردنيون تعلو قاماتهم، كلما تعاظمت هممهم وتجاوزت طموحاتهم حدود الوطن، اتساعاً والسحاب علواً.

    هكذا تكون البطولة، كبيرة وعظيمة، ويمتد تأثيرها لاجيال قادمة، وتدخل في اقاصيص الرواة، وحكايات الجدات، فهذا هو حال البطولة عندما تهزم جيشاً همجياً، وتغير أسطورة من بين تلابيب التاريخ، وتنهض بأمة أدمتها الهزائم، وفت في عضدها تلاحق الانكسارات.

    الكرامة ولدت هنا، ولدت على أيدي نشامى الجيش الذي حمل تاج العروبة منذ ولد أول مرة على سروج الخيل.

    لقد حمل مشهور حديثة الجازي قلماً من نور ونار، سطر مع جنوده الميامين سفر الانتصار الكبير، وجعل من أرض غور الاردن، وازقة الكرامة حصناً تتحطم عليه أطماع المعتدين، فتدمر مدرعاتهم ويقتل جندهم، وتتسرب عزائمهم بين خنادق المدافعين وفوهات المدافع، التي امطرتهم موتاً ورعباً ما زال يعشعش في ذاكرتهم، وحتى اليوم صدى الكرامة يمتد فينا ترنيمة فخار وفداء، ويكسبنا دفعاً للعمل ومراكمة الانجاز في كل المواقع.

    ولد هذا الفارس النبيل في مضارب قبيلة الحويطات التي تمتد مناطقها في محيط معان، وهي قبيلة ضاربة في التاريخ، وتفترش جغرافية واسعة في جنوب الاردن، وقد كان لها شأن كبير في معارك الثورة العربية الكبرى، وفي الجهود التي أسهمت في تأسيس الإمارة فيما بعد، ولد مشهور الجازي عام 1928م، وترعرع بيبن ابناء عشيرته، متشرباً فروسية البادية ونبل أخلاقها، وشجاعة رجالها، فهم مقاتلون اشداء، كرماء بلا حدود، أكسبتهم الصحراء القدرة على تحمل الصعاب، وإمعان النظر في البعيد، والاخلاص للوطن والأرض.

    وما إن اشتد عوده حتى التحق بالجيش العربي الأردني، عندما انضم الى قوة البادية في صيف عام 1943م، وكان مختلفاً عن نظرائه بما يحمل من حلم كبير وطموح بمستقبل يسهم في صنعه، فكان ذكياً، سريع التعلم، وهذا سهّل عليه الانتقال الى جناح الثقافة في عمان عام 1946م، واشترك بعد ذلك بسنة واحدة بدورة تاهيل المرشحين التي اجتازها بنجاح، فالتحق بكتيبة المشاة الثانية، وكان خلال ذلك مجداً ومتميزاً في مهامه وانضباطه العسكري، حيث استطاع بفضل اجتهاده ومثابرته، من ان يصبح قائداً للواء المدرع /40 الذي اصبح من أفضل الالوية جاهزية وانجازاً

    بعد ذلك تم تعيينه قائداً للجبهة الشرقية، كل ذلك تم خلال فترة زمنية قصيرة، اكدت على جدارته وأكسبته خبرة عسكرية لا يستهان بها، وفي فترة بالغة الحساسية، التي حملت معها احداثا جساما، عيّن قائداً للفرقة الاولى في العام 1967، حيث أسندت إليه مهمة إعادة تنظيم القوات الاردنية في اعقاب حرب حزيران، حيث عانت الجيوش العربية من فقدان الثقة وانخفاض الروح المعنوية، وعمل الجازي خلال فترة وجيزة على إعادة التنظيم، ورفع معنويات الجنود وإعادة بناء قدراتهم عسكرياً ونفسياً وهو عمل ليس بالهيّن والبسيط.

    وكانت اسرائيل تعيش حالة الانتشاء، الذي وصل حد الغرور، ورغبت بمعاقبة الاردن لدعمه للنضال العربي والفلسطيني، وخططت لإحتلال غور الاردن وتحويله الى شريط امني شاملاً ذلك مرتفعات السلط الاستراتيجية، وظنت أن مغامرتها العسكرية في 21/3/1968م مجرد نزهة قصيرة، لكن نشامى الجيش الاردني، وعلى رأسهم مشهور حديثة الجازي كان لهم شرف مواجهتهم وصدهم ببسالة أذهلت العدو وافقدته توازنه، حتى اضطر العدو الى ربط جنوده وضباطه داخل الدبابات والمدرعات، لكي يمنعهم من الهرب من أرض المعركة، التي حوّلها فرسان الجيش الى جحيم وأذاقهم الهزيمة لأول مرة، وحطم أسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر، وكانت المعركة عنواناً للتلاحم الوطني في أروع صوره، والذي منح للعرب نصراً كانوا بأمس الحاجة إليه بعد خسارتهم لحرب الـ67.

    هكذا كان يوم الكرامة، حين عزف ابناء الوطن لحن العز حول قائد البلاد، المغفور له الملك حسين بن طلال، القائد الاعلى للقوات المسلحة الاردنية، والذي قاد المعركة من مقر غرفة العمليات، وكان اول من دخل أرض المعركة بعد توقف اطلاق النار، عندما طلبته اسرائيل لأول مرة منذ عام 1948م.

