احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: كيف نساهم في نشر الثقافة البيئية

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669

    كيف نساهم في نشر الثقافة البيئية

    كيف نساهم في نشر الثقافة البيئية؟



    مع نهاية القرن التاسع عشر كانت الثورة الصناعية الثانية على أشدها، وقد ارتكزت في حاجتها إلى الطاقة على الكهرباء والبترول والمحرك ذي الاحتراق الداخلي. وكانت الكهرباء ما زالت تنتج بالوقود الاحفوري، الأمر الذي أخذ يعمق من أزمة التلوث في الهواء والماء وعلى الأرض.
    وتعمق مشكلة التلوث مع اختراع القنبلة الذرية ورصد حجم الدمار الهائل الذي أصاب هيروشيما وناجازاكي في اليابان عام 1945، وبخاصة فيما يتعلق بالتلوث الإشعاعي للبيئة وعناصرها المختلفة، كالماء والهواء والتراب، وكذلك الإنسان الذي تشوهت تركيبته الجينية. وقد ازداد العلماء هلعاً عندما بدأت تجارب الاتحاد السوفياتي في القطب الشمالي لينافس الولايات المتحدة على إنتاج القنابل الذرية، وأخذت الرياح تنقل الإشعاعات حول الكرة الأرضية، وقد وُجدت آثار الإشعاعات الذرية في القطب الجنوبي على حيوانات البطريق، الأمر الذي آثار رعباً لا مثيل له في العالم.
    ولما كان الإنسان يعيش على الأرض ويتنفس الهواء ويشرب الماء ويأكل من نواتج الطبيعة، فقد باتت أنماط التلوث كلها تشكل كارثة حلت بالأجناس الحية من بشر وحيوان ونبات ، الأمر الذي دفع إلى ضرورة مقاومة خطر تلوث البيئة بشتى الطرق والوسائل، ومن هذه الوسائل رفع مستوى الوعي والاهتمام بالتربية البيئية، وهذا منوط برفع مستوى الثقافة البيئية التي تعمل جنباً إلى جنب مع العلم، مدعمة بثقافة الصورة التي لا غنى عنها اليوم، وبخاصة في عالم الإنترنت. فكيف يمكننا القيام بذلك؟
    إن رفع سوية الوعي بإمكانه أن يعمل على نقد الثقافات السائدة فيما يتعلق بالبيئة وإظهار إمكانياتها وحدودها تجاه البيئة، وقد اصطدم المفكرون في المراكز الأكاديمية الأوروبية باندلاع الثورات الطلابية في الستينيات، وبخاصة في فرنسا والولايات المتحدة، والتي دعمتها الحركات المعارضة للحرب والمؤسسات النسائية وجمعيات الرفق بالحيوان، والحركات البيئية وغيرها.
    لقد أرعبت الحرب العالمية الثانية العالم وأصاب الناس هلعاً مع بداية التسابق على السلاح النووي بين الأمريكان والسوفيات، كذلك وجد الطلاب أن الأساليب التعليمية كانت دون المستوى المطلوب في عالم بدأت الثورة المعلوماتية فيه تطل في الآفاق. لقد اجتمعت هذه المخاوف كلها، إلى جانب حرب فيتنام وغيرها، وأدت إلى تنشيط التحركات الطلابية ولفت الانتباه إلى المخاطر المحدقة بالبيئة تحديداً. فكيف يمكننا مواجهة التحديات البيئية؟ اجتمعت هذه المشكلات جميعها لتحفز انطلاقة جديدة للتضامن العالمي، فاحتفل بيوم الأرض في نهاية الستينيات وتأسست جمعية الأرض، وما لبثت أن انعقدت قمة الأرض الأولى عام 1972 في السويد لمناقشة وضع البيئة الإنسانية، ثم جاء ميثاق بلغراد عام 1975 في يوغسلافيا وإعلان تبليسي في جورجيا عام 1975، واتفاقية مونتريال - كندا، عام 1987 لحل مشكلة الأوزون، ثم تلتها قمة الأرض الثانية في البرازيل عام 1992، واتفاقية كيوتو عام 1997 في اليابان، وقمة الأرض الثالثة في جنوب إفريقيا عام 2002، تلتها اجتماعات دورية لمتابعة المسائل البيئية التي يعاني منها العالم. فهل أنهت هذه الاتفاقيات المشكلات البيئية؟
    بالرغم من ذلك، فما زالت بعض الحرائق الذي تعاني منها الطبيعة الحيّة متعمدة، وتتكرر كل عام لغايات توسيع الرقعة الزراعية وحرق مخلفات زراعة الأرز والقصب وغيرها، كما يحدث في مصر والمكسيك وبعض دول آسيا وأمريكا الجنوبية وينتج عن ذلك سحب كثيفة رمادية - زرقاء اللون، والبعض الآخر من التلوث ناجم عن التصرفات العبثية لغايات توسيع الأراضي لصالح الاستثمار، كما حدث في اليونان خلال صيف 2007، وما ينجم عن ذلك من إطلاق لغازات أكاسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين والكبريت والميثان وغيرها. فضلاً عن تزايد الصناعات وأعداد المركبات واشتداد الحروب ضراوة، كما شاهدنا في حال غزة مؤخراً، حيث طالها الفسفور الأبيض وأسلحة اليورانيوم المستنفذ. فكيف نفسر هذا السلوك الهمجي؟
    هناك من يرى أن الأزمة البيئية نابعة من السلوك الجاهل والجشع وغير الشرعي للكثير من الاستثمارات، وتستدعي مواجهة ذلك سن تشريعات جديدة وتغيير القوانين الضريبية ورفع مستوى التعليم،....إلخ. كذلك فإنه يستدعي الإدارة الحكيمة للموارد الطبيعية، بحيث لا تنظر العيون الشرهة إلى الفائدة الغذائية من الطبيعة فقط بل تتجاوزها إلى المتعة الجمالية المتحققة من النظر إلى الطبيعة في جمالها الفطري الفريد. هكذا تصبح لدينا نظرية أخلاقية متمركزة على الحياة Biocentrism، فجميع الكائنات الحية هي مراكز غائية للحياة، وكل شيء حي له قيمة ذاتية Intrinsic Value وهو لذلك موضوع اعتبار خلقي. وهذا ما تستطيع أن تظهره ثقافة الصورة في أحسن حال. ولكن، هل يحق لنا الحديث عن حق الكائنات الحية الأخرى في الطبيعة طالما أن حقوق الإنسان نفسه غير مكتملة بعد؟ لقد تأكد ضرر التلوث على الكرة الأرضية اليوم، ولم تعد ظاهرة دفء الأرض مجرد نظرية، فالوقائع والصور تشير إلى ذلك فأخذنا نرى صوراً تبين مقدار انحسار الجليد في شمال الكرة الأرضية وجنوبها. لذلك وبالرغم من التجاوزات التي نراها اليوم لابد أن نعمل شيئاً ما.
    تستطيع ثقافة الصورة أن تروّج لبيئة نظيفة وسياحة بيئية Ecotourism. كما نروّج في الأردن للمحميات في ضانا والأزرق وغيرهما، إذ نتطلع إلى توسيع هذه المحميات وتنويعها طالما لدينا من الأراضي الخلاء الشيء الوفير، فضلاً عن تطلعنا إلى المحافظة عليها في بيئة خالية من الإشعاعات والتلوث بأشكاله المختلفة.
    وتساهم وسائل الإعلام بأدوار مميزة في الترويج لجمال الطبيعة وروعتها، كما تفعل المجلات العالمية، مثل ''ناشونال جيوغرافيك'' ومجلة ''نيتشر'' الشهيرة، كذلك تفعل فضائيات مثل ''ناشونال جيوغرافيك'' التي يتابعها بشغف الملايين حول العالم. لهذه المؤسسات أدوار مهمة لربط مشاعر الإنسان بالطبيعة على نحو غير مسبوق في التاريخ. وكما تعمل مؤسسات المجتمع البيئية في الأردن والعالم.
    فأين مؤسساتنا الإعلامية من ذلك كلها، هل تخصص وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة ما يكفي من وقتها ومساحاتها المتاحة لرفع مستوى الوعي البيئي؟
    وعندما نربط بين مشاعر الحب القوية التي يتميز بها الإنسان في عاطفته الجياشة، وما يمكن أن نعرضه من جمال الطبيعة أو من صور عن المجاعات في العالم أو التصحر أو الحروب الدامية أو ارتفاع منسوب المياه، وما إلى ذلك من كوارث طبيعية في مناطق العالم كافة، فإن الإنسان يمتد بمشاعره من أسرته النووية وبيئته الضيقة ليتجاوزها صوب الكرة الأرضية بأسرها، بل يمكنه أن يتجاوز ذلك ليحب الكون البعيد والمتمدد المتسع إلى المجهول. فهل هذا ممكن في ظل الرأسمالية المعاصرة التي ما زالت تنظر إلى العالم بنزعة حب الاستحواذ والشراهة والهيمنة

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973
    وتساهم وسائل الإعلام بأدوار مميزة في الترويج لجمال الطبيعة وروعتها، كما تفعل المجلات العالمية، مثل ''ناشونال جيوغرافيك'' ومجلة ''نيتشر'' الشهيرة، كذلك تفعل فضائيات مثل ''ناشونال جيوغرافيك'' التي يتابعها بشغف الملايين حول العالم. لهذه المؤسسات أدوار مهمة لربط مشاعر الإنسان بالطبيعة على نحو غير مسبوق في التاريخ. وكما تعمل مؤسسات المجتمع البيئية في الأردن والعالم.
    فأين مؤسساتنا الإعلامية من ذلك كلها، هل تخصص وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة ما يكفي من وقتها ومساحاتها المتاحة لرفع مستوى الوعي البيئي؟


    اشكرك على كل جديد

    ودى

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 25-02-2013, 06:41 PM
  2. وزير الثقافة التونسي: من يدعو لأسلمة الثقافة أحمق
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى اخبار تونس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-06-2012, 08:15 AM
  3. دعم المؤشرات البيئية بولاية مدنين
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى اخبار تونس
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 28-12-2010, 05:59 PM
  4. خطط الاحتياطات البيئية غائبة عن جدة
    بواسطة الاسطورة في المنتدى اخبار السعودية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-12-2010, 03:45 PM
  5. العوامل البيئية للسرطان
    بواسطة د.محمد زكريا في المنتدى منتدى الطب والصحة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 15-11-2009, 12:35 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك