**أحبّ المشيَ في ليلة مقمرة


**كان يقول لي : يجب أن نجتهد ونحقّق كل ما نستطيع !!قلتُ له : أنا أحبّ المشيَ في ليلة مقمرة جنب جدول في غابة كثيرة الأشجار ..ولا أحبّ جمع المال …!..ولا كلّ ما يفخرون به …

.

..والآخر قال لي : يجب أن تعدّ ألفاً من التسبيح كلّ ساعة ..قلتُ : وهل يُقَدَّسُ الله بألسنتنا ......!!,,بل أعيش فيما أعيش وأنا شاكر حامد وقلبي يراه وأنا أفكّر في نعمته وأرقُبُ زهرة في الجبال ...كيف خُلقتْ ….وأرى رحمته في الفقير وغضبه على الظالمين

….ثم لا أغضبه بشيء وأنا أعلم أنّي ذاهب اليه ..

.

..وقال آخر : افعل ما يفعله الآخرون ..! ..كن واحدا في طابورهم الطويل ..ولا تغادر القطيع ...فتهلك ..قلت : إنما يموت الإنسان يوم يذوب في القطيع ...فلا ترى في القطيع إلّا القطيع .….!!.ثم أرى آحاداً متفردّين يمشون بعيدا ...ولكنّهم حول القطيع ..!!فأين يذهب الإنسان من الإنسان …!!..إلّا أن يقترب من عقله وقلبه….وأكبر اقتراب أن أفهم ما تقول وتفهم ما أقول …….فيلقى احدنا الحقّ والصدق ....

.

.

**

**ما أطول الطريق الى الله ..فأنا أمشي في الصحراء المحرقة باستقامة إلى ذلك المكان الظليل...لأنّ الإستقامة أقصر مسافة إلى أيّ شيء في صحراء ضائعة لا جهة فيها …………………………………….ولكنّي كلّما مشيتُ أنثني إلى اليمين وإلى اليسار وأعود إلى طريقي التي لا أنساها ...لأنّها هي التي تأخذني إلى ذلك المكان ...فماذا يريد من يَلظى هنا في الشمس إلّا ذلك المكان الظليل ….بالأمس شدّني ذلك واليوم دعّني هذا ...بشَرّهم ولكنّي أعود دائما إلى طريقي ...وسأصل إلى الله وأنا أترّنح شديد التعب والأمل أن يرحمنا الله


عبدالحليم الطيطي