    أصبح الجازي قائداً عاماً للقوات المسلحة الاردنية في 11/6/1970م، واستمر في هذا المنصب حتى شهر أيلول، حين عيّن مستشاراً خاصاً لجلالة الملك، فقد حصل أثناء خدمته السابقة على درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية من كلية الاركان الباكستانية، حتى انه اتقن اللغة الانجليزية بشكل لافت، ولقد أسهم في ذلك اشتراكه في دورات عديدة في بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية وغيرها، وأحيل على التقاعد في أواخر عام 1970م، بعد خدمة عسكرية طويلة، وحافلة بالمنجزات التي نفاخر بها حتى اليوم.

    توجه الجازي الى خدمة الاقتصاد الاردني، فخدمة الوطن لا تقف عند حد، فأسهم في تأسيس بعض الشركات، خاصة في مجال الملاحة البحرية والتخليص، ثم انشأ شركة للمياه المعدنية تعرف اليوم بشركة غدير للمياه المعدنية، وفي القطاع المصرفي كان احد مؤسسي البنك الاردني الكويتي، وعضواً في مجلس إدارته لعدة دورات، بالاضافة لعضوية مجلس إدارة بنك الإنماء الصناعي، وكذلك شركة مصانع الزجاج الاردني ،، وفي الجانب النقابي شغل منصب نائب نقيب وكلاء الملاحة البحرية.

    وفي يوم الثلاثاء 7/ تشرين الثاني من 2001م، سكن الحزن قلوب الاردنيين وكل الاحرار العرب، عندما غيّب الموت هذا البطل الكبير وصاحب الشخصية العربية الفذة، فكان مثالاً للشجاعة والتضحية والنبل، ومضى كما الفرسان الذين استعصوا على بنادق الاعداء و نيران مدافعهم، لكنه ترجل كمقاتل منتصر، ورحل مرفوع الرأس، مطمئن النفس، قرير العين، فهنيئاً لك كل هذا المجد، و ستبقى منارة من نور تضيء فضاء ذاكرتنا الوطنية الزاخرة بالبطولات. :jor:

  6. #16
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jan 2008
    الدولة
    مقبرة الاحزان وبوح المشاعر وصمت الشفاه
    العمر
    40
    المشاركات
    14,651
    معدل تقييم المستوى
    31
    ~ أردنيون ~


    دولة الأستاذ المجاهد سعيد المفتي

    *عملية «النخوة الأردنية» الحقت بالجيش الفرنسي اكبر كوارثه
    *المفتي عضوا في اللجان الوطنية لمقاومة الاحتلال
    *الأردنيون يشاركون بالجهاد في كل البلاد العربية

    يعتبر دولة المرحوم سعيد المفتي من زعماء الأردن الذين ساهموا في تأسيسه ودعموا مسيرته.
    كان في طليعة مستقبلي الأمير عبدالله بن الحسين حين وصوله من الحجاز عام 1921 واستضافه في بيته عدة أيام.
    سانده وعمل معه واستمر في عطائه له حين وُلِّي الأمير ملكا على الأردن.
    واستمر مع إبنه الملك طلال بن عبدالله ومن بعده الملك الحسين بن طلال.
    ولد في عمّان عام 1898 وتوفي عام 1989 ودفن فيها.

    القليلون من أبناء شعبنا العربي وبخاصة شعبنا الأردني يعرف ان دولة الاستاذ المرحوم سعيد المفتي، اشترك في 13 معركة ضد الاحتلال الفرنسي لسورية، قبل معركة ميسلون وبعدها، وتشهد له بذلك وثائق الثورة الجولانية الأولى عام 1919م، ووثائق الثورة الحورانية من عام 1920 الى نهاية عام 1923م.

    فالحديث عن سعيد الشاب المقاتل يختلف تماما عن سلوكية سعيد الطالب الفتى في مكتب عنبر الدمشقي.

    فالمصلحة بين القلم و الكتاب من جهة، و البندقية و ذخيرتها من جهة ثانية، احدثت نقلة نوعية في نضج الوعي السياسي، والتفكير بالهمّ القومي والوطني، والإنساني، فأصبح سعيد المفتي وهو في ريعان الشباب زعيما وطنيا، دخل في دائرة الضوء الى جانب الكبار، وعلما رغم انوف الذين حاولوا ان يتجاوزوه من امثال الذين وضعوا بضاعتهم في سلة المندوب السامي البريطاني آنذاك، وهو الذي قال لهم: «... إلاّ أن المخجل والمحزن في آن معا، أن فئة محسوبة على هذا الوطن، لا تزال غير عابئة بما يجري حولها او مكترثة لواقعها المأساوي الذي ارتضته لنفسها، مكتفية في مواجهة ذلك كله بالمراهنة على اطراف التآمر ، بدلا من استنهاض الهمم، وشحذ العقول والنفوس للخروج من مأزق ما جاء معلبا من عواصم الغرب..».

    عندما قاد سعيد المفتي جيشا شعبيا من البلقاء تألف من ألف مقاتل للإشتراك في معركة ميسلون عام 1920م، قال له مودعا الفريق المتقاعد ميرزا عباس باشا: «كانت البلقاء بوابة الفتح للعرب في اليرموك، فجددوا العهد لأمتكم».

    فرد عليه: «نحن لها يا عماه، ونرجو ان نصل الى ارض المعركة قبل نشوبها».

