احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الثانوية العامة و كوابيسها

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669

    الثانوية العامة و كوابيسها






    تعيش آلاف الأسر الأردنية حالة استنفار لا مثيل لها في العالم أجمع؛ والسبب في ذلك هو امتحان الثانوية العامّة. ويبدو أنني من الأشخاص الذين امتد إليهم رعب الثانويّة العامة؛ وباتت كوابيسه تهدد أحلامي.
    قبل حوالي أسبوع أستيقظت مذعوراً بسبب هذا الكابوس؛ حيث وجدت نفسي في قاعة الامتحان ثانية بعد أكثر من (30) سنة للإجابة عن أسئلة امتحان الفيزياء. قرأت أسئلة الامتحان مرات ومرات ولك من دون جدوى؛ وخرجت من قاعة الامتحان وأنا في غاية الإحباط. عدت إلى البيت أندب حظي، وعقدت الاسرة اجتماعاً طارئاُ تولدت عنه جملة حلول، الاول منها: توجيه رسالة عتب إلى وزير التربية والتعليم والثاني أتت به البنت الصغرى، وقالت: لماذا لا تشتري المذكرات المنتشرة في طول البلاد وعرضها، وهي تساعدك في التعرف إلى الأسئلة المتوقعة وإجاباتها الأنموذجية ، وهي من إعداد أساتذة يتمتعون بخبرات لا مثيل لها، وهم أصحاب تجارة لا تبور. إلا أنّ هذا الاقتراح لم يلق استحسان الوالد وقضت الأسرة ساعات وهي تبحث جملة الحلول المقترحة ولم تستقر على رأي. أدركني الصباح، وفتحت عيني على حقيقة أنني لست في الأردن، عنواني ومسقط رأسي، وأنني لست من طلبة الثانوية العامة، ولكن جميع أبنائي وبناتي من الأردنيين والأردنيات على مقاعد الدراسة ويتهيئون لامتحان الثانويّة العامة؛ وأنّ هناك حاجة إلى لفت نظر المسؤولين في التربيّة والتعليم إلى جملة مسائل وقضايا. ولكن، بعيداً عن الوصفات الجاهزة والانتقادات التي لا تنفع ولا تفيد.
    ليس وزير التربية وحده المسؤول عن منظومة التربية والتعليم. إنّها مسؤولية مجتمعية. ولو أمعنا النظر في مدخلات ومخرجات هذه المنظومة لأدركنا أنّ إصلاح الخلل ليس مسؤولية الوزير أو طاقم الوزارة فقط، بل نحن جميعاً نتحمل المسؤوليّة، وبخاصة حملة الألقاب العلميّة من مختلف المجالات المعرفية والتخصصات. وهذه قضية من القضايا الساخنة التي لا أرغب الخوض فيها الساعة، وسأحاول معالجة بعض جوانبها في مقالات لاحقة.
    ولكن، ماذا أريد أنْ أقول للمسؤولين في وزارة التربية والتعليم؟ يشير واقع الحال في العالم المتقدم أن الطالب ينتقل من مرحلة دراسية إلى أخرى من دون أنْ يترتب على ذلك حالة من الاستنفار والطواريء. وما الثانوية العامة إلا مرحلة كغيرها من المراحل يجتازها الطالب كي ينتقل بعد ذلك إلى الجامعة لاختيار التخصص الذي ينسجم مع قدراته ويتناغم مع ميوله واهتماماته، ويلبي احتياجاته المعرفية والتربوية والوظيفيّة والاجتماعيّة. ويصاحب ذلك برامج مدروسة تساعد الطلبة في التغلب على المشكلات المختلفة التي قد تطرأ أثناء الحياة الدراسيّة للطالب/ الطالبة.
    إذا قدر لك أنْ تعيش في أميركا أو أوروبا ستجد أنّ الحياة مستمرة بروتيناتها المعتادة، والمنظومة التربوية تقوم بواجبها في مجال التنشئة الاجتماعيّة وإعداد الطلبة للأدوار المتوقعة منهم، وتنشغل باقي الوزارات في تهيئة المستقبل وإعداد الخطط الاستراتيجيّة التي تكفل لهؤلاء المستقبل الذي يليق بهم بوصفهم بشراً منتجين. لذا، ترى أنّ كل حركة أو إجراء يندرج في إطار التخطيط الاستراتيجي طويل الأمد.
    وكي تكون هذه المعالجة مفيدة للجميع، أرجو أنْ تسمحوا لي بتوجيه الرسائل المختصرة التالية: أولاً، معالي وزير التربية والتعليم:.
    هل يجب أنْ تكون نسبة النجاح ضمن الحدود المتدنية المتكررة كل سنة كي يقال أننا نراعي المعايير الدولية؟.
    هل يعقل أنْ ينجح الطالب في (11) صفاُ، ويقدر له أنْ يتجرع مرارة الإحباط والفشل في الصف الثاني عشر؟ وهل في مقدورك تفسير هذا من الناحية التربوية، وانعكاسات هذا الفشل وتأثيراته المختلفة؟ هل تعرف قصة معلم الرياضيات الذي أبدع في تعذيب طلبته، وتمكن من قتل موهبة احدهم وتكبيل تفوقه في الرياضيات، وانتهى به الأمر يقود سيارة أجرة، ولا يريد أنْ يعرف من الرياضيات سوى العمليات الأربع (الجمع، والضرب، والطرح، والقسمة) ويمارسها على إيراداته من هذه المهنة ونفقاته المتواضعة على متطلبات حياته ووظيفته؟ هل ستعمل الوزارة بأسلوب مختلف يزيل من نفوس الطلبة رهبة الخوف من الامتحان؟ فهناك تجار الدروس الخصوصيّة والمذكرات، وهناك فئات من المعلمين في مدارسنا الحكوميّة والخاصة تمارس تخويف طلبة الثانويّة العامة، بعبارات مثل ستكون لكم الوزارة بالمرصاد، أسئلة هذه السنة ستكون صعبة جداً ، قررت الوزارة أنْ لا تزيد نسبة النجاح هذا العام عن 50% ، عليكم بالأستاذ الفلاني لأنّه يتوقع الاسئلة دائما ، النجاح في الثانويّة مسألة حظ ؛ وغيرها من العبارات التي لا يسمح المجال بسردها.
    هل نتوقع من معالي وزير التربية والتعليم الخروج عن المألوف (بمعنى الإبداع)، وتشكيل لجان من المتخصصين الأكفياء لإعداد خطوط عريضة، ومعايير عامة وأسس دقيقة يسترشد بها كل شخص يكلف بإعداد أسئلة الثانوية العامة؟ وأشير هنا إلى ضرورة الالتفات إلى أن الطلبة ينقسمون إلى فئات مختلفة تختلف باختلاف الجنس، والقدرات العقلية، والميول والاهتمامات، وأنماط التعلم، والاتجاهات، والدافعية ودرجة الالتزام والمثابرة. وهذه جميعها من العوامل المؤثرة في التحصيل.
    هل في مقدور معاليكم توفير بعض الوقت للدخول في حوارات مفتوحة مع عينات عشوائية من طلبة الثانوية العامة تمثل مختلف مناطق المملكة تقوم أنت شخصيّاً بانتقائها؟ إنّهم محور العملية التربوية، وهم مستقبلنا، والطاقة المتجددة للتنميّة لدينا.

    ثانيّاً، مدراء المدارس
    وأعضاء الهيئات التعليميّة


    ما مستوى التهيئة والتحضير لديكم؟ وهل قامت المدرسة بواجباتها تجاه الطلبة والمجتمع، وعملت على تقديم خدمات رفيعة المستوى؟ هل في مقدوركم توفير الفرص التربوية التي تساعد الطلبة في التعلم من أجل التفكير؟ أم أنّ لديكم الخبرة الكافية في مجال التلقين والحفظ وتخزين أدمغة الطلبة بمعارف وخبرات تربوية لا ينتقل فيها أثر التعلم إلى مجالات حياتيّة مختلفة؟.
    إلى ماذا يعزى نجاح الطالب/ الطالبة في الثانوية العامة والحصول على المعدل المرتفع؟.
    إلى أي مدى ينتشر الرعب والفزع، بسبب الثانويّة العامة، بين طلبتكم؟ وما البرامج والخدمات التربوية والإرشادية التي توظفونها للتغلب على هذه الظاهرة؟.
    ما نسبة هؤلاء الذين يعملون على استغلال الوضع القائم في سبيل تحقيق الربح الوفير، والمتاجرة بمصائر الناس؟.
    كم هو المبلغ المرصود لأعمال الدعاية والتسويق في الصحف المحلية بعيد إعلان نتائج الثانويّة العامة؟ وهل في مقدورنا تحويل تلك المبالغ إلى صندوق دعم الطلبة الفقراء أو الاستثمار في تمكين المعلمين والمعلمات والارتقاء بمستوى كفاياتهم المعرفية والتربوية والوظيفيّة والاجتماعيّة؟ هل لديكم أي خبرات مبدعة يمكن توظيفها في تجويد العملية التربوية والارتقاء بمخرجاتها، والارتقاء بمستوى أداءات الطلبة، وتعظيم الحصيلة المعرفيّة لديهم؟ وهل في مقدورنا الإفادة منها وتعميمها على بقية المدارس الحكوميّة والخاصة؟.
    ما القيم التي غرستموها في نفوس أبنائنا وبناتنا؟ وما الذكريات التي يحملونها معهم من مدارس احتضنتهم لسنوات عديدة؟.

    ثالثاً، أولياء الأمور

    هل نجحتم في تأمين المتطلبات المادية والمعنوية اللازمة للمعركة المصيريّة مع الثانوية العامة؟.
    هل تمّ استنفار كل الطاقات الكامنة، وفرضتم حالة الطواريء على جميع أفراد الأسرة؟.
    هل تحتفظون بقائمة أسماء النخبة من المدرسين الخصوصيين ومواعيد زياراتهم، وتسعيرة الخدمة المحسوبة بالدقيقة؟.
    هل استطعتم بناء مكتبة تضم عشرات المذكرات والملخصات التي يدعي أصحابها أنها ستنفع الطلبة في معركتهم المصيريّة هذه؟.
    ختاما، ما رأيكم في إهمال هذه الأسئلة، والعودة إلى المحور الأول الذي يتضمن الأسئلة الموجهة إلى معالي وزير التربية والتعليم، كي نعمل معاً على تحفيز الوزارة من أجل الحصول على إجابات وتحريك إجراءات هي في خدمة أبناء الوطن، ومنظومة التربية والتعليم.

    رابعاً، طلبة وطالبات الثانوية العامة

    لا تفكروا كثيراً في إجراءات وزارة التربية والتعليم، واعملوا على استغلال الوقت بصورة جيّدة، وحاول قدر المستطاع الإفادة من النقاط التالية: الحرص على تحقيق درجة عالية من الصحة النفسية والجسدية، وامنح نفسك وقتاً للراحة، وأنْ لا يقل عدد ساعات النوم عن (6) ساعات متصلة، وكن متفائلاً؛ وما الثانوية العامة إلا مرحلة دراسية كغيرها من المراحل التي مررت بها؛ يجب أنْ تتناول الأغذية النافعة والمفيدة، وأنْ يكون السمك أو السردين من ضمن الوجبات التي تتناولها. فقد أثبتت إحدى الدراسات العلميّة تأثيراتها الإيجابية. والذي أرجوه الساعة أنْ لا يلجأ التجار إلى زيادة أسعارها كما يفعل تجار الدروس الخصوصيّة. كما أدعو خبراء التغذية إلى نشر ما لديهم من معرفة قد تفيد الطلبة في هذا المجال؛ إنّهم أكثر معرفة ودراية بهذه الأمور من التربويين أصحاب الوصفات الجاهزة؛ خطط دراستك، وقم بمراجعة المواد الدراسية المختلفة بحسب جدول زمني مدروس يأخذ في الحسبان طبيعة المادة التعليميّة ومستوى صعوبتها. وأرجو مدراء المدارس توفير بعض الوقت، على حساب الاستعدادات التي تجري على قدم وساق من أجل حفلات التخرج، والالتقاء بطلبة الثانوية لديهم وتعريفهم بأساسيات تنظيم الوقت وإدارته وكيفيّة إعداد جدول المراجعة؛ يجب أنْ تتحلى بالصبر، وأنْ تبذل قصارى جهودك من أجل النجاح، وتذكر دائماً أنّ الالتزام والمثابرة هي مفتاح النجاح، وأنّ الفهم العميق هو أساس التفوق، وفي مقدورك التفوق وتحقيق النتائج المأمولة كما فعل طلبة الأجيال السابقة؛ وختاماً، أتمنى لكم أطيب الأماني، ولا أريد أنْ أثقل عليكم بنصائح أو إرشادات. وأنا على يقين أنّ نجاحكم إنْ هو إلا أحد المؤشرات التي تشير إلى مدى نجاح منظومتنا في عملية التنشئة الاجتماعيّة.

    مجرد قصة، وهي خاتمة

    ولا يفوتني في نهاية هذه المقالة أنْ أشير إلى أنّ هذا الموضوع على درجة عالية من الأهميّة، وهو يتطلب معالجة عاجلة ومخططة ومدروسة ومسؤولة، واسمحو لي أنْ أسرد عليكم ما وقع لي مؤخراً: ذهبت في زيارة عمل إلى الإمارات العربيّة المتحدة، وانجذبت إلى إحدى أماكن التسوق الكبيرة في دبي. دخلت المكان، وتجولت فيه، واشتريت ما أريد، ولفت انتباهي مجموعة صناديق من البلح الجميل، فاشتريت بعضاً منه وعدت إلى الفندق، وما أن تذوقت الحبة الأولى حتى وجدت بقية الحبات طريقها إلى فمي ومعدتي. وعدت في اليوم التالي، وسألت عن مصدرها فقيل لي أنّها من الأردن. وظننت أنّ محدثي قد أخطأ العنوان. وفي الأسبوع التالي سافرت إلى دولة قطر وكانت لي الخبرة ذاتها، وتأكدت من صحة العنوان!! وأن هذا البلح من الأردن. وفي المرة الثالثة كنت في البحرين، وأنعمت النظر في بلح الأردن. وفي الأسبوع الماضي قال لي صاحب إحدى محلات البقالة في مدينة أولم الألمانية أنّ لدي أجود أنواع التمور، وأشار باصبعه إلى الصندوق وقال إنّه من الأردن. والغريب في الأمر أنّ من زرع النخيل ويرعاه ويقطف البلح ويصدره كان مشغولاً به تمام الانشغال، وعمل بإخلاص، ولم تبلعه ظاهرة اللفظيّة المفرطة؛ فجاءت الثمار جميلة وحلوة، وتجسد إبداع المزارع الصبور، وهو الذي عمل بصمت كي يكون البلح الأردني في مقدمة الأصناف الأخرى، وكي يصل التمر الأردني الأجود إلى ألمانيا. وتمنيت أنْ تكون ثمار جهودنا ومشروعاتنا كافة حلوة وجميلة ونافعة كما البلح الأردني.

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sun Jun 2007
    المشاركات
    2,056
    معدل تقييم المستوى
    2260286

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973
    اشكرك على كل جديد

    احترامى

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-04-2014, 08:34 PM
  2. موعد امتحانات الثانوية الثانوية العامة الدور الثاني 2013
    بواسطة A D M I N في المنتدى المنهاج المصري
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-08-2013, 07:52 PM
  3. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-08-2013, 07:51 PM
  4. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 17-07-2012, 09:13 AM
  5. مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 24-08-2010, 10:48 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك