أحيانٌ كثيرة يتملكني اليأس مني ومنا ومن كل شئ
بقايا أمة تحتضر ..
غثاء كغثاء السيل , ففى مظاهراتنا نهد الأرض هدّا , تتزلزل الأرض تحت أقدامنا
نصرخ
تكبير..
الله أكبر الله أكبر
نملأ الأرض ضجيجاً
نبكي وننتحب ..
نشجب وندين ونستنكر
نستخدم كل معاني الحنق
نستعمل كل الكلمات الدالة علي الغضب
نخترع قواميساً جديدة وكلماتٍ جديدة وعباراتٍ جديدة
نسبّ ونلعن ونكفر بكل الطواغيت
ودوماً نجني الثمار وتتحقق لنا الفائدة
خرافٌ في كل مكان تذبح حسب الشريعة الصهيونية , ومخانيث يباركون هذا الذبح بل ويركعون مقدمين كل فروض الطاعة والولاء لأرباب العهر ..
نصرخ ثانية ..
ونبكي
ونهز الأرض تحت أقدامنا .. تكبير
وخرافٌ جديدة تذبح , وحرماتٌ تنتهك ومقدساتٌ تدنس
شعوب الكلام
أبطال الخطب العصماء والكلمات الثائرة , هنيئاً لكم الجرح الجديد
أمس اغتصب أعداؤنا بغداد , دنسوا مقدساتها وعبثوا بتاريخها , قتلوا أطفالها ورملوا نساءها ولم يحترموا شيبة شيوخها وبكيناوانتحبنا وجلسنا ننتظر
الاغتصاب الجديد والدم الجديد ..
وهاهو عدونا - ياشعب الكلام -يلبّي رغباتنا ويهبنا ذكرى جديدة فهنيئاً لنا الذكرى الجديدة , غزة المكلومة , ذكرى نقف عندها الآن
نتظاهر , نصرخ
نشجب نكتب الشعر ونذرف الدمع
ننمق الكلام ونحرق الأعلام
ولن تكون غزة الجرح الأخير -أيها النائمون - فمنذ مئات السنين ونحن نعيش الجرح تلو الجرح وكلها جراح عميقة وممتدة نزفها مازال مستمراً .
غزة , جرحنا الجديد
آهِ .. آهِ ياغزة
والله لن تجدي الكلمات فالكلمات ليس لها قيمة الآن فوالله لو جمعنا كل كلمات الاعتذار وقدمناها لك وأهلك ماشفعت لنا عندك أو عند ربك..
ولا أجد أيضاً ما أوجهه إلي شعب غزة الصامد وتراب غزه الطاهر
لا أجد ما أعتذر به لأطفال غزة ونساء غزة وشيوخ غزة ومساجد غزة ..
لا أجد كلمات وأظنني لن أجد
هنيئاً لكم الجنة يا أهل الرباط وهنيئاً لنا العار
هنيئاً لكم الشهادة وهنيئاً لنا التغني بالكلمات والأشعار
هنيئاً لنا ذكراك ياغزة
ولا تقلقي , فلن نخذلك وسنحتفي بك الاحتفاء الذي يليق ..
سنتذكر دوماً يوم اغتصبك الصهاينة , سنبكي كثيرا وننتحب
سنصرخ وندين كل ما حل بك ..
سنأخذ ثأر الأطفال والنساء
وأنا عن نفسي سأعلق علي جدار غرفتي ألف ألف صورة لأطفالك المذبوحين وشيوخك ونسائك ومساجدك التي هدمت ومقدساتك التي انتهكت ..
سأبكي عليهم جميعاً , فلا تخافي ولا تحزني ..
سأحرق كل صباح و مساء أعلام المغتصبين
وسأضع علي صدري دومــاً أعلام فلسطين
أهل غزة الأبرار
أنتم أنتم الرجال
أنتم اخترتم الجنة .. فهنيئاً لكم بها
نصركم الله وثبتكم , فإن انتصرتم يا أهل الرباط فلن ندّعى يوماً أننا شاركناكم هذا النصر وإن هزمكم أحفاد القردة فتأكدوا أننا سبب هذه الهزيمة ..
فنحن من خذلناكم ونخذلكم دوماً ..
بخلنا عليكم بكل شئ غير الكلام ..
هنيئاً لكم يا أهل غزة الجنة والشهادة
وهنيئاً لنا جمع الأرقام وإحصاء التواريخ والذكريات ..
أهل غزة
لا تقلقوا فدوماً سنتذكر هذا اليوم 27/12/2008 وسنحتفي به جيداً كباقي الأرقام
وسنبكي كل عام عندما نتذكر هذا اليوم كما دوماً نبكي عندما نتذكر باقي الأرقام
منتظرين أن يمن علينا الأعداء بذكري جديدة وتاريخ جديد وإحصاءات جديدة ..
فهنيئاً لنا الأرقام والذكريات ..
ولهواة الأرقام من شعب الكلام
ذبح الأعداء من فلسطين منذ نشأتها حتى الآن 262 ألف شهيد مضافاً إليهم ما تراه من شهداء هذه الأيام
وجرح الأعداء من أهل فلسطين الأبرار 186 ألف ..
والبقية آتيه يا أهل الكلام ..
المفضلات