**اتعجّب من سلمان

.

اتعجّب من سلمان الفارسي : هذا الطوّاف الذي انشغل بحياته العقلية - وما الحياة سوى رحلة عقل -...ولم يحفِل بحياته الماديّة … - وليس سعادة اكبر من سعادة العقل بالعلم -

...أبوه كاهن النار ..حتى كسرى لا يعلو عليه ,,وسيرثُ سلمان هذا المنصب …..ومع ذلك يخرج هاربا الى البيداء ….يبحث عن الحقيقة ….آمن ان الخالق ليس هذه النار …وأنّ الخالق الذي خلق الأشجار وخلق عينيه لم يعرفه بعد …:!!..وهنا القضية : أن لا تعرف خالقك وأن لا تعرف مايريد منك ….ولم يبقَ لك عمر طويل لتعرف ….!
.
…من هو خالقي …وبعد ذلك سأعيش بطريقة أخرى لا ريب …فقبل الله نفعل ما نشاء وبعد أن نعرفه ….لا نفعل إلّا ما يشاء …هو …
..وقبل الله نحسب الحياة هي هذا العمر وكفى ..وبعد أن نعرفه ….يختلف العمر وتصير الحياة حياتين
.
….فخرج الى بيداء الشام لان حياته متعلقة بالحق ….وهو يفهم أنّ حياته لن تبدأ إلّا بعد أن يعرف حقيقتها ….وكيف يتصرّف جنديٌ - مثلاً- في معركة لا يفهم اهدافها
…..وفي بيداء الشام وجد راهباً …فحسبه معلماً قادراً أن يعطيه الحقيقه -تلك الهديّة الثمينة- ….فراح في الليل : وقال: إذا كان لله ولد …فمن منهما خالقي ورازقي ومَن منهما صاحب الجنّة والنار ومن منهما الذي يميتني ويحاسبني ……!!
.
..ومَن خلّق وجهي هذا واحدٌ ..وإلّا لخلقَ كلٌ إله في وجهي أنفاً ,,,,ولاختلفتْ صنعتيهما ….وفي ساعة صدق قال له الراهب : اذهب الى جزيرة العرب ..فكتُبنا تقول أنّ نبياً سيُبعث فيها الساعة ….وهو يشفيك …فالدين الجديد لا يكذب ................................…كما لا تتعكّر قطرة المطر إلّا بعد اختلاطها في الأرض والناس ….!
.
…..ويذهب مع قافلة من العرب …وفي المدينة المنورة يبيعونه عبداً ليهوديّ…كما باعوا يوسف من قبل ...........فالتّجار يبيعون كلّ شيء حتى الأنبياء والصالحين!!................وهو ابن سادنِ نارِ فارس …. …و لا يبالي ,,,عبداً كان أو حراً …المهم أنّه وصل النبع الزلال وسيشرب ويرتو ي من الحقيقة الجميلة ….............وأخيراً سيعرف نفسه...!!
.
: مَن أنا مَن خالقي …إلى اين أنا ذاهب ..ماذا يريد الله وكيف أعيش له ومعه……..المهم عقلي …يعيش اليوم في بحر الحق الشاسع ولا يضرّه جسمي الأسير ….أنا في غنى من حياتي العقلية وإنْ ضاقت حياة جسمي وأنا عبد ……!..العبودية أن لا أتحرّر من الجهل ...والحريّة أن أعانق الحقيقة والنور ..!!
.
,,وتبدأ حياة ذلك السائح الطوّاف ,,,,في المدينة المنورة جنب الحقيقة بالضبط …وهاهو يعيش معها آية آية ..وكأنّ الله يتكلّم معه …في كلّ كلمة تكلّمها مع محمد ( ص) ……
.
..وبعد حين يتحرّر سلمان من اليهودي كما حرّر نفسه من قبل من ضلال ابيه بآلاف من شجرات النخيل زرعها له بيديه محمد (ص) وفَداه ..ونسَبه إلى نفسه وآله …بدل أهله وأبيه ..........لأنّه ما ترك أباه إلّا ليبحث عمَن يرشده إلى حقيقتة ….…
..ويعود إلى فارس في عهد عمر والياً لبعض العراق …
..فالله لا يضيّع أهله ولا يُخسرهم بسبب محبّته والبحث عنه ….........بل نزداد بالله ....ونَغنى ونتّسع .....ولو بعد حين
.
.
.
.
.
.
عبدالحايم الطيطي