السيدة صبيني تومسون لم تكن لديها أدني فكرة عما تعانيه ابنتها ذات الأعوام الثمانية جيسيكا إلا بعد أن بدأت بعض الأعراض تظهر عليها في السنة الماضية وتقول السيدة تومسون أن جيسيكا بدأت تشتكي وبشكل يومي من أوجاع في المعدة كلما حان وقت المدرسة. ولكن المشكلة أخذت تبرز بعد أن مرضت جيسيكا في يوم ما الأمر الذي اضطرت فيه للتغيب عن المدرسة، حيث أخذت ترفض الذهاب.
ومن جانبهما بدأ الوالدان يسألان ابنتهما عما إذا تتعرض للمضايقة من المدرسات أو لديها مشكلة في واجباتها المنزلية أو مع صديقاتها في المدرسة ولكننا لم نتوصل الى شيء، والحقيقة كانت أن مشكلتها وشكواها من المرض تكمن في أنها تعيش هلعاً مرضياً من المدرسة حسبما ذكرته والدة جيسيكا الخوف من الذهاب للمدرسة الذي يمكن أن يتطور في أي وقت ليصبح حالة في مجرى الحياة الدراسية وربما لا يربط بالأسباب الواضحة لاستفحاله أو عدم القدرة في مواكبة الأعمال - يعزى لسوء الفهم الكبير للاضطراب النفسي الذي يلازم الأطفال في مرحلة من مراحل حياتهم. وحتى بالنسبة للمعلمين فإنهم ينظرون الى ذلك علي أساس أنه حالة مزاجية ولابد من كبح شديد لها وفي حالة جيسيكا تومسون، كانت المدرسات في البداية متعاطفات ولكنهن زدن الضغط عليها فيما بعد من أجل أن تعود للمدرسة وتقول والدتها إن المدرسات فشلن في إدراك أن اللقاءات الاحتجاجية لعدم حضورها وجعلها هدفاً في معظم الصباحات جعل جيسيكا تشعر بأنها قضية خاصة وهذا ما زاد الأمور سوءاً .
وتضيف لم يطرأ أي تقدم إلا بعد أن أخذناها الى اختصاصي نفسي في الأطفال الذي عالج نقاط قلقها باستخدام أساليب التنفس.
يقول الدكتور نايجل بلاج- وهو باحث نفسي تربوي والذي يبحث في هذا الموضوع منذ السبعينيات- الخوف من المدرسة عبارة شمولية تعطي لأكثر من حالة عندما يرفض الطفل الذهاب الى المدرسة .
إنها صيغة أو شكل من الخوف العصاب الانعزالى تقريباً، ولكن في السنوات اللاحقة تصبح أكثر تعقيداً لأن الطفل قد يعيش تجربة نوبات الرعب والتي لا تكون فيها المدرسة هي السبب غير أنها عندما تحدث في هذه السن تعتبر المدرسة هي السبب. وقد يكون البيت أساس المشكلة- كأن تكون العائلة قد رزقت بمولود جديد أو نتيجة للمشاجرات البينية.
وببساطة عندما تكون المشكلة مرتبطة بالمدرسة فالسبب يكون عادة الطلب من الطفل أن يقوم بشيء يجعله غير سعيد. ولكن عندما تكون المشكلة في المدرسة تبدو المسائل أكثر محيرة بالنسبة للأهل.
ولكن هناك أعمار محدودة يبلغ فيها الخوف من المدرسة ذروته فمثلاً كسن الخامسة- عندما يبدأ الأطفال في سن مبكرة دراستهن أو في سن الحادية عشرة أو الثانية عشرة عندما يتحول الطفل الى المدرسة الثانوية أو في الرابعة عشرة عندما يدخل مرحلة الوعي الذاتي.
ويبدو أن الأطفال الانطوائيين هم الأكثر عرضة للاصابة بالخوف وكذلك الأبناء الأصغر سناً الذين يعيشون المعاناة حيث يكون على وشك الوقوع بها. وتقول الإحصائيات إن 4% من الأطفال يعانون العصاب الانعزالى قبل سن الحادية عشرة. وفقط 1% يعانون الخوف من المدرسة في السنوات اللاحقة فيما يبقى الأطفال الأكبر سناً عرضة للخطر في أن تصيبهم الفوبيا خلال مرحلة البلوغ وعند ذلك قد تتحول الى كآبة واضطراب ذهني وتشتمل التأثيرات النفسية لحالة الخوف من المدرسة على آلام في الحنجرة، وأوجاع المعدة والرأس والصراخ عندما تذكر أمامه المدرسة والتبول أثناء النوم.
ويقول الدكتور بلاج أما النقاط التي يجب أن يقوم بها الآباء إذا اعتقدوا أن طفلهم يشكو من تلك الحالة، فهي- أولاً- المحافظة على الهدوء لأن القلق قد ينتقل للطفل ومن ثم الذهاب الى الاخصائي للتأكد من أن الحالة غير نفسية ومن ثم مناقشة المدرسة مع طفلك على أن لا تقبل الشكوى الأولى التي يقدمها، لأن الطفل لا يدرك الأسباب الحقيقية للمشكلة لذلك أنه يقدم هذا السبب حتى ينهي المناقشة وتعد المشكلة الأصعب في أنه كيف يمكن إعادة الطفل الى الصف- وتقول نيكي لايدبتر من إحدى الجمعيات النفسية لقد سمعنا بقصص مروعة عن الأطفال الذين يحاول الآباء إعادتهم للمدرسة وعند فصل هؤلاء عن زملائهم أو بوضعهم مع التلاميذ الذين يعانون من صعوبات في التعليم يؤدي الى خلف المزيد من القلق.
ولجعل الأمور تسير نحو الأفضل لابد من اخصائي نفسي بالأطفال حيث سيقوم بجهد مميز واستثنائي مع الطفل المريض وعند ذلك من الممكن حل المشكلة في غضون أسابيع.
رد مع اقتباس
المفضلات