احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: نحو رؤية جديدة للعمل الطلابي

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669

    نحو رؤية جديدة للعمل الطلابي

    نحو رؤية جديدة للعمل الطلابي



    منقول عن :-
    د. بسام البطوش في الأدبيات الكلاسيكية للأحزاب والمنظمات والجماعات السياسية العربية على تنوعها تقاليد في التنظير لما يسمى العمل الطلابي و تعويل كبير عليه،وركون إلى تحريك المياه السياسية الراكدة اعتمادا على تحركات الطلبة وشغبهم، وهناك ايمان لدى تلك القوى السياسية بان الساحة الطلابية تمثل فضاء رحبا أو مساحة مهمة ومفتوحة تتيح للأحزاب التنظيم والتأطير والتحشيد ، وهناك قناعة راسخة لدى القوى السياسية العربية بأن الطلبة يشكلون مادة دسمة وفي الوقت نفسة سهلة الهضم للتزود بالكوادر الشبابية البريئة المتحمسة سهلة الانقياد والتوجية والقادرة على البذل والعطاء غير المحدود،بعيدا عن حسابات الربح والخسارة ، والأهم أن هذه الكوادر المطيعة لا تشكل عامل تهديد للقيادات التاريخية للأحزاب أو منافس لها على ما تتمتع به من امتيازات، كما ينظر للطلبة كمادة سهلة الحرق وبالإمكان التخلص منها بيسر ودون خسائر تذكر ! وهناك نظرة بأن قوة الأحزاب تقاس من خلال درجة هيمنتها على العمل الطلابي!.
    من الواضح أن التجربة العربية في العمل الطلابي تأثرت بطبيعة الأحوال السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وشكل الأنظمة السياسية وخاصة الشمولية منها التي عرفها الوطن العربي.ومن المتوقع أن يرتبط العمل الطلابي بحركات التحرر الوطني ويتبنى برامجها وأدواتها في ظل الاحتلال، أوفي حالة احتدام النضال الوطني من أجل الحرية والاستقلال.
    في هذه الحالات يتحول العمل الطلابي إلى شكل من أشكال العمل السياسي والنضال الوطني،ومن المتوقع أن يغرق في السياسة وصراعات الأحزاب ويتحول عن المفهوم الطبيعي للعمل الطلابي .
    وهناك تجارب عربية متنوعة في العمل الطلابي و متفاوتة في درجة الوعي ومستوى الممارسة.
    وتقوم على توظيف العمل الطلابي في الصخب السياسي والاجتماعي.وتأطير الكوادر الطلابية في معترك الصراع السياسي والاجتماعي،وهناك توريط ممنهج للعمل الطلابي في التناقضات السياسية والدينية والعرقية والطائفية.وهناك بكل تأكيد سلبيات كبيرة تنجم عن هذا التوريط تؤثر على مستوى التعليم العالي وتحرف الجامعات عن تأدية رسالتها في تقوية النسيج الوطني، وترسيخ الهوية الوطنية الجامعة . فإذا كانت هذه ملامح التجربة العربية المعاصرة في العمل الطلابي، وهي تجربة مأزومة، وتعبر عن أزمات العرب السياسية والثقافية والاجتماعية في ظل الاحتلال أو الأنظمة الشمولية هنا أو هناك ، فإن التجارب العالمية تقدم نماذج متطورة في الاستثمار الخلاق المبدع في الطاقات الطلابية والشبابية،ووضعها في السياقات التنموية والحضارية .
    ولاشك أن التجربة الأردنية في العمل الطلابي لا تنفصل عن التجربة العربية ،وتأثرت بجملة مؤثرات خارجية تمثلت في امتدادت التيارات والأحزاب الفكرية والسياسية العربية ذات التوجهات الدينية والقومية والأممية،وشكلت القضية الفلسطينية وافرازاتها من المنظمات والفصائل الفلسطينية أحد العوامل المؤثرة في رسم الصورة العامة للعمل الطلابي في الجامعات الأردنية.
    وأخذ هذا التأثير أبعادا سياسية فاقعة اثرت في طبيعة العمل الطلابي وجعلته رهينة لموازين القوى الساسية وتوازنات المعارضة والموالاة وتحولاتها،كما أثرت في دوافع الحركة الطلابية وفي تحديد أهدافها ومنطلقاتها وبرامجها، كما شكلت هذه المؤثرات الخارجية إلى حد كبير معالم هوية العمل الطلابي ولونه السياسي وموقفه من الهوية الوطنية الاردنية ،والشأن الوطني الأردني،فهو يتبنى كل الهويات إلا الهوية الوطنية الأردنية، إلى الحد الذي جعل العمل الطلابي في لحظة من اللحظات يعيش حالة من الاغتراب،حتى أن بعض القابضين على زمام العمل الطلابي أعتبر الحديث عن البعد الوطني الأردني أو ملامسة الهموم الأردنية أو الإنشغال بالقضايا الأردنية أو حتى ابراز رموز الدولة الأردنية،والتعبير عن الانتماء للأردن والولاء لقيادته،شكلا من أشكال الإقليمية والعنصرية والفئوية والانغلاق والنفاق! وبات المراقب للعمل الطلابي في مراحل كثيرة يلمس أن جميع الهويات والقضايا حاضرة باستثناء الأردنية منها !ولما كانت تجري محاولات لتصحيح هذا الخلل ووجهت بالرفض والتشكيك،وبتحديات ذاتية وموضوعية، كما أنها لم تسلم من كومة من السلبيات ،كالإغراق في التسطيح والاستعجال والانغلاق وغياب الرؤية والرسالة والإدارة!وفشلت - للأسف-كثير من المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية في سد الثغرة،وملء الفراغ وعجزت عن تشكيل تيار وطني أردني عريض يجمع ولا يفرق، ويرتقي بالحس الوطني والقومي والديني للطالب الأردني، وينهض بوعيه ويطور ثقافته،ويعزز قدراته، ويعلي من منسوب اهتماماته،ويوجه طاقاته نحو المشاركة والبناء والخدمة العامة والعمل التطوعي ، ويصوغ هويته الوطنية الجامعة في إطار من الالتزام بهوية وطنية أردنية،متصلة بالفضاءات العربية والإسلامية،ومنفتحة على المنجز الحضاري الإنساني.
