خبراء يشككون فـي دراسة حول نسب الاشعاع فـي المياه ... ابو السعود مياه الشرب وفق افضل المواصفات
يشكك مسؤولون حكوميون وخبراء في دراسة اجنبية تناقلتها بعض وسائل الاعلام تتعلق بتراكيز تواجد الاشعاعات الطبيعية في الاحواض الجوفية.
ويستبعد بعضهم ان يكون الهدف من اجراء الدراسة ''مصلحة المواطنين الحرص على مياه الشرب''.فيما يعدون الهدف منها ''سياسيا'' يهدف لعرقلة تنفيذ مشروع جر مياه الديسي الذي سيخفف من وطأة شح المياه على المملكة و يجعلها تخطو الخطوة الاولى باتجاه الاستقلال المائي.
وزير المياه
وطمأن وزير المياه والري المهندس رائد ابو السعود المواطنين على نوعية المياه التي يتزودون بها.
وقال في تصريح إلى ''الرأي'' : ''نطمئن المواطنين على ان الوزارة لا تألو جهدا في المحافظة على نوعيات المياه وخاصة مياه الشرب بما يضمن سلامتهم ويحقق الأمن المائي الوطني''.
وأوضح ان ما تناقلته بعض وسائل الاعلام حول دراسة تتعلق بتراكيز تواجد الإشعاعية الطبيعية Natural Radio Activity في الأحواض الجوفية العميقة في منطقة الشرق الاوسط'' ان الوزارة /سلطة المياه تبذل أقصى الجهود لتأمين الاحتياجات المتزايدة للمواطنين وخاصة مياه الشرب وفق أفضل المواصفات من خلال ادارة المختبرات المركزية والريادية بالتعاون مع وزارة الصحة والوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان إيصال مياه آمنة وصحية ومطابقة لمواصفة مياه الشرب الأردنية رقم 286/2008''.
وأعرب عن استعداد سلطة المياه ومن خلال إدارة مختبراتها للاجابة على أية ملاحظة او استفسار.
وزاد ابو السعود ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد مختبرات سلطة المياه مركزا إقليميا لاجراء فحوصات المياه للنظائر البيئية بما فيها النظائر المشعة مما يعطي مصداقية دولية وعالمية لهذه المختبرات فضلا عن اعتمادها من قبل هيئة الاعتماد البريطانية منذ العام 2005 .
تفنيد ادعاءات الدراسة
ونفى مساعد أمين عام سلطة المياه للمختبرات والنوعية المهندس زكريا الطراونة ان تكون العينات التي شملتها الدراسة هي لمصادر مياه مستعملة لغايات الشرب. ويفند ادعاءات الدراسة بأن'' العينات التي شملتها الدراسة هي لمصادر مياه غير مستعملة لمياه الشرب''.
وقال'' أن أي تقييم لأي مصدر مائي إشعاعي يحتاج لأكثر من عامين وحسب المعايير الدولية لاعتماد مثل هذه النتائج علميا، مؤكدا ان مياه الشرب الاردنية وفي جميع مناطق المملكة تخضع لرقابة حثيثة لكافة المعايير بما فيها الاشعاعية وهي مطابقة لمواصفة مياه الشرب الاردنية بما فيها الخصائص الاشعاعية. وتنص المواصفة الاردنية على أن جرعة التعرض الاشعاعي السنوي لكافة العناصر المشعة يجب أن لاتتجاوز (5,0) ميلسيفرت بالعام .
وأكد أن المياه التي تزود مناطق الجنوب هي دون هذا الحد حيث أشارت النتائج الى انها(3,0) ميلسفيرت بالعام.
ولفت الطراونة الى أن سلطة المياه ومن خلال مختبراتها وطواقمها وبالتعاون الدائم مع وزارة الصحة تقوم بإجراءات حازمة ودقيقة في الرقابة على المصادر المختلفة وتقوم بالتعامل الفوري وفصل أي مصدر قد يتجاوز هذه الحدود.
وتقوم ادارة المختبرات المركزية في سلطة المياه وبالتعاون مع الجهات المعنية بإجراءات مقارنات مستمرة وارسال عينات الى جهات خارجية باستمرار لهذه المحددات.
وأشارت أخر نتائج للتحاليل أجريت في مختبرات هيئة الطاقة الذرية اللبنانية الى تدني التراكيز في مياه الشرب الأردنية وخاصة في مناطق الجنوب من أية محددات او تلوثات.
ماذا تقول الدراسة؟
بحسب وكالة رويترز وما بثته مواقع الكترونية اردنية ان باحثين قالوا الاربعاء ''ان عيونا جوفية قديمة في الأردن الذي يعاني من نقص المياه توجد بها مستويات من الاشعاع تتجاوز 20 مرة المستوى الذي يعتبر آمنا للشرب الأمر الذي يثير مخاوف بخصوص سلامة المياه في أنحاء الشرق الأوسط.
وبينت دراستهم أن المياه من أحد المصادر الجوفية في الأردن تحتوي على مستويات عالية من جزيئات مُشعة تتكون في الطبيعة وترتبط بالاصابة ببعض أنواع السرطان الامر الذي يمثل خطرا على صحة آلاف الاشخاص الذين يشربون هذا الماء في وسط الاردن.
وسعت عدة دول أخرى في الشرق الاوسط للتغلب على نقص المياه باستغلال خزانات جوفية مماثلة مع تزايد أعداد السكان بصورة تفوق الموارد.
وقال الباحثون ان ذلك قد يعرض الناس في اسرائيل ومصر وليبيا والسعودية الى مستويات مرتفعة من الاشعاع لان هذه الدول تستغل موارد مماثلة في توفير المياه للشرب والزراعة.
وقال أفنير فينجوش وهو باحث بجامعة ديوك في الولايات المتحدة قاد الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية العلوم والتكنولوجيا البيئية ''انها مياه ينبغي ألا يشربها أحد.''
وأضاف ''أظهرت عدة دراسات أنها ترتبط بمستويات مرتفعة من سرطان العظام.
بل وأظهرت دراسات أخرى أن لها بعض الارتباط بسرطان الدم.''
وفحص فينجوش وزملاؤه عينات مياه من 37 بئرا لضخ المياه في حوض الديسي الجوفي الواقع على حدود الاردن الجنوبية مع السعودية لدراسة مستويات الاشعاع.
ووسع الاردن استغلال مياه حوض الديسي حيث تتجاوز استخدامات المياه السنوية منه سعة نهر اليرموك وأدى الضخ المفرط منه الى ارتفاع ملوحة مصادر أخرى.
وكان مسؤولون يعتقدون أن انخفاض ملوحة الحوض الذي فحصه فريق فينجوش يجعله مصدرا نموذجيا لمياه الشرب.
لكن فحوصا إضافية أظهرت أن الماء يحتوي على مستويات مرتفعة من جزيء الراديوم المشع الذي يتكون في الطبيعة.
وقال فينجوش ''من المفارقات أن ارتفاع جودة هذا الماء هو الذي يجعله مناسبا للشرب.''
ولهذه النتائج تداعيات بالنسبة للعديد من دول الشرق الاوسط التي تعاني نقصا في المياه والتي اتجهت الى مصادر جوفية قديمة مماثلة للحصول على الماء العذب.
وقال الباحثون في بيان ''نقترح أن هذه المياه الجوفية مرتفعة الاشعاع ربما تكون موجودة أيضا في تلك الخزانات. قد يمثل ذلك خطرا صحيا على أعداد كبيرة من السكان.''
وقال فينجوش ان ليبيا تستغل مصدرا للمياه الجوفية على نطاق واسع وتستخدم اسرائيل مصدرا مماثلا لاغراض الزراعة وبدأ الاردن في الاونة الاخيرة مشروعا بكلفة تبلغ 600 مليون دولار لضخ مياه الشرب من حوض الديسي الى العاصمة عمان التي يسكنها 1,3 مليون نسمة.
وأوصى الباحثون بأن يراقب المسؤولون الصحيون في المنطقة مستوى الاشعاع في مصادرهم المائية وخصوصا في الاردن حيث لا توجد أي مراقبة رسمية في الوقت الحالي.
وأضاف فينجوش ''ثمة مستوى مرتفع للغاية من عدم الوعي بين السكان.''
البرلمان: اغراض سياسية
وعبر رئيس لجنة المياه والزراعة في مجلس النواب النائب وصفي الرواشدة عن اعتقاده أن الدراسة التي اجريت هدفها الاساسي ليس حماية مصالح المواطنين او حرصها على مياه شربهم''.
ويذهب الرواشدة الى اليقين ان الدراسة ''كان هدفها سياسيا''، مبديا تخوفه من انها'' تسعى لعرقلة ومن ثم تعطيل تنفيذ مشروع جر مياه الديسي خاصة ان البروفيسيور أفنير فينجوش من باحثي الدراسة يحمل الجنسية الاسرائيلية''.
ويتساءل: ''لماذا لم يظهر هذا التقرير من عشرات السنين حيث كانت السعودية بدأت في استغلال مياه حوض الديسي؟''.
واعلن''عن مذكرة سترفع الى رئيس الوزراء يطلب فيها الرد علميا على هذا التقرير من خلال اجراء فحوصات لعينات عشوائية من مياه ابار حوض الديسي في مختبرات متخصصة، للرد على هذه الادعاءات ،تظهر النسب الحقيقية للاشعاعات النووية''.
خبراء يشككون
ويشكك استاذ علوم المياه الجوفية وكيميائية المياه في الجامعة الاردنية الدكتور الياس سلامة في نتائج الدراسة. ويقول'' انني كخبير مياه جوفية اشكك في النتائج التي ذهب اليها فريق البحث''.
ويضيف: لنفترض على سبيل المثال ان نسب الاشعاعات تلك صحيحة وهي التي لم تثبت صحة اجرائها بحسب ما تؤكده وزارة المياه و الري، فانه من غير المعقول ان يتم تزويد المواطنين بمياه الديسي من دون ان تخضع هذه للعلاج.
ويقول''ان من غير الصحيح ان يشرب الناس من هذه المياه من دون ان تفحص فحوصا دقيقة لمعالجتها من اي نتائج قد تظهر قبل ان يتم ضخها وتزويد المواطنين بها''.
نقيب الجيولوجيين
وقال نقيب الجيولوجيين الاردنيين بهجت العدوان ان ابار مياه حوض الديسي تحوي مياها نقية صالحة للشرب وهي مياه غير متجددة.
واضاف في بيان صحفي أصدره امس، ان التكوين الجيولوجي لحوض الديسي يختلف عن الاحواض المائية في الاردن ''حيث يتكون في طبقات رملية قديمة العمر'' مشيرا الى ان الابار التي تحوي بعض الاشعاعات هي ابار اخرى تستخدم لاغراض غسل الفوسفات وان وزارة المياه بصورة هذه الابار وبشكل علمي دقيق.
واستغرب توقيت نشر الموضوع وفي الوقت الذي تقوم فيه الحكومة بمحادثات مع جهات ممولة لمشروع جر مياه الديسي الذي من المتوقع ان يعلن عن الغلق المالي للمشروع نهاية الشهر المقبل.
واكد العدوان قدرة المختبرات الاردنية على ''اجراء جميع انواع التحاليل وبمستوى مشهود له'' معربا عن استغرابه اجراء مثل هذه الدراسات خارج الاردن.
رد مع اقتباس
المفضلات