    منذ تلك اللحظة التاريخية اصبحت البندقية رفيقة دائمة له، توسدها في طفس، ومزيريب، وغباغب، وظلت المحرك الأساس لغضب ذاكرته حتى قدوم الأمير عبد الله بن الحسين الى شرق الأردن، فتحول المقاتل الى رجل سياسة، وكان من فرسانها الأوائل، ومن اول مجلس تشريعي الى اول مجلس نيابي، الى وزارة الداخلية، ثم الى رئاسة الحكومة، وكان الرئيس التاسع للوزارة الأردنية، وكان يعرف متى يكون في سدة الحكم، ومتى يعتذر، ومتى يكون معارضا ومتى وكيف يكون مواليا، فالأحداث كانت تفرض عليه تحديد مواقفه، فكان شامخا بعزة وكبرياء الوطن، يرنو لمستقبل اردنه وأمته، يتطلع الى صياغة تاريخ الأردن الحضاري المنشود، لذلك كانت سيرته السياسية مستوحاة من معاني الالتزام بالمواقف الوطنية، والغيرة على الوطن، ونستلهم منها معاني شرف الانتماء، ونستخلص من خلالها معنى الاستجابة للتحدي كمدخل ضروري الى المستقبل، الذي كان يريده لوطنه وأمته.

    دوره في اللجنة الوطنية - فرع البلقاء:

    بعد تشكيل الحكومة العربية الفيصلية بدمشق، وتتويج الامير فيصل ملكا على سورية الطبيعية، توضحت معالم المؤامرة الكبرى على هذه الدولة الفتية من قبل اطراف سايكس - بيكو، والذين سمّو انفسهم بـ (الحلفاء)، وصدّق العرب كذبهم وخداعهم، تداعت الشخصيات والقوى الوطنية الى تشكيل (اللجنة الوطنية العليا) للدفاع عن مكتسبات العرب، وقطف ثمار التضحيات خلال عمليات الحرب العالمية والثورة العربية الكبرى، وتألفت هذه اللجنة من جميع الشرائح السياسية، وانبثقت عنها عدة لجان فرعية في المدن السورية و الأردنية و اللبنانية ، وكانت لجنة البلقاء مؤلفة من السادة: سعيد المفتي، و سعيد خير، و سعيد ابو جابر، و سعيد الصليبي، و محمد الداوود، و ناظم عبد الهادي، و القائمقام محمود الشهابي، وكان الشيخ كامل القصاب رئيسا للجنة العليا، وكانت اللجنة الفرعية تصرف لكل من يذهب الى دمشق من اعضاء المؤتمر السوري (البرلمان) مبلغ / 600 / قرش ذهب بدل سفر ومصاريف الى دمشق.

    وعندما اجتمعت لجان المناطق و المدن الأردنية في دار البلدية بعمان، مازح عبد الرحمن ارشيدات سعيد ابو جابر ، وسأله هل اخترتم أعضاء لجنتكم من شخصيات تحمل اسم سعيد؟؟ فضحك ابو جابر وقال له: لأنكم اخترتم الوجوه التي تحمل اسم (عبد الله)، وكانت لجنة اربد مؤلفة من الوجهاء: عبد الرحمن ارشيدات، وعبد القادر التل، وعبد الرحمن الشرايري، وعبد العزيز الكايد العتوم، بالاضافة الى سليمان السودي وسامح الحجازي - ويومها اطلق على لجنة البلقاء (عمان - السلط) (لجنة السعداء) ولجنة الشمال (اربد - جرش) لجنة (العبيد)

    وذكر الشيخ تركي الكايد في أوراقه «ان اللجان الفرعية في المناطق الأردنية كانت من انشط اللجان في المناطق العربية، وقد جمعت المال والسلاح، وعقدت فيما بعد المؤتمرات التي استنكرت مواقف الحلفاء، وساندت الملك فيصل، ودعمته بالبرقيات التي ارسلت له عندما كان يشارك بمؤتمر الصلح».

    وقد تحدث المفتي كثيرا عن اعمال اللجنة الوطنية العليا وعن اللجان التي شكلتها، واشاد القائد صبحي العمري في كتابه عن معركة ميسلون بالدور الريادي الذي لعبه الشاب سعيد حبجوقة (المفتي) بجمع التبرعات المالية، وتنظيم الشراكسة في التطوع الشعبي الذي سبق معركة ميسلون، وذلك من خلال اللجنة الوطنية لمنطقة البلقاء.

    اما اللجان التي شارك في تأليفها سعيد المفتي، وشهد له بذلك المجاهد نبيه العظمة وأوردها الدكتور علي سلطان في كتابه عن (سورية في العهد الفيصلي)، صفحة 103 فهي:

    1- لجنة الدعاية والتذكير بالتاريخ العربي والإسلامي.

    2- لجنة العمل للوحدة السورية «وكانت تتألف من السوريين واللبنانيين، والأردنيين، وكان تشكيلها ردّ فعل على تجزئة البلاد السورية، كغنائم حرب بين بريطانيا وفرنسا».

    وذكر علي خلقي الشرايري في مذكراته (مخطوط) بأنه استعان بهذه اللجنة عندما اعلن ثورته من الجولان ضد القوات الفرنسية في كانون الأول 1920م، ومدته باكثر من / 250 / مجاهدا من
    المناطق الأردنية.

    3- لجنة الإخاء الوطني «لحفظ الوحدة الوطنية بين مختلف فئات الشعب ومذاهبهم في وقت كان الفرنسيون يبذلون جهدهم للتفرقة بين الطوائف، ومثلهم بذل اللنبي وبقية الضباط الإنكليز في الأردن وفلسطين».

    4- لجنة الاحتفاء بالزائرين «لتسهيل مهمة القادمين من الأقطار العربية ولإقناعهم بالمساهمة في القضايا الوطنية، وتفشيل السياسة البريطانية والفرنسية القائمة على تخويف العرب من بعضهم».

    5- لجنة الدفاع عن الاستقلال «وكانت مهمتها جمع المتطوعين وإمدادهم بالسلاح والذخيرة».

    وذكر سعيد المفتي بأن ملفا خاصا عن اعمال ومنجزات اللجان الوطنية قام بتسليمه الى الأمير عبد الله، خلال زيارة الأمير لمنزل المفتي عام 1926م، وبحضور المرحوم هاشم خير.

  7. #17
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jan 2008
    الدولة
    مقبرة الاحزان وبوح المشاعر وصمت الشفاه
    العمر
    40
    المشاركات
    14,651
    معدل تقييم المستوى
    31
    نتحدث اليوم عن

    الشهيد الرائد فراس العجلوني

    ولد فراس العجلوني في عنجرة عجلون 1936 في المملكة الأردنية الهاشمية.
    بعد أن انهى دراسته الثانوية التحق بسلاح الجو الملكي الأردني عام 1954 ليكون طيارا مقاتلا.
    تلقى تدريباته العسكرية الأولية في الأردن ثم أرسل إلى بريطانيا في عدة دورات. ترقى في مناصبه حتى أصبح برتبة رائد وأصبح قائد سرب.

    شارك الشهيد بالتعاون مع زملائه من طياري سلاح الجو الملكي في قصف وتدمير عدد من الاهداف العسكرية الإسرائيلية والطائرات في مطار اللد و حيفا وغيره خلال العدوان الإسرائيلي عام 1967 .

    وكان الشهيد اشترك مع رفاق السلاح في أول معركة جوية مع طيران العدو الإسرائيلي عام 1966 واسقطوا بكفاءة قتالية ومهارة تكتيكية عدة طائرات إسرائيلية من نوع ميراج التي كانت تعتبر في حينها من احدث واقوى الطائرات العسكرية المقاتلة، وقلده اثر ذلك المغفور له باذن الله الملك الحسين بن طلال وسام الاقدام العسكري.

    استشهاده

    كان قائد السرب مع زملائه الطيارين في مطار المفرق حين بدأت طائرات الميراج الإسرائيلية بالإغارة على المطار بهدف تدميره وتدمير جميع الطائرات فيه.
    وتحت القصف الجوي بدأ فراس يعدوا باتجاه الطائرات التي كانت تقتنصها الطائرات الإسرائيلية واحدة واحدة، فاختار إحداها قبل إصابتها وركبها وأقلع بها لمواجهة أسراب الطائرات الإسرائيلية. استطاع وحده الإقلاع والهبوط عدة مرات ليشتبك فيها مع الطائرات المعادية.
    إلا أن الدمار الذي أحدثه القصف الإسرائيلي في مدرج المطار أعاقه من الإقلاع في المرة الأخيرة، فقصفته الطائرات الإسرائيلية واستشهد في طائرته على أرض المطار. لم تعد طائرات سليمة أخرى للطيارين الآخرين ولكنهم صمدوا مع قائدهم في تجهيز طائرته في كل مرة يقلع فيها. لم يقبل أن يقوم بالمهمة غيره حتى أستشهد.

    تمكن الطيارون الأردنيون الباقين من الانتقال برا إلى القاعدة الجوية العراقية (هاء 3 ) الرايضة على الحدود الاردنية العراقية. وفور وصولهم، وفرت لهم القوات الجوية العراقية عددا كافيا من طائرات الهوكر هنتر. وفي هجوم جوي واحد للطائرات الاسرائيلية على القاعدة العراقية تمكن الطيارون الأردنيون من اسقاط 9 طائرات اسرائيلية من طرازات مختلفة.

    في ذكراه

    سمي شارع في إربد بإسمه
    سمي ميدان بإسمه في عمان
    سميت مدرسة بإسمه في عمان
    صدر كتاب للصغار عنه في عمان بعنوان أسد فوق حيفا، كتبته الكاتبة الفلسطينية روضة فهيم محمد الفرخ، أصدرته دار كندة،1986.

    [/

  8. #18
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jan 2008
    الدولة
    مقبرة الاحزان وبوح المشاعر وصمت الشفاه
    العمر
    40
    المشاركات
    14,651
    معدل تقييم المستوى
    31
    ونتحدث عن



    **ولد روكس العزيزي في مدينة مادبا الأردنية عام 1903. وهو من عشائر العزيزات المسيحية الأردنية ومن أحفاد الغساسنة. وقد تعلم روكس في مدارس اللاتين واشتغل بالتدريس فترة ولكنه لم يلبث أن هجره إلي الكتابة الأدبية. توفي في 21 ديسمبر 2004.