    لا شك أن التحولات الدولية والإقليمية والوطنية التي مرت بنا في العقدين الأخيرين ألقت بظلالها على مجمل الملامح العامة للمشهد الأردني ، وجرت مياه كثيرة في نهر الحركة الطلابية والعمل الطلابي،وتطورت حركة التعليم العالي في الأردن.
    وعرف الأردن انفتاحا ديمقراطيا،وشهدت البلاد عودة للعمل البرلماني وظهورا للصحافة الحزبية والمستقلة،وعادت الحياة الحزبية بعد اقرار القوى الوطنية وتوافقها على الميثاق الوطني الأردني،وخرج النشاط السياسي والعمل الحزبي إلى العلن ولم يعد بحاجة الى الاتكاء على النضال الطلابي والساحة الطلابية،وانفتح الأردن على العالم بفعل استحقاقات العولمة وثورة الاتصالات.
    وخرجت أجيال أردنية جديدة تحمل وعيا جديدا وثقافة جديدة في مواجهة تحديات من نوع جديد أيضا.فكان من المؤمل بل من المفروض أن يرافق ذلك تطورا في مفاهيم العمل الطلابي وهيئاته وأهدافه وأدواته وبرامجه ومحدداته، بحيث ترفع الأحزاب والتنظيمات السياسية يدها عن الحركة الطلابية،وتذهب لتمارس العمل السياسي بعيدا عن المؤسسات الأكاديمية،فأمامها متسع من المجالات الرحبة والمفتوحة في أرجاء الحياة العامة،وكان من الواجب عليها أن تدع العمل الطلابي يفرز قياداته وبرامجه ويحدد أهدافه ووسائله وبالشكل الذي يفتح السبل أمام تمكين الشباب ويفسح المجال أمام مشاركتهم في الحياة الجامعية والعامة ويطور مهاراتهم في القيادة والعمل الجماعي.ويعزز لديهم ثقافة العمل بروح الفريق ،ويطور قدراتهم في الحوار وتنمية العلاقات،وبناء الثقة، وبالأسلوب الذي يكفل لهم القدرة على تقديم نماذج جديدة في العمل الطلابي تستجيب للتحديات التي تواجه الأردن القادم. لقد دفع العمل الطلابي في جامعاتنا، ثمنا غاليا للتدخل في مجرياته وتفاصيله.
    وانعكس ذلك خوفا من خوض غمار العمل الطلابي لدى شرائح طلابية هامة وواسعة،مما ساهم في خلق بيئة غير قادرة على استقطاب الكفاءات الطلابية المبدعة والمتفوقة للمشاركة في العمل الطلابي،وهذا أنتج واقعا مفاده أن الطالب المتفوق أكاديميا والمتميز إبداعيا لا حاجة له بالعمل الطلابي المرتهن لإرادة هذه القوة السياسية أو تلك!و أن الطالب المستقل عن التنظيمات والأحزاب ما عليه إلا أن يتحول إلى مراقب أو ناخب في أحسن الحالات!ومن التشوهات التي ألحقت ببنية العمل الطلابي خللا كبيراً، غياب التمثيل العادل للطالبات فهن يشكلن ما يزيد عن 60% من الجسم الطلابي ولا يحصلن على مقاعد في الهيئات الطلابية، توازي هذا الثقل، ويظهر خلل مماثل يتعلق بغياب التمثيل للطلبة الوافدين ولذوي الاحتياجات الخاصة، وللمتفوقين أكاديمياً، ولنشطاء العمل الإبداعي والتطوعي الذين يعزفون عن خوض معارك الانتخابات الطلابية التي تستحوذ عليها وتدير رحاها القوى السياسية والأحزاب والكتل الطلابية المنظمة والموجهة والممولة والمدعومة من خارج الحرم الجامعي والمستميتة للسيطرة على الهيئات الطلابية (المجالس والاتحادات والأندية الطلابية). ومكمن الخطر هنا أن يتحول المجتمع الطلابي إلى أغلبية صامتة عازفة عن المشاركة والتفاعل تعاني من التهميش والإقصاء،وغارقة في الفراغ والعنف والسلبية، في مقابل فئة صغيرة منظمة وممولة وموجهة ومدعومة من خارج الحرم الجامعي تستحوذ على كل شيء، وهنا تظهر التشوهات الخطيرة على وجه الحياة الجامعية،ومشهد العمل الطلابي، وتذهب الفئة القليلة التي استحوذت على التمثيل الطلابي إلى ادعاء أنها الممثل الشرعي والوحيد للطلبة، وأنها لا تنطق عن هوى وأنها الساهرة على مصالح الطلبة وقضاياهم، في حين تلجأ الفئات المحرومة من المشاركة والتمثيل نظراً لعدم امتلاكها أدوات المعركة المتمثلة في التمويل المالي الكبير والشعارات الدينية والسياسية والعاطفية الكبيرة تلجأ مضطرة إلى الانزواء والانطواء، لتتحول الأنشطة الطلابية لخدمة فئات محدودة من الطلبة تعبر عن برنامجهم السياسي والثقافي وتستثني الأغلبية الساحقة من الطلبة واهتماماتهم الثقافية والإبداعية المتنوعة، وحاجاتهم الأكاديمية والعلمية والخدمية،و المحزن أن يجري هذا كله تحت وابل من القصف الإعلامي بأن الهدف هو حماية الديمقراطية،في حين يتناسى الديمقراطيون هؤلاء، أن الجامعات في أعرق الدول الديمقراطية في العالم محصنة أمام الصراعات والأجندات الحزبية

