أعانك الله يا غزة هاشم
غزة هاشم تعيش اليوم محرقة نازية حقيقية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، الصهاينة الأشرار أشعلوا سماءها ناراً وأحرقوا أرضها وعبادها.
أمر مرعب وحزين ما يحدث لقرابة مليون ونصف أو أكثر يقطنون غزة يعانون الموت والقتل والتدمير والتشريد الذي فرضه العدو عنوة ليدفعهم إلى الهجرة القسرية وتفريغ الأرض من شعبها.
أي حزن هذا الذي نعيشه ونحن نشاهد ليلاً نهاراً وعلى شاشات التلفزة عويل النساء والأطفال والشيوخ تتعالى في الآفاق يستصرخون ويستغيثون يطلبون العون والخلاص، نمد لهم يد العون بمساعدات إنسانية ضرورية وبقدر الإمكان، لكن هل هذا يكفي لمثل تلك المأساة المريرة، هل هذه المساعدات تنهي حال البؤس والمعاناة الواقعة تحت اجتياح وحشي. وهل النداءات المتكررة التي يدعو لها العرب بانعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن ستوقف جرائم إسرائيل النازية بحق الشعب الفلسطيني الآمن.
نتساءل ماذا فعل مجلس الأمن، ومنظمات حقوق الإنسان للقضية الفلسطينية منذ اتفاقية أوسلو التي ما كانت إلاّ تهدئة بلا قناع. هل أوقف الاستيطان واستيلاء إسرائيل على الأرض الفلسطينية؟ هل وقف في وجه إغلاق المعابر وجدار العزل العنصري الذي طوّق كل مدينة فلسطينية حد الاختناق؟ بالتأكيد لم يفعل شيئاً، فماذا نتوقع منه تجاه هذا الاجتياح الوحشي البربري.. حتماً لا شيء. لأن الصهاينة لا زالوا يتلاعبون به وبالعالم بديموقراطية مزعومة ومنقوصة.
الحديث عن أي مفاوضات منذ الآن وصاعداً لن يثمر، لأننا أمام عدو متعجرف متطلب متعال. لا بد من عمل جاد يحقق للشعب الفلسطيني كامل حريته ويعيد الحقوق إلى أهلها آن الأوان لكسر جدار الصمت والخزي الذي حجب عنّا الرؤية الحقيقية والسكوت على ضياع الحق العربي. لنستدرك من الحدث المحزن أنه لم تعد تجدي الاستهانة بالأمور المفصلية التي طوقتنا باليأس والخنوع، وعلينا أن نستمد القوة والإقدام من صمود الأهل في غزة المكبلين داخل سجن عتيد تدك بهم الآلة العسكرية الإسرائيلية التي حرقت كل حي، وهدمت كل قائم. وبالرغم من كل هذا الهول، خلف النار والدخان، وخلف القتل والدمار، هناك غزة هاشم التي لا تراها عيون الغزاة الحاقدة، لكننا نحن نراها بعيون الغضب، بعيون أبطالها الذين رفضوا الاستسلام والرضوخ. وكسروا حاجز الصمت العالمي الغارق في الظلام، وتجاوزا بشكيمة هائلة جحيم الغارات الجوية والقوات البرية والدبابات الفتاكة ، وعززوا الصمود البطولي ووحدوا الكلمة والصف، وطالبوا قادة الفصائل التنازل عن اختلافاتهم السياسية ليصبحوا جميعاً صفاً واحداً أشدّاء على الكفار رحماء بينهم في مواجهة عدو عاتٍ واجتياح غاشم تفاقمت بموجبه الأزمة الإنسانية في القطاع.
ليلقنوا الصهاينة درساً لن ينسوه أبداً. فهم لم ينعموا بالأمن طالما حرموا شعباً آمناً من وطنه، وستكون غزة مقبرة لهم بحول الله.
هي أيام ستنتهي بتحقيق النصر باذن الله لأن المقاومة ستظل مستمرة وستسقط المقاومة نظرية الأمن الإسرائيلية لأنها الخيار الاستراتيجي للمقاومين وهي واجبة وملزمة لا حياد عنها. وستظل المرابطة في خندق واحد قوية متينة حتى يبزغ من هذا الخندق فجر الحرية والتحرير، وسترتفع فوق جداراته رايات النصر إن شاء الله.
سلام عليك يا غزة هاشم يا رمز الشموخ والكبرياء ويا مبعث الأمل والرجاء. سلام على شهدائك الأبرار الذين أعادوا تاريخ أمجادنا (خالد بن الوليد وأبو عبيدة الجراح) تاريخ حافل ومكلل بالمجد والعز والفخار.
السلام عليكم يا أهلنا في غزة الصمود والثبات. إن الله ناصركم شاهت وجوه القتلة المجرمين. والموت والهلاك للصهاينة المعتدين.
المصدر
جريدة الراي الاردنية
__________________
المفضلات