    عمله :


    ترك المدرسة عام 1914 عند بداية الحرب العالمية الأولى، ودرسه مدرسين في البيت أعدهما له والده أحدهما درسه الإنجليزية والآخر درسه الفرنسية. بدأ بتدريس اللغة العربية في مدرسة اللاتين في مادبا عام 1918. وحين تركها عام 1942 التحق بسلك التدريس ثانية في كلية الترا سانتا في القدس ليدرس الأدب العربي واستمر فيها حتى عام 1948. رجع ليعمل في التدريس ثانية في مادبا واستمر حتى عام 1974.
    نشاطه الأدبي :


    أصدر نحو ثمانين كتابا منها قاموس اللهجات والأوابد الأردنية ومعلمة للتراث الأردني وسلسلة المنهل في تاريخ الأدب العربي وسلسلة الزنابق. وله دراسات عن العشائر الأردنية وقصص مستوحاة من الصحراء. وتواصل روكس مع كثيرين من أعلام عصره كشيخ العروبة أحمد زكي باشا والدكتور أحمد زكي أبو شادي رائد جماعة ابولو الشعرية.

    - كان أول مراسل صحفي أردني لجريدة الأحوال اللبنانية.
    - كان رئيس رابطة الكتاب الأردنيين عام 1976.
    - ممثل الرابطة الدولية لحقوق الإنسان في الأردن منذ عام 1956 حتى وفاته.
    - عضوية شرف في مجمع اللغة العربية الأردني.

    ومن أهم أعماله التي تم إنتاجها دراميا:

    - نمر العدوان
    - رجم الغريب
    - محاكم بلا سجون


    تقديرات نالها :


    - وسام التربية والتعليم
    - وسام الصليب الأبيض - شهادة يوبيل جلالة الملك حسين في الأدب عام1977.
    - وثيقة التقدير الذاتية عن أعماله المتميزة عام 1982.
    - جائزة الدولة التقديرية في مجال الآداب - وسام الحسين للعطاء المتميز



    روكس العزيزي عاشق البادية وعرّاب التراث
    منهجه البحثي أثرى المكتبة الشعبية العربية


    بقلم: قاسم الرويس
    غيب الموت قبل فترة قصيرة أحد مثقفي العرب الموسوعيين بل هو جدير بلقب عميد المثقفين فقد رحل وعمره يزيد على القرن بسنتين ولا يعرف مثقفاً عربياً وصل إلى هذا العمر المديد، ذلكم هو العلامة الأردني روكس زائد العزيزي عاشق البادية وعرّاب التراث الشعبي. روكس العزيزي المعلم والأديب والمؤرخ والكاتب والباحث والصحفي والناقد الذي يدهشك بغزارة إنتاجه وتنوع مؤلفاته وبحوثه ابتداءً من كتب تراثية وتاريخية وصولاً إلى ما كتبه عن البادية والتراث والقبائل والأنساب والعادات والتقاليد الأمر الذي يؤكد على سعة اطلاعه وعمق ثقافته.
    كان مولد العزيزي في مدينة مادبا في الرابع والعشرين من أغسطس عام 1903م وسمي روكس تيمناً بالقديس روكس الذي يصادف عيده السابع عشر من الشهر نفسه، درس الأدب العربي والبيان وتاريخ العرب لستة وخمسين عاماً بلا انقطاع في الأردن وله من المؤلفات ما يربو على السبعين مؤلفاً وبحثاً اشهرها معلمة للتراث الأردني الذي يقع في خمسة أجزاء وقاموس العادات والاوابد واللهجات الأردنية والمنهل في تاريخ الأدب وازاهير الصحراء وأبناء الغساسنة. وعمل في حقل التعليم حوالي ستين سنة، وكتب مذكراته منذ عام 48م ومن الأحداث المؤلمة في حياته هو نهب جميع محتويات مكتبته في القدس وكان بها 20 مخطوطاً جاهزاً للطبع ولما يئس من الحصول على المنهوبات أعاد تأليف جميع كتبه المنهوبة وخاصة كتابه الشهير (قاموس العادات واللهجات والأوابد الأردنية) الذي يعتبر مرجعاً مهماً في توثيق التراث بل إنه يُدَّرس في جامعات أمريكا وأوروبا وكذلك كتابه الآخر (معلمة للتراث الأردني)، عمل العزيزي على نقل المرويات الشفهية عند البادية وتحويلها إلى مسلسلات تلفزيونية درامية فله أربعة مسلسلات تلفزيونية خلد بها قيم وأدب البادية الأردنية منها (رجم الغريب) ونمر العدوان).

    قام بدراسة عن الشاعر المعروف (نمر بن عدون) ما زالت هي الأفضل لهذه الشخصية تناول فيها قصة حياته معتمداً على المقابلة والتوثيق وجاء فيها بقصائد لم ينشرها قبله أحد.

    من أعماله التي أثارت كثيراً من ردود الفعل «فريسة أبي ماضي» وهو كتاب اصدره عام 1956م وناقش فيه قصيدة «الطين» وقارنها بما ابدعه الشاعر البدوي علي الرميثي حيث رجح أن قصيدة الرميثي هي أصل قصيدة الطين لشاعر المهجر إيليا أبو ماضي ولكي يتصور القارئ هذه المقارنة سنذكر بيتاً من قصيدة الرميثي ثم نعقب بالبيت المشابه من قصيدة أبي ماضي، قال الرميثي:

    يا خوي ما حنا فحمة مابها سنى

    ولا أنت شمساً تلهب الدو بضياه

    وقال أبو ماضي:

    يا أخي لا تمل بوجهك عني

    ما أنا فحمة ولا أنت فرقد

    وقال الرميثي:

    لصار ما تأكل ذهب يوم تبلى

    يا اخوي وش نفع الذهب يوم تقناه

    وقال أبو ماضي:

    أنت لا تأكل النضار إذا

    جعت ولا تشرب الجمان المنضد

    له مشاركات عديدة في عدد من الدوريات السعودية كالعرب والمنهل والدارة وعالم الكتب والتي نشر فيها بحوثه المتنوعة.

    سبب اتجاهه لدراسة البادية:

    لا شك أن العزيزي من الرواد في جمع التراث الشعبي، والاهتمام بقصص البادية، واشعارها، تحدث العزيزي عن سبب اتجاهه بأبحاثه وكتاباته إلى البادية التي لم يكن يخطر على باله أن يرتادها أو يطوف بها أو يكتب عنها حرفاً فذكر قصة ظريفة نوردها هنا، حيث اتفق أنه في أحد الأيام الممطرة في شهر شباط من عام 1922م أن كان العزيزي منحدراً من المدرسة التي يعمل بها فشاهد عند دار الحكومة رجلاً بدوياً وقد أحاط به أربعة من جباة الضرائب والبدوي يصرخ بأعلى صوته «يا رجال اعتقوني لوجه الله، ذبحني البرد» وكانوا قد أخذوا بتلابيبه وانتزاع ما وجدوه معه فلما رأى العزيزي رفع صوته وقال «أنا بوجهك»، فقال العزيزي: «وصلت» فدفع لجباة الضرائب ما يطالبون البدوي به وصحبه إلى داره فأكرمه غاية الإكرام وبات عنده وسامحه بما دفعه عنه فلما أصبح البدوي إذا هو يملي على العزيزي قصيدة يثني فيها عليه لموقفه النبيل، أعجب العزيزي بوفاء الرجل وثنائه بالمعروف فسجل الحادثة في مقال وبعث به إلى جريدة أسبوعية تصدر في القدس اسمها (رقيب صهيون) فنشر المقال وكان أول مقال يُنشر للعزيزي فلما قرأه المسؤولون في عمان أوفدوا مفتشاً يطلع على حقيقة الأمر فلما ثبت صدق المقال ألغيت ثلاث ضرائب شجع ذلك العزيزي على أمرين:

    1 - مواصلة الكتابة للجرائد.

    2 - دراسة أحوال البدو.

    ومن مناهج العزيزي التي التزم بها في بحوثه ذات العلاقة بالأدب الشعبي ذكر اسم الراوي وتاريخ الرواية وهذا أمر يلاحظه كل من يقرأ شيئاً من كتاباته في ذلك.

    اهتماماته وجوائزه:

    انتخب ممثلاً للرابطة الدولية لحقوق الإنسان في الأردن سنة 1956م وظل يمثلها حتى وفاته.. وهو عضو مراسل في مركز الأبحاث الانثولوجية في باريس واختير عضواً للمجلس الوطني الاستشاري في دورته الثانية ومنح شهادة يوبيل الملك حسين الفضي التكريمية في الآداب في تشرين الأول عام 1977م.

    كما مُنح وسام التربية والتعليم ونال جائزة الدراسة والبحوث واُختير رئيس شرف لمجمع اللغة العربية الأردني وعضواً في النادي الثقافي في جدة وعضواً في رابطة الأدب الحديث في القاهرة منذ إنشائها. كما نال العزيزي وسام الحسين للعطاء والتميز الذي سلمه إياه جلالة الملك عبدالله الثاني عام 2000م.

    كما حاز خلال مسيرته الطويلة على عدد كبير من الجوائز والاوسمة العالمية والعربية والمحلية، منها: وسام القدس، وسام الصليب الأبيض، جائزة جبران خليل جبران، جائزة نحلة بدر، وجائزة الاتحاد العام للكُتَّاب والأدباء العرب.

    نال وثيقة التقدير الذهبية واعتمد قاموسه في جامعة ياس في بريطانيا وفي جامعة يوتا في الولايات المتحدة.

    رحل العزيزي وترك بصمات واضحة مشرقة في تاريخ الأردن، كما خلف إرثاً ضخماً يحق للاردنيين جميعاً أن يفخروا به، رحل العزيزي بعد أن اسهم في إثراء المكتبة الأردنية والعربية بالعديد من الكتب والأبحاث والدراسات وعلم أجيالاً من المثقفين.

    والحقيقة أن روكس العزيزي، يعتبر من المثقفين العرب الذين لم يعرفوا عقدة النقص التي لازمت إنتاج كثير من أدباء الأمة وكُتَّابها في بدايات القرن الماضي، الذين حاولوا محاكاة أدباء الغرب في إنتاجهم، من شعر وأدب ورواية، فتعمدوا الغربة، مع بيئتهم ومجتمعاتهم، التي كانت تعيش مرحلة انتقالية حضارية أما العزيزي فقد غاص في تاريخ وطنه وتراث مواطنيه فكان إغراقه في المحلية هو طريقه إلى العالمية.

