**يصرخ في المذيع...


**يصرخ بأعلى صوته في المذيع يقول له : نحن في غزة نصلّي ستَّ مرات ….وأنتم تصلّون خمساً …هل تصلّون كلّ ساعة على شهيد …!!..وهذه الطائرات التي تحوّم فوقنا في السماء …هل تحوّم عليكم وتقصف الحياة ….لماذا نحن !! …قلتُ له : لا تحتقن ..فالحُرّ صبور …لأنّه هو وحده مَن يقاوم …أنتم المستيقظون ونحن النائمون ….لو نمتم معنا يذهب الأقصى ولا نراه …!...لا تجعل الإحتقان يصفعك ..واصبرْ كما يصبر الثائرون وافعلوا ما يفعل الأحياء …حين تمتلىء الأرض بالموتى …يتشبثون بالحياة …!!,,.كي لا يموت كلّ شيء ……أنتم كشجرة وحيدة في أرض جرداء كانت مليئة بالأشجار …كلّها تكسّرت ..لم يبقَ إلّا هي تعاند الريح والعواصف ……وتعلو كلّ يوم إلى السماء

…هل عرفت : لماذا يقتلك الجميع …!! …لأنّك الحيّ الوحيد …ولا يكفّون عن ضربك إلّا حين تموت ….فمُت إن شئتَ وصِرّ مثلنا …!!! هل يعجبك أن تصير مثلنا ...!!…

...قصف هذه الطائرات لك دليل أنّك حيّ….الحُرّ حيٌّ والجبان ميّتٌ …..فلا تمُتْ مثلنا …إنّهم يبيعون القدس ….ويسهرون مع اعدائهم كلّ ليلة …ويشربون ما يشربون وينتظرون موتك كلّ يوم ….لم يبقَ إلّا أنت تُسمّي أسماء مواليدك عليّا وخالدا وتُعلّم الطلّاب تاريخك ….فلا ترمِ كتبنا كما رماها المغول في أنهارنا …لا تكن كعدوّك كلاكما قاتل ….

.
**- مريم ابونجمة - لو مررت عنها في السوق ..تحسبها شخصاً عاديّاً ..قد رفضَتْ بيع شقّة من عشرين متراً تسكنها …بملايين الشيكلات ال ي ه و د يّ ة ….فقط لأنها تُشرف على المسجد الأقصى ,,وهناك عرّبٌ باعوا المسجد الأقصى نفسه !!

..يعيشون عظماء ولا يدري بهم الناس ..لا يعرفهم سوى خالقهم ..ولا نعرف نحن شرف نفوسهم إلّا في السماء …والكذّابون يُصفّق لهم …وهُم أنذال سارقون …

…وواحدٌ منهم كان سجينا ويعرضون عليه الخيانة كلّ يوم ….ويتمسّك بشرف نفسه ويرفض الإغراء ولا يخون …يقول : ان ضيّعتُ شرَف نفسي ..فمن أنا ….ما أنا إلّا تلك النفس المضيئة …فكيف أعيش في عتمتها إذا أطفؤوا سراجها ……ويخرج بعد حين من السجن ويجد رئيسا عليه نذلاً من أنذال الأمس ….فكأنّ قائده من ال ي ه و د …ولمّا صار صاحبنا العظيم يحيّي بيديه ذلك الخسيس

.

…!.....ذهب الى الجبل يبحث عن الله في حياة فاضلة أخرى …..ولو نام الربّانيون في العراء …..وحدهم …هُم يعملون خيرا - أن لا يتشاركوا مع أولئك في الآثام


.عبدالحليم الطيطي