بسم الله الرحمن الرحيم
= = = =
دورة إتقان الاستخارة :
الدرس الرابع :
كيفية تمييز نتيجة الاستخارة " التيسير والصرف " ؟؟

توطئة :
يعد تمييز التيسير أو الصرف من المسائل الشائكة عند كثير من المستخيرين . لأن كثير من الكتب أو الفتاوى لا تتحدث بشكل تفصيلي في المسألة . وهذا ما سوف نحاول أن نفصل فيه في هذا الدرس وما يتبعه من ملحقات .بإذن المولى .والاستخارة حتى تتقنها لابد من ممارستها . فالعمل كما تقدم من شروط إتقان الاستخارة .

أولا : تنويهات مهمة
1) إذا كان لكل شيء سبب ؛ فلا بد لتمييز التيسير أو الصرف في بعض أو كثير من الأحيان من قرينة أو عدة قرائن يصبح المستخير بعدها يعتقد أن الله قد يسر له هذا الأمر أو صرفه عنه ، وهناك عدة قرائن قد تتداخل في بعضها بعضا . وقد يحصل لها تقديم أو تأخير - ولله الحكمة البالغة-.
2) عادة هذه القرائن تتكرر في معظم أنواع الاستخارة ، وسوف يتم ذكر أشهرها وأهمها على سبيل المثال لا الحصر ، والله ولي التوفيق .
3) مما يجب أن يعلم أنه لا يوجد شيء معين يفعله المستخير بعد الاستخارة ، وألا ينتظر شيئا معينا يأتيه كالمنام .
4) كذلك ينبغي التعامل مع قرائن التيسير أو الصرف دون إفراط أو تفريط ؛ فلا يهملها فيفوته ما فيها من تفهيم من الله سبحانه للإقدام أو الإحجام ، ولا يبالغ فيها فيصبح في همٍّ وحيرة في دُوَّامة الترجيحات ، وليعلم أنّ الاستخارة مبنية على التوكل، وفهم النتيجة – التيسير والصرف - مبني على الإلهام .
5) ليكن المستخير على يقين من الله لو كان شرا لصرفه الله ولو في آخر لحظه -وقد تقدم في الشرط الثاني - وإن تيسرت الأسباب في بداية الأمر ، ولو كان خيرا ليسره الله ولو في آخر لحظة وإن تعسرت الأسباب في بداية الأمر .

ثانيا :تعريف القرينة اصطلاحا :

القرينة اصطلاحا : قال الجرجاني: "أمر يشير إلى المطلوب". وهناك فرق بين القرينة والعلامة . فالعلامة تدل على المطلوب .مثل قولنا : ( بيت فلان أمام مسجد كذا ) .
== = = == = = =
ثالثا : قرائــــــــن التيســـــــــير :
القرينة الأولى : انشراح الصدر

1) دلّ حديث البرِّ على أنّ الإلهام تسكن إليه النفس ويطمئن له القلب ؛ لذا فانشراح الصدر يعد من القرائن القوية ؛ وخصوصاً إذا كان مصحوباً بنشاط الهمة للإقدام على الأمر المستخار فيه ، وكل ذلك بشرط أن لا يكون مصحـــــوباً بهوى قوي قبل الاستخارة .

2) الانشراح البسيط قبل الاستخارة لا يؤثر على صحة الاستخارة ، فالإنسان مفطور على الميل إلى العاجلة، ولكن صدق النية في طلب الخيرة وحسن الاعتقاد والتوكل وما يترتب عن ذلك من ثمار كفيل بأن يجعل المستخير بعد الاستخارة أكثر تجرداً مما يساعده على تمييز قرائن التيسير أو الصرف .
وقد نبه الحافظ ابن حجر ((الفتــح: 11/187)) إلى ذلك فقـال :
((والمعتمد أنه لا يفعل ما ينشرح به صدره مما كان له فيه هوى قوي قبل الاستخارة وإلى ذلك الإشارة بقوله في آخر حديث أبي سعيد ولا حول ولا قوة إلا بالله)). كما أن التجربة وواقع الناس يشهدان لذلك.

3) إذا حصل انشراح مخالف لعادة المستخير أو طباعه أو أخلاقه ، كان ذلك قرينة قوية على التيسير ..
ومثاله :
رجل لا يحب الرحلات فاستخار في ذلك فانشرح صــــدره.

4) لا يلزم أن يحصل انشراح في كل استخارة ؛ لأنه قرينة كبقية القرائن ، فقد ينقضي الأمر دون أن يشعر به .
= = = = = = =
القرينة الثانية : علو الهمة
علو الهمة يساعد على تخفيف التعب والنصب وتهون الشدائد في طلب الرضوان ولابد أن يقترن بقول أو فعل ، وتكون قرينة قوية إذا كان علو الهمة غير موجود قبل الاستخارة أو مخالفة لطباع المستخير وعاداته.
مثال :
رجل استخار للذهاب إلى طبيب في يوم معين ، وعندما جاء ذلك اليوم ، شعر بعلو همة فاتصل بعيادة الطبيب ، فعلم أن الطبيب لم يحضر هذا اليوم .ثم استخار على يوم آخر ، فشعر بعلو الهمة ، فاتصل به فوجده ، فذهب إليه .
تنبيهان :
1) لا يلزم من علو الهمة أن يتيسر الأمر ، بل عليه حينها الإقدام على الأمر ، إلى أن ينجلي الأمر بوضوح بتيسير أو صرف . مع العلم أن الصرف قد يقع مؤقتا .
2) ظهور حكمة التيسير أو الصرف من الأمور المهمة التي تساعد على فهم نتيجة الاستخارة ليحصل طمأنينة للمستخير أن استخارته كانت صحيحة .وأحيانا لا تظهر .
رابعا : أسئلة الدرس :
1) ما المقصود بقولنا قرينة تيسير أو صرف .
2) ما الفرق بين القرينة والعلامة ؟؟
3) ماذا على المستخير فعله بعد الاستخارة ؟
4) تحدث عن استخارتين استخرتهما وكيف قدرت تميز التيسير من الصرف ؟؟
== = = =
تمرين تطبيقي للإتقان :" للمناقشة لمن يحب " .
شاب خطب فتاة . فشعرت الفتاة بعد الاستخارة براحة كاملة . ثم انفصلا . وبعد سنة . لازالت الفتاة تشعر بتلك الراحة . فبماذا تنصحوها أن تعمل ؟؟


وهناك بقية في الدرس القادم
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
= = = =