  2. #2
    سر من اسرار دمعي الصورة الرمزية A D M I N
    تاريخ التسجيل
    Sat Sep 2006
    الدولة
    washington DC
    العمر
    41
    المشاركات
    27,145
    معدل تقييم المستوى
    10
    يسل على المعلومات البحث العلمي

    وان شاء الله طلابنا دوم نحو اكتشافات وانجازات رائعه

    بالتوفيق
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك
    اللهم اني اسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
    ولا حول ولا قوه الا بالله الواحد الاحد الفرد الصمد
    اللهم صلي على حبيبنا وخاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

المواضيع المتشابهه

  1. مطلوب للعمل مدرسين و مدرسات جميع التخصصات للعمل بدوام جزئي
    بواسطة A D M I N في المنتدى وظائف للمعلمين والمعلمات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-09-2017, 11:33 PM
  2. بحث عن رؤية وطن , موضوع عن رؤية وطن , مقدمة وخاتمة عن رؤية وطن
    بواسطة A D M I N في المنتدى ابحاث مواضيع تعبير
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24-10-2016, 09:27 PM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-10-2016, 11:02 PM
  4. جاردن سيتي.. رؤية جديدة لمزارع المستقبل
    بواسطة just smile في المنتدى قسم الزراعة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-08-2012, 01:05 PM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-07-2012, 05:13 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك