يتبنّى صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية تطبيق مبادرة نادي الشباب المتوسطي للتكنولوجيا (مايتك) MYTecC التي تدْخل ضمن مشاريع برنامج اقتدار (برنامج تقنيات المعلومات والاتصالات للتنمية في المنطقة العربية) التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والذي انطلق بشراكة مع شركة سيسكو سيستمز، الرائدة في مجال تقنية المعلومات والمعدات الشبكية.
ويهدف البرنامج إلى زرع بذور القيادة المستقبلية الواعية بمسؤوليتها الاجتماعية، عبر خلق أساس معرفي صلب لدى الناشئة؛ مبني على منهج التوعية الاجتماعية، وبرنامج تكنولوجي، ومساق في اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى وجود بيئة افتراضية ديناميكية من شأنها أن تخلق مجتمعاً قوامه التبادل الثقافي، والتسامح والتفاهم المتبادل؛ الأمر الذي يشكّل قاعدة انطلاق لأي مسيرة تنموية تطال الحياة الاقتصادية والعملية.
وبدأ صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية تطبيق المرحلة الأولى من البرنامج بمشاركة 50 طالباً من 7 مدارس، تتراوح أعمارهم ما بين 14-16 عاماً، على مدار عام ونصف العام، خارج أوقات الدوام المدرسي، إذ يلتحق الطلبة بالبرنامج أيام السبت؛ لتعلّم هذه المهارات.
وقام الصندوق بالتعاون مع مؤسسة إنجاز لتهيئة الفرص الاقتصاديّة للشباب بالتعرّف على المدارس التي سيتم اختيار الطلبة منها، وزيارتها، حيث قام الصندوق بإجراء اختبارات مستوى لعدد من الطلبة المهتمين، وتم اختيار 50 منهم بعد أن خضعوا لامتحان مستوى ومقابلات شخصيّة؛ ليستفيدوا من البرنامج، الذي يتيح لهم تعلّم مهارات التواصل، والحاسوب، واللغة الإنجليزيّة، بالإضافة إلى مهارات أخرى، يحتاجها الطلبة في حياتهم اليوميّة، وتساعدهم في تعلّم مهارات حديثة إلى جانب علومهم التي يتلقونها في مؤسساتهم التعليميّة.
الطلبة المشاركون في البرنامج عبّروا عن عُمق استفادتهم من المهارات التي يطرحها، مؤكدين أنّ آثارها بدأت تظهر على مستوياتهم الأكاديميّة ومهاراتهم الاجتماعيّة، إذ أن مستوى تحصيلهم العلميّ في مساقيّ اللغة الإنجليزيّة ومهارات الحاسوب قد تطوّر بشكل لافت، كما أن مهارات الاتصال بدت واضحة في علاقاتهم مع زملائهم والناس المحيطين.
الطالب محمود عبيدات (أحد المتدرّبين في البرنامج من مدرسة جميل بن شاكر) أكّد الأثر الكبير للبرنامج في زيادة مخزونه العلمي والثقافي، إذ ازدادت معرفته بمختلف مهارات الحاسوب، واستطاع من خلاله أن يطوّر مهاراته باللغة الإنجليزيّة، التي أصبح يستخدمها في كثير من الأحيان أثناء مخاطبته للآخرين.
وأشار إلى أنه استطاع من خلال البرنامج أن يوسّع معرفته، وأن يزيد من مستوى ثقافته؛ نتيجة اطلاعه على مواد تعليميّة أخرى غير تلك التي يتلقاها في المدرسة.
أمّا زميله جواد ناجي، فقد أوضح أن احترام الرأي والرأي الآخر، وتعلّم مهارات الحوار، وانتقاء الألفاظ الحسنة أثناء الحوار، والاستفادة من طرق التعليم الحديثة هي من أهمّ المهارات التي تعلّمها، وقد أثّرت هذه المهارات إيجاباً في شخصيّته.
من جانبها بيّنت سلام نضال (طالبة في الصف التاسع من مدرسة نايفة) أن برنامج (مايتك) أثّر إيجاباً في مستوى تعاملها مع الأفراد بمختلف شرائحهم، عبر تعلّمها مهارات الاتصال التي جعلتها تميّز بين المصطلحات الأقرب لمسامعهم وقلوبهم. وهو ما أكّدته زميلتها لينا عمر، التي تعلّمت مهارات الحوار والنقاش إلى جانب مهارات الحاسوب واللغة الإنجليزيّة.
وإلى جانب المهارات التعليميّة التي يطرحها البرنامج، لفت الطالب شامل دوغوقة إلى أنّه ''تعلّم أموراً تُعدّ مهمّة كمعرفة الحقوق والواجبات، واحترام الآخرين، والتعايش الديني، والتواضع، وغيرها من الأمور التي نحتاجها في التعامل مع الآخرين''، موضحاً أنّه استطاع من خلال البرنامج أن يقتل أوقات الفراغ التي كان يقضيها معظم أيّام العُطل.
أما الطالبة سارة فارس فقد مكّنها البرنامج من زيادة ثقتها بنفسها وترجمة إبداعها على أرض الواقع، إلى جانب اكتسابها لمهارات التواصل ومهارات الحاسوب واللغة الإنجليزيّة، وهو ما مكّنها من زيادة تحصيلها العلميّ في هذين المساقين في المدرسة.
وأتاح (مايتك) للطالبين مصطفى الخالدي ومحيي الدين البرديني التعرّف بشكل واسع على الشبكة المعلوماتيّة (الإنترنت)، وكيفيّة التواصل مع الآخرين عبرها، والحصول على المعلومات التي يحتاجانها من خلالها، إلى جانب انخراطهما في التعرّف على مهارات متطوّرة في اللغة الإنجليزيّة والترجمة، وغيرها من المهارات.
ووفّر البرنامج نافذة للتواصل عبر الإنترنت، استطاعت الطالبة آية الجلامدة توظيفها لبناء صداقات مع أبناء جيلها في بلدان مختلفة، تتبادل معهم المعرفة، والحوار والنقاش، وتبادل المعلومات حول قضايا ومسائل تعليميّة وثقافيّة مختلفة، وهو ما تعلّمت منه زميلتها نورا الكعابنة احترام الرأي والرأي الآخر، وقبول أفكار الآخرين، وهو ''ما ساعدني على إشغال أوقات فراغي بطريقة مفيدة''.
المدرّب عبد الله أبزاغ، أوضح أنّ البرنامج أثّر إيجاباً في شخصيّة الطلبة، ومستوى تحصيلهم العلمي والثقافي في فترة مبكّرة، وهو ما يترجمه انخراط الطلبة بجدٍّ في البرنامج لساعات طويلة تصل لثماني ساعات في يوم عطلتهم، إلى جانب اهتمام الأهالي الكبير، وتأكيدهم على التغيير الإيجابي الذي أصاب سلوكيّات أبنائهم، وتحصيلهم الدراسي منذ انخراطهم في البرنامج.
وأشار إلى أن الأسلوب المتّبع في التدريس مميّز، ولا يعتمد على التلقين، وتُجرى عمليّات تقييم دوريّة للبرنامج، للوقوف على آثاره، ومدى استفادة الطلبة منه.
بدورها ذكرت المدرّبة تالار كركشيان أن اهتمام الطلبة المشاركين في البرنامج بدا واضحاً منذ الأيام الأولى، ودليل ذلك النتائج المميزة التي حصل عليها هؤلاء خلال امتحان المستوى والمقابلات التي عقدها الصندوق لاختيار المشاركين.
وأضافت ''بعد مرور قرابة ثلاثة أشهر، ظهر أثر المهارات الاجتماعيّة في سلوكيّات الطلبة، كما ظهرت نتائج استفادتهم من مهارات اللغة الإنجليزيّة والحاسوب، خلال الامتحانات التي عقدها لهم البرنامج''.
أما المدرّبة رنا إبراهيم فقد أكّدت تحسّن مستوى الطلبة في مهارات الحاسوب واللغة الإنجليزيّة إلى جانب المهارات الاجتماعيّة، وقد ساعدهم البرنامج في التعرّف على بيئة أخرى، كسروا من خلالها حاجز الخجل، واكتسبوا مزيداً من الثقة بالنفس، كما استطاع البرنامج أن يكسر حاجز الخوف من التعبير عن أنفسهم باللغة الإنجليزيّة، موضحةً أن التدريس يتمّ بالطرق الحديثة التي تشجّع الطالب على الإقبال عليها.
من جانبه، أوضح مدير صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، طارق عوض، أنّ الصندوق تحمّس لتطبيق برنامج (مايتك) في الأردن؛ لأنّه يخدم الشباب، ويوسّع مستوى معرفتهم وتحصيلهم الثقافي والعلمي، ويطوّر من مهاراتهم الاجتماعيّة، امتداداً للدور الذي دأب الصندوق على تأديته تجاه شباب الوطن.
وبيّن عوض أنّ الصندوق تكفّل بتدريب القائمين على البرنامج، وقدّم جميع التسهيلات اللازمة للاستفادة منه، إذ تمّ إيفاد المدرّبين للانخراط في دورات مكثّفة استمرت ثلاثة أسابيع في تركيا وعمّان؛ لدراسة المناهج الذي يتلقاها الطلبة على أيديهم، موضحاً أن الصندوق يُجري تقييماً دوريّاً للبرنامج، وهو بصدد التوسّع فيه، ليشمل مناطق أخرى من المملكة في مراحله المقبلة.
رد مع اقتباس
المفضلات