احباب الاردن التعليمي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 13

الموضوع: عشر سنوات على غياب الملك حسين

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Sep 2006
    الدولة
    الاردن
    العمر
    36
    المشاركات
    9,891
    معدل تقييم المستوى
    3506862

    عشر سنوات على غياب الملك حسين




    في مثل هذه الأيام قبل عشر سنوات، أنطفأ الملك حسين باني الدولة الحديثة في الأردن ورجل الدولة الذي قاوم بالأفعال وليس بمجرد الكلام والشعارات الفارغة، كما فعل غيره، المشروع الإسرائيلي وكل المشاريع الأخرى التي تستهدف تفتيت المنطقة العربية لمصلحة دويلات ذات طابع مذهبي وطائفي. لم يكن الحسين، رحمه الله، مجرد زعيم حاول أدخال بعض المنطق إلى العقل العربي فحسب، بل كان أيضا قبل أي شيء آخر رجلا يتمتع بالقدرة على أستشفاف المستقبل والسعي إلى ربط العرب به. نجح أحيانا وفشل في أحيان أخرى. نجح داخليا عندما طور المملكة الأردنية وجعل منها نموذجا لما يمكن أن تكون عليه دولة عربية تحترم مواطنيها كونها تحترم نفسها وتحترم الأنسان أوّلا. وفشل عربيا عندما لم يستطع المساهمة في تحويل المنطقة العربية إلى واحة سلام وأستقرار بعيدا عن التطرف والتخلف.
    نعم، قدّم الملك حسين الكثير للأردن وسعى إلى تقديم الكثير للعرب الذين تنكروا له في معظم الأحيان مفضلين الهزيمة على كلّ ما عداها وأعتبروها أنتصارا. نجح الملك أردنيا وفشل عربيا، إلى حد ما، نظرا إلى أنه لم يستطع وضع العرب على خط التقدم والتطور والديموقراطية بعيدا عن العقد المستحكمة بالشارع. حاول تجاوز العقد غير آبه بما يقال عنه في الشارع. حاول بكل بساطة تحكيم العقل والمنطق والأنتصار بهما على الغرائز بدل أستخدام الغرائز لخدمة أهداف سياسية كا فعل غيره.
    كان الملك حسين قائدا حقيقيا لا يرضخ للشارع وللتخلف الذي يمثله الرعاع. كان يقود الشارع بدل أن ينقاد له. كان زعيما أستثنائيا يرفض أن يكون أسير الشعارات والهتافات وما يسمى "الجماهير". رفض حتى أقامة تمثال له وسط عمان. كان انسانا قبل أي شيء آخر. كان أنسانا يحب الحياة والناس وأن يكون على تواصل مستمر مع أبناء شعبه والعرب الآخرين. كان بكل بساطة يحاول أن يتعلم يوميا من الحياة ومن التقدم الذي يتحقق في العالم محاولا نقله إلى الأردن وإلى المنطقة العربية... أذا أمكن. كان يسعى إلى نقل العرب من الهزائم المستمرة والمتتالية والأنتصارات الوهمية إلى مرحلة تحقيق الأنتصارات. والأنتصارات لا تكون سوى على النفس أوّلا وهو ما لم يفهمه كثيرون من حكام المنطقة الذين عايشوا الملك حسين وكانوا بمثابة أضحوكة بالمقارنة مع ما كان عليه الرجل من أنسانية وتواضع ونبل وشجاعة وعمق في التفكير. مكنت هذه الصفات الهاشمية الراحل الكبير من التعاطي مع أولئك الصغار الذين وصلوا إلى السلطة عبر الأنقلابات ومن تحمل تفاهاتهم وتخلفهم بكل رحابة صدر في أنتظار اليوم سيرحلون فيه عن مواقعهم موفرين مزيدا من المآسي على شعوبهم وعلى العرب عموما. لا مجال هنا لذكر الأسماء ولكن تكفي العودة بالذاكرة إلى الحسين جالسا إلى جانب هذا الرئيس العربي أو ذاك، وهو يسايره، كي يتخيّل المرء حجم الأساءات التي لحقت بالملك الراحل، أضافة إلى مدى قدرته على التحمل أيضا...
    في ذكرى مرور عشر سنوات على رحيل الملك حسين، لا يمكن ألا العودة إلى الظلم الذي تعرض له الرجل وكيف ضاعت القدس ومعها الضفة الغربية بسبب المزايدات العربية وكيف كان يمكن حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن لولا الموقف الباسل للجيش العربي (الجيش الأردني) الذي تصدى في العام 1970 لمؤامرة "الوطن البديل" فأنتصر لفلسطين والفلسطينيين غصبا عن المزايدين من الفلسطينيين وغير الفلسطينيين الذين كانوا يتاجرون بالقضية. وقتذاك، كان اليسار الفلسطيني ممثلا بجورج حبش ونايف حواتمه ومن على شاكلتهما يزايد، كما الحال الآن مع الأسلاميين، من أمثال خالد مشعل ورمضان شلح، الذين يخدمون أسرائيل من حيث يدرون أو لا يدرون عن طريق الصواريخ والعمليات الأنتحارية التي حلت مكان شعارات "كل السلطة للشعب" أو عمليات خطف الطائرات.
    يبقى فوق ذلك كله أن الملك حسين كان رجل المستقبل المختلف. كان يفكر في نظام سياسي متطور يستند إلى حياة حزبية عصرية منذ منتصف الخمسينات من القرن الماضي. أدّت الظروف الداخلية والأقليمية إلى تأجيل العمل بالتجربة حتى تشرين الثاني- نوفمبر من العام 1989. جاء قرار العودة إلى الانتخابات بعد قرار فك الأرتباط مع الضفة الغربية صيف العام 1988 في وقت كان العالم يشهد تحولات كبيرة. كان الملك حسين بين القلائل من زعماء المنطقة الذين أدركوا معنى بدء أنهيار الأتحاد السوفياتي ونهاية الحرب الباردة. هل صدفة أن موعد الأنتخابات النيابية الأردنية جاء بفارق أربع وعشرين ساعة عن موعد تاريخي تمثّل في سقوط جدار برلين؟
    كان الحسين يتطلع إلى المستقبل فعلا. لذلك لم توقع المملكة الأردنية الهاشمية أتفاق سلام مع أسرائيل ألا في تشرين الأوّل - أكتوبر من العام 1994بعد التوصل إلى أتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة أسرائيل في العام 1993. كان التوقيت مناسبا بكل المقاييس. لو لم يوقع الأردن الأتفاق لكان لا يزال يسعى إلى الآن خلف حقوقه في الأرض والمياه ولكان خدم مشروع "الوطن البديل" للفلسطينيين الذي لا يزال يراود عددا لا بأس به المسؤولين الأسرائيليين. خدم الأردن الفلسطينيين عندما أنقذهم من نفسهم في العام 1970. وخدمهم بقرار فك الأرتباط الذي وضع اللبنة الأولى لقيام الدولة الفلسطينية التي قد ترى النور يوما. وخدمهم برسم حدوده مع أسرائيل والضفة الغربية، أي الدولة الفلسطينية المنشودة، بموجب أتفاق السلام.
    أسس الملك حسين لدولة المؤسسات. هذه الدولة سمحت بأن يكون الانتقال إلى عهد جديد على رأسه الملك عبدالله الثاني عملية سهلة وطبيعية. أختار الحسين من هو مؤهل أكثر من غيره لخلافته. وبعد عشر سنوات على غيابه، يتبين كلّ يوم أنه لم يخطئ، بل أتخّذ القرار الصائب. أخطأ كثيرون في حقه عندما كان ملكا، لكنه لم يخطئ في حق أحد ولم يسء إلى أحد. جاء دور التاريخ لينصفه بعد كل الظلم الذي تعرض له. كان بالفعل ملك العرب الشرفاء حقا. كان ملكا يحلم بمستقبل أفضل للعرب، مستقبل يقوم على السلام والتسامح والعدالة والأرتباط بكل ما هو حضاري في العالم. متى يرتفع معظم العرب إلى مستوى الملك حسين، الرجل الذي لم يدركوا بعد مدى أهميته؟ أنهم معذورون في ذلك. كان الفارق بينالفكر الطليعي المتقدم للملك حسين وما يفكر به الشارع العربي يزيد على عشرين عاما. المشكلة أن الهوة تزداد مع الوقت بدل أن تتقلّص!

    المصدر : ايلاف

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669
    رحل عنا لكنه في قلوبنا
    رحمه الله
    مشكور اخي
    سلمت

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jul 2008
    الدولة
    IN SKY
    المشاركات
    14,119
    معدل تقييم المستوى
    2147514
    رحمه الله
    مشكورك اخي

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Feb 2009
    المشاركات
    41
    معدل تقييم المستوى
    0
    ربنا يرحمه

  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973
    رحمة الله على

    اشكرك رفيق

    ودى

  6. #6
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Sep 2006
    الدولة
    الاردن
    العمر
    36
    المشاركات
    9,891
    معدل تقييم المستوى
    3506862
    رحم الله الملك الباني

    رحمك الله يا ملك القلوووب

  7. #7
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue Feb 2009
    المشاركات
    36
    معدل تقييم المستوى
    0
    الله يرحمك يا ابا الحسين ويجعل الجنه مثواك
    ووفق الله ابو الحسين وسدد طريقه الى الخير انشاء الله

  8. #8
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Thu Dec 2008
    العمر
    40
    المشاركات
    856
    معدل تقييم المستوى
    16
    رحل عنا لكنه في قلوبنا
    رحمه الله
    مشكور اخي

  9. #9
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Oct 2008
    العمر
    49
    المشاركات
    18,642
    معدل تقييم المستوى
    30609

  10. #10
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Aug 2008
    الدولة
    قوات الــدرك
    العمر
    36
    المشاركات
    5,401
    معدل تقييم المستوى
    21
    رحمه الله ملك الملوك

    اخترامي لك اخي على الموضوع

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-08-2016, 05:57 AM
  2. الملك يزور لواء الملك حسين بن علي المظليين 30
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى جريدة الراي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-11-2012, 04:40 PM
  3. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 25-07-2012, 05:26 AM
  4. عشر سنوات على غياب الملك حسين...
    بواسطة ملكة الاحزان في المنتدى منتدى الاخبار العربية والمحلية
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 10-02-2009, 11:24 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك