أصبح الجمال من متطلّبات الحياة، فهو يدل على شخصية الفرد وطريقة تصرفه، ولا نتحدّث هنا عن الجمال الداخلي بل الخارجي! فهذا العصر يمكن أن نعتبره عصر الكماليات بامتياز، عصر الاهتمام بالمظاهر التي في العديد من الأحيان ما تكون خادعة ومضللة ، هو زمن الاهتمام بما نظنّ أن الآخرين يهتمّون لأجله.
لا نخدعنّ أحدًا، إذ نهتمّ بطريقة ارتدائنا الثياب وآخر صيحات الموضة، ونهتمّ بطريقة تصرّفنا "المصطنعة" أحيانًا وبما نضعه من حلي ومجوهرات. فتجد الفرد يتسمّر لوقت طويل أمام المرآة محاولاً إظهار العيوب ليصلحها، والغريب أنّ هذا الأمر لا ينطبق على النساء فحسب إنّما على الرجال أيضًا.
امتدّت هذه الكماليّات لتطال مظهرنا وتكويناتنا الطبيعيّة التي خلقنا بها، فانتشرت عمليّات التجميل حول العالم لتصحيح العيوب التي نحاول مراراً وتكراراً أن نجدها؛ ونلاحظها نحن أكثر ممّا يراها الآخرون فينا. كما نخضع للعمليّة التي إن ما أعجبتنا نعود لنكرّرها، ونتحمّل الآلام والأوجاع حتّى نصل إلى النتيجة المبتغاة. هل نقوم بهذا ليعجب الآخرون بجمالنا ونصبح محطّ أحاديث مجتمعنا أم من أجل راحة بالنا؟
لقد أصبحنا نستدين لنرمّم! والمضحك وجود قرض في البنك يخولّك القيام بهذه العمليّات، لكن بالطبع ثمّة شروط لهذا النوع من القروض. فما يجرى اليوم هو عمليّة شدّ للوجه أو تكبيره أو تصغيره وغيره من العناصر لأنّه ببساطة "لا يعجبنا مظهره" أو لا يلائم وجهنا".
هل من المفترض أن يكون هذا الأمر طبيعيّاً في زمن أصبح فيه التقدّم يؤثّر على ما نظنّه مهمّاً للآخرين!
نعم، لقد طغى الجمال الخارجي على جميع المعايير الأخرى في المجتمعات و"ضرب" عقول البشريّة الاهتمام بالمظاهر الغشاشة. فهل تريدين اليوم أن يشبه أنفك أنف هيفا أم تريد أن تكون مثل مهنّد! ليس هذا بالأمر المستحيل إذ تخطّى التطوّر حدود العقل.
وإن كنت تظنّ أن عمليات التجميل للنساء فقط فأنت واهم جدًا، إذ لم تعد عيادات جراحة التجميل حكرًا على النساء، بل أصبحت تزدحم بالرجال أيضاً، والعدد يزداد شهراً بعد آخر. وقد يظنّ البعض أنّ هذه العمليات تجذب كبار السن أكثر، لكن المفاجأة أن الغالبية العظمى من الذين يجرون عمليات التجميل من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و35 سنة.
تشير الإحصاءات إلى " أنّ فئة الشباب تعدّ الأكثر إقبالاً على إجراء عمليّات التجميل وهذا ليس على مستوى العالم العربي فحسب إنّما على مستوى العالم أيضاً، حيث تتراوح النسب عالميّاً ما بين 28 % لمن تتراوح أعمارهم ما بين الـ 19 والـ 30 سنة وبنسبة 44 % لأولئك المنتمين إلى الفئة العمريّة الممتدّة من 34 إلى 50 سنة وبنسبة 20 % لمن هم فوق الـ60 سنة".
ويميل الشباب دائماً إلى إجراء عمليات تجميل الأنف والشفاه والخدود وشفط الدهون وزراعة الشعر وتكبير أو تصغير الصدر وتفتيح البشرة فيما يميل كبار السن إلى عمليات إزالة التجاعيد على الوجه وإخفائها.
"ولم يكن العالم العربي بمعزل عن هذه الموجة الكبيرة التي اجتاحت أغلب دول العالم فلجأ العديد من الرجال والنساء لإجراء عمليّات التجميل رغبة منهم في تقليد أشكال أو أجساد الفنّانين العالميّين أو العرب، حيث أصبح العديد منهم يجرونها باستمرار ويتنافسون فيما بينهم للظهور إعلاميّاً بصورة متجددة أو(نيولوك) لجذب الناس إليهم وبالتالي لكي تزداد شهرتهم".
ولم تكمن المشكلة يومًا في تطوّر الطب إذ تعتبر عملياّت التجميل مهمّة جدّاً للعديد من الحالات كالتشوّه أو عند حصول الحوادث. إلاّ أنّها أصبحت مستفحلة كي يتشّبه هذا بذاك النجم وتلك بهذه المغنية!!!
منقووووووووووول
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاسطورة
المفضلات