    نظرته إلى الموت:

    زاره أحد الأدباء قبل وفاته بسنوات فلفت انتباهه في مكتبته الكبيرة «إطار صغير» كُتب فيه روكس بن زائد العزيزي بخطه الجميل الانيق عبارة تحمل صدى التجارب وحنكة الفلاسفة، تقول: «سألني كم عمرك؟ قلت له: عمري الساعة، والماضي مضى لست ادري بعدها ماذا يكون؟! جئتها بلا خيار.. وسأخرج منها من غير أن استشار».

    نعم لقد خرج روكس العزيزي في نهاية العام 2004م من غير أن يستشار ولكنه كرس حياته الطويلة للعلم والبحث والتأليف وخدمة التاريخ والتراث العربي وهو الأمر الذي دفع للكتابة حول هذه الشخصية الفاعلة.

  9. #19
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jan 2008
    الدولة
    مقبرة الاحزان وبوح المشاعر وصمت الشفاه
    العمر
    40
    المشاركات
    14,651
    معدل تقييم المستوى
    31
    محمد حمد الحنيطي..أسطورة الفداء الباقية




    هزاع البراري - هي أرض الحشد والرباط ، منذ كان النهر المقدس، يروي أرض الأنبياء على إمتداد الضفتين ، فلقد شهدت بلدة ( أبو علندا) كما حال قرى وبوادي شرق النهر ميلاد بطل ، جعل من تفاصيل حياته وقصة نضاله وفدائيته أسطورة تروى على مدى الزمن ، فلقد ولد محمد حمد الحنيطي على أطراف مدينة عمان ، حيث مضارب الحنيطيين في ( أبو علندا) وترعرع بين سهولها وتلالها ، وقد قسم الناس مواسمهم بين البيادر العامرة بالغلة والرضا، وبين المواشي التي التي تقاد الى المراعي ، فتخرج الفرسان وأهل الشهامة منذ بواكير الشباب، هنا حيث يتعلم الأطفال والشباب في مدرسة الحياة والرجولة، أن الأرض هي الكرامة والعرض ، ومن لا يصونهما لن يكسب العيش الكريم ولا الحرية الحقيقية.
    هكذا نشأ ،واعياً ومحباً وباحثاً عن مستقبل أفضل لأمته، التي ما أنصفت منذ ضعفت وطمع بها الطامعون ، فكان من الطبيعي أن يختار الإلتحاق بالجيش العربي الأردني ،وأن يحقق نبوغاً لافتاً في فترة قصيرة ، فكان انموذج الشاب المقدام، والراغب في الخدمة العسكرية، وأصبح برتبة ضابط ميدان ، وقد ذكره معاصريه بأنه كان مثالاً للخلق النبيل، والشهامة النادرة، مخلصاً لمبادئه العسكرية والإنضباطية، فحقق احتراماً وتقديراً كبيرين (مصطفى الأسعد).
    دخل مع جيش الإنقاذ إلى فلسطين، عندما كانت المؤامرة الانجليزية- اليهودية، قد أخذت مداها في الاستيلاء على الأرض بالقوة، من خلال العصابات المسلحة والتسهيلات الانجليزية ، وهنا صدم محمد حمد الحنيطي بحجم المأساة ، وهو الحالم بالوطن الحر ودحر الاستعمار ، وكان عندها قائد حامية حيفا ، وعلى إتصال وثيق مع المجاهدين والمناضلين المحليين في المدينة ومحيطها، وكان مقرباً من أعضاء اللجنة القومية لمدينة حيفا، خاصة المناضل رشيد الحاج والقائد سرور برهم ، ولعل هذه الفترة الحاسمة بتعقيداتها، وزخم أحداثها قد شكل فكره السياسي النضالي ، وهو الذي تمكن بحسّه العالي، وتقييماته كعسكري محترف، من إدراك سوء الحال الذي أحاط بواقع الجيوش العربية، التي عانت من نقص الامدادات وفساد الاسلحة وقصور التنسيق والخطط العسكرية ، خاصة مع تكرار الخسائر التي أطاحت بمعنويات الضباط والجنود، وبدأت الجيوش تتراجع أمام ضغط القوات اليهودية الكثيفة، التي دربت في الغرب ودعمت بالمال والسلاح والغطاء السياسي الدولي. تحت ضغط تردي الحال العسكرية ، إستقال محمد حمد الحنيطي من الجيش، والتحق بحركة المناضلين المحليين في مدينة حيفا، وبقي قائداً لحامية المدينة ، وقد كان لخبرته العسكرية دور في تنظيم المقاتلين، الذين اختلفت تابعيتهم لأكثر من جهة ، فمنهم من تبع أبي ابراهيم الصغير ، ومجموعة أخرى تابعة الى اللجنة العربية، وأخرى تابعة للجنة القومية في حيفا ، فبادر بتوحيد القيادة تحت إمرته ، وقام بتقسيم القوات إلى عدة قطاعات بحسب المناطق، ووضع على رأس كل قطاع مساعد له، من القادة والمجاهدين القادرين على القيادة والقتال ، وقام في الوقت نفسه تكوين مقر للقيادة في منطقة تدعى حمام الباشا ، وهو مكان قريب من مستشفى الأمين ، ولم يزد عدد المدافعين عن المدينة عن (400) مجاهد، يستخدمون أسلحة في غاية البساطة والقدم، مقارنة مع تجهيزات العدو ، وقد حاول تأمين بعض الاسلحة والذخائر عن طريق مهاجمة اليهود، ومن خلال شراء ما تيسر من أسلحة البريطانيين المنسحبين، لكن هذا لم يكن يفي بالحاجة مع اشتداد المعارك وازدياد الضغط على المدينة (المصدر السابق).
    تمكن القائد محمد حمد الحنيطي، من قيادة المجاهدين في عدة معارك حققوا خلالها النصر تلو النصر على العصابات الصهيونية ، ومن هذه المعارك معركة شارع (فيرجن) عندما كبدو المهاجمين عشرات القتلى ، وكذلك معركة 14 آذار 1948 م ،حيث حوصر العدو وقتل عدد كبير من جنوده، كان من بينهم قائد قوات الأرغون (نبحاس رام ) ، غير أن السلاح شح من أيديهم، والذخائر شارفت على النفاد ، وصار لزاماً على القائد الحنيطي أن يتصرف ، فسافر وبرفقته المناضل سرور برهم إلى بيروت، والتقى بسماحة المفتي وببعض ممثلي اللجنة العربية العليا واللجنة العسكرية التابعة لجامعة الدول العربية ، وبعد مشقة تمكن من الحصول على السلاح وبكميات جيدة ، وتحركت شاحنتان من لبنان باتجاه شمال فلسطين، محملتان بالأسلحة لمقاتلي حيفا ، لكن الانجليز وجواسيس اليهود تمكنوا من رصد القافلة التي أصر الحنيطي على مرافقتها، رغم تحذيرات الأصدقاء حفظاً لسلامته ، وعند وصول القافلة الى عكا فضلوا مواصلة السير إلى حيفا دون تأخير، حيث رفض فكرة نقل السلاح بالبحر من عكا الى حيفا خوفاً من قرصنة اليهود.

    لكن العصابات الصهيونية رصدت خط سير القافلة، وأعدت كمين على مقربة من مستعمرتي ( فوتسكين وحاييم ) ، حيث اعترضت سيارة عسكرية يهودية القافلة فأوقفتها، وأنهالوا عليها بالرصاص من كل جهة ، ورد الحنيطي ومن معه على النار بمثلها، فاشتعلت معركة حامية ، وانضم سرور برهم للمقاتلين عندما غادر السيارة التي كانت تقله مع زوجته ، لكن اليهود تمكنوا من الوصول الى شاحنة الأسلحة ، عندها أدرك القائد محمد حمد الحنيطي خطر وقوع الأسلحة بأيدي اليهود ، وقدّر أن حياته وحياة رفاقه بالنضال لا تساوي شيئاً أمام الوطن ، فألقى بقنبلة إلى داخل الشاحنة، لتنفجر انفجاراً مدوياً ، كان من القوة أن هز مدن شمال فلسطين وجنوب لبنان ، واستشهد البطل محمد الحنيطي و رفاقه جميعاً باستثناء مقاتل نجا بأعجوبة عندما قذفه الإنفجار الكبير بعيداً عن الموقع ، حدث ذلك يوم الاربعاء 17 /4 /1948 ، وقد اعترف اليهود بمقتل عشرة من عناصره وجرح قرابة الثلاثين ، ويقال أن الانفجار دمر مختبراً ومصنعاً يهودياً للأسلحة كانوا يعولون عليه الكثير.
    لقد دوت أصداء هذا الحدث في فلسطين والبلاد العربية ، وودعت مدينة حيفا قافلة الشهداء من المسجد الكبير (جامع الاستقلال) ، حيث نقل الشهداء محاطين بالمجاهدين الى مقبرة الروضة ، أما نعش الشهيد المناضل محمد حمد الحنيطي فقد لف بالعلم الاردني ونقل الى مدينة جنين ، حيث كان مجموعة من أقاربه قد قدموا لنقله إلى شرقي النهر، ليورى الثرى الطاهر بين ذويه وأقاربه.
    يعد هذا البطل أسطورة حقيقية في التضحية والفداء ، وهو خير مثال لرجال الاردن الاغيار الذين رووا بدمائهم الزكية مدن وقرى فلسطين كما في اللطرون وباب الواد وعلى أسوار القدس ، لتبقى قدسية تضحياتهم إكليل فخار على جبين مرحلة لن تنسى أبداً.

  10. #20
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Feb 2009
    العمر
    33
    المشاركات
    625
    معدل تقييم المستوى
    16
    شكرااااااااا اخي

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تجربتي اختبار كفايات المعلمات اللغة العربية مع نماذج من اسئلة الاختبار <متجدد بأذن الله
    بواسطة A D M I N في المنتدى خطط اوراق عمل تحضير , المنهاج السعودي
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 09-05-2016, 03:45 PM
  2. صباح الخير لكم يا من لنا ولكم نهارنا بأذن الله خير ..
    بواسطة سمير محمود ابوزيد في المنتدى منتدى الترحيب والتهاني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24-04-2014, 07:20 AM
  3. تسريحات اطفال..... متجدد الموضوع
    بواسطة هدى الرحمان في المنتدى منتدى الطفل - الرضاعة - التربية
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 09-03-2013, 01:51 PM
  4. قصص توبتهم بالفيديو ......متجدد بأذن الله
    بواسطة هدى الرحمان في المنتدى التسجيلات الاسلامية والاناشيد
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 05-01-2012, 01:35 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك