ايمان

**RoBOo3AlwAtaN** · 13-12-2008, 02:16 AM

السلام عليكم ....
قبل فترة كتبت قصة قصيرة سميتها " ايمان " ،

ان شاء الله تعجبكم ......

[grade="00008b ff6347 008000 4b0082"]إيمان[/grade]

كان يمشي تائها على شاطئ البحيرة وسط الغابة ، عندما أحسّ بضيق شديد في صدره ....
مياه البحيرة شديدة الزرقة عن يمينه ، وعن شماله أشجار السندباد ،
والزهور البرية ذات الألوان الرائعة فمنها الأرجوانية والخمرية والبيضاء منها
و الليلكية تنتشر في كل مكان ، تملأ الأرجاء وتسد الأفق ....
وعلى الرغم من سحر ذاك المشهد الطبيعي الخلاب ، كان هناك إحساس بالخوف والإرتباك ...
شيء من الأفكار المظلمة خيمت على عقله .... وغلاف من التشاؤم لف على قلبه المسكين ،
أخذ يتساءل ، لماذا ؟؟ نعم ، لماذا ؟؟!! لماذا هذا التباين العجيب ،
فقليلا جدا ما كان يشعر بنفسه داخل هذه الدائرة من الحيرة الشديدة ....
حيرة ؟! ... كلا ؟! ... بلى ؟!.... بل لا يدري ، حيرة أم ندم ؟؟!! .... أم أي شيء أخر لا يدري ،
كان يظن نفسه يعلم ، لكنه للأسف اكتشف أخيرا أنه لا يعلم شيء ، وبالكاد عرف هذه النقطة ......
بحث عن درب يسير فيه ، دار حول نفسه ، مشى خطوات للأمام ....
ثم أحسّ أنه أخطأ الطريق فعاد ، أين يذهب ؟؟!! ... هل يغوص لأسفل البحيرة علّه يجد مهربا ،
أم يذهب بين أشجار السندباد التي لا يعلم ما بعد مساحاتها الشاسعة علّه يجد ضوءا يهديه إلى سواء السبيل !!
عاد يفكر أين يذهب ؟؟؟
وكان أسرع جواب ... القى بنفسه فوق بساط العشب الأخضر ... وأطلق لبصره العنان ....
السماء في الأعلى صافية .... أخذ يتأمل ما يحيط به ، وعند نقطة ما ثبّت عينيه ، ماهذا ؟؟!!
عصفور بري؟؟!! ما يفعل ؟؟!! يبني عشّا على أحد أغصان شجرة من أشجار السندباد ،
وكيف يختاره ؟؟!! غصنا أخضر ، كثير الورق ، كبير ومستتر ،
حتى يخفي بيته الصغير عن نظر أعداءه ....
إنه يطير فرحا متألقا وهو رائحا وغاديا يلملم الأغصان الصغيرة الجافة ،
ويصفّها ويشبكها ويثبتها بفنّ ومهارة .. فعرشه لا بدّ أن يكون متين الصنع ..
بدأ شعاع من الأمل يتسلّل إليه ، كأنه بدأ يفهم شيئا ..... فجأة ... اطلق صرخة داخلية ، كلا ؟؟!!

[grade="8b0000 ff4500 b22222 ffa500 ff0000"]اذا حابين تكملوها احكولي بكرة ان شاء الله بكملها الكم المسا .....[/grade]
مع تحياااااااااتي ......

**رمز الوفاء** · 13-12-2008, 03:32 AM

اشكرك على طرح هذه القصه

كتير حلوه

ننتظر الباقى

ينقل لقسم منتدى كان ياما كان

**RoBOo3AlwAtaN** · 13-12-2008, 08:10 PM

[grade="00008b ff6347 008000 4b0082"]لعيونك يا رمز الوفا الليلة رح اكمل القصة

[/grade] .....
ولو اني بتوقع انك ما دخلتي للموضوع الا
حتى تنقليه ....هههههه00(
وشكله ما عجب حدا بس رح اكمله ......
لأنه ممكن يعجب الاخوة الزوار على الاقل وان شاء الله يستفيدوا ......

**RoBOo3AlwAtaN** · 13-12-2008, 09:37 PM

تتمة القصة في الرد الاتي

**RoBOo3AlwAtaN** · 13-12-2008, 09:51 PM

[grade="00008b ff6347 008000 4b0082"]فجأة ... اطلق صرخة داخلية ، كلا ؟؟!! .... ما هذا ؟؟!!
شيء بارد التصق بيده ، جفل وتشنج في مكانه ،
ثم قفز شيء من فوقه من جهة لأخرى ....
لم يعد يحتمل ، سقط قلبه بين أقدامه ....
لم يلمح من ذاك الشيء إلا عينان كبيرتان ....
يا لهذا المكان المشؤوم ، لماذا سمح لنفسه ألاّ ينتبه لطريقه حتى ضلّ السبيل ،
وهاهو في مكان مرعب ، ولام نفسه مئات المرات
بل الآلاف ، لماذا لم يسمع النصيحة بألاّ يدخل إلى أي مكان لا يعلم عنه شيء ،
وخاصة لوحده ... لم يسمع وهاهو في المصيدة ...
لا يعرف أين يذهب ، إلى من يلجأ ؟؟!!
وفوق كل هذا ، هذا الرعب مماّ حوله ....
بالتأكيد إن خرج من هنا سالما ، فلن يعيدها ثانية ....
وسيكون مطيعا جدا ... فقط يخرج من هنا سالما ....
من يسأل ؟؟!! من سيسمع صوته من ذلك المكان ؟؟!! من ؟؟!! ......
بدأ نسيم المساء يداعب وجهه ، فأحسّ ببعض الهدوء والانتعاش ،
وعاد إليه بعضا من جرأته
...... نظر يمينا ، لا شيء ، يسارا ، كذلك الحال.....
وقف على رجليه .... أين ذلك الشيء ؟؟
صاحب العينان الكبيرتان ؟؟.... قبل قليل كان هنا ؟؟!!
تشبث بالأرض جيدا ، ما هذا الذي يسحبه من جنبه ؟؟!!
وبكل حذر وهدوء أخذ ينظر إلى يمينه علّه يرى ما هذا .... غزال صغير ؟؟!!
يا للمشاكس المزعج ...
أكلّ هذا الرعب والخوف من غزال صغير !!....

ما أجبنه .... لكن ماذا يريد هذا الصغير ؟؟....
لماذا يجذبه من قميصه ؟؟؟....
لا بدّ أن هناك شيء ما ، فليذهب ويرى .....
آه !! هناك خلف الشجرة كانت الغزالة الأم
وقد دخلت في قدمها شوكة كبيرة آلمتها كثيرا ...
فلم تعد تستطع السير .... والآن حان موعد العمل ...
تقدم وأخرج الشوكة برفق وحذر ،
ثم انتبه إلى جرح صغير قريب ، فشقّ قطعة قماش من قميصه ،
بللّها بالماء العذب من البحيرة فغسل الجرح بالقماشة أولا
ثم ربطها عليه جيدا ...
والآن أنت قادرة على المشي فتحركي كما تريدين لكن بحذر ......
وعندما أراد ان يودعهما ليذهب رأى الغزالين يرفعا رأسيهما إلى السماء ، ثم نظرا إليه شاكرين له صنيعه ....
لم يفهم لماذا رفعا رأسيهما ... لكنّه سلم عليهما وذهب مغادرا ،
ليس إلى مكان معين ، بل تائها كما كان ، أو كان يظن أنه سيعود تائها ....
لكن مهلا ... ما ذلك النور القادم من هناك !!
الظلام بدأ يسدل أستاره على الدنيا ونور يشع ّ ، كيف ذلك !! لعلّه المخرج ،
هيا تفاءل وتشجع وتقدم لترى ما الأمر ... تقدّم .... بدأ يواسي نفسه ،
نعم ، قد يكون مرفأ النجاة بعد كل هذا العناء ......
رسم الأمل أمام عينيه ، ووضع النجاة هدفا ،
فلم يكترث لأمر الحجارة والحصى في الطريق ....
ولم يهتم بالجروح الصغيرة التي احدثتها أغصان الاشجار الجافة المتشابكة في يديه ووجهه ،
وشقّ طريقه قاصدا هدفه وغايته.... وخطوات فخطوات ... كان بعدها يقف مبهورا ....
فهذه النقطة .... نهاية الغابة أو بدايتها ، لا يهم ، وهناك أسفل الجبل كان الوطن والموطن ....
هناك حيث الراحة والسعادة ....
هناك حيث الاهل والاصدقاء .....
هناك حيث كان قبل أن يضل الطريق فيهيم على وجهه ضائعا ....
مشى خطوات للأمام على مهل وكأنها من هول المفاجأه وصدمة الفرحة.....
ثم نزل جاريا يقفز قفزا والدنيا لا تسعه من الفرحة ....
إلى حيث السّلم والأمان......
سألت شيخي ذات يوم : ما سرّ هذه القصة التي ترويها لنا دوما ؟ ،
وما اسم هذا الفتى يا أبتي ؟ ...... قال : يا بنيتي ،
أمّا اسم الفتى فعبد الله أو إن شئتي فسمّه ابن آدم ،
وأمّا الرواية فهي تحكي عن كل انسان عصى الله بعد أن كان طائعا له ، فتاه في هذه الدنيا ،
وهام على وجهه ضالاّ الطريق ، ومتبعا لهواه ودرب ابليس ، لكنّ معدنه لم يتلوث فهو ما يزال معدن مسلم ،
فتراه يعمل موقف خير لا يلقي له بالا لكنّه في الميزان عظيم ،
فيغفر الله له ويرحمه ، ويعيده إلى كنفه ، حيث الطمأنينة والأمن والسلام ......

أعادنا الله إلى كنفه ، وأكرمنا بقربه ، إنّه البرّ الرؤوف السّلام ، أكرم الكرام .....
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين ...........